الفصل~~{موقف حرج}~~الثامن و العشرون
في اليوم التالي .........
استيقظت ساكورا ببطء شديد و فتحت عينيها بكسل و تدريجياً بدأت الرؤية تضح لها و هي تنظر أمامها لتجد الفراش فارغ بجانبها فحركت يدها عليه ثم حركت عينيها نحو المرآة التي توجد في غرفتهما لتجده يقف عندها هناك فنهضت قائلة بتعب : ساسكي-كن ! .... استيقظت .
أجابها و هو يكمل استعداداته للذهاب و لم يلتفت إليها بعد : منذ زمن ....
ساكورا بإنزعاج قليلاً : ستذهب للعمل اليوم ؟؟
أجابها : نعم كالعادة .. تعلمين عملي بالأخص لا يمكن التغيب عنه ثانية واحدة .
ثم توجه نحو الباب قائلاً بابتسامة : و الآن وداعاً أراكِ ليلاً .
و خرج من الغرفة و أغلق الباب وراءه لتنظر ساكورا للباب قليلاً ثم تلقي بنفسها على السرير و هي تتنهد و تنظر إلى السقف بشرود .
و في وقت الظهيرة ..........
كانت ساكورا و إينو تجلسان معاً بأحد المطاعم بجانب النافذة و بيد كل منهما عصير تقوم بشربه فقالت إينو بخبث و سعادة بعد أن ارتشفت قليلاً من عصيرها : ساكورا .......
نظرت إليها لتكمل بنفس الطريقة : كيف كانت ليلة البارحة ؟؟ ....... أظنها كانت الأفضل على الإطلاق بما أنكِ انتظرتِها كل تلك المدة !
نظرت إليها ساكورا و هي تقوم بشرب عصيرها ، ظل تبادل النظرات هذا لفترة حتى أبعدت العصير عنها قائلة : حقاً لا أعرف لماذا أتخذك صديقتي المقربة و ليس هناك من هو أكثر منكِ إزعاجاً !! ......
إينو بإلحاح و خبث أكبر : هيا .هيا تكلمي ...... لا تخجلي مني .
أدارت ساكورا عينيها بملل في أرجاء المطعم ثم ثبتتها على النافذة فقالت إينو : هيا ساكورا لن أنتظر طويلاً .
قالت ساكورا بعينين متسعتين : ناروتو !!
نظرت إليها إينو بتعجب ثم نظرت خارج النافذة لتنظر إلى ما تنظر إليه ساكورا فوجدت ناروتو يمر بجانب هذا المطعم يسير في منتصف الطريق تقريباً بملل و هو ينظر أمامه فابتسمت إينو بسعادة قائلة و هي تلوح له : ناروتو .......
اتسعت عيناه قليلاً فور سماع صوتها الذي أخرجه مع عالم الشرود الذي كان فيه و أدار وجهه لينظر إليها بابتسامة قائلاً : ها ! ... مرحباً إينو .
و عندما لاحظ وجود شخص معها نظر إليه لتضعف ابتسامته قليلاً و تختفي تدريجياً و هو ينظر إليها و بدا وجهه هادئاً جداً بينما نظرت إليه و كأنها تسأله عن شيء و لكنه أنزل عينيه عنها بسرعة و نظر أمامه إلى الأرض و هو يرمش بسرعة و كأنه أخطأ عندما نظر إليها حتى ! ثم أعاد رفع وجهه أمامه و أكمل طريقه فنهضت ساكورا بسرعة تاركة إينو و التي قالت بتعجب : ساكورا .. إلى أين ؟!!
لم تلتفت لها ساكورا و كأنها لم تسمعها حتى و اتجهت نحو باب المطعم للخروج و جرت نحوه بسرعة قائلة : ناروتو .. انتظر .
لم يبدو عليه أنه أراد هذا و لكنه فعل فوقفت أمامه و نظرت إليه بعينين تلمعان غضباً قائلة بعتاب :لماذا لم تأتِ ليلة البارحة ؟؟!! .... ظللت بإنتظارك طوال الليل !! ... و عندما لم تأتي ذهبت لرؤيتك في مكتبك و لكنك لم تكن موجوداً أيضاً ... بماذا كنت منشغل بالضبط ؟!!
قرب حاجبيه من بعضهما بتعجب و بدت على وجهه الجدية عكس شخصيته المرحة عادة قائلاً :جئتِ لمكتبي ؟!!
أجابت بسرعة بنفس الأسلوب : نعم .. أنا و ساسكي-كن .... أزعجنا أنك لم تأتي و رغم هذا جئنا لرؤيتك و لكن لم نجدك أيضاً .
ابتسم بسخرية قائلاً : أضعتِ وقتك .....
نظرت إليه بتعجب فأكمل بابتسامة هادئة : أعني لم يكن هناك داعِ لهذا ..... ثم من قال لكِ إنني لم آتي ؟؟!!
اتسعت عينيها بدهشة كبيرة قائلة : مـ .. ماذا ؟!! .... أتراني بهذا الغباء ؟!! .... لم تكن موجوداً ليلة البارحة لم يرك شخصاً واحداً على الأقل !! ......
نظر إليها قليلاً بشك و تدريجياً بدأ بالضحك بهدوء قائلاً : بلى رآني ... و يبدو أنه نسى أن يخبركِ .. صحيح ؟؟!
نظرت إليه بتساؤل قائلة : نسى !! .... من ؟؟ .... و إخباري بماذا ؟؟!!
ابتسم قائلاً : أتيت ليلة البارحة .... فلن أتخلف عن ليلة مهمة كتلك .... و لكنني لم أكن في الاحتفال نفسه ... أعني طلبت رؤية ساسكي خارج القاعة فلم أملك الوقت لمشاركتكما هذا اليوم كالبقية .... قمت بتهنئة ساسكي و أخبرته أن يهنئكِ بدلاً عني عندما يراكِ فلم أستطع الدخول و البحث عنكِ لأن دخولي نوعاً ما سيجبرني على البقاء فلا أعتقد بأنني سأستطيع الرحيل بعد أن يراني الجميع ! .... لذلك اكتفيت بتهنئتك أنتِ و ساسكي عوضاً عن الدخول ......
ربطت ذارعيها فوق بعضهما أمام صدرها قائلة بشك : أهذا ما حدث حقاً أم أن تلك خطة قمت أنت و ساسكي-كن بوضعها لتعدي غضبي ؟؟
نظر إليها لوهلة بدون إجابة ثم قال : لا ... هذا ما حدث ... و معه ما يثبت ما قلته لكِ .... إلى اللقاء .
تحرك للأمام ليتعداها و لكنها تحركت للوقوف أمامه بسرعة قائلة : انتظر لحظة ... حتى و إن كان صحيحاً ..... لماذا لم تأتِ أنت إليّ ؟؟!! .... ألست صديقتك مثل ساسكي-كن ؟؟ .... لماذا لم تأتي إليّ كما ذهبت إليه ؟؟! ..... أمر أنك لم تمتلك الوقت لرؤيتي هذا لا أفهمه و لا يقنعني !! ...... لم يكن هذا ليضيع وقتك و أنت تعلم هذا جيداً ...... قضيت طوال أهم ليلة في حياتي في إنتظارك و في النهاية ..... جئت و لكنك لم تأتي رؤيتي ! ...... حقاً تشعرني و كأنني كنت مغفلة لأنني انتظرتك ناورتو ....... فإن كنت غير مهمة و لا أستحق أن تضيع بعض الوقت من أجلي .. فلماذا كنت أنت مهماً لدرجة أنني حقاً لا أشعر بأنني استمتعت بليلة البارحة كأي أحد آخر !! .... أتكون بجانبي في كل لحظة في حياتي و تأتي في الأهم و لا أجدك !! ...... لم أتوقع هذا أبداً .... لم أتصور أن تفعل هذا و بالأخص في هذا اليوم ..... لم يهمك الأمر .. بكل بساطة ... بينما ظللت أنا كالبلهاء اليوم بأكمله أبحث عنك و أتوقع رؤيتك في أي لحظة لأنه من الطبيعي وجودك معي و أنت تعلم مدى أهمية تلك الليلة في حياتي و لكن ... تركتني ... و لم يهمك ..... كنت أطوق لرؤيتك كثيراً على عكسك .. ألم تكن تريد رؤيتي على الأقل ؟؟!! ... بسهولة .. تخليت عني ..... أيجب أن أكون سعيدة بسماع هذا ؟؟!
للمفاجأة ...... لم تتغير نظراته الهادئة و كأنه لم يعد يشعر !! ، فكلمات كتلك التي قالتها ساكورا الآن من المفترض أن ناروتو دائماً يملك الإجابة على كل منها أو على الأقل له رد الفعل المناسب و لكنه بدا و كأنه لم يسمع أي شيء و اكتفى بقول : انتهيتِ ؟؟
اتسعت عينيها بتعجب أتلك هي ردة فعله على ما قالته ؟!! ، بالطبع لم تجبه ساكورا فنظر إليها قليلاً ثم ابتسم قائلاً : و الآن اسمحي لي .
و تابع طريقه ، شعرت بالغضب من تجاهله لها بهذا الشكل فقالت و هي تقرب يدها لتمسك بذراعه لإيقافه : ناروتو انتظـ ......
لم تكمل بسبب حركة ذراعه المفاجئة و التي أبعدها بسرعة قبل أن تقترب يد ساكورا منها !! ، بدا الإضطراب على وجهه و في عينيه نظرة حادة إلى أبعد الحدود لاحظتها في عينيه اليمنى و التي استطاعت لمحها في ثانية قبل أن يعيد وجهه أمامه ثانية و وقف لثانية لم تستطع فهم مشاعره فيها بسبب تصديره ظهره لها و فجأة تحرك للذهاب فنظرت إليه بدهشة كبيرة من كل ما يحدث هذا ؟؟!! ، فلماذا هذا الآن ؟!! ، ثم استعادت وعيها بسرعة و لسوء حظه وقفت أمامه ثانية واضعة يدها على صدره لمنعه من المتابعة قائلة و هي تنظر إليه بشك حيث بدا وجهه كما كان قبل تركها مما جعلها تشعر أن عقلها هو من صور لها غضبه المفاجئ : لماذا تريد الهرب مني ؟؟!
نظر إليها بعينين متسعتين قائلاً : هرب !! ... لا أبداً .
حاول الذهاب و لكن يدها الموضوعة على صدره أوقفته ثانية فأدار عينيه بإنزعاج قليلاً فقالت ساكورا : تحاول إنهاء حديثنا بأي شكل ! ... و كأنك لا تتحمل البقاء معي ! ... ماذا هناك ناروتو ؟؟؟! ... أأزعجتك في شيء ؟؟
أجاب ببساطة : لا .
حاول الذهاب و لكن منعته يد ساكورا ثانية قائلة بشك أكبر : متأكد ؟؟!!!
ضحك و لكن مازال وجهه محافظاً على جديته قائلاً : ماذا هناك ساكورا ؟!! .... نعم متأكد .
نظر كل منهما إلى عين الآخر لفترة حتى أغلق ناروتو عينيه فجأة و أبعدها عنها فقالت : أرأيت ؟؟ ... هناك شيء تخفيه .
ضحك بسخرية و قام بوضع يده على يدها ليبعدها عن صدره قائلاً : نعم .نعم .... و لكنني خائف فقط من أن يدمر العالم بسبب هذا السر .
نظرت إليه بملل بينما أبعد يدها عنه و سار متعدياً إياها قائلاً : و الآن اسمحي لي فلا أملك الوقت للتحدث معكِ .
ساكورا في نفسها بصدمة : لا يملك الوقت للتحدث معي !!
تبعته بعينيها بتعجب شديد بينما ابتعد هو عنها تدريجياً عادت قائلة في نفسها : منذ متى ؟!! .... ماذا به ؟؟!!!
و فجأة سمعت صوت إينو التي كانت تقف بجانبها قائلة : ماذا هناك ساكورا ؟؟!
صمتت قليلاً ثم أجابت بشرود : لا أعلم .
ظلت تتبعه بعينيها و عقلها مشتت قليلاً بينما كان يسير هو بلا توقف و يبدو أنه منزل رأسه للأمام قليلاً و فجأة وجدت كيبا جاء للوقوف على يساره و من بعدها وضع ذراعه حول رقبة ناروتو و الذي نظر إليه بإنزعاج باسم فقال شيء له و هو يضحك فنظر إليه ناروتو بغيظ مما جعل كيبا يضحك قائلاً شيء ما و من بعدها قفز على سطح أحد المنازل فابتسم ناروتو بحماس و قفز وراءه حيث بدأ كيبا بالهرب و ناروتو يطارده و بدا أن هذا نوعاً من المزاح بينهما ، نظرت ساكورا إلى هذا كله ثم قالت في نفسها : و الآن ماذا ؟؟!! .... ها هو أمامي على طبيعته !! ..... إذاً ماذا كان به عندما كان يتحدث معي !! ...... يملك الوقت لكيبا و لكن لا يمتلكه من أجلي !!! ... كنت أريد التحدث إليه أكثر فلم أتحدث معه منذ يومين على الأغلب .... و عندما أراه يعاملني هكذا !! ...... شعرت بأنه لا يريد تحدث معي و لا النظر إليّ .. عينيه كانتا تحاولان النظر إلى أي شيء إلا أنا !! .... حتى إنه لم يرد مني لمسه !! ..... شعرت بأنه يفضل أي شيء على أن تلامسه يدي أو تقترب منه فقط ! ..... ألهذه الدرجة وصل كرهك لي ؟!! ... لم يعد يحبني لا بأس بهذا ... و لكن ألا ينتبه على الأقل أنه يجرحني عندما يتحدث معي !! ..... أصبحت أشعر بأن جسدي يتجمد بعد أن أتحدث إليه !!
و في اليوم التالي صباحاً ..........
لم تسمح لي بالتحدث معك ليلة البارحة لأنك كنت متعب من العمل أما الآن ..... أخبرني ناروتو بأنني سأجد معك ما يثبت مجيئه .
هذا ما قالته ساكورا التي تقف بغضب أمام ساسكي الجالس على السرير واضعاً قدمه اليسرى على الأرض و مرتدياً ملابس منزلية عبارة عن قميص أبيض و بنطالا ذا لون أزرق داكن و الذي قال ببرود و هو يمد يده لفتح أحد الأدراج بجانب السرير و يخرج منها شيئاً : نعم .... و تلك رسالة لكِ منه .... طلب مني تسلميكِ إياها في الحفلة و لكنني نسيت .
نظرت إليه بتعجب ثم أخذت الرسالة و فتحتها لتقرأها بينما راقبها ساسكي لفترة حتى فجأة وجدها تمزقها و يبدو على وجهها عدم الرضى و أنها مازلت مصممة على موقفها القاسي اتجاه ناروتو بينما ابتسم ساسكي بسخرية قائلاً في نفسه : كم أشفق عليك ناروتو ! ... تأخذ ساعات لتستطيع كتابة رسالة و أجزم أن تلك ليست الأصلية التي أردت إرسالها و عندما ترسل أخيراً تقوم ساكورا بتمزيقها !! .
فجاءه صوت ساكورا بحدة : أتظن بأن هذا كافٍ !! ... مجرد رسالة !!!
نظر إليها ببرود ليخرج شيئاً آخر من الدرج بجانبه قائلاً : لا ... ليست مجرد رسالة .
ثم ابتسم قائلاً و هو يضع يده في الدرج بجانبه : أنتِ أغلى من هذا بكثير ....
أخرج صندوق صغير فضي اللون و إلى حد ما لامع و مزين بشريط وردي من جوانبه مما جعله يبدو جميلاً من الخارج و حركه نحو ساكورا لتمسك به و تفتحه و لترى بداخله سوار ذهبي في قمة الجمال و الرقة لتعيد نظرها لساسكي و قالت : و قد أحضر لي شيئاً كهذا أيضاً .
تبادلا النظرات قليلاً لتقوم ساكورا بإغلاق الصندوق و وضعه على السرير قائلة : مازال غير كافي .
تنهد ساسكي قائلاً : ساكورا ..... أخبركِ بما منعه و أخبرني أنا أيضاً ... و هو حقاً لم يستطع المجيء .
ساكورا بغضب : و لكنه أخبرني أنه جاء و رآك ساسكي ... الأمر متعلق بي أنا فقط .
أجابها بهدوء : نعم .. و لكن لم نكمل دقيقة حتى .. ذهب على الفور .. و بالمناسبة ... لا تكوني مزعجة هكذا ... أنتِ تحملينه أكثر مما يستطيع تحمله بالفعل .... و هو ما يدفعه لكرهك .
اتسعت عينيها بسرعة من تلك الكلمة و التي وضعها ساسكي مع اسم من المستحيل أن تُوضع معه في دائرة واحدة !! ، و لكن سرعان ما قالت بإندفاع : انتظر هنا ... ناروتو من المستحيل أن يكرهني تحت أي ظرف .
رغم أن ساكورا لم تنتبه تماماً لما تقول أو لمن تتحدث إلا أن ساسكي ابتسم قائلاً : أعلم .
و في مكتب ناروتو .......
أريد التحدث معك .
هذا ما قالته ساكورا بجدية و هي تقف واضعة يديها على المكتب أمامه بينما جاءها رده كعادته هذه الأيام ببرود و بدون النظر إليها : لن أستطيع الآن .
ضربت المكتب بغضب قائلة : قلت الآن .
رفع نظره إليها بخوف فجأة قائلاً بدون تفكير حتى : و أنا لم أقل غير هذا !
ثم حرك عينيه نحو الباب قائلاً : مورا ....
أومأت برأسها باحترام و أغلقت الباب ليعيد نظره لساكورا قائلاً : ماذا ؟!!
هدأت قليلاً قائلة : ليس هنا .... لنذهب إلى أي مكان .
عقب بإنزعاج : هيا ساكورا .... حقاً ليس أمامي متسع لهذا !!
قابلته بغضب شديد قائلة : ناروتو .
نهض على الفور قائلاً : إذاً إلى أين نذهب ؟؟
استدارت بتكبر و سارت نحو الباب لينظر إليها بتعجب لفترة ثم تنهد بتعب و تحرك ليتبعها .
و في أحد المطاعم على طاولة بجانب الزجاج ........
تنهد قائلاً : حسناً .. ماذا هناك ؟؟
نظرت إليه ثم قالت بإنزعاج : لن أستطيع التحدث هكذا و أنت تشعرني بأنك تريد الذهاب .
نظر إليها بتعجب قائلاً في نفسه : مزاجها سيء جداً اليوم !! ... ماذا حدث ؟!!
ثم أجابها قائلاً : و هل فعلت شيئاً الآن ؟!!
جاءه ردها : فقط انسى عملك لثوانِ و كن معي هنا .
عقب قائلاً : أنا معكِ بالفعل ... إذاً ماذا هناك ؟!!
تنهدت قائلة : لا فائدة ....
صمتت لمدة بعدها و هي تنظر إلى الخارج عبر الزجاج و يبدو عليها التردد الشديد بينما ينظر إليها هو بترقب بإنتظار ما ستقوله إلى أن فجأة وجدها تنظر إليه قائلة بدون سابق إنذار : هل تكرهني ؟؟
اتسعت عينيه بشدة من سؤال كهذا !! ، فكيف حتى تخطر تلك الفكرة على عقلها !! ، حاول استيعاب سؤالها فابتسم قائلاً بسخرية ممزوجة بشك : أكرهكِ !! .... أنا !! ... هل .. هل تدركين جيداً .. ما تقولينه ساكورا ؟!!
و قبل أن تستطيع الرد حتى أكمل بسخرية أكبر و يبدو على وجه أنه مندهش من سؤالها و لا يستطيع تصديقه حتى : و هل كل هذا من أجل أن تسأليني سؤال سخيف كهذا ؟!!! ... تلك الكلمة أكبر بكثير من أن تضعيها بيننا .... ثم ما الذي أتى بفكرة كتلك لعقلك من الأساس ساكورا ؟!!
أجابته بحزم لإخفاء توترها : فقط أجب .
عقب بسرعة و بساطة و لا يبدو عليه أنه استغرق ثانية بالتفكير حتى : بالطبع لا .
ساكورا بشك و صوت منخفض : و لن تفعل صحيح ؟؟
عقب بنفس الابتسامة الساخرة : صحيح .
فقالت فجأة بما يشبه الغضب و لكن بصوت منخفض : إذاً لماذا تصرفاتك معي غريبة ؟!! ..... أحياناً لا تكون على طبيعتك .... و هذا لا أراه إلا أمامي فقط ..... ماذا هناك ناروتو ؟ .... لم تكن هكذا !!
أجابها بتشتت : ساكورا هل جننتِ ؟؟ ....
قاطعته بسخرية ممتزجة بغضب : جننت !! ........ ناروتو إن كنت قد جننت فأنت من أوصلني لهذا !
أجابها بنفس الأسلوب قائلاً بتشتت : أنا !! .... ساكورا لم يتغير شيء ..... أنا كما أنا لا أرى شيئاً غريباً !
جاء ردها قائلة بجدية : حقاً !! .... و تلك الطريقة التي حدثتني بها ليلة البارحة طبيعية أيضاً ؟!!
نظر إليها قليلاً ثم قال و هو يهز رأسه بتفهم كأنه أدرك شيئاً : ليلة البارحة .......
ثم تنهد بتعب و أنزل وجهه لفترة و لم يجبها بينما تنظر هي إليه منتظرة أن يأتي بتبرير يقنعها و في النهاية تنهد ثانية و رفع رأسه قائلاً : كنت منزعجاً قليلاً و لكن ليس منكِ اطمئني .
ساكورا بإصرار و هي تضرب الطاولة و لكن بصوت بسيط جداً و هي تهمس له : ليست المرة الوحيدة ... أنت تعاملني هكذا دائماً .... و كأنك تعاقبني ناروتو !! .... و أنا حتى لا أعلم لماذا ؟!! ...
نظر إليها بإنزعاج قائلاً : ساكورا .... إن كنتِ طفلة صغيرة لناقشتك في أمر كهذا ..... و لكن أظن بأنه من السخف أن نتحدث عن هذا الأمر من الأساس !!!
تبادلا النظرات لفترة ساكورا بتعجب بينما ناروتو بنظرات جادة فنهضت فجأة قائلة بغضب : إذاً أنا سخيفة ؟!!
لم تنتظر حتى يجيبها بل تحركت ذاهبة من أمامه لولا أنه أمسك بيدها فور أن مرت بجانبه لتنظر إليه بغضبها بينما جذبها هو لتجلس بجانبه و هو يمسك بيدها بقوة لكي لا تذهب ثم التفت وراءه مشيراً لأحدهم و التي تبين أنها نادلة حيث تحركت نحوهم فور رؤية أمره و عندما وقفت عند طاولتهما قالت : ماذا تطلبان سيدي ؟؟
ابتسم لها قائلاً : احضري لنا الغداء .
فقالت ساكورا بغضب : و من قال أننـ ...
وضع يده على شفتيها و قال بابتسامة لتعدي الموقف : هيا .هيا .
نظرت إليهما بتعجب ثم ابتسمت قائلة : طبقك المعتاد سيدي ؟؟
قال بسرعة : نعم هو .
بادلته الابتسامة قائلة : حسناً .. لن أتأخر .
ذهبت النادلة بينما وضعت ساكورا يدها اليسرى على يد ناروتو لتبعدها عنها قائلة : أبعد يدك .... ثم من قال بأنني سأتناول شيئاً معك ؟!!
ابتسم لها قائلاً بلطف : أنا .
نظرت إليه بتعجب ليكمل برقة : أتيتِ إلى هنا لحل مشكلتك معي ....... و أنتِ منزعجة مني من الأساس .... تريدين أن أترككِ تذهبين و أنتِ غاضبة أكثر ... مستحيل .
نظرت إلى عينيه لمدة و كأنها تحاول معرفة مدى صدق كلماته منهما و لكن في الحقيقة ... كان من الصعب أن يكونا هما من يثبتان لها صدقه !! ، فإن كانتا المقياس فستكون كل كلمة قالها صادقة بنسبة مائة في المائة ! ، كانت عينيه صافية تماماً و لم تكن عميقة كعادتها فقط يبتسم نحوها بكل سعادة و هي ما تنعكس من عينيه و نظرته لها و قبل أن يسيطر عليها بالكامل ككل مرة أبعدت وجهها عنه قائلة بابتسامة ساخرة : و منذ متى و يهمك هذا الأمر ؟!!
عقب بابتسامة قائلاً ليساير عقلها و ينتهي من تلك المشكلة : منذ الآن .... أراحكِ هذا الرد ؟
نظرت إليه بسرعة لتراه يبتسم لها و كأنه يريد إغلاق تلك المشكلة بأي طريقة بينما لم تجد هي ما يزعجها منه الآن فسؤالها الذي أحضرته إلى هنا من أجل معرفة جوابه أجابها عليه و الرد الذي تريده أيضاً و رغم غضبها هذا مازال هادئاً و يبتسم لها و بالتالي أثر هذا في موقفها قليلاً فلم تعد تشعر على الأقل برغبة في الغضب! ، مما جعلها تهدأ تماماً و تبعد عينيها عنه و هي تتأفف بإنزعاج و تنظر أمامها و لا تحاول الذهاب مما جعله يرفع يده عن يدها و يضعها على الطاولة ثم يميل بجسده قليلاً ليصدمها بخفة قائلاً بمزاح : بالمناسبة ....
نظرت إليه بطرف عينيها ليغمز لها قائلاً : ما الأخبار مع ساسكي ؟؟ ..
أبعدت عينيها عنه بسرعة ليكمل بخبث : كان متوتراً قليلاً ... أرجو ألا يكون هذا انعكس عليه ليلة خطبتكما .
أبعدت وجهها عنه أكثر ببطء و تنزله خجل و يظهر الإنزعاج على وجهها لإخفاء خجلها قليلاً و لكن لا فائدة بينما استطاع هو أن يلمح هذا الخجل و في هذه اللحظة تحديداً ........ كان هناك صدام صاخب بين شعوريين بداخله ! ، و إن كانت المشاعر أجسام ربما لتدمر هذا المكان من صوت الصدام فقط ! ، و لكن كعادته جعل ما يريده أن ينتصر .. ينتصر .. و هو ما رسم ابتسامة على شفتيه و هو ينظر إليها ......
و بعد أسبوع ......
كان ساسكي في منزل ناروتو حيث كانا يجلسان في غرفة المعيشة و يتحدثان معاً و تعلو ضحكاتهما المنزل فأقبلت عليهما كوشينا و التي جلست على يمين ناروتو ممسكة بذراعه قائلة : مللت من البقاء وحدي ... يمكنني مشاركتكما صحيح ؟؟!
قبل أن يتكلم ناروتو أو يبتسم لها حتى قال ساسكي : لا .
نظرت إليه بضيق ليلقى ناروتو عليه نظرة عاتبة ثم ينظر إليها ثانية قائلاً بابتسامة حنونة : بالطبع حبيبتي .
نظرت إلى ساسكي بانتصار ثم نظرت إلى ناروتو قائلة بسعادة : شكراً .
ثم قالت : إذاً ... ما الذي كنتما تتحدثان عنه ؟؟
ابتسم ناروتو ابتسامة واسعة قائلاً : أتتذكرين هذا الأسبوع الذي قضاه عندنا في قريتك ؟؟
حركت عينيها قليلاً لتتذكر كل شيء ثم قالت : نعم .. ماذا به ؟؟!
أجابها مازحاً : ألا يكفي تذكره فقط ليجعلكِ تضحكين ؟؟!!!
ضحكت بشدة قائلة من بين ضحكاتها : صحيح ... لقد كان كارثة !! ..... الحياة معه صعبة جداً !!
قال ساسكي بسخرية : انظروا من يتحدث !! ..... كم أشفق على ناروتو من الوحش الذي يعيش معه !!
توقفت عن الضحك و نظرت إلى ساسكي بحدة و نفاذ صبر ثم نهضت قائلة : حسناً ..... سوف أذهب لإحضار شيء لتشرباه ثم آتي ... لا تبدآ بدوني .
نظر إليها ناروتو بلطف قائلاً : لا داعي حبيبتي لتجهدي نفسك في إعـ ......
قاطعه ساسكي ببرود و هو يسند رأسه إلى يده اليسرى بملل : دعها تذهب .... لازالت في شهورها الأولى لن يحدث لها شيء .
نظر ناروتو إليه لتنظر كوشينا إليه أيضاً قائلة : لمعلوماتك فقط ... أنا ذاهبة لإحضار شيء لزوجي و لكن بالطبع بما أنك ضيف هنا يجب أن أحضر لك أنت أيضاً هذا كل شيء .
نظر إليها بملل قائلاً : و لم يطلب منكِ أحد أن تحضري شيئاً أيتها المدللة .
نظرت إليه بتكبر قائلة : لا تخف لن أحضر لك شيئاً .
ثم أخرجت لسانها له بلا مبالاة و استدارت للذهاب بينما ناروتو يشاهد ما يحدث بينهما بحيرة قليلاً ، تبعها ساسكي بعينيه حتى خرجت من الغرفة ثم نظر إلى ناروتو قائلاً : حقاً لا أعرف كيف تعيش مع مزعجة من الدرجة الأولى كتلك الفتاة ؟؟!!!
ابتسم ناروتو قائلاً : في الحقيقة لا أرى هذا الوجه منها مطلقاً إلا عندما تأتي أنتِ و تبدأ باستفزازها ..... و لكنها لا تكون هكذا أمامي أبداً .
تنهد ساسكي بملل قائلاً : لأنك لا تعطي فرصة لهذا الوحش أن يظهر ما بداخله .. فدائماً تعاملها بلطف مبالغ فيه.
جاءهم صوت كوشينا من المطبخ قائلة : أرى أن تتوقف الآن قبل أن آتي و أجعلك تندم ........ و لا تحاول الإيقاع بيني و بين زوجي أوتشيها .
نظرا نحو الباب ثم أعادا نظرهما لبعضهما فقال ناروتو له بمزاح و هو يشير نحو الباب : سمعتها .
أبعد ساسكي نظره بضجر عنه ، و بعد فترة عادت كوشينا ثانية لتراهما يتكلمان معاً ثانية ، كان بيدها صينية و فوقها كوبين بهما مشروب ساخن ثم اقتربت من الطاولة التي توجد بين الأريكتين التي يجلس كل منهما متقابلين على واحدة منهما ثم أمسكت بكوب و وضعته أمام ساسكي بقوة ثم جلست بجانب ناروتو و هي تضع كوبه أمامه بلطف و لكن ظلت عينيهما على كوب ساسكي و الذي فور أن انتبها له صمتا تماماً و لم يتكلم أحد منهما لأن الكوب الذي أمام ساسكي تقريباً أكثر من نصفه فارغ و لا يوجد منه إلى قليل من المشروب في نهاية الكوب ثم نظرا إليها طالبين تفسير فابتسمت قائلة بنبرة دائماً ما تغيظ ساسكي و هي تبتسم لإزعاجه :آسفة .... و لكن لم أجد مياه تكفي .
أضاق ساسكي عينيه بغيظ بينما وضع ناروتو يده على فمه يمنع ضحكته التي كان من الصعب جداً كتمها ثم قال : قالت بأنها ستجعلك تندم .... لم تكن تمزح .
و فجأة سمع ناروتو شيء يوضع أمامه بقوة فنظر على الطاولة أمامه ليجد كوب ساسكي بينما يقوم الأخير بسحب الكوب الآخر الذي " كان " لناروتو نحوه و هو يبتسم بتحدٍ قائلاً و هو ينظر إلى ناروتو : لا أظن بأنك تمانع إن تبادلنا ... صحيح ؟؟!
نظر إليه بحيرة قليلاً ثم نظر نحو كوشينا و التي نظرت إليه بحدة و كأنها تخبره أن يرفض فبتلك الحركة وضعها ساسكي في وضع حرج !! ، فأصبح هذا الكوب موجهاً إلى ناروتو الآن و بالطبع كوشينا لن تسمح بهذا فقالت بحزم : لن يتبادل شيء معك ... هذا كوبك أنت و الآخر له .
ابتسم ساسكي و هو يسند رأسه ليده قائلاً ببرود شديد لإستفزازها : أعلم .... و لكنني أقترح فقط .
قالت بنفاذ صبر : لا لن يحدث .
ساسكي بنفس الأسلوب إلا أنه أغلق عينيه أيضاً : كما تريدين .
ازداد غضبها أكثر قائلة : لن تأخذه .
ساسكي و لم يغير حالته بعد : لقد أخذته بالفعل .
استمرا هكذا لفترة لا بأس بها و ناروتو ينظر إليهما فقط و فجأة قال كل منهما بغضب ناظرين اتجاه ناروتو بترقب : ناروتو .
نظرا إلى بعضهما بحدة فور سماع كل منهما صوت الآخر !! ، و بعدها أعادا نظرهما نحو ناروتو و هذه المرة شعر بالخوف من نظراتهما فقال بضجر و هو يبعد وجهه عنهما : أخرجاني من هذا .... ليس في كل مرة ينتهي شجاركما بإدخالي فيه !! .....
نظر كل منهما بغضب للآخر حتى أشاحت كوشينا بنظرها عنه و فجأة سمعت ناروتو يتنهد قائلاً :و لكن لا بأس .... لا مشكلة عندي في أخذ هذا فهو من صنعك أيضاً أميرتي .
نظرت إليه سريعاً لتجده أنه لا يمانع أخذ هذا الكوب بينما اتسعت ابتسامة ساسكي و منع ضحكته و هو ينظر إلى كوشينا و كأن تلك الجولة كانت له هذه المرة فنظرت إليه بغضب شديد ثم نهضت و هي تحمل الكوب الذي أمام ناروتو قائلة بإنزعاج : سأقوم بتغييره .... فلن أجعلك تشربه هكذا ......
ألقت نظرة حادة على ساسكي ثم ذهبت بينما تبعاها بنظرهما حتى ذهبت و سرعان ما أعادا نظرهما إلى بعضهما و تدريجياً بدآ بالضحك بشدة على ما حدث حتى قال ساسكي : تغيرت كثيراً .
نظر إليه ناروتو ليرى ساسكي ينظر إليه بابتسامة مما جعله يبتسم و فهم ما يعنيه من وراء تلك الابتسامة ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان ساسكي واقفاً أمام باب يطرقه بقوة و قد بدأ الإنزعاج يظهر على وجهه قائلاً في نفسه :هل أخطأت في المنزل أم ماذا ؟!! .. لن أرحمك إن كنت قد أعطيتني عنواناً خاطئاً أيها الأحمق .
و فجأة فتح أحدهم الباب وبدون أن يفتح ساسكي عينيه قال بإنزعاج : أكل هذا حتى تفتح الباب نارو .....
قاطعه أنه فور أن فتح عينيه وجد فتاة بعينين حمراوتين و شعر بنفس اللون أمامه بدلاً من صديقه مما جعل الغضب يظهر على وجهه تدريجياً لظنه أن ناروتو أعطاه عنواناً خاطئاً بالفعل و لكنه هدأ بعد فترة و هو يتبادل النظرات معها حتى قالت و هي مختبئة خلف الباب بخوف لا يجعلها قادرة على الابتسام حتى : مـ .. مرحباً سيدي .... هل يمكنني مساعدتك ؟؟
نظر إليها ساسكي ببرود بينما يزداد خوفها من بروده هذا و لكن بدا أنه يجول في عقله أمر ما و هو ما جعله يبتسم فجأة قائلاً : أهذا منزل أوزوماكي ناروتو ؟؟
نظرت إليه الفتاة بقلق فلم تراه من قبل كما أنه بدا غريباً بالنسبة إليها مما جعلها تقول بصوت منخفض و لكن حاولت اصطناع القوة : نـ .. نعم ..... من يريده ؟؟
و فجأة دخل ساسكي المنزل مما يجبر ذات الشعر الأحمر للتنحي عن طريقه بينما هو ينظر حوله ببرود و هي تتبعه قائلة بتوتر و إرتباك : سـ .. سيدي ... انتظر لحظة .... من أنـ ...
قبل أن تكمل سمعا صوتاً من الداخل قاطعها قائلاً بسعادة : ساسكي !!
حرك ساسكي عينيه داخل المنزل ليرى ناروتو يقف هناك بقرب أحد الجدران و لكن سرعان ما اقترب ناروتو نحو الباب حيث قال فور أن وقف أمام ساسكي بمزاح : ظننتك ستخطأ العنوان .
نظر إليه بملل ثم حرك عينيه نحو الفتاة الواقفة بجانبه : و هذا ما ظننته أنا أيضاً !
ألقى ناروتو عليها نظرة سريعة ثم ضحك و أمسك بيد ساسكي قائلاً بسعادة : تعال للداخل .. لم أراك منذ فترة طويلة !
دخل ساسكي و هو يحرك عينيه في المنزل الواسع الذي دخله للتو بينما سار ناروتو قائلاً :اتبعني .
تحرك خطوتين للأمام ببطء حتى سمع صوت الباب يغلق و يرى تلك الفتاة تسير في الاتجاه المعاكس لهما نحو الداخل أيضاً فأمسك ساسكي ذراع ناروتو بسرعة ليوقفه و يقترب منه هامساً بخبث : كنت تجعلني أتأخر يوم آخر لكي لا أزعجكما .
نظر إليه ناروتو بتعجب و عدم فهم حتى هز ساسكي رأسه ناحية اليسار و كأنه يشير لشيء لينظر ناروتو إلى يمينه و يرى الفتاة و هي تسير متجهة للداخل حتى اختفت خلف الجدار و سرعان ما اتسعت عينيه و أعاد وجهه بسرعة لساسكي هامساً : لا .لا .... فهمت الأمر خاطئاً تماماً !
غمز له ساسكي قائلاً : حقاً !
أكمل طريقه قائلاً : أنت لا تصدق ساسكي !
نظر إليه ساسكي بشك و هو يبتسم ثم اتسعت ابتسامته و تبع ناروتو للداخل انحنيا بسيرهما إلى اليمين قليلاً ليظهر مكان يتوسط المنزل و ينفتح على المنزل بأكمله حيث له جداران فقط و به أريكتين متقابلتين و طاولة بالمنتصف عليها فرش فوقه مزهرية حاملة للأزهار بداخلها و جدار خلف كل أريكة بمسافة و بالطبع مزخرفة و مزينة على أرقى مستوى حتى كاد ساسكي لا يعرف أن هذا المكان ملك ناروتو بالفعل !!
جلس ناروتو على أحد الأريكتين قائلاً بسعادة : اجلس .اجلس ... اشتقت إليك كثيراً .....
ليقف ساسكي أمام الأخرى قائلاً و هو ينظر حوله : نعم ... و بمناسبة هذا أين كنت طوال تلك الفترة ؟! ... أرسل إليك رسائل كثيرة و لا إجابة أين كنت بالضبط ؟!!!
وضع ناروتو يده خلف رأسه قائلاً بابتسامة متوترة : كنت منشغلاً قليلاً آسف .
هز ساسكي رأسه متفهماً ثم قال : على كلاً كيف حالك ؟؟
أجابه قائلاً : بأفضل حال .....
قابله ساسكي بابتسامة ثم أعاد النظر في أرجاء المنزل ثانية قائلاً بتعجب : أهذا منزلك ؟!!
ثم جلس مستكملاً : لا يبدو لي كالبيوت السابقة التي استأجرتها !
ابتسم الآخر قائلاً : لقد اشتريته و لم استأجره .
تعجب ساسكي أكثر قائلاً : أنويت الاستقرار هنا ؟؟!
عقب ناروتو بسرعة قائلاً : لا .لا استقرار ماذا .... فقط صادفني أمر ما .....
نظر إليه ساسكي بتساؤل ليكمل : أعني .. صادفني أمر ما في تلك القرية و اضطررت للبقاء قليلاً هنا ... أنهيه و أذهب .
عاد ساسكي بظهره للأريكة قائلاً بملل : و أذهب تلك تعني للقرية أم لم تنتهي رحلتك بعد ؟؟
ضحك ناروتو قائلاً : مازلت لا أعرف حتى الآن .
ابعد ساسكي ظهره عن الأريكة و اسند ذراعيه لقدميه قائلاً بإندفاع : مازلت لا تعرف !! ... و كأنك تهرب من شيء ! ... ألم تشتق للقرية بعد على الأقل ؟؟ .... أعني أرى أن تعود ناروتو .. فعلت ما أردته .. الجميع يحاول معي لإخبارهم بمكانك و أنا أصطنع الغباء لكي لا أنقد وعدي لك ....
قاطعه قائلاً : أحسنت ... استمر على هذا الوضع حتى آخذ قرار .... في الوقت الحالي لن أستطيع العودة أبداً .
نظر إليه ساسكي بضجر ثم قال : و ما المدة التي تنوي البقاء فيها هنا ؟
أجابه بحيرة : في الحقيقة .. لا أعرف بعد .... و لم أفكر في هذا الأمر حتى الآن ... و لكن سأرحل قريباً على الأغلب .
أثناء قول جملة ناروتو الأخيرة كانت الفتاة التي في منزله تقبل عليهما من جانب ساسكي الأيمن حاملة أكواب على صينيه بخجل مع ظهور علامات التوتر و القلق على وجهها فجأة و هي تضع الأكواب التي بها بلطف على الطاولة أمام كل منهما ، نظر إليها ساسكي و هي تضع الأكواب بشك بينما بعد أن وضعتهم ابتسم لها ناروتو قائلاً : شكراً لكِ .
نظرت إليه بتوتر ثم ابتسمت و هي تنحى باحترام ثم استدارت لتعود أدراجها بينما تبعها ساسكي بعينيه ثم أعاد وجهه لناروتو و هو يشير إليه بإصبعه أن يقترب منه لينظر إليه ناروتو بتعجب و هو يتحرك بجزئه العلوي قليلاً نحو الطاولة ليفعل ساسكي مثله و يغمز له هامساً بابتسامة خبيثة: كيف كانت ليلة البارحة ؟؟
نظر إليه ناروتو بتعجب شديد حتى اتسعت ابتسامة ساسكي بخبث ليقول ناروتو هامساً :ألازلت تظن الأمر هكذا ؟؟!
أطلق ساسكي ضحكة صغيرة قائلاً : بلا شك .. ثم منذ متى و تخجل من إخباري بشيء كهذا ؟؟!
توتر وجه ناروتو قائلاً بسرعة : ليس هناك ما أخجل منه الأساس .. حقاً أسأت فهم الأمور كلياً ... لا يوجد بيني و بينها أي شيء !!
نظر إليه ساسكي بشك و ابتسامة خبيثة قائلاً : و ما الذي تفعله هي إذاً هنا ؟ .... إن لم أكن أعلم أنك تكره أن تحضر خادمة لكنت ظننت هذا ..... لا تحاول الهرب لا سبب لوجودها هنا غير هذا .
طوال حديث ساسكي كان ناروتو ينظر بعيداً عنه بضجر إلا بعد الجملة الأخيرة اتسعت عينيه و نظر إليه قائلاً : أنا لا أهرب من شيء ! .... لا يوجد أي شيء بيني و بينها حقاً ..... أنا أساعدها فقط و بعدما أنتهي سأذهب و سأترك هذا المنزل لها .
اتسعت ابتسامة ساسكي بخبث : تساعدها ! ... و تترك منزلك لها !! ..... أهي حامل منك ناروتو ؟؟
أجابه بدهشة : حامل !! .... يتصاعد الأمر معك بشكل غريب !! .....
و فور انتهاءه من جملته سمعا صوت سقوط شيء معدني على الأرض يأتي من يمين ساسكي لينظر كل منهما نحو هذا الصوت بتعجب ليجدا تلك الفتاة هناك وراء الجدار و تحاول الإنخفاض ببطء لإحضار الصينية التي وقعت منها و وجهها أكثر حُمرة من شعرها مئات المرات و تمسك بالصينية بضعف و يديها ترتعشان و بخوف و توتر نظرت سريعاً إليهما لتجد عينا أشقر الشعر نحوها مما جعل عينيها تتسعان و هي تطلق شهقة بسيطة و تُسقط ما بيدها فجأة لتضع يديها على فمها و يزداد وجهها إحمراراً و تفر هاربة إلى الداخل بسرعة مما جعله ينظر نحو المكان التي كانت تقف فيه بإستنكار شديد ليعيد وجهه إلى ساسكي عندما سمع ضحكته و يسمعه يقول : و الآن تأكدت مما يجول بعقلي .
تنهد ناروتو بملل و عقب قائلاً : من الأجدر بك إخراج ما بعقلك هذا .... لأن قصتها طويلة سأخبرك بها لاحقاً .. ولكن ما يجب أن تعرفه الآن أنها مجرد صديقة بالنسبة لي لا أكثر .
عقب ساسكي بخبث أكبر : أتريد مني تصديق أن تلك الفتاة في منزلك منذ فترة و أنت لم تفكر فيها حتى ناروتو! .... اعترف .
نظر إليه قليلاً ثم قال : لا .
أبعد عينيه عنه قائلاً : أعلم حدودي معها جيداً .. كوشينا ليست من النوع الذي أفكر به بتلك الطريقة على أي حال .
أعاد وجهه لساسكي و ابتسم قائلاً : منذ أن أتيت و أنت تسأل أسئلة كثيرة حتى أنسيتني أهم سؤال ..... كيف حالكم الآن ؟؟
ابتسم ساسكي قائلاً : جميعنا بخير ... و أفضل على ما عاهدتنا عليه أيضاً ...... نفتقد وجودك معنا فقط .......
اتسعت ابتسامة ناروتو من سماع هذا و لكن بداخله كانت ابتسامة ساخرة من حاله في السابق كان كل أمله أن يُقبل به واقف بينهم فقط أما الآن فهم من يحاولون العثور عليه ليقف بينهم بل و يفتقدونه ! ، قاطع أفكاره ساسكي قائلاً : صحيح ساكورا ......
فور أن سمع ناروتو هذا الاسم حرك يده اليسرى أمامه مشيراً لساسكي ألا يكمل و هو ما جعله يتوقف فجأة و ينظر إليه بتعجب حتى رفع ناروتو نظره إليه بهدوء قائلاً : أليست بخير ؟
أجابه ساسكي بتعجبه : نعم .
عقب ناروتو : حسناً و هذا كل ما أريد معرفته عنها لا أكثر .... تحدث عن شيء آخر .
نظر إليه ساسكي مطولاً بصمت حتى ابتسم بسخرية قائلاً : أنت تسألني عن الجميع إلا هي في كل مرة و إن حدثتك عنها تمنعني من أن أكمل ! ..... أمازلت لا تريد سماع أي أخبار عنها ؟؟!
أنزل ناروتو رأسه ناظراً نحو الطاولة ماداً يده لأخذ مشروبه من فوقها قائلاً بهدوء مصطنعاً اللا مبالاة : و ما الذي سأستفيد من معرفة المزيد عنها ؟ .... تكلم عن شيء آخر ساسكي .. فلا داعي لإخباري أي شيء يخصها .
نظر إليه ساسكي بتعجب أكثر هو دائماً يغير الموضوع عندما يطلب منه ناروتو و لكن هذه المرة ......
ساسكي بجدية : ماذا هناك ناروتو ؟؟
نظر إليه بسرعة ليكمل ساسكي : على ما أعتقد أن ساكورا أول من يجب أن تسألني عنها على الأقل لأنها الفرد الثالث في فريقنا و لكن ما أراه هو ...... التهرب من قول اسمها حتى !! .... هل تكرهها إلى هذا الحد ؟؟
اتسعت عينا ناروتو قليلاً و لكن نظر إليه و يبدو أنه يبحث عن أي رد لهذا السؤال ليقول ساسكي بابتسامة و شك : أم ........ مازلت تحبها ؟؟
تجمد وجه ناروتو أكثر و لكن سرعان ما قال : لا .... لا ........
ثم أنزل وجهه و وضع يده اليسرى على شعره مستكملاً : لا لم أعد .
خيم عليهما الصمت و ساسكي ينظر إليه بشرود حتى رفع ناروتو رأسه قائلاً بابتسامة مازحاً :رتبت نفسك للمبيت هنا صحيح ؟؟
قابله ساسكي بابتسامة قائلاً بمزاح : أنت من عرضت .. كنت سآخذ فندقاً و لكنك ألحيت و .....
قاطعه ناروتو قائلاً بمزاح و هو ينهض و يضرب على قدم ساسكي اليسرى بخفة : نعم .نعم ... ألحيت ... رغم أنني لا أتذكر هذا و لكن انهض لتصعد لغرفتك و تستعد لتناول الغداء معي .
نهض ساسكي و هو يضحك ليسيران معاً نحو نفس الاتجاه الذي دخلا منه الغرفة و يتوقفا أمام السلم ليقول ناروتو بصوت عالي : كوشينا ......
فور أن نادى اسمها سمعا صوت سقوط شيء بالداخل و بعدها بثوانٍ ظهرت كوشينا خلف الجدار الذي منذ مجيء ساسكي مختفية وراءه مما جعل ناروتو يبتسم بلطف قائلاً : تعالي إلى هنا .
اقتربت ببطء و هي منزلة رأسها لأسفل بخجل ليقول : حسناً .. ربما لقائكما الأول ليس رائعاً بالقدر المطلوب و آسف إن كان هذا سيتعبكِ و لكن ساسكي سيبقى معنا هنا لمدة ......
رفعت نظرها إليه و هي تحرك عينيها بينه و بين ساسكي بوجه قلق قليلاً و كأنها تتساءل عن شيء ليضحك ناروتو قائلاً : صحيح آسف .. لم أقدمه لكِ بعد ..... هذا صديقي .. أو لأكون دقيقاً ... في منزلة أخي تماماً .... و أنا من طلب منه البقاء معي لفترة إن كان بالطبع لا يزعجكِ .
نظرت نحو ساسكي و الذي نظر نحوها ببرود لتبعد عينيها بتوتر بسرعة عنه و تنظر نحو ناروتو قائلة : لـ .. لا ... بالطبع لا يزعجني ... إنك تقول إنه كأخاك ... و الغرفة الخاصة به جاهزة بالأعلى .
ظهر التعجب على وجهه قليلاً ثم نظر نحو ساسكي قائلاً و هو يدفعه نحو السلم لصعوده : إذاً هيا لأريك غرفتك .
نظر إليه ساسكي بإنزعاج ثم صعد ليلوح ناروتو بسعادة و هو يصعد هامساً و يغمز بعينه اليسرى لها : شكراً.
اتسعت عينيها بخجل و هي تنظر إليه بينما صعد هو وراء ساسكي ، لم تستيقظ من شرودها هذا إلا بعد سماع صوت يأتي من الداخل لتقول بفزع : الطعام !!
و جرت بسرعة للداخل .
و بعد عشر دقائق .....
لقد ورطتك آسف .... لم يأتي بعقلي أمر الطعام و تنظيف المكان و تلك الأمور ... سامحيني .
أجابته كوشينا الواقفة أمام الصحون و تقوم بغسل الأواني قائلة بابتسامة : لا بأس ..... لحسن الحظ أنا أنظفها دائماً تحسباً لأي ظرف ... و الطعام أعتقد بأنني أستطيع جعله يناسب ثلاثتنا .. لا تهتم ليست مشكلة .
ظهرت الدهشة على وجه ناروتو الواقف عند الباب هناك و هو يستند عليه رافعاً أحد قدميه عن الأرض واضعاً إياها على الجدار و رابطاً ذارعيه أمام صدره و كوشينا واقفة مصدرة له ظهرها و تستمر في غسل الأواني و التي سمعت صوته يقول بتعجب : في الحقيقة عندما أخبرتني أن غرفته جاهزة تعجبت كثيراً و ظننتك تعلمين بمجيئه ....
ثم ابتسم مستكملاً : و لكن يبدو أنكِ تهتمين بكل شيء في هذا المنزل أكثر مما توقعت .
توقفت يديها عن الحركة فجأة لتسمعه يكمل : على كل حال ..... شكراً لكِ .
و كأنها سمعت دقة من قلبها لتوها ! ، فور سماع تلك الكلمة منه دائماً ما تصيب كوشينا حالة غريبة من التوتر فحركت رأسها للخلف لتستطيع رؤيته و الذي عندما وجدها تنظر إليه ابتسم لها بلطف لتتسع عينا كوشينا قائلة في نفسها بإرتباك : تلك الابتسامة !!
و أعادت وجهها أمامها بسرعة و هي تنظر أمامها بخجل و تتنفس بصعوبة واضعة يدها على قلبها لتهدئته قائلة في نفسها : ألن أنتهي من هذا ؟!! ..... أصبحت أختبئ منه حتى لا يكشف أمري .
و فجأة خطرت كلمة ساسكي في عقلها مما جعل عينيها على أشدهما من الاتساع و وجهها ينفجر حمرة و فجأة قامت بإغلاق عينيها و هي تضرب بكفها الأيسر رأسها قائلة في نفسها :كفى .كفى .. حامل ماذا .. ما الذي أفكر فيه هذا ؟!! .....
نظر إليها ناروتو بتعجب قائلاً : كوشينا .....
تجمد جسدها و هي تنظر أمامها بإرتباك لتسمعه يكمل : هل أنتِ بخير ؟!
نظرت إليه بسرعة قائلة بابتسامة متوترة : بالطبع .بالطبع ...... بالطبع أنا بخير .. تماماً ... لا تقلق .
عقب في نفسه بشك : إجابتك تلك هي ما أقلقني !!
ثم ابتعد عن الباب قائلاً بسعادة : حسناً سأذهب لأرى هل انتهى أم لا .
عقبت بسرعة : نعم .. اذهب و الطعام سيكون معداً بعد دقائق فقط .
ابتسم لها ثانية ثم تركها و ذهب لتقول بشرود و ابتسامة رقيقة على شفتيها و عينيها ترخيان كمن يحلم و تضم يديها ببعضهما أمامها و كانت تمسك باليد اليمنى مغرفة تستخدمها في الطهي : تلك الابتسامة ... أحبها أكثر من الأخرى .... تكون وسيماً فيها كعادتك ....... أحب أي شيء منك في الحقيقة ..........
و فجأة طرق عقلها شيء ليجعلها تضرب رأسها بكفيها قائلة بإنزعاج : غبية .غبية ..... حقاً كيف أفكر فيه هكذا ؟!!! ..... أيساعدني فأقوم أنا بالتفكير به بهذا الشكل ؟!!! ... يالي من فتاة سيئة .....
ثم فتحت عينيها نحو الباب قائلة بهمس و حزن و مازالت تمسك برأسها : ما الذي فعلته بي ؟! ... لم أكن هكذا ....
ثم أمسكت برأسها أقوى و هي تطلق صيحة مكتومة قائلة و هي تنزل رأسها و تغلق عينيها :حقاً لم أعد أحتمل هذا الجنون الذي لا نهاية له .
ثم نظرت نحو الباب و أبعدت يديها عن رأسها قائلة في نفسها بشرود و شيء من يأس : أكون أماً لطفل منه ... كم أن هذا الحلم أبعد من النجوم ! ...... مستحيــل .... لن يختار فتاة مثلي أبداً .... أرى كل يوم رغم أن جميع الأهالي حذروا من الإقتراب منه بسببي و كرهوه أيضاً إلا أن الفتيات دائماً يتسللن إليه ..... ثم أنه رغم بقائي معه كل هذا لم يعجب بي و لو في شيء صغير ....
ثم عادت لعملها قائلة بإنزعاج : صديقه هذا لا يحتمل .... أيقول عني أنا حامل من ناروتو-ساما ..... لن أرحمه !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ابتسم ساسكي قائلاً : كانت تقدمه كاملاً عندها .........
نظر إليه ناروتو ثم ضحك قائلاً : لا نهاية لهذا .
و في اليوم التالي .....
أستقيل
هذا ما قالته كارين بحدة و هي تضرب على مكتب ناروتو بيديها و تنظر إليه بحدة ، ربما تفاجأ في البداية من طريقتها و لكن بدا الهدوء و البرود على وجهه قائلاً : لا يمكنكِ .
قالت بنفاذ صبر : ماذا ؟!!
أجاب و هو يحرك عينيه على سقف الغرفة و يسند ظهره للكرسي الجالس عليه : لكي تتركي عملك يجب أن تطلبي هذا من صاحب العمل نفسه و ليس مني .
قالت بغضب : ألست الهوكاجي هنا ؟؟؟
ناروتو : نعم .... و لكن لا سلطة لي في أمر كهذا .
عقبت بغضب قائلة : ناروتو حقاً لم أعد أحتمل هذا ....
نظر إليها ببرود قائلاً : و أخبرتك أن الحل ليس عندي .
نظرت إليه بغيظ و هي تجز على أسنانها قائلة بنفاذ صبر : نـاروتـو .
و فجأة فُتح الباب و دخل أحدهم قائلاً : طلبت رؤيتي
و فور أن وقع عينيه على كارين و وقعت عينيها عليه قالا في نفس الوقت بدهشة ..........
ساسكي : كارين !!! ، كارين : ساسكي !!!
ابتسم ناروتو قائلاً : على الأقل يتذكر كل منكما الآخر .
نظرا إليه بسرعة فتقدم ساسكي نحو المكتب بينما نظرت إليه كارين بغضب شديد هامسة :كنت تخطط لهذا صحيح ؟؟!
نظر إليها بابتسامة بريئة و كأنه لم يفعل شيئاً مما زاد من غضبها فالتفتت قائلة : أنا ذاهـ .....
لم تكمل لأن عينيها اتسعتا من الذي وجدته أمامها كالسد يمنع مرورها قائلاً ببرود : إلى أين ؟؟!
رفعت نظرها نحوه و طالت فترة نظرهما لبعضهما بشكل غريب ! ، و من علامات وجهها وصله ما تشعر به من غضب نحوه بينما كان وراء هذا الغضب دموع تستوي على مقلتيها لتصبح كغشاء يجعلها تلمع قائلة بحدة : ابتعد عن طريقي ساسكي أفضل من أن أبعدك أنا بطريقتي ......
ساسكي بسخرية : تبعدينني بطريقتك !! ..... و ماذا ستفعلين ؟؟!
نظرت إليه بنفاذ صبر ثم تخلصت من حصاره متوجهة نحو الباب لولا أنها سمعت صوت فجأة مما جعلها تتوقف : كارين ........
توقفت كارين بينما وقف ساسكي ناظراً نحوها بينما أكمل ناروتو الجالس على كرسيه : عودي إلى هنا ...... فعليكما إنهاء هذا الآن .
كارين بغضب و هي تستمر في طريقها : و لماذا سأستمع إليك ؟؟
أوقفها ثانية صوت و لكنه صوت الرجل الآخر و الذي قال بسخرية : دعها .... فتلك الفتاة لا تستمع إلى أي أحد إلا نفسها .
لم ترمش كارين بعد سماع تلك الجملة ، لم تكن خاطئة و لكنها لم تكن صحيحة أيضاً ! ، ربما تكون هكذا مع الجميع و لكن معه هو تنفذ ما يطلبه كما يريد فيأتي الآن و يقول أنها لا تستمع لأحد بما فيهم هو !! ...........
استدارت فجأة متوجهة نحوه قائلة : أعد ما قلت أوتشيها .
نظر إليها ببرود بدون قول شيء فقالت منفجرة من الغضب : ثم من تلك التي لا تستمع إلا لكلامها ؟!! .... و هل أنت من تضع لكلام أي أحد منا وزناً !! ..... لا تتكلم أنت على شيء كهذا أيها المغرور .
خرج ساسكي من بروده بعد سماع آخر كلمة قائلاً بشيء من الغضب : مغرور !! .... أهذا أنا كارين ؟؟!!!
استمر الشجار لفترة حتى مل ناروتو منهما و حرك نظره للنافذة و التي فور أن نظر إليها وجد فتاة ذات شعر وردي تتجه نحو المبنى لصعوده ، اتسعت عيناه بإرتباك شديد و نهض بسرعة و خرج من الباب حيث أنهما لم يرياه بل فقط سمعا ما أمر به قبل ذهابه السريع : ابقيا هنا و لا تتحركا .
نظر كل منهما نحو الباب بتعجب شديد بينما في الأسفل .........
كانت ساكورا تسير نحو باب المبنى للدخول و فجأة جاءت رياح سريعة و شعرت بيد تمسك بذراعها حيث أدارتها لتبعد عينيها عن المبنى و عندما نظرت أمامها وجدته ناروتو و الذي قال بابتسامة متوترة : كيـــف حالك ساكورا ؟؟
نظرت إليه بعدم فهم قائلة ببطء : بـخير !
ثم عقبت بشك : أكنت بالخارج ؟؟!
ابتسم بتوتر قائلاً : لا كنت في مكتبي .. كالعادة .... و .... إذاً ما الذي تريدين أن تريني إياه ؟؟؟
نظرت إليه بملل شديد قائلة : ماذا هناك ؟؟
ابتسم ابتسامة واسعة بارتباك قائلاً : لـ .. لا ... لا شيء ... فقط ... ما الذي تريدينه ؟؟
أعطته بعض الأوراق قائلة : تلك الأوراق التي طلبتها مني صباحاً .... و هناك أمور سأناقشها معك ... هيا نصعد لأعـ .....
أمسك بيدها ليرجعها لتقف أمامه قائلاً : لا .. لا داعي للصعود ..... ثم أن أمامي الكثير من العمل اليوم لا يمكنني البقاء معكِ لنتناقش في شيء ...... و ......
أبعد عينيه عنها و كأنه يفكر بشيء ثم قال و كأن الفكرة جاءت أخيراً : نعم ..... اذهبي لكتابة تقرير عن المشفى الجديد .
ساكورا بإندفاع : ماذا ؟؟؟!! .... عن أي شيء بالضبط تريده ؟؟؟
فكر قليلاً ثم قال : عن كل شيء .. كل شيء ... هيا اذهبي .
و قام بدفعها من الخلف لتبتعد عن باب المبنى و هي تحاول الوقوف قائلة بغضب : حقاً ناورتو ماذا هناك ؟؟!! .. توقف .....
ثم رفعت عينيها لتنظر للمكتب بالأعلى و عندما لاحظ هذا تحرك ليحجب عنها النظر إلى أعلى قائلاً و هو يضع يده اليسرى على كتفها الأيسر و يسير بها للأمام نحو البوابة للخروج من سور المبنى قائلاً : هناك أمور كثيرة أريد منكِ فعلها اليوم .......
و بعد إنتهاء تلك الفقرة .. " الغريبة " .. من ناروتو استطاع أخيراً جعلها تبتعد عن المكان بينما عاد هو للمكتب ليجد كل منهما يقف أمام الآخر و بينهما مسافة ليست بقريبة و ليست ببعيدة حتى أنهما لم ينتبها أنه أتى فتحرك و جلس على كرسيه ثانية قائلاً : إذاً ... توصلتما لحل ؟؟
قال كل منهما و كأنه يصمم على رأيه : لا .
حرك عينيه بينهما ثم تنهد قائلاً : اجلسا لنستطيع التحدث .
أبعدت كارين نظرها عنهما قائلة و هي تربط ذراعيها أمام صدرها قائلة : لن أجلس مع ساذج مثله .
فعقب هو أيضاً ببرود : و لن أجلس أنا أيضاً مع متعجرفة مثلها .
نظر إليهما ناروتو بنفاذ صبر قائلاً بحدة : قلت اجلسا لا وقت أمامي لهذا .
تردد كل منهما قليلاً قبل أن يجلس على الكرسي الذي بجانبه و أبعدا نظرهما عن بعضهما .......
ناروتو : و الآن ؟؟!
لم يغير أحدهما من وضعه فنظر ناروتو لساسكي قائلاً يحثه على الكلام : ساسكي ....
قال و هو ينظر إلى كارين بحدة : و لماذا تحدثني أنا ؟؟ ... فلست أنا من ترك عمله بدون أخذ أذن بهذا حتى .
نظرت إليه كارين بغضب قائلة : و أنا لن أعود للعمل معك ساسكي انتهى الأمر .
ساسكي ببرود : و كأنني متمسك بكِ للعمل معي ! ... كما تريدين كارين ..... فهذا أفضل من أن آتي كل يوم و أجد التي تمسك أمور عملي بأكمله غير متواجدة ! .....
ظهر الغضب على وجه كارين و قالت بسخرية : تواجدت كثيراً في السابق و على ماذا حصلت ؟؟!
أجابها بحدة : على ثقتي ......
نظرت إليه ليكمل : إن كنت أعلم بأنكِ ستتخلين عني فجأة هكذا لم أكن لأعتمد عليكِ منذ البداية ..... أسبوع بأكمله متغيبة و لا أعرف أين أنتِ .......
قالت بسخرية : و كأنه يهمك .
ساسكي بإندفاع : يهمني كارين .
نظرت إليه بسرعة ليكمل : قليلون من أثق بهم و أنتِ منهم ... أي خسارة أحدهم تشكل فرقاً كبيراً بالنسبة لي .
نظرت إليه و بدأت دموع بالظهور : إذاً اطمأن ..... خسرت أحدهم بالفعل .
اتسعت عينيه فور أن قالت هذا و كأنه لا يفهم هذا الموقف ثم قال بتعجب : لا أفهم ... لا أفهم ماذا حدث لتتغيري هكذا ؟!! ..... منذ بضعة أيام فقط كنتِ طبيعية و فجأة ..... و كأنني لا أعرفكِ ..... ما الذي حدث لتتغيري نحوي بهذه الطريقة ؟؟
نظرت إليه بغضب شديد و نفاذ صبر و كأنها تكاد تنفجر و نظرت إلى ناروتو و كأنها تقول له " أرأيت ؟! " ، بادلها النظرات قليلاً و قد فهم رسالتها إليه ثم نظر إلى ساسكي هامساً : لم تختر الصياغة الجيدة لسؤالك ساسكي .
رفع ساسكي حاجبه و هو ينظر إلى ناروتو بتعجب شديد و تبادلا النظرات حتى حرك ساسكي نظره نحو كارين و التي كانت تنظر إليه بحدة شديدة و الدموع متماسكة بعينيها و التي فجأة انفرجت غضباً و نهضت صارخة في وجهه : تسأل ؟!! ... أتسأل ساسكي ما الذي غير طريقتي نحوك !! ..... أحقاً لا تعرف !! .... بعد كل ما أمر به هذا و أنت لازلت تسأل لماذا أنا غاضبة و لست كارين التي تعرفها ؟!! .... و كأنك لم تفعل شيئاً ! ..... و لكنني أعلم لماذا هذا .... أعلم جيداً ... لأنك أناني ... لأنك أناني و لا تفكر إلا بنفسك ساسكي .... و لا شيء يهمك هنا إلا مصلحتك أنت و ما سيفيدك أنت فقط و لم تهتم يوماً بأحد آخر بما أنك حصلت على ما تريده ...... كل شيء يسير حولك أنت فقط ...... فلماذا سيهمك ما أشعر به أنا أو غيري ..... فقط أنت ..... و أنا قد اكتفيت من هذا .... حقاً هذه المرة .... اكتفيت تماماً .........
توجهت نحو الباب و دموعها تنزل من عينيها باستمرار بينما ساسكي لم يصدق بعد ما قيل عنه الآن !! ، أوصفته بالأناني ! .... كارين !! ... من تراه الأفضل تقول هذا الآن ! ، لم يحرك عينيه عن الباب لم يستطع !! و بعد فترة طويـــلة نظر إلى ناروتو و كأنه يحاول أن يتأكد أن ما سمعه منها كان صحيحاً و أنه لم يتخيل هذا فقال ناروتو بابتسامة محاولاً تلطيف الأجواء قليلاً : ساسكي ... تعلم كارين عندما تغضب تقول أشياء لا تعنيها ..... بالطبع هي لا تراك هكذا ..... و لم تكن لتجرأ كارين يوماً أن تقول مثل تلك الكلمة لك ......
قال ساسكي بنفس صدمته : و لكنها قالتها ناروتو .
نظر إليه ناروتو و لم يجد رداً لهذا فالتزم الصمت بينما أعاد ساسكي ظهره ليستند على الكرسي و تنهد بنفاذ صبر قائلاً : أنا لا أهتم إلا بنفسي !! ......
ثم نظر إلى ناروتو قائلاً : أأنا سيء إلى هذا الحد ناروتو ؟؟!
اتسعت عينا ناروتو قائلاً بسرعة : مطلقاً ..... أنت أفضل من هذا بكثير ساسكي و كارين تعلم هذا جيداً ..... ثم ماذا تسمي ما تفعله لأجلي ..... لا تهتم لما قالته ساسكي ... فقط أعطها فرصة لتعود إلى وعيها و ستعلم أنها لم تعني هذا حقاً .
نظر إلى ناروتو قليلاً ثم أبعد وجهه عنه بإنزعاج قائلاً : لا أفهم .... حقاً ما الذي حدث ليحدث كل هذا و تتخذ هذا الموقف العجيب نحوي ؟!!
نظر إليه ناروتو بملل و هو يسند رأسه ليده لينظر إليه ساسكي عندما استبطأ رده فيقول ناروتو بملله : ألا تعلم حقاً ساسكي ؟؟!
نظر إليه ساسكي لفترة ثم أبعد عينيه و هو يتنهد بضجر ، ظلت فترة الصمت تلك لفترة و لكن ليس في عقل ناروتو و الذي كان يفكر في أمر ما و هو ينظر إلى ساسكي ثم نهض تحرك قائلاً :كارين تريد منك شيئاً .....
وضع يديه على مسند الكرسي الموجود أمام كرسي ساسكي قائلاً بجدية و هو منحني قليلاً :لا يجب عليك فعله .
نظر كل منهما إلى الآخر حتى قال ساسكي : أترك ساكورا ؟!
عقب ناروتو سريعاً بجدية : و إياك و التفكير في هذا حتى .
ابتسم ساسكي بسخرية قائلاً : لا تقلق لن أفعل .
اتسعت ابتسامة ناروتو قائلاً : رائع .
تنهد ساسكي قائلاً : و الآن ... ؟؟!
أجاب ناروتو : لا أعلم .... لنعرض ما لدينا .... حل كارين الوحيد هو أن تترك ساكورا و هو كما قلت أمر غير وارد حتى و في الحقيقة أرى ألا تستجيب لها في الوضع الحالي ...... فأنت و ساكورا اختار كل منكما الآخر .... و تحت أي ظرف لا تدمر كل هذا من أجل أن هناك فتاة أياً كانت تحمل مشاعر نحوك ....... فلن تنهيا كل شيء لمجرد إرضاءها ......
ساسكي : جدياً .... أنا لن أتعب نفسي بالتفكير في هذا الأمر حتى فحتى إن اتخذت القرار الآخر كنا سنواجه نفس المشكلة مع ساكورا ......... و ربما تلك تكون أصعب أيضاً .......
أسند ناروتو ذراعيه على مسند الكرسي و هو يشبك يديه قائلاً : حسناً .... لكي تحل تلك المشكلة ..... هناك حل .....
نظر إليه ساسكي بإهتمام ليكمل : و لكن لا أعرف إن كان سينجح معها أم لا ....
عقب ساسكي : و ما هو ؟؟
أكمل : لكي تتخلص من تمسكها بك و الذي سينتج عنه خسارتك لها ... يجب ملأ مكانك .
نظر إليه بتعجب ليكمل : أي تجد شخصاً يحبها مثلاً و تحاول جعلها تراه و ترى اهتمامه و حبه لها ربما مع الوقت تقتنع بأنه الأنسب لها منك و تنسى أمرك .
نظر إليه ساسكي بابتسامة خبيثة بعض الشيء قائلاً : كما فعلت مع هيناتا .
ابتسم له ناروتو و رفع عينيه إلى أعلى اليمين مصطنعاً الغباء و كأنه يجيبه فنظر إليه ساسكي بإبتسامة قليلاً ثم وضع يده يتلاعب بخصلات شعره قائلاً : لا أعرف ... لم أراقب حياتها و لا أعلم إن كان هناك من يحبها أم لا ....... و لكن لا أعتقد بأن تلك الفكرة تنجح مع كارين .... فهي .. عنيدة .. بعض الشيء .
هز ناروتو رأسه متفهماً ثم قال : ليست مشكلة ... في كل الأحوال مع مرور الوقت ستتغير نظرتها للأمور و ستهدأ و تعود كما كانت ربما ليس تماماً و لكنها ستتفهم الوضع .. ماجعلها لا تتركك بعد محاولة قتلها أي إنهاء حياتها تماماً ! ... يجعلها تسامحك على أنك اخترت فتاة أخرى غيرها .. كل ما كارين فيه مجرد صدمة فقط .... كان من المفترض أن تخبرنا قبلها بفترة ساسكي .....
قال ساسكي بإندفاع : أخبرتكم ..... و هي من ظلت في تلك الصدمة حتى الآن !!! .... صدقت أم لا اليوم كانت أول مرة أتحدث إليها منذ يوم معرفتنا بحمل كوشينا !!
نظر إليه ناروتو ثم ابتسم بسخرية و سرعان ما تحولت لضحك ليقول ساسكي بإنزعاج : و الآن ماذا ؟!!
أجاب ناروتو : لا أعلم ..... و لكن غريب اهتمامك بأنها لم تحدثك أياً كانت الفترة بل و تتذكر منذ متى أيضاً !!
ساسكي مبرراً : ليس اهتمام ناروتو فقط .... أصبحت معتاداً على وجودها دائماً و فجأة هكذا تختفي !! ..
عقب ناروتو : أخبرتك فترة و تعود ..... أعطها فرصة ساسكي ...... لقد كان أملها دائماً مجرد كلمة منك و لكن ما حدث هذا أفقدها أمل أن تعيش من الأساس ... لا تتوقع منها أقل من هذا ...........
قال ساسكي بتضجر : فلتفعل ما تريده لم أعد أهتم فلن أزعج نفسي من أجل سذاجتها تلك .
نظر إليه ناروتو قليلاً بصمت ثم قال فجأة : ساسكي .. أليست متمسكة بأحد آخر غيرك ؟؟
تفاجأ ساسكي من سؤاله فنظر إليه بتعجب قائلاً : ماذا ؟!
عقب ناروتو : مجرد سؤال .......
نظر إليه ساسكي قليلاً ثم قال : كيف ؟؟!
أجابه ناروتو بحيرة : أعني لها صديق آخر شيء كهذا ...
أطرق ساسكي رأسه قليلاً يفكر ثم قال : لا أظن كارين انطوائية قليلاً لا أظنها كونت صداقات مع أحد .....
ابتسم ناروتو قائلاً : إذاً لندبر نحن هذا ...........
ساسكي بتعجب : بمعنى ؟؟
أجابه ناروتو بإبتسامة خبيثة قليلاً : أفكر في أمر و لكن لست متأكد من النتائج ...
ساسكي بتساؤل : المهم هل ستهدأ و تعود لوعيها أم ستسمر في هذا الغباء ؟؟
ضحك ناروتو قائلاً : لا .لا سينتهي كل شيء .... فقط لنحاول نحن إيجاد من أقرب إليها بعدك أي يمكننا جعلها تحب شخصاً بعينه إن كنت تعلم أحداً و تقريبها قليلاً منه و سيكون الوضع أسهل إن كان يحبها هو من الأساس ربما سيأخذ الأمر وقتاً طويلاً على الأغلب و لكنه يستحق المحاولة فحقاً لا أريد رؤيتها في تلك الحالة مرة أخرى ........
ساسكي بدون شعور : و لا أنا ...
نظر إليه ناروتو بتعجب ليقول مبرراً : أعني كارين في العادة أقوى من هذا بكثير رؤيتها بتلك الحالة و كأنني أرى فتاة أخرى لذلك أريد مساعدتك بما أنك من نفس عشيرتها و على الأغلب تفكر بنفس طريقتها .....
ابتسم ناروتو بسخرية قائلاً في نفسه : نفس الطريقة .. تماماً .
نهض ساسكي قائلاً : إذاً ماذا قررت بشأن هذا الأمر ؟؟
أجابه قائلاً : كما أخبرتك ..... فقط نجد شخصاً قريباً منها و ربما يكون هناك من يحبها من يعرف و عندما نجده سيكون سهل جداً جعلها تحبه .....
نظر إليه ساسكي بتعجب ليكمل ناروتو و الذي لم ينتبه لتلك النظرة من ساسكي : بمجرد أن تشعر بإهتمام شخص آخر نحوها تدريجياً ستنجذب نحوه و بعض التشجيع منّا و تقريبهما بدون أن يشعرا كجعلهما دائماً معاً .. ربط حياتهما معاً ..... يخاف عليها .... أشعرها أنه أفضل منك ....... يكون لطيفاً معها .. بعكسك .... أشياء كتلك ربما تعيد النظر و ينتهي الأمر كما خططنا له ..... ثق بي سأتولى أنا القيام بهذا كله فلن يأخذ مني وقتاً على أي حال .
استمع ساسكي جيداً لكل كلمة قالها ناروتو و الآن ليست كارين من بعقله ثم أضاق عينيه و هو ينظر إلى ناروتو بشك واقترب منه شيئاً فشيئاً حتى أصبح أمامه مباشرة و هو ينظر إلى الأرض ثم رفع نظره قائلاً بنفس الأسلوب : ناروتو .....
نظر إليه ناروتو بابتسامة ليكمل ساسكي بشك : لم تستخدم تلك الطريقة من قبل .. صحيح ؟؟؟؟
للحظة و لكنها أكثر من كافيه لساسكي ليتأكد مما يريده توتر وجه ناروتو و ابتلع ريقه فجأة في الوقت الذي فُتح فيه الباب و دخلت فتاة وردية الشعر و نظرت إليهما بتعجب ليحركا نظرهما نحوها ، ناروتو بتوتر بينما ابتسم ساسكي بخبث هامساً : في وقتك تماماً .
أعاد كل منهما نظره للآخر فأبعد ناروتو عينيه سريعاً عن ساسكي قائلاً : جيد أنكِ هنا ساكورا كنت أنتظرك لتناقش في هذا التقرير ......
حرك ساسكي عينيه الضيقتين نحو ناروتو و هو يبتسم بخبث بينما ناروتو ينحني نحو المكتب واضعاً ذارعيه عليه و يصطنع أن تركيزه في الورق الذي أمامه رغم أن كل ما بعقله حالياً هو الهرب من ساسكي و بدا هذا من وجهه المتوتر بوضوح ، أطال ساسكي نظره نحو ناروتو لعل موقفه يضعف أكثر ثم اتسعت ابتسامته و توجه نحو الباب قائلاً : حسناً ... إلى اللقاء .. أراكما فيما بعد .
نظرت ساكورا بتعجب إليهما بينما توجه ساسكي نحوها و عندما تعداها استدار قائلاً : و لكن حديثي لم ينتهي معك بعد ناروتو .
أغلق ناروتو عينيه بإنزعاج بينما اتسعت ابتسامة ساسكي و خرج من الغرفة ........
و في طريق ساسكي للذهاب إلى مكتبه ........
كان يسير في طريقه بشكل طبيعي و فجأة وقعت عينيه على المطعم الذي سار بداخله مما جعله يتوقف عن السير .. بسبب من وجده يجلس بالداخل بيأس شديد و يضع رأسه بين يديه المسنودتين على الطاولة و يضغط على رأسه بشدة ليمنعه من الانفجارو عندما اقترب قليلاً من المطعم لاحظ دمعة تلامس الطاولة و التي تلتها دمعتين مباشره مما جعلها يقترب أكثر و أكثر حتى أصبح يقف عند الزجاج بينما .. كارين تجلس على طاولة في منتصف المطعم .... من الغريب عدم شعورها بوجوده حتى الآن ..... و لكن يبدو أن عقلها مليء بالأفكار التي تدور به مما يجعلها غير قادرة على استقبال أي شيء آخر بداخله ، و ظل كل منهما على وضعه و ساسكي ينظر إليها بصمت فقط حتى فجأة تراجع للوراء قليلاً و استدار لإكمال طريقه ........
و عند الساعة الرابعة عصراً ...........
دخل أحدهم على ناروتو فجأة قائلاً : مساء الخير روكودايمي .
رفع نظره بسرعة ليقع على تسونادي و هي تتجه نحوه بابتسامة و بجانبها شيزوني فنهض قائلاً : مساء الخير ... ماذا هناك ؟؟!
ضحكت و تحركت نحو الكرسي قائلة : لا شيء .....
ثم جلست عليه و أدارته لتنظر نحو ناروتو قائلة : فقط يمكنك الرحيل الآن .
نظر إليها بتعجب لتكمل بابتسامة : عد لمنزلك لترتاح قليلاً و أنا من سيكمل العمل هنا .
ازداد تعجبه أكثر قائلاً : و لكنني لم أشتكي !
أدارت الكرسي ليكون مواجهاً للمكتب قائلة : أعلم ..... و أعلم أيضاً بأنك لن تفعل .... و لهذا أكافئك .... أنت تعمل مكاني منذ بداية الأسبوع و رغم حمل كوشينا لم تطلب و لو يوم إجازة أو أن أخفف عنك العمل قليلاً ... و أرى أنه من واجبك البقاء للاعتناء بها ....... فمن اليوم ستصبح حساسة نحو أي أمر و بالأخص إن لم تشعر باهتمامك .... لذا عد للبقاء معها اليوم .... و غداً مجرد مهام بسيطة فقط لكي لا تتأخر عليها .
رغم أنه ابتسم إلا أن نظرته إلى تسونادي لم تتغير و وقف أمام المكتب ناظراً إليها قائلاً : أحقاً ما تقولينه أم ....
قاطعته قائلة : لا .. لا أختبرك .... و لكن .... ربما تجلس الآن في ملل شديد وتريدك بجانبها و هذا أفضل للطفل أيضاً .... كما أنني بخير و اشتقت لعملي ... و لا توجد مهام تستدعي وجودك اليوم لذلك .... يمكنك الذهاب .
اتسعت ابتسامته ثم قال بإرتياح : إجازة لم تكن في الحسبان و لكنها في وقتها تسونادي .
بادلته الابتسامة بينما سار هو نحو الباب للذهاب .
و في منزله ........
فتح باب غرفتهما ليدخل و عندما نظر إليها وجدها تقرأ كتاب بتركيز شديد و قد أخذت رشفة من المشروب الساخن و الذي وضعته على الطاولة بجانبها لإكمال القراءة و التي من إندماجها فيها لم تنتبه أنه عاد من الأساس !!!
ابتسم و أغلق الباب و اقترب منها حتى أصبح بجانبها و انحنى قليلاً ليقبلها على رأسها قائلاً :مرحباً أميرتي .
ابتسمت و ألقت عليه نظرة سريعة ثم عادت لقراءتها قائلاً : مرحباً عزيزي .
ربما لم تتعجب من وجوده لإدراكها صوت الباب و هو يغلق و عندما رأى اهتمامها الكبير لما تقرأه نظر نحو الكتاب محاولاً فهم عما يدور و هو يسألها : ماذا تقرأين ؟!
أجابته قائلة بابتسامة : كتاب أحضرته لي نيا عن الأطفال ....
ثم نظرت إليه مستكملة بحماس : إنه عن شهور الحمل ..... أتعلم .... ممتع كثيراً ما يحدث بداخلي الآن ... صحيح لم أكمله و لم أصل لما يحدث في الشهر الخامس بعد ..... و لكن حقاً كم أريد معرفة ما سيحدث ......
عادت للقراءة بينما نظر هو إليها بعينين متسعتين من هذا الحماس الزائد ! ، بدت مشرقة جداً و سعيدة إلى أبعد الحدود و لأول مرة ... شعر بأنهما قد بنيا عائلة بالفعل .. فبدت له كأم تحاول أن تعرف كل شيء عن طفلها الصغير و ما يحدث له و ما يريحه مما أعطاه شعور أيضاً بأنه قد أصبح أب و عليه العمل على إراحة طفله أيضاً و فعل كل اللازم لاستقباله بينهما ، قاطعت كوشينا أفكاره بصوتها قائلة : أتقرأ معي ؟!
نهض من جانبها و توجه نحو خزانة الملابس لإخراج ملابسه قائلاً بمزاح : لا .... تعلمين أمل من تلك الأمور سريعاً .
أبعدت عينيها عن الكتاب ونظرت إليه بحزن قليلاً و قد قل حماسها الزائد هذا من رده و لكنها ابتسمت محاولة رسم السعادة على وجهها قائلة : نعم .. أعلم .
و لكن فجأة نظر إليها قائلاً بحنان : و لكن أخبريني كلما علمتِ شيئاً جديداً عن طفلنا .. اتفقنا ؟؟
رفعت نظرها إليه لتجده يبتسم لها منتظراً الرد فعلى الأقل ما وجدته أنه حتى و إن لم يحب فعل شيء يحاول إسعادها بأي طريقة ما ربما يمل من القراءة و لكنه لم يمل منها إن تحدثت إليه و بما أنه لم يقل لها أي شيء من قبل إلا و كان يعنيه حقاً فعلى الفور صدقت رغبته في سماع ما في الكتاب منها مما جعل لا داعي لحزنها الذي ظهر هذا و حلت محله ابتسامة رقيقة و خجولة منها نحوه لتتسع ابتسامتها أكثر و يعود إلى ما كان يفعله ....
قام بتغيير ملابسه و فجأة وجدته يقوم بتعليقهم داخل الخزانة لتقول بتعجب : منذ متى ؟!
ابتسم قائلاً بمزاح : منذ أن أصبحتِ تجلسين مكانك هناك و لا يجب أن أجعلكِ ترهقين نفسك في فعل أي شيء .
ضحكت بسعادة بينما أغلق هو الخزانة و تحرك نحو السرير لتراه ينام عليه بسرعة بالقرب منها و بجانبها مباشرة نائماً على جانبه الأيمن ليكون جسده نحوها لتقول هي بتعجب : ستنام ؟!
أجابها و هو مغلق عينيه بتعب : ساعة ساعتين أو شيء كهذا ......
ثم رفع رأسها و هو يغمز إليها بإحدى عينيه قائلاً : لأكون متيقظاً لكِ مساءاً حلوتي .
أغلق عينيه و استعد للنوم بينما ضحكت هي بخجل و وضعت يدها اليسرى تمسح على شعره بلطف و تمسك الكتاب باليد الأخرى ، و بعد فترة قصيرة و كل منهما على حاله فتح ناروتو عينيه فجأة و حركهما لأعلى ليستطيع رؤيتها و هي تقرأ و مازالت تمسح على شعره بحنان ليطيل النظر إليها قليلاً ثم يغلق عينيه ثانية و يقرب رأسه منها أكثر و هو يبتسم فأصبح كطفل نائم بين يديها ...........
و بعدها بأسبوعين أي في الأسبوع الأول من الشهر الرابع لحمل كوشينا .....
كانت كل من كوشينا و ساكورا تجلسان في مكتب كوشينا في المشفى حيث قررت الذهاب لتفقد الأحوال فقط و العودة على الفور حسب تعليمات ناروتو ، كانتا تعملان معاً لإنجاز أعمال المشفى الكثيرة فقالت بابتسامة للخروج من جو العمل قليلاً : أأحضر لكِ كتاب عن حملك كوشينا ؟!! .... يوجد منها الكثير في المشفى .
ابتسمت كوشينا بخجل قائلة : شكراً لكِ .... و لكن نيا أحضرته هدية لي فور أن سمعت بهذا الخبر.
ابتسمت ساكورا قائلة : حقاً !!
أجابتها كوشينا : نعم ...... مازلت لم أنهي نصفه تقريباً و لكن سأكمله عندما أعود .
هزت ساكورا رأسها بتفهم ثم قالت : و ناروتو ... يقرأه معكِ ؟؟
اتسعت ابتسامتها قائلة : لا ... تعلمينه يمل سريعاً كما أنني أشك بأنه سيفهم شيئاً من الأساس إن قرأه ......
ضحكت كلاً منهما لتكمل كوشينا : و لكن في الحقيقة كلما قرأت شيئاً أراه يستمع لي و أنا أخبره به و أرى حماسه و ضمه لي بعدها أيضاً .... أشرح له الأمر بشكل مبسط .
أطلقت ساكورا ضحكة أخرى ثم قالت : إذاً يحب سماع هذا منكِ .
ابتسمت قائلة بسعادة : لا أرى إلا هذا منه .
و فجأة فًتح الباب بقوة ليقاطع حديثهما و لتنظر كلا الفتاتين و تريا إينو تقف عند الباب قائلة بحماس : و أخيراً !!!!!!
نظرتا إليها بتعجب و حولا نظرهما إلى بعضهما ثم نظرا إليها ثانية قائلتين : ماذا ؟!!
عقبت بسعادة : اتركا كل ما بيدكما و استمعا إليّ .
ازداد تعجب كل منهما و لكن تركت كل منهما القلم الذي بيدها لتقول ساكورا : و ها قد تركنا ما بيدنا ... ماذا هناك إذاً ؟!!
اقتربت من المكتب قليلاً و هي تبتسم بسعادة كبيرة عقدت لسانها عن التحدث و لكن سرعان ما قالت : أنا ... أنا ....أنا حامل !!
نظرتا إليها بعينين متسعتين بشدة و كل منهما تنهض من كرسيها قائلة بتعجب : حامل !
و بسرعة كبيرة ابتسمتا بسعادة كبيرة قائلتين و هما تتحركان نحوها لاحتضانها : مبارك لكِعزيزتي .
ابتعدت عنها ساكورا قائلة : منذ شهر فقط قررتِ !!
ابتسمت إينو بخجل قائلة : أعلم .... و لكنني منذ أسبوع كل يوم أفحص نفسي على أمل أن يحدث .. و قد حدث بالفعل ... يااي كم أنا متشوقة لرؤيتها منذ الآن !!
كوشينا بتعجب : رؤيتها !! .... أظهر أنها فتاة منذ الآن ؟!!!
ابتسمت إينو بثقة قائلة : لا .. و لكنني أنا و ساي تنافسنا على هذا الأمر ...
ثم وضعت يدها تمسح على بطنها قائلة بسعادة : و بالطبع عزيزتي لن تدع والدتها تخسر أمام والدها .
تنهدت ساكورا قائلة : حتى في الإنجاب إينو !!
ضحكت كوشينا بهدوء و لطف مما قالته ساكورا و سعادة بخبر إينو أيضاً .
و بعد مرور أسبوعين أي حوالي الأسبوع الثالث من الشهر الرابع في حمل كوشينا ..........
مساءاً في بيت ساسكي ...........
كان قد عاد من عمله لتوه و كانت ساكورا معه في الغرفة تقف قريبة من الباب قليلاً و تستند على خزانة الملابس و تنظر إليه بضيق و هو يقوم بترتيب الغرفة للنوم ، ظلت تنظر إليه بتردد حتى قالت في النهاية برقة : ساسكي-كن .......
أجاب بلا مبالاة : نعم .
ابتسمت برقة قائلة و هي تقترب قليلاً : ما رأيك أن نخرج معاً الليلة ......... عشاء .. سينما ........ أو السير معاً قليلاً ؟؟!! ..... كما تحب .
قال و هو يرتب سريره : تعلمين لا أفضل تلك الأمور .
نظرت إليه بحزن و يأس بينما أكمل : يمكنكِ الذهاب مع إينو .
قالت في نفسها و هي تنظر إليه بملل : إينو !!
ثم عادت تقول برقة : ساسكي-كن .... أنا أريد الخروج معك أنت ..... لم نخرج معاً و لو لمرة واحدة فقط على الأقل بعد خطبتنا ......
ألقى عليها نظرة بإنزعاج ، في العادة تصمت ساكورا بعد تلك النظرة و لكنها استجمعت قوتها قائلة : أعلم بأنك لا تحب تلك الأمور و لكن افعل هذا من أجلي على الأقل ساسكي-كن ..... ليس الأمر بما أحبه أو تحبه فقط ..... أريد البقاء معك .
استلقى على السرير و قام بشد الغطاء فوقه قائلاً يضجر : ساكورا .... ألن تكفي عن تلك الفقرة كل يوم ؟؟؟ ..... حقاً أعود متعباً جداً من عملي ولا أستطيع السير حتى ... حاولي وضع هذا في الاعتبار .
نظرت إليه بحزن شديد بينما وضع رأسه على الوسادة مصدراً لها ظهره مستعداً للنوم فاستدارت و هي تتنهد بيأس و كانت متوجهة نحو الباب لولا أنها فجأة توقفت و كأن هناك فكرة خطرت في ذهنها و استدارت ثانية و على وجهها ابتسامة قائلة : هل تمانع إذا .... طلبت من ناروتو الخروج معي ؟؟؟
عقب بلا مبالاة وهو ينام على السرير : لا أبداً .
اتسعت ابتسامة ساكورا و خرجت من غرفته متوجهة إلى بيت ناروتو ، ظلت تنظر إلى السماء و هي تبتسم بسعادة قائلة : حسناً .... و بعد أن نسير معاً ربما أطلب منه اصطحابي للعشاء .... فقط سأتأكد أنه أحضر أمواله معه لكي لا يورطني أنا .
ضحكت بسعادة ثم قالت : هكذا ينتهي يومي بسعادة و أكسر هذا الملل قليلاً .
و بعد أن وصلت قامت بالطرق على الباب و بعد فترة فتح ناروتو الباب و فور أن لمحها رُميت عليه وسادة من الوراء فظهر على وجهه الإنزعاج و لكنه ابتسم و رفع ذارعه ليميلها ناحية ظهره ممسكاً بالوسادة قبل أن تقع على الأرض و ينظر وراءه و هو يقترب خطوة إلى الداخل قائلاً :حسناً يمكنكِ التوقف الآن كوشينا .
ضحكت بسعادة كبيرة و جرت نحو الداخل سريعاً قبل أن تلامسها الوسادة التي رماها ناروتو إليها ثانية فأطلق ضحكة صغيرة و نظر إلى ساكورا قائلاً : آسف ساكورا ... فقط ......... إذاً ماذا كنتِ تريدين ؟؟
نظرت إليه بعينين متسعتين و هي متجمدة في مكانها و يدو بعقلها : صحيح لم يعد متفرغاً لي من الأساس !!
بينما نظر إليها منتظر أن تجيب حتى قالت بعد أن استيقظت من تلك الحالة : أنا !! .........
ظلت تفكر ماذا تقول حتى نظرت إليه بإرتباك قائلة بابتسامة : إذاً كيف حالك ؟؟
نظر إليها بتعجب قليلاً ثم قال : بخير .
مرت عليهم فترة صمت حتى قالت ساكورا بابتسامة مرتبكة : يبدو أنك أنت و كوشينا تستمتعان بوقتكما كثيراً !!
ابتسم بهدوء قائلاً : نوعاً ما .....
ابتسمت قائلة : إذاً ما الذي كنتما تفعلانه ؟؟!
ابتسم قائلاً : لا شيء ... فقط نلعب ....... و لأنها قامت بهزيمتي تنفذ الحكم الذي وضعناه على الخاسر فينا .
ضحكت ساكورا ثم قالت : و ما هو ؟؟
أجابها بإنزعاج : ضربي عشر مرات بالوسادة .
ضحكت ساكورا أكثر و تدريجياً بدأت تظهر على وجهها معالم الحزن ثم استدارت قائلة : وداعاً .
أوقفها قائلاً : ساكورا .
توقفت و نظرت إليه ثانية بعد فترة فقال : ماذا هناك ؟؟ ... أشعر بأن هناك شيئاً تودين قوله ؟؟
قالت بابتسامة لتخفي حزنها : لا أبداً ........ فقط جئت أتفقد أحوالك .
ثم استدارت لتكمل طريقها لولا أنه فجأة أمسك بيدها و جذبها لتعود نحو المنزل ثانية قائلاً بابتسامة : إذاً اجلسي معنا قليلاً .
نظرت إليه بعينين متسعتين قائلة بتوتر : لا .لا ...... تبدو تلك الليلة لكما .. لا أريد التدخل أو إفسادها .
قال بابتسامة و هو يشدها للدخول : لا لن تفسدينها ... تعالي .
أدخلها و أغلق الباب فنظرت إليه بخجل ثم أنزلت وجهها للأرض بينما ابتسم هو و أمسك بيدها و سار للداخل لتسير معه حتى ذهبا إلى الحجرة التي تتواجد فيها كوشينا بحيث كانت تجلس على أريكة و أمامها طاولة تتواجد عليها أوراق لعب فقال ناروتو بابتسامة : سوف تجلس معنا ساكورا .
قالت كوشينا بسعادة مرحبة : مرحباً بكِ ... هيا تعالي .
ذهبت ساكورا للوقوف بجانبها أمام الأريكة و لم تجلس فجذبتها كوشينا بقوة لتجلس قائلة :اجلسي .
تفاجأت ساكورا من جذب كوشينا لها فجأة و من قوتها الغريبة رغم حملها و جلست و تبدو على وجهها الدهشة قليلاً بينما جلس ناروتو على الكرسي المقابل فابتسمت كوشينا قائلة : يمكنكِ اللعب معنا ... ستصبح أمتع .
ابتسمت ساكورا بارتباك قائلة : للأسف ...لا أعرف طريقة لعبها !
قالت كوشينا بابتسامة : لا تهتمي .... سأعلمك ...
ونظرت إلى ناروتو مستكملة : كما علمته .
ضحك بهدوء ثم وقف قائلاً : حسناً سأذهب لإحضار شيء نشربه حتى تخبريها بطريقة اللعب .
ابتسمت له فذهب لتتبعه الفتاتان بنظرهما حتى اختفى لتنظر ساكورا إلى كوشينا قائلة و : لقد ازداد اهتمامه بكِ كثيراً بعد معرفته بخبر حملك !!
عقبت كوشينا بخجل و ابتسامة : سأكون أكبر كاذبة في العالم إن قلت لا ! ......... أصبح يجلس معي كثيراً ...... يهتم بي ....... لا يستطيع رفض أي طلب أطلبه ............
ضحكت و نظرت ناحية المطبخ للتأكد أنه لن يسمعهما ثم اقتربت من ساكورا قائلة بصوت منخفض قليلاً بخبث : لا تخبريه ........ و لكنني أستغل هذا .
ضحكت ساكورا بينما قال ناروتو من المطبخ : سمعتك كوشينا .
نظرت باتجاه المطبخ قائلة بمزاح : إذاً لن تنفذ لي أي طلب أطلبه بعد الآن ؟؟!
جاءها رده : بما أنك تستغلين هذا ........... بالطبع سألبي أي طلب تطلبينه أميرتي .
ضحكت هي و ساكورا بسعادة بينما نظرت كوشينا لساكورا قائلة : إذاً كيف حالك مع ساسكي ؟؟
توقفت ساكورا عن الضحك و نظرت إليها بحزن قليلاً قائلة بابتسامة ساخرة بعد فترة من التفكير :ليس مثلكما .
كوشينا بتعجب : لم أفهم !!
نظرت إليها ساكورا و كأنها تحاول إيجاد طريقة لتشرح لها الوضع ثم ابتسمت بصعوبة قائلة :تعلمين ساسكي لايحب المزاح و اللعب و تلك الأمور عادة .
قالت كوشينا بتفهم : نعم ............ فهو هادئ جداً .
فعقبت ساكورا : نعم ........ ليس كناروتو ....... ناروتو بطبيعته يحب المزاح و اللعب و المرح ......... و أنتِ أيضاً .
ضحكت قائلة : أعلم .
ثم نظرت إلى ساكورا قليلاً قائلة : و أنتِ أيضاً ...... تبدين مثلنا .
ابتسمت قائلة : قليلاً .
عندها عاد ناروتو و هو يحمل أكواب عصير موضوعة على صينيه و وضعها على المنضدة قائلاً :سمعت اسمي !!
ضحكتا معاً قائلتين : نعم ... تحدثنا عنك .
جلس قائلاً بمزاح : أرجو فقط بأن يكون هذا جيداً .
نظرتا إلى بعضهما ثم قالتا بابتسامة لطيفة : بالطبع .
حرك عينيه بينهما لرؤية ابتسامة لطيفة من كل منهما تتجه نحوه مما رسم ابتسامة على شفتيه قائلاً : إذاً أخبرتها بكيفية اللعب ؟؟!
قالت كوشينا و كأنها تذكرت شيئاً لتوها : آووه !! ......... نسيــت .
تنهد ناروتو قائلاً : ما الذي كنتما تفعلانه كل هذا إذاً ؟؟!!!
ابتسمت كوشينا قائلة : نتحدث ........ عنها هي و ساسكي .
حرك ناروتو عينيه نحو ساكورا قليلاً و التي نظرت إليه بشيء من التوتر فابتسم قائلاً : حسناً لنعود إلى لعبتنا ... و بما أن كوشينا لم تشرح لكِ سأشرح أنا .
ابتسمت ساكورا في البداية ابتسامة صغيرة و لك سرعان ما اتسعت فور رؤية ابتسامته لها .........
و بعد أن انتهى من شرح كيفية لعبها قالت كوشينا بحماس : إذاً هيا نبدأ .... و لكن قبل هذا ما هي جائزة الفائز ؟؟؟
نظروا جميعاً إلى بعضهم يفكرون حتى قالت كوشينا فجأة وهي تنظر نحو ناروتو بشيء من الخبث قليلاً : الحصول على قبلة ؟
نظر إليها سريعاً و سرعان ما ابتسم من هذا العرض بعد رؤية وجهها و لكنه نظر نحو ساكورا قائلاً : يجب أن تناسب كلتيكما .
فهمت ساكورا ما يقصده فأبعدت عينيها عنه و حركت وجهها بعيدًا عنه قليلاً بخجل بينما نظرت إليها كوشينا بابتسامة ثم أعادت وجهها أمامها قائلة : أوه ! ... حسناً .. لنفكر في شيء آخر .
بعد مرور ساعة تقريباً كان الجميع يضحك بسعادة كبيرة و ساكورا تقول في نفسها و هي تضحك بسعادة : هذا غريب لكن ......... حقاً لقد كان يوماً رائعاً ........... استمتعت بوقتي معهما ........ حياتهما رائعة كثيراً .......
ضعفت ضحكها قليلاً قائلة بسخرية في نفسها : مثلي تماماً .
و فجأة نهضت كوشينا قائلة بسعادة : حسناً ..... سأذهب لأحضر شيء نأكله فبعد كل هذا أعتقد تعبتما مثلي .
و ذهبت نحو المطبخ فنظرا إليها ثم أعادا النظر إلى بعضهما ، تبادلا النظرات في صمت و في النهاية نهض ناروتو قائلاً : سأذهب لمساعدتها .
و اختفى من أمامها فقالت بملل ممتزج بسخرية في نفسها : هرب ثانية .
انتظرت لفترة و لكنها ملت فنهضت قائلة : تأخرا ... ربما يحتاجان بعض المساعدة .
اتجهت نحو المطبخ و فور أن وقفت أمامه رأت أمامها ما جعلها تتسمر مكانها حيث أن ناروتو يضع يده خلف رأس كوشينا و التي كانت تقبله بسعادة و تضع يدها على بطنها و فوقها يد ناروتو ..........
بينما تغمر الزوجين تلك السعادة لإنتظارهما طفل كانت تلك الفتاة تنظر إليهما و لم تعد الرؤية واضحة قليلاً حيث كانت دموعها تغطي عينيها فجأة ظهرت تلك الدموع .... من أين و لماذا ؟؟!! ...... لم تفكر فقد ظلت عينيها مفتوحتين تنظر بهما لهما و كل دمعة تجد فرصة للخروج من عينيها تخرج لتسيل على خدها و بعد أن انتبهت لما يحدث تحركت لتختبئ وراء الجدار و هي تتنفس بصعوبة قليلاً و فجأة سمعت صوت في الداخل يقول بحنان بعد إطلاق ضحكة رقيقة : يبدو أنني الفائزة بعد كل شيء .
ثبتت الدموع على خدي ساكورا بعد سماعها هذا و لم تنتظر لتسمع الرد بل مسحت دموعها و هي تذهب لتعود ثانية إلى غرفة المعيشة ...........
فور أن عادا إلى هناك وجدا ساكورا تتجه للذهاب فنظرا إلى بعضهما بتعجب ثم تحرك ناروتو سريعاً نحوها لإيقافها قائلاً : أين تذهبين ؟
فزعت ساكورا قليلاً من رؤيتها له أمامها و بعد فترة قالت بابتسامة : سأعود إلى المنزل .
قابلها ناروتو بابتسامة قائلاً : و لكن لا مانع إن ظللتِ معنا قليلاً .
جاءت كوشينا عندها قائلة : لا تقولين بأنك كنت تريدين الذهاب !!
ابتسمت قائلة : نعم .... آسفة .. لن أستطيع البقاء أكثر .........
ثم نظرت إلى ناروتو بصمت قليلاً و للأسف استطاعت بعض تلك الدموع الظهور ثانية و بالطبع هذا سهل جداً على ناروتو رؤيته فقالت مستكملة : تأخرت كثيراً .
نظر إليها بتعجب من تلك النبرة الغريبة التي اجتاحت صوتها في جملتها الأخيرة و ظلا هكذا قليلاً و لكن ساكورا أبعدت عينيها عنه و تعدته و هي تحاول إدخال دموعها ، لم يتحرك لفترة قصيرة و كأنه مازال قيد تلك النظرة و كلمتها تتردد في أذنه و لكن سرعان ما استيقظ من هذا و تبعها بسرعة نحو الباب قبل أن تخرج و أوقفها قائلاً و هو يأخذ معطفه : سأوصلك .
نظرت إليه سريعاً قائلة : لا ...... أعني .. لا داعي لهذا .
وفتحت الباب لتخرج بسرعة للهروب بينما ارتدى معطفه و اتجه نحو الباب و الذي كانت تقف عنده كوشينا فوضع يده خلف رأسها و جذبه نحوه ليقبل جبهتها قائلاً : أعتني بنفسك حبيبتي .
و خرج ليلحق بساكورا بينما ظلت كوشينا تنظر إليهما و هما يسيران بجانب بعضهما ثم ظهرت ابتسامة على شفتيها قائلة : كما توقعت !!
بينما في الطريق .........
قالت ساكورا و هي تبعد وجهها عنه : عد إلى منزلك ناروتو ... لقد أخبرتك بأنه لا داعي لمجيئك معي ....
ناروتو بهدوء و ملل : و منذ متى و أنا أستمع إليكِ ؟؟!
نظرت إليه فوجدته ينظر إليها أيضاً فأعادت نظرها أمامها قائلة في نفسها : ماذا يحدث ؟!! ....... لماذا حدث هذا ؟؟! ....... فجأة وجدت نفسي أبكي .... لا أعلم لماذا حتى !! ... فقط فور رؤيتهما هكذا ........ شعرت برغبة في البكاء ربما لأنني لا أحظى بحياة كتلك ......... أو ...... لا أعرف لا يوجد سبب مقنع !! ......... لكن ..... هل مازالت ......... لا .لا .. بالطبع .... لقد انتهى أمرنا منذ زمن هو تزوج و بانتظار طفل أيضاً و أنا مخطوبة لساسكي-كن أخيراً ....... و قريباً سأصبح زوجته ....... أي تلك المشاعر لا يجب أن تكون موجودة !! ........... لقد حصلت أخيراً على ما أريده .. و لكن ........... لا أظن بأنه ما كنت أحتاجه !! ........
صمتت قليلاً ثم نظرت إلى الشخص الذي يسير بجانبها قائلة في نفسها : أو ربما ما أريده هو.............
نظر إليها فرآها تنظر إليه مما جعله يقول بتعجب : ماذا ؟!
انتفضت فور سماعه و أشاحت وجهها للجهة الأخرى قائلة بتوتر : لا أبداً .... لا شيء .
نظر إليها قليلاً وفجأة شعرت بيده تمسك يدها فاتسعت عينيها و نظرت بسرعة إلى يده اليسرى المتشابكة مع يدها اليمنى بينما قاطعها صوته : لماذا كنتِ تبكين ؟؟
حولت نظرها إليه سريعاً قائلة بتوتر : أبكي !! .... لا أنا لم أبكِ .... لماذا تقول هذا ؟!!
نظر إليها بملل ثم ابتسم بسخرية قائلاً : إذاً ما الذي أزعجكِ ؟؟
أبعدت عينيها قائلة بإنزعاج : لم يزعجني شيء ...... توقف أنت عن إزعاجي ... فقط أخبرت ساسكي-كن بأنني سأعود في هذا الوقت .... فلم أرد أن أتأخر .
كان ناروتو يسير على يمينها و هي تبعد وجهها نحو اليسار خوفاً بأن يكتشف أنها تكذب و لكن فجأة وجدت يده تمتد أمامها و تتجه نحو خدها الأيسر لتمسح الدمعة التي سالت عليه قائلاً بابتسامة حنونة : فقط أزيلي تلك .
نظرت إليه سريعاً قائلة : كيف ..... ؟؟!!!
قاطعها قائلاً : لا تستطيعي إخفاء دموعك عني ساكورا ......... حتى و إن كنتِ في بلداً آخر أستطيع رؤيتها .......... فماذا إن كنتِ تسيرين بجانبي ! ... فأقل ما أستطيع فعله هو ... مسحها ......
ثم استكمل بمرح و مازال ممسكاً بيدها : إذاً و بعد أن أزلتها ما الذي جعلها تنزل من الأساس ؟؟!!
أعادت وجهها أمامها و ظلت صامتة قليلاً ثم نظرت إليه بحيرة و هي تحرك و جهها يمينا و يساراً قائلة : لا أعرف .
نظر إليها بشك فابتسمت قائلة : حقاً لا أعرف .
صمت ناروتو قليلاً ثم قال بعد تردد : هل للأمر .. علاقة بساسكي ؟؟
نظرت إليه سريعاً بينما كان ينظر إليها بإنتظار الإجابة ، نظرت أمامها قائلة : ربما .......... أعني دائماً ما كنت أحلم بهذا ............ و قد تحقق أخيراً ...........
توقفت فجأة ليسألها قائلاً : و هل حدث شيء ؟؟
قالت بابتسامة حزينة : و تلك هي المشكلة ........ لم يحدث أي شيء ....... حياتنا باردة جداً ........ أعني رأيت الجميع أثناء فترة خطوبتهم .... بما فيهم أنت ...... لا أعلم ...........
كان يستمع إليها و على شفتيه ابتسامة ضعيفة قليلاً و كأنه لم يفاجأ من سماع أي من هذا أو ربما كان يعلم بأن ساكورا ستقول هذا في يوم من الأيام بينما نظرت إلى ناروتو قائلة بشك :هل أجبره أحد على طلب الزواج مني ناروتو ؟؟؟
نظر إليها بتوتر ثم ضحك بسخرية قائلاً : أجبره !! .......... و هل هناك من يمكن أن يجبر ساسكي على فعل شيء لا يريده ؟؟!! ... من أين لكِ بتلك الأفكار ؟؟!! .... و لكن لا أعلم ............ لم يطلعني على أمر كهذا ........ فقط أخبرني بأنه يحمل لكِ مشاعر ..... لكنه لم يخبرني بأنه سيطلب منكِ الزواج !!
نظرت إليه قليلاً ثم نظرت أمامها ثانية قائلة بسخرية : يحمل لي مشاعر !! ........... عشت طوال حياتي في هذا الوهم ... و من غبائي صدقته و هو ما جعلني أوافق بدون أن أفكر حتى !! .........
ناروتو بهدوء : ربما ليس لي الحق في التدخل بينكما و لكن .............
نظرت إليه ليكمل قائلاً : ساسكي لن يطلب منكِ طلباً كهذا إلا إذا كان يريده حقاً ............ ثم ... أنتِ تحبينه منذ زمن .. سنوات .... أعني فترة طويلة بما يكفي لتعرفِ فيها كل جزء صغير في شخصيته و تفهميه جيداً .... ليس جديدا عليكِ أبداً لكي تتعاملي مع الوضع و كأنكِ خدعتِ فيه !...... أنت تعلمين شخصية ساسكي منذ البداية ... بمميزاتها و عيوبها .. أي تعرفين عيوبه جيداً و رغم هذا لم تعترضِ عليها يوماً و قبلتِ به بنفس الشخصية و الأهم ..... أنكِ أحببته على هذا الوضع .... إذاً عليكِ تحملها لأنكِ تحبينه و ليس محاولة تغييرها ! .... لاطالما كنتِ مفتونة بشخصيته كما هي لماذا لا تعجبكِ الآن ؟!! .... لماذا إذاً تريدين منه التغير ؟!! ... رغم أنكِ عندما أحببته كان بهذا البرود إن لم يكن أقوى ..... لا أفهمك ... أعني هو هكذا و أنتِ قبلتِ هذا و أحببته هكذا لا يحق لكِ أن تطلبِ منه أن يتغير الآن ...... لا يحق لكِ الإعتراض بعد قبولك ..... فإن كانت شخصيته غير مناسبة بالنسبة إليكِ فتلك ليست مشكلته بل مشكلتك أنتِ لأنكِ لم تحاولي التقرب منه وفهم طباعه جيداً و التعايش معها من قبل .... و من المفترض أن تنزعجِ عندما يتغير عن الشخصية التي عاهدتها و أحببته عليها و ليس العكس ..... كما أنني حذرته من أن يعترف لكِ إلا إذا كان متأكداً ....... و بما أنه فعل ..... فهذا يعني بأن مشاعره حقيقية على الأغلب .
ظلت تنظر إليه بدون إجابة و بتعجب فقال : هذا رأيي .
نظرت إليه مطولاً بحيرة ثم ابتسمت بدهشة قائلة بشرود : أول مرة أشعر بأن عقلي صغير جداً أمام عقلك !!
تعجب مما سمعه منها مما جعله يبتسم قائلاً بتعجب : لماذا ؟!
أطلقت ضحكة صغيرة قائلة : لا أعلم ... و لكن ......
أشرت إلى عقلها قائلة بمزاح : هل كنت بالداخل ؟!!
ضحك قائلاً : لا أبداً .
نظرت إليه بدهشة و حيرة شديدين قائلة : و كأنك حقاً كنت بداخل عقلي و علمت كل ما كنت أفكر به و أجبتني عليه أيضاً !!
ابتسم ثم أعاد وجهه أمامه قائلاً : كنت أعلم بأنكِ .. ستواجهين بعض المشاكل مع ساسكي في البداية .... فهو حتى لا يعطي فرصة لمحاولة فهمه و التعايش معه ..... و أنتِ تنجرحين من كلمة واحدة .... و تحبين أن تشعري دائماً باهتمامه بكِ ... و بما أن ساسكي ليس من هذا النوع ..... فعلمت بأن هذا سيحزنك و يجعلكِ تشُكين في مشاعرك و مشاعره لكِ ..... كنت فقط أنتظر حتى تتكلمي .
ازداد تعجبها أكثر و هي تنظر إليه ثم أنزلت رأسها و هي تنظر أمامها بشرود قائلة : هذا رأيك ....
نظرت إلى الأرض أمامها قليلاً ثم ابتسمت قائلة و هي ترفع رأسها : و أنا أثق برأيك ناروتو .
تعجب قليلاً مما قالته بينما نظرت إليه بابتسامة مختلفة عن تلك الابتسامات الحزينة التي استمرت طوال الطريق تقريباً فقد كانت ابتسامة فيها شيء من الراحة و السعادة قليلاً قائلة : ربما تسرعت قليلاً في الحكم عليه ....... سأحاول فهمه و التعايش معه أكثر .
ابتسم لها قائلاً : جيد .
بادلته الإبتسامة بسعادة و ارتياح فأعاد نظره أمامه بينما ظلت هي ناظرة إليه قليلاً ثم أطلقت ضحكة قائلة في نفسها : رغم أنني لم أخبره إنني أريد السير معه هذا ما حدث في النهاية ..... حتى و إن لم أخبرك تفعل ما أريده !!
وضعت يده بين يديها قائلة بإمتنان : أشكرك .
حرك عينيه بتعجب أمامه فور وقوع تلك الكلمة على أسماعه ثم نظر إليها و هو يرفع يده لترتفع يديها معها قائلاً بتعجب : لماذا ؟؟!
نظرت إليه بابتسامة تشع السعادة منها قائلة : أراحني التحدث معك كثيراً .
ازداد تعجبه و لكنه لم يملك إلا أنه ابتسم قائلاً : في أي وقت ساكورا .
اتسعت ابتسامتها له بسعادة و شعرت و كأن حملاً ثقيلاً أُزيل من فوقها بعد إخراج ما كانت تشعر به له و فجأة نظر إلى البيت الذي يقفان أمامه قائلاً : ها و قد وصلنا .
نظرت ساكورا إلى المنزل ثم نظرت إليه و بدون شعور تحركت و احتضنته قائلة : شكراً لك .
ظل واقفاً بدون حركة قليلاً ثم قال بتعجب : ألم تشكرينني لتوكِ الآن ؟!!
اتسعت ابتسامتها قائلة بمرح : كان هذا لشيء آخر ...
أضاق عينيه بتعجب شديد و لكنه تدارك الأمر بينما لم تبتعد هي عنه بعد و بعد تردد وضع يده على شعرها قائلاً : لا بأس ...... فلن أترككِ حزينة على أي حال .
اتسعت ابتسامتها أكثر قائلة : و لهذا أنت أقرب صديق لي .
ظل صامتاً قليلاً ثم ابتسم قائلاً : و أنتِ أيضاً .
رفعت رأسها عن صدره و نظرت إليه قائلة بابتسامة مرحة قليلاً : أحقاً مازلت ؟!!
أومأ برأسه بهدوء و هو يبتسم فاتسعت ابتسامتها ثم نظرا إلى بعضهما قليلاً حتى ابتعدت عنه ساكورا قائلة و هي تبتسم : حسناً إلى اللقاء .......
ثم استدارت للذهاب و جرت نحو المنزل ، ظلت عينيه عليها حتى فجأة وجد حركتها تبطئ حتى توقفت فجأة و الابتسامة تتسع تدريجياً على شفتيها و هي تفكر بشيء ثم أدارت وجهها ناظرة إليه بابتسامة فبادلها إياها أيضاً و لكن يبدو على وجهه أنه يتساءل عن سبب توقفها ، حركت عينيها للأسفل قليلاً ثم رفعت عينيها له و قد اتسعت ابتسامتها قائلة : في النهاية ........ لم أتأخر كثيراً !!
اتسعت عيناه قليلاً بينما ابتسمت هي بسعادة و جرت نحو منزلها بسرعة لتدخل المنزل بينما يطلق هو ضحكة بهدوء و عفوية بعد أن فهم قصدها ثم سار للعودة إلى منزله ثانية .............
و بعد أسبوعين أي حوالي الشهر الخامس من حمل كوشينا ...........
كانت كوشينا تجلس على الأريكة التي بقرب الباب و هي تقرأ كتاب و تقوم بأكل بعض الحبيبات و فجأة سمعت صوت الباب و أحد يقوم بالطرق عليه فتركت الكتاب و نهضت ببطء لتتحرك بإتجاه الباب و تقوم بفتحه و الذي فور أن فتحته وجدت ساسكي و ساكورا ينظران إليها بابتسامة بينما قال ساسكي : انتفخت بطنك كثيراً في الآونة الأخيرة كوشيـ ...
و قبل أن يكمل تلقى ضربة من ساكورا نحو بطنه بكوعها و هي تنظر لكوشينا بابتسامة لطيفة بينما وضع يده على بطنه بتوجع و إنزعاج فقالت هي بابتسامة : سامحيني ... تعلمين أنه لا يعرف كيف يتحدث في هذه الأمور ....
كوشينا بابتسامة : لا ...لا بأس ..... لم أنزعج .....
بادلتها ساكورا الإبتسامة قائلة : إذاً كيف حالك ؟؟ ....... جئنا للإطمئنان عليكِ .
ابتسمت لها كوشينا قائلة : أنا بخير شكراً لكما .
فقالت ساكورا : إذاً لماذا أنتِ من يقوم بفتح الباب ؟؟! ..... أيترككِ تقومين بأعمال المنزل في حالتكِ تلك ؟؟!
أدارت عينيها بحيرة قائلة : لا .
عقب ساسكي بسخرية : إذاً لم يحضر لكِ خادمة بعد ؟؟!!
كوشينا : بلى أحضر .
نظرا إلى بعضهما حتى قالت ساكورا : إذاً أين هي ؟؟!
كوشينا بابتسامة : لم تأتِ اليوم .
عقبت ساكورا بيأس : إذاً حقاً ترككِ تقومين بكل هذا العمل وحدك اليوم !!
قالت كوشينا بحيرة : أيضاً لا .
ساسكي بتعجب : ماذا تقصدين ؟؟؟!
نظرت إليه قائلة : يمكنك التوجه نحو المطبخ و ستعلم ما أعنيه .
نظر إليها بتعجب قليلاً ثم دخل و توجه نحو الداخل قاصداً المطبخ بينما تراجعت كوشينا ببطء لتفسح لساكورا المجال للدخول فدخلت قائلة : يبدو أن الحمل أصبح متعباً قليلاً .
ابتسمت كوشينا و هي تضع يدها على بطنها قائلة : في الحقيقة ... قليلاً ... و لكنه رائع .
بادلتها ساكورا الابتسامة ثم نظرت حول المنزل قائلة : و يبدو أنه كالعادة ناروتو ليس هنا .
نظرت إليها كوشينا بدون إجابة لأن الصوت الذي ظهر فجأة ربما يحمل الرد المناسب فكانت ضحكات ساسكي العالية القادمة من الداخل ، نظرت ساكورا نحو هذا الصوت بتعجب بينما كوشينا تمنع ضحكتها ......
في المطبخ .......
كان ساسكي واقفاً و هو يضحك بشدة بينما نظر إليه ناروتو بملل و هو يقف أمام الموقد و هو يقوم بطهي الطعام فقال ساسكي من بين ضحكاته في اللحظة التي اقتربت كل من ساكورا و كوشينا من المطبخ و يمكنهما سماع الحديث أيضاً : أنت من يقوم بأعمال المنزل بدلاً عنها ؟؟!!!!!
احمرت وجنتا ناروتو قليلاً قائلاً و الإنزعاج بادياً على وجهه : و ما المشكلة ؟!! .... لا بأس إن ساعدتها قليلاً .
استمر ضحك ساسكي قائلاً : مساعدتها !! ....... إذاً احذر فما تفعله الآن ليس لصالحها أبداً .
ظهر على وجه ناروتو الغيظ بينما ضحك ساسكي بشدة أكثر قائلاً : لا أستطيع تخيلك تقوم بتنظيف مكان و ترتيبه و هي تجلس تقرأ أحد الكتب !! .... تبدو كسيدة هذا المنزل !!
أحكم ناروتو يده على الملعقة التي بيده و ازداد الإنزعاج على وجهه بشدة ثم انفجر في وجه ساسكي قائلاً بغضب مازح : ليس أمامي حل آخر !! ..... و هل برأيك أتركها تقوم بفعل كل هذا و هي بتلك الحالة و أنا قادر على فعل كل شيء ؟!! ....
نظر إليه ساسكي قليلاً ثم انفجر ضاحكاً ثانية قائلاً : و لكن أتعلم يناسبك هذا العمل تماماً .
نظر إليه ناروتو بضجر ثم عاد لطهي الطعام ثانية فقرب ساسكي وجهه قليلاً ليستطيع شم رائحة الطعام ثم قال بتعجب : أعترف .... يبدو من رائحته أنه شهياً .
ابتسم ناروتو بفخر ليكسر ساسكي فخره قائلاً بابتسامة ساخرة بمزاح : و لكن أي نوع من السموم هذا ؟؟!
عندها قال ناروتو بغضب مازحاً ثانية : و هل سأقوم بتسميم زوجتي و طفلي أيها الأحمق !!
قال ساسكي بمزاح : بهذا الطعام ..... لا أضمن شيئاً .
ابتسم ناروتو بخبث قائلاً : جيد ... لأنك ستتذوقه أيضاً .
ساسكي ضاحكاً بتوتر : لا شكراً .... لازال هناك ما أريد فعله قبل موتي .... لا يشرفني الموت مسموماً أبداً .
تنهد ناروتو و أعاد نظره أمامه بينما قال ساسكي : أصبحت متأكداً أن هذا الطفل سيكرهك منذ أن يولد بسبب هذا الطعام !!
و من هنا لم يتوقفا عن التشاجر كالأطفال بينما كانت الفتاتان تشاهدهما من عند الباب و كل منهما تتنهد بيأس قائلة : لا فائدة .
ثم نظرت إليها ساكورا قائلة : إذاً يساعدكِ ؟؟!
ابتسمت كوشينا قائلة : كثيراً ..... منذ أن علم بحملي و هو لا يتركني أقوم بفعل أي شيء .... يساعدني في كل شيء تقريباً ... و إن صح القول .... أنا من يساعده فحقاً أصبحت أشعر أنني كسولة و عبء عليه !! ... لم أعد أفعل أي شيء في هذا المنزل !! ....
ساكورا بمزاح : أتعتمدين على شخص لاطالما لم يضع شيء في مكانه في تنظيف المنزل ؟؟!! .. مستحيــــل .
ابتسمت كوشينا قائلة : نعم هذا مستحيل ...... و لكن عندما يتطلب الأمر هو من يقوم بفعل هذا .... في الحقيقة من الصعب إقناعه أنه يمكنني القيام بأي شيء ..... أحياناً تأتي نيا و لكنه يفضل الإعتناء بي بنفسه .... حاولت إقناعه أن أقوم أنا بإعداد الطعام فهذا ليس شيئاً يذكر بعد كل شيء !! ..... و لكن كالعادة يرفض .
ضحكت ساكورا قائلة بمزاح : أو ربما لتهربي من طعامه !!
بادلتها كوشينا الضحك أيضاً ثم قالت : لا أبداً .... طعامه رائع ...... ليس سيئاً أبداً .... كما أن هناك أشياء هو من علمني إياها ..... بالطبع أضفت لها لمستي .. ربما لا تكون مقاديره سليمة تماماً ... و لكن طعامه أيضاً له لمسة خاصة .....أحب تناوله بعد كل شيء ..... كان دائماً يعده لي عندما أمرض .
نظرت إليها ساكورا بتعجب بينما نظرت كوشينا إلى ناروتو قائلة بشرود : أن يعيش وحيداً طوال حياته أمر يحتم عليه الإعتماد على نفسه في كل شيء ....... لم أظهر في حياته إلا منذ فترة قليلة فقط ... و لكن قبل هذا .. كان هو من يفعل كل شيء لنفسه .. ربما هناك أشياء لا يجيدها لا أنكر .... و لكنه كان يحاول .......
ابتسمت ساكورا قائلة في نفسها : صحيح !! .... دائماً ما كان يريد فعل كل شيء بنفسه ....
ثم ظهر الحزن على وجهها مستكملة : و لم يفكر أحد في مساعدته ... حتى أنا !! ........ و مع ذلك مازال يعتبرني صديقته .... رغم أنني لا أقوم بفعل أي شيء ينفعه !! ...... كان بإمكاني تقديم الكثير له و لكنني كالعادة غبية كان عقلي في شيء آخر و هو أيضاً كعادته لا يطلب لكي لا يحمل أحد ذنب فقدانه لوالديه .
نظرتا إليهما بينما قال ناروتو مبعداً ساسكي عنه : اذهب لإحضار الأطباق بدلاً من إزعاجي .
ابتعد ساسكي عنه و ذهب لإحضار الأطباق قائلاً و هو يمنع ضحكته : لا تقم بإعطائي الأوامر و أنت على تلك الحالة .
ناروتو بإنزعاج : حقاً ساسكي لا أعرف ما هي مشكلتك ؟؟!!
ضحك ساسكي و ذهب فابتسم ناروتو و أعاد نظره أمامه بينما اقتربت منه كوشينا ممسكه بذراعه بحنان قائلة : ألا تريد مني أن أساعدك في شيء ؟؟
نظر إليها بلطف قائلاً : لا استريحي أنتِ حبيبتي ..... اذهبي للجلوس حتى أنتهي .
رفعت نفسها قليلاً للاقتراب من خده و الذي قامت بطبع قبلة رقيقة عليه قائلة بسعادة : حسناً لا تتأخر .
اتجهت نحو الباب ممسكة بيد ساكورا قائلة بسعادة : تعالي معي .
ابتسمت لها ساكورا و تبعتها بينما وضع ساسكي الأطباق و كان على وشك الذهاب لولا أن ناروتو أمسكه من ملابسه من الخلف قائلاً : انتظر هنا ..... مازلت أحتاج بعض المساعدة .
نظر إليه ساسكي بتوتر بينما ظهرت على شفتي ناروتو ابتسامة شريرة قليلاً و كأنه سينتقم !!
و بعدما انتهيا أخذا الأطباق و توجها معاً نحو الطاولة الخشبية الصغيرة المكونة من أربعة كراسي فقط فتوجه ساسكي بطبقه هو و ساكورا للجلوس على يسارها و التي تجلس أمام كوشينا بينما ناروتو للجلوس على يمين كوشينا أي أمام ساسكي .........
بدأ الجميع بتناول الطعام و بعد مرور عدة دقائق فجأة شعر ناروتو بيد كوشينا تمسك بيده اليسرى بقوة و تجذبها إليها بسرعة فنظر إليها سريعاً ليجدها تنظر أمامها بعينين متسعتين بشدة و بدهشة قائلة بصدمة : تحرك .
عندها انتبه أنها تضع يده أسفل بطنها فعادت قائلة و لكن هذه المرة بمشاعر مضطربة فالدموع بدأت بالظهور في عينيها في نفس وقت انبعاث ضحكة غير مصدقة قائلة : لقد .... لقد تحرك .
نظروا إليها جميعاً بتعجب شديد و لم يفهموا ما تعنيه و فجأة شعرت بحركة أخرى فضغطت على يد ناروتو بقوة أكبر قائلة بسعادة ليس لها مثيل و هي تنظر إليه : ها ...... ها هو ثانية ! .... أشعرت بها ؟؟
فجأة أحس بحركة خفيفة تحت يده التي فوق بطن كوشينا ، نعم !! ..... إنه طفلهما !! ، تحرك حركته الأولى الآن بين يدي والديه و كل منهما يستطيع الشعور بتلك الحركة جيداً ! ، وجدته ينظر إليها بعينين متسعتين بدهشة و صدمة و تدريجياً ظهرت ابتسامة على وجهه و التي لم تلبث إلا أن تحولت إلى ضحك بسعادة هو يقرب وجهه من بطنها قائلاً : نعم ...... شعرت بها !! .....
فتحرك ثانية مما جعل كوشينا تضحك غير مصدقة لما تشعر به الآن !! ، و مما جعل ناروتو يضحك بسعادة قائلاً : بكل وضوح .
ثم قرب وجهه نحو بطنها أكثر قائلاً : كيف حالك عزيزي ؟؟!
ضحكت بخجل و سعادة قائلة : يبدو أن الطعام قد أعجبه !! ....
عندها تدخل ساسكي قائلاً بمزاح : أو يستغيث !!
ضحك الجميع فور أن قال هذا بينما نظر ناروتو إلى كوشينا قائلاً بمزاح : يبدو أن حركته كثيرة بعض الشيء .
أغلقت كوشينا عينيها و هي تضحك منزلة رأسها بخجل بينما أبعد ناروتو يده و عاد لتناول طعامه فرفعت كوشينا رأسها و هي تحرك عينيها نحوه و تمسح على بطنها برقة قائلة بخبث : و يبدو أنه مشاغب كثيراً كأباه .
اتسعت عينا ناروتو بقوة و كاد الطعام أن يخرج من فمه لولا أنه ابتلعه بسرعة مما أدى إلى توقفه في حلقه و أبعد وجهه باتجاه اليمين قليلاً أي بعيداً عنهم و يظهر عليه علامات الخجل بينما حركت ساكورا عينيها نحو يمينها أيضاً - أي بعكس الاتجاه الذي نظر إليه ناروتو – إلى أعلى بوجنتين حمراوتين و هي تضع يدها على فمها أما ساسكي فنظر إليه و هو يضحك بهدوء قائلاً :لا تخفي شيئاً أبداً !!
أجاب ناروتو بنفس حالته و لكن ظهر الإنزعاج على وجهه أيضاً قائلاً : ليس لديك فكرة .
حرك ناروتو عينيه نحوه فمنع ساسكي ضحكته مما جعل ناروتو يكتم ضحكته أيضاً بينما ضحكت كوشينا بهدوء فنظرت إليها ساكورا و ابتسمت ابتسامة هادئة و لطيفة قائلة : إذاً ..... ماذا ستسميانه ؟؟!
انتبه ناروتو لهذا السؤال و نظر إليها بسرعة لتلقي عليه نظرة ثم تبعد نظرها بسرعة و تعيده إلى كوشينا قائلة : أعني ... ألم تتفقا على هذا بعد ؟؟!
نظرت إليها كوشينا قليلاً ثم ابتسمت قائلة بخجل : بلى ...... اتفقنا على إن كانت فتاة فأنا من سيسميها ... و إن كان فتى فناروتو هو من سيسميه .
ابتسمت ساكورا قائلة بسعادة : إذاً ما الاسم الذي اخترتيه ؟؟
بادلتها كوشينا الإبتسامة ثم وضعت يدها على بطنها قائلة بحنان و هي تنظر نحو طفلها بعينين تلمعان و تمتلآن عطف : تاكومي .......
ثم رفعت رأسها نحو ساكورا مستكملة بابتسامة لطيفة : سوكي ...... كان اسم والدتي .
بادلتها ساكورا الإبتسامة بلطف ثم قالت : اسم رائع جداً كوشينا .
اتسعت ابتسامة كوشينا لها بينما حولت ساكورا نظرها نحو ناروتو و الذي كان يأكل بهدوء فضعفت ابتسامتها قليلاً قائلة : و أنت ؟؟
انتبه لصوتها فحرك وجهه نحوها قليلاً لتقول بابتسامة : ما الاسم الذي اخترته ؟؟
نظر إليها قليلاً ثم أدار عينيه بملل قائلاً : لم اختر شيئاً بعد .
اتسعت عينا ساكورا بتعجب قائلة : لماذا ؟؟!
انزل ناروتو وجهه نحو صحنه ثانية قائلاً بملل و هو يكمل طعامه : لست جيداً في تلك الأمور .
بينما حركت كوشينا عينيها نحوه بغضب قائلة بضجر : أنت لا تُصدق ناروتو !! .... على الأقل فكر .
أجاب بملل : أخبرتك من البداية ألا تعتمدي عليّ في هذا الأمر .
نظرت إليه قليلاً بضجر ثم تنهدت و عادت إلى طعامها ، قاطعهم صوت ساكورا قائلة : ألست والده ؟؟ ... يجب عليك المشاركة في هذا أيضاً .
حرك عينيه نحوها بهدوء و أطال النظر إليها فظهر التوتر على وجهها قليلاً من تلك النظرات التي لم تفهمها و التي أثارت الريبة بها قليلاً فظلت تنظر إليه حتى فجأة أسند ذقنه إلى يده و نظر إليها بابتسامة هادئة قائلاً : اقترحي اسماً .
زاد توترها فجأة و لكن سرعان ما أخفته و أبعدت عينيها عنه قائلة بإرتباك : أقترح ..... اسماً !!
لم يأتها رد فنظرت إليه لتراه ينظر إليها بابتسامة و رغم هدوء عينيه و هو أمر غير معتاد ! ، إلا أنها استطاعت لمح ترقبه الشديد للاسم الذي ستختاره فأبعدت عينيها عنه ثانية بتوتر متخذة وضعية التفكير قائلة : حسناً لنرى .....
ظلت صامتة لفترة و هي مغلقة عينيها و هي تفكر باسم بينما ساسكي يتناول طعامه بشكل طبيعي و كوشينا أيضاً إلا أنها كانت تنقل نظرها بين ناروتو و ساكورا أثناء ذلك و بالأخص ناروتو و الذي لم يغير من وضعيته أو يحرك عينيه و لو قليلاً عن الفتاة التي أمامه ، و فجأة فتحت ساكورا عينيها قائلة بسعادة : وجدته !!
اتسعت عينا ناروتو بشكل غير ملحوظ قليلاً و زاد ترقبه لسماع الاسم بينما كل من ساسكي و كوشينا ينظر إليها و لكن بدون التوقف عن تناول الطعام أيضاً فنظرت ساكورا نحو ناروتو قائلة بلطف ممزوج بتوتر : لا أعلم إن كان سيعجبك أم لا ..... و لكنني ... نوعاً ما ..... أردت إختيار اسم ذا علاقة بك ......
تبادلا النظرات قليلاً حتى قالت بابتسامة : كازوما )كازي = الرياح(
ضاقت عينا ناروتو قليلاً لتقول ساكورا بتوتر خوفاً من ألا يعجبه : لا أعلم و لكن فقط ....... شعرت بأنه ..... مناسب ليكون اسم لطفلك .
عندها حول الجميع نظرهم نحو ناروتو و الذي لم يغير من وضعه لفترة أيضاً مما جعل ساكورا تنظر إليه بتوتر ثم تبعد وجهها و تنزله أمامها قائلة بيأس في نفسها : كالعادة ... لم يعجبه اقتراحي .
قاطعها صوته قائلاً و هو يعود لطعامه : كازوما .......
فتحت ساكورا عينيها و اللتان اتسعتا بشدة فور سماعه يكمل : هذا ما سنسميه به .
عندها نظرت إليه سريعاُ لينظر إليها بعد فترة قليلة و تظهر على وجهه ابتسامة تنم عن سعادته باقتراحها ، لسبب ما .. احمرت وجنتيها فجأة !! ، و لكن عندما انتبهت أبعدت نظرها عنه بسرعة ......
بينما أطال ساسكي النظر إلى ناروتو و هو يأكل الطعام قائلاً في نفسه : بالطبع سيعجبه .. أليست ساكورا هي من قامت بإختياره ! ... لا فائدة .... فبعد كل شيء لازال ناروتو .
بينما ابتسمت كوشينا قائلة : اسم رائع !! ..... أليس كذلك ناروتو ؟؟
نظر إليها بابتسامة قائلاً : نعم .
فعقبت بسعادة : و أعجبني أنا أيضاً ... شكراً لكِ ساكورا .
وضعت ساكورا يدها خلف رأسها قائلة بخجل : لـ .. لا ... لم أفعل شيئاً .
قابلتها كوشينا بابتسامة لطيفة و هي مغلقة عينيها .........
و بعد مرور فترة قصيرة قالت ساكورا : هل قمت أنت بإعداده أم أنك ساعدت كوشينا فقط ؟؟!!!
نظر إليها ثم نظر إلى كوشينا و أعاد نظره إلى ساكورا ثانية قائلاً بابتسامة : حسناً أعلم أنه سيء و لكنه استثناء فقط حتى يتم حمل كوشينا .
ابتسمت قائلة بسعادة : لا أبداً رائع .... فقط تعجبت من مهارتك في طهي الطعام .. لا أتذكر أنك كنت جيداً في هذا !!!
ابتسم قائلاً : لم أجرب في الحقيقة إلا عندما وجدت نفسي وحيداً في قرية لا أعرف فيها أي شخص مما اضطرني لأجرب .... و لكنه ليس سيئاً بعد كل شيء .
تدخل ساسكي قائلاً : غير أنه له القابلية لأن يكون مسموماً لا شيء آخر .
نظر إليه ناروتو ببرود لتظهر ابتسامة باردة على شفتي ساسكي لإغاظة ناروتو قائلاً : شعرت بأهمية كوشينا الآن ....
قال ناروتو بنفاذ صبر : لا تقلق ستتزوج قريباً و ستعد لك ما تريده .
ألقى ساسكي نظرة على ساكورا بملل و التي نظرت أمامها بحزن و خجل ليقول ساسكي و هو يعيد وجهه لناروتو : ساكورا لا تجيد الطهي من الأساس .
قرب ناروتو حاجبيه من بعضهما و نظر إليها لتلقي عليه نظرة بخجل ثم تبعد وجهها بسرعة مما جعل ناروتو يبتسم قائلاً : لا بأس ..... ستتعلم مع الوقت و ساكورا أسرعنا في فهم الأمور عادة ... فقط أمهلها بعض الوقت ... فواثق أنه سيكون أفضل طعام تذوقته من قبل .
أعادت نظرها إليه قائلة في نفسها بسعادة : ناروتو ....
عقب ساسكي : لا يهمني من الأساس إن استطاعت أم لا ....... فأنا معتاد على تناول طعامي خارجاً على كل حال .
نظرت إليه ساكورا و قبل أن تظهر أي معالم على وجهها قال ناروتو بمزاح : لا أنصحك بهذا ..... ففور أن تتزوجا لن تترك تأكل خارجاً أبداً بإستثناء إذا كنت ستأخذها معك .
ضحكت كوشينا متعلقة بيده قائلة بتحذير قليلاً : و كأنني أعذبك بطعامي عزيزي ؟؟
نظر إليها قائلاً بسرعة : على الإطلاق ... اشتقت إليه كثيراً أميرتي ...... فقط عندما يأتي هذا الصغير سيشاركني في طعام والدته .
أطلقت ضحكة صغيرة بخجل قائلة : لن يطول إنتظارك فقد بدأ يكبر بالفعل .
ضحكا معاً بسعادة فهذا اليوم حدث به أهم حدث في حياتهما و هو تحرك طفلهما الأول مما جعل ساسكي و ساكورا ينظران إليهما بسعادة أيضاً .
و بعد ثلاثة أيام عند الثانية عشر ظهراً ......
كانت ساكورا تسير في طريقها و فجأة لمحت هيناتا و التي أقبلت عليها قائلة بسعادة : كيف حالك ساكورا ؟؟
ابتسمت ساكورا بتعجب قليلاً من سعادة هيناتا تلك قائلة : بأفضل حال و أنتِ ؟؟
هيناتا بابتسامة : مثلك أيضاً ....
قالت ساكورا بمرح : تبدين في أفضل حالاتك حقاً !! .... يا ترى ما سر كل تلك السعادة ؟؟!!
اتسعت ابتسامتها قائلة بنفس أسلوب ساكورا : ستعلمين قريباً ........
ضحكت ساكورا مما جعل هيناتا تضحك أيضاً حتى قالت : إذاً كيف حالك هذه الأيام ؟؟ ... مرت فترة على خطبتكِ من ساسكي ..... أتوقع حدوث أشياء كثيرة ......
ضعفت ابتسامة ساكورا قليلاً قائلة بحيرة : ليس تماماً ...... ساسكي للأسف منشغل كثيراً .. و أنا أيضاً ..... لذلك لا نجد وقتاً كافياً لنبقى معاً .
ابتسمت هيناتا قائلة : غريب .... إذاً اذهبي للعمل معه كما فعلت أنا و نيجي فتقريباً كل مهماتنا معاً .....
ابتسمت ساكورا قائلة : ليس بحاجتي في الوقت الحالي ... كما أنني لن أستطيع ترك تسونادي-ساما و شيزوني-سان مع كل هذا العمل .....
ابتسمت هيناتا قائلة بلطف : صحيح .. أراكِ تنهين العديد من الأمور في اليوم الواحد .... صعب عدم وجودك !!
ابتسمت ساكورا بخجل قائلة : شكراً لكِ هيناتا .
ثم قالت بابتسامة : و بذكر نيجي ..... ما الأخبار ؟؟ .... أتوقع سماع أخبار أفضل من أخباري بكثير .....
احمرت وجنتا هيناتا قائلة بخجلها المعهود : فـ .. في الحقيقة ...... في أفضل حال .....
ضحكت ساكورا لتزيد من خجل هيناتا أكثر قائلة بخبث : أريد تفاصيل ......
خجلت أكثر ثم قالت : لا شيء فقط .........
قالت و هي تنظر بشرود إلى خاتم خطبتها قائلة : رأيت أمور كثيرة لم أراها من قبل ....
صمتت لفترة ثم نظرت إلى ساكورا مستكملة بابتسامتها الرقيقة المعتادة : للمرة الأولى التي انتبه فيها أنني مهمة إليه بهذا القدر ........ أعني غضبه سريع إن اقترب أحد مني ....
ضحكت و كأنها تذكرت أمور كثيرة من تلك المواقف ثم قالت : حقاً عندما يغضب من أجلي أشعر بسعادة كبيرة ..... كنت أظن أنني سأجد صعوبة لتغيير مجرى مشاعري له و لكن في الحقيقة لم أشعر بهذا حتى ..... بقاءنا لفترة بعيدين عن كل شيء جعل كل شيء يحدث بسرعة و الذي ساعد في هذا .....
احمرت وجنتيها قائلة : أنني أحبه بالفعل ....... لاطالما أحببته .. صحيح لم أفكر به أكثر من أخ ...... و لكنه ليس سيئاً كحبيب أيضاً .......
في تلك اللحظة كان هناك شعوريين في قلب ساكورا و لكن كالعادة أخرجت المناسب للموقف و هو أنها أطلقت ضحكة بسعادة لرؤية هيناتا بهذا الإشراق و تلك السعادة التي لم تراها منها منذ زمن ، و لكن الشعور الآخر و الذي كان أقوى هو شعورها بهذا الحزن الذي أصبح عادة يومية نوعاً ما !! ، و يأتي هذا السؤال ثانية " هل يحبني ساسكي أم لا ؟ " و هو السؤال الذي لا يريد أحد إجابته و عندما يجيبوها تكون الإجابة بالطبع نعم فلماذا سيفعل هذا من أجلها إن كان لا يحبها !! ، و لكن لا فائدة فلا تريحها تلك الإجابة أيضاً ، ظلت تضحك مع هيناتا بسعادة حتى هدأت هيناتا قائلة بحنان : أتعلمين ساكورا .......
نظرت إليها ساكورا منتظرة ما ستقوله حتى قالت برقة : أفضل شيء يمكن أن يحدث لأي فتاة ..... هو أن تجد رجلاً يحبها بصدق .. و بدون سبب ...... بدون أن يطلب مقابل ....... ليس من المهم أن تبادله مشاعره و لكن مجرد الشعور بوجوده يشعرها بالأمان و الراحة ...... أستطيع القول بكل ثقة ... أنني سعيدة بالنهاية التي وصلت لها .
ظهرت ابتسامة بسيطة ساخرة على شفتي ساكورا و هي تضغط عليهما بحيث لم تستطع هيناتا ملاحظة تلك الإبتسامة لتقول ساكورا في نفسها : يحبني بدون سبب !!!
شعرت بضيق بمجرد التفكير في الأمر فتذكرت أنها كانت تملك شخصاً بالفعل يحبها بتلك الطريقة و من المستحيل استرجاعه ثانية حتى و إن حاولت بينما قاطع أفكارها تلك صوت أحدهم يقول :هيا هيناتا لكي لا نتأخر .
أفاقت ساكورا من حالتها بسرعة لترى هيناتا تنظر إلى يسارها قائلة بسعادة : حسناً لحظة واحدة .
اقتربت منها محتضناها قائلة : إلى اللقاء ساكورا .
بادلتها ساكورا إحتضانها بضعف قليلاً قائلة بابتسامة مصطنعة : إلى اللقاء .
ابتعدت هيناتا عنها و جرت بسرعة نحو نيجي و الذي عندما اقتربت منه قال بتوتر : أبطئي قليلاً سوف .....
و فجأة اصطدمت به و هي تحتضنه بسعادة و قاطعته من إكمال جملته قبلتها المفاجأة و التي جعلته يحتضنها و هو يدور بها قليلاً لكي لا يقعا من شدة ارتماءها عليه بعد جريها نحوه حيث بصعوبة تمكن من ألا يقع على الأرض مماجعل التي تقف هناك تراقبهما تبعد نظرها فجأة بتوتر ، بعد أن ابتعدت عنه كان لازال تحت تأثير تلك القبلة و هو ينظر إليها بتوتر و لكن و هو ثابت مكانه ولم تصدر عنه أي حركة أو يحرك عينيه حتى فقالت هيناتا بخجل و هي تنظر للأرض : آسفة .... فقط شعرت بأنني أريد فعل هذا الآن .
أفاق من جموده هذا قائلاً : لـ ... لا ..... هذا أسعدني بالمناسبة لذلك لا تعتذري .
رفعت نظره إليه بخجل ليكمل و هو يقترب منها : و لكن ليس بمنتصف الطريق سيدتي .
احمرت وجنتاها قائلة : آسـ ...
و قبل أن تكمل ضرب جبهته بجبهتها بلطف و هو يضع يديه على كتفيها لتتوقف و تضحك بسعادة قائلة : آآه ... حسناً هيا نذهب فأنت من تأخرنا الآن .
ابتسم قائلاً بلطف : لا تتهوري بهذا الشكل ثانية هينـ .....
و قبل أن يكمل احتضنته و هي تبتسم برقتها المعهودة لينظر إليهاقليلاً ثم يتنهد بقلة حيلة حيث أدرك أنه مهما تكلم لن يفيد هذا الآن فابتسم قائلاً بحنان : هيا .
اتسعت ابتسامتها ببراءة قليلاً و سعادة فاحتضنها و سارا معاً في طريقهما .
كانت ساكورا بعيد تلقي عليهما نظرة من وقت لآخر و حتى آخر موقف قالت في نفسها بضيق :أرى أن أذهب فلا داعي لبقائي هنا من الأساس .
سارت في عكس الإتجاه الذي أخذاه ، سارت على طرف الطريق الأيمن و هي تنظر إلى الأرض بشرود كبير تكاد لا تسمع الناس من حولها و لا يبدو أن ما تراه أمامها هي الأرض فيبدو كأنه ترى أشياء كثيرة أخرى أمامها و تتخيل أنها في مكان آخر غير الذي هي فيه ! ، و كالعادة لشخص يسير في تلك الحالة في الطريق اصطدمت بشخص ما و الذي كان يقف بعيداً عنها قليلاً و هو ينظر إليها مقتربة منه شيئاً فشيئاً منتظراً منها أن تقف و لكن لا فائدة ، رفعت رأسها بسرعة لمن اصطدمت به بتوتر و زاد توترها إلى حده عندما وجدته ناروتو فتسمرت مكانها و هي تنظر إليه بعينين متسعتين بدون أي كلمة فضحك من موقفها هذا قائلاً بمزاح : ماذا هناك ؟؟ ..... هل يسير أحد بهذا الشرود في الطريق ؟؟
قالت فجأة بتوتر : أنا بخير ابتعد عني .
اتسعت عينيه بتعجب شديد و هو يبتسم بسخرية فقال و هو يحرك يديه أمام عينيها : أنا ناروتو ساكورا و لست عدوك !!
استيقظت أخيراً مما كانت فيه و تنهدت و هي تغلق عينيها ثم فتحتهما بملل قائلة : ماذا تفعل هنا ؟؟
ابتسم قائلاً متعجباً من سؤالها : أسير في الطريق !!
ضربته بخفة على صدره قائلة بابتسامة بالكاد موجودة قائلة : لم أعني هذا أيها الغبي .
ضحك ثم قال : حقاً في ماذا كنتِ شاردة ؟!! ... بدا لي أمراً مهماً .
ارتبك وجهها ثانية و أبعدت عينيها عنه بسرعة ليحرك رأسه نحو اليمين قليلاً ليستطيع رؤية وجهها و الذي فجأة وجدها تعيده أمامها قائلة بغضب : و ما دخلك أنت ؟ ..... إلى اللقاء أنا ذاهبة من هنا .
اتسعت عينيه على الفور مننبرة صوتها و التي تعجب لسماعها الآن فعلى ما يتذكر هو لم يفعل ما يزعجها حتى الآن ! ، تحركت من أمامه بسرعة مبتعدة عنه بينما تعجبه يزداد من غضبها المفاجئ و لكنه في لحظة كان أمامها فارداً ذراعيه للتوقف و تنظر إليه لينظر إليها بهدوء قائلا ً:ليس بهذه السرعة .
نظرت إليه بتعجب ليقول : هناك مهمة لكِ أنتِو ساسكي و هذا ما أحضرني إلى هنا .. لأحضركِ .
نظرت إليه مطولاً ثم ابتسمت بسخرية قائلة : بنفسك تأتي لإحضاري ؟؟!
نظر إليها قليلاً ثم أخفض وجهه ليكون أمام وجهها مباشرة قائلاً : آتي لإحضارك من أي مكان على وجه الأرض .
اتسعت عينيها بقوة من تلك الجملة و التي يبدو أنها نساها تماماً فور أن نداه أحد يقف بعيداً عنهم وراء ساكورا لينظر إليه ناروتو و يتحرك نحوه بسرعة و هو يبتسم و يصافحه متجاهلاً إياها و رغم أن تلك الجملة كان لها وقع مختلف على قلبها عكسه تماماً ثم التفتت و نظرت نحو بصمت لمدة حتى فجأة جاء صوت من جانبها قائلاً : أنتِ هنا و أنا أبحث عنكِ !
نظرت بجانبها بسرعة لترى ساسكي ينظر إليها لتقول بتعجب : و أنت أيضاً !!
أجاب ببرود : نعم ....
نظر إلى ناروتو مكملاً : و لكن يبدو أنه وجدكِ قبلي .
أعاد وجهه إليها قائلاً : أين كنتِ صحيح ؟!!
قالت بتعجب : ماذا هناك تشعراني بأنني كنت تائهة !! ... أسير في القرية ... أمر طبيعي .
ابتسم قائلاً : و هذا غريب .... ففي وقت كهذا تكونين في عملك .... تسلمين المهام أو في المشفى .... غريب عدم تواجدك في عملك الآن .
أجابته قائلة : نـ ... نعم صحيح .... كنت منشغلة قليلاً آسفة .
عقب قائلاً : إذاً أين كنتِ ؟؟
جاءها رده قائلة : كنت أسير في الطريق و فجأة وجدت قدماي تسيران في هذا الإتجاه لأرى ناروتو أمامي فجأة .
ابتسم ساسكي قائلاً : إذاً لم يبحث ..... وجدكِ فور خروجه من مكتبه فقط .
نظرت نحو ساسكي ثم حولت نظرها أمامها لترى مبنى الهوكاجي أمامها و لتلاحظ أن ناروتو قد عاد لمكتبه بالفعل مع الرجل الذي ناداه منذ قليل حيث رأتهما من خلال زجاج المكتب الرئيسي و هو يجلس بالأعلى على كرسيه المعتاد و الذي يحركه قليلاً نحو اليمين لتستطيع ساكورا رؤية الجزء الأيمن من وجهه و جسده و شخصاً يقف أمام و هما يضحكان معاً لتنظر إليه مطولاً بيأس و هو يضحك هناك ...
بينما عند هيناتا و نيجي ....
كانت هيناتا تسير على يسار نيجي و هي تشاهد المتاجر على الجانب الأيسر للطريق بابتسامة و يبدو المرح على وجهها بينما نيجي عكسها تماماً فكان وجهه لا ينم عن أي شيء سوى القلق و يبدو عليه أنه يريد قول شيء و لكنه متردد و ينظر إليها طوال الطريق و ربما أيضاً لا ترمش عينيه حتى ! ، و فجأة وقع صوت على أذن هيناتا قائلاً : هيناتا ......
أجابته بابتسامة و سعادة و هي تنظر إلى الملابس عبر الزجاج قائلة : نعم .
نظر إليها قليلاً حتى قال بشك : هل لحمل كوشينا دخل بتحديدك لموعد زفافنا ؟؟؟
تجمد وجه هيناتا فجأة و هي تضع يدها اليسرى على زجاج أحد المتاجر و اتسعت عينيها من هذا السؤال ثم نظرت إليه لترى وجهه هادئ و يبدو أنه لا يمزح في سؤاله هذا فالجدية تكتسح وجهه ، تبادلا النظر قليلاً حتى ابتعدت هيناتا عن الزجاج و تحركت نحوه واقفة أمامه قائلة بابتسامة متوترة : و ما دخل هذا بهـ ...
قاطعها قائلاً بجدية : أحبك نعم .... و لكن .... لن أتزوج امرأة تحمل آخر في قلبها ..... من أتزوجها يجب أن تكون مخلصة لي بنسبة مائة بالمائة .....
نظرت إليه قليلاً بحزن ثم أنزلت رأسها لمدة و رفعته ثانية قائلة بشك : لازلت تشك بي ؟؟!
أجابها بهدوئه المعتاد : انظري هيناتا .... هذا زواج و ليس مجرد لعبة ..... لذلك إن كنتِ قد حددتِ موعد زواجنا فقط لأنك أدركتِ أن فرصتكِ معه انتهت و أردتِ أن تثبتِ لنفسك أن يمكنكِ اختيار غيره ..... فللأسف .....
نظرت إليه بصدمة و حزن ليكمل : لن يكتمل زواجنا ....... إن كنتِ لا تحببينني كما أحببتك أنا .... فلن أستطيع الاستمرار في هذا ..... أعترف بأنها غلطتي منذ البداية ..... فور أن شعرت بأن ناروتو انتهى من حياتك عندما اختار هو الخروج منها و بمرور الوقت رغم أنني أعلم من هو جيداً بقلبك إلا أنكِ دائماً تقولين أن الأمر انتهى و أنا صدقت لأنني أردت تصديق هذا رغم أنه لم يحدث .... و قمت بخطبتكِ و أنا أخدع نفسي لأنني أردتك .. و لم أرد أي شيء يمنعني بالأخص أنكِ لم تعترضي ...... و لكن إن كانت علاقتنا ستبنى على أن كل منا يخدع نفسه و الآخر معه ......
صمتت قليلاً بينما هي تنظر إليه منتظرة سماع ما يريده قوله أيضاً حتى قال أخيراً : فأنا خارج هذا هيناتا .
أنزلت عينيها بيأس ليقترب منها قائلاً و هو يضع يديه على كتفيها : صارحيني و أعلمي أن مصارحتك تلك هي ما ستجعلني بجانبك .
ساد الصمت لفترة حتى رفعت رأسها بيأس قائلة بابتسامة ساخرة : أصارحك بماذا نيجي إن كنت لا تثق بي حتى !!!
اقترب أكثر قائلاً : تعلمين كم ثقتي بكِ هيناتا و لا تخلطي الأمور ببعضها ....... الأمر أنه كل شيء جاء بشكل سريع و توقيت غريب أيضاً .... فقط أخبريني ......
نظرا إلى عيني بعضهما ليكمل بأمل : هل أنا في قلبك كما أظن هيناتا ؟ .... هل حقاً لم يعد موجوداً و أنا فقط من ترين الآن ؟ ..... أم أنني صنفت نفسي في قلبك أعلى بكثير مما أنا عليه بالفعل ؟!!! .....
أبعدت عينيها بصمت و ظلت هكذا لفترة و هو ينظر إليها منتظراً إجابتها بكل أمل أن تكون كما يريدها قلبه و في النهاية نظرت إليه قائلة بهدوء : نيجي إن لم أكن أريد الزواج منك لم أكن لأقرر هذا ....... و لأكون صريحة .... لن أنساه بهذه السرعة و لن أستطيع محو كل شيء في أيام فقط و لكن تأكد ... هو لا يدع فرصة لأي أحد .... أعني .. واضح جداً حبه و تعلقه الغريب بها ... زواج في الشهر الأول الذي يعود فيه و إحضار طفل في عامهما الأول بل في شهورهما الأولى أيضاً ... قرر إحضار أطفال منها على الفور .... اتخذ قراره بإنشاء عائلة معها ... صعب نسيانه ... و لكن ليس صعباً أبداً جعله صديق لي لا أكثر .... و في الحقيقة هو يساعدني في هذا كثيراً ..... و ربما حمل كوشينا هو ما جعلني أحدد زواجنا ....
نظر إليها نيجي بيأس بعد آخر جملة و كأنه أراد سماع أي شيء إلا تلك لتكمل قائلة : و لكن ليس لأن فرصتي انتهت معه ... لأنني أعلم أنها انتهت منذ اليوم الذي قرر فيه الزواج منها ..... بل لأن هذا الخبر جعلني أفكر في نفسي و حياتي قليلاً ... حياتي معك ..... زواجنا و تأسيس أسرة ... أمور كثيرة فكرت فيها .... و لم أرى سبب لأنتظر ..... من حقي أن تكون لي عائلة أيضاً ..... و عندما تخيلت هذا .... كنت أراك أنت رب تلك العائلة .
توقفت عن التحدث و نظرت إليه بثبات و هدوء بينما هو بعينين متسعتين و فجأة وجدته يضمها إليه قائلاً بدهشة : عائلة .. معي أنا !! .....
حركت عينيها بتعجب و رأسها على كتفه حتى أكمل قائلاً بنفس حالته و بتلقائية : أحبك هيناتا .
فور أن سمعتها تعجبت أكثر و لكن سرعان ما ابتسمت و هي تنظر إليه ثم وضعت يدها على ظهره قائلة بابتسامة لطيفة : و أنا أيضاً .
ليضمها إليه أكثر و تتسع ابتسامتها ....
و بعد أسبوعين مساءاً في منزل ناروتو .............
هيا كوشينا .... أصبحتِ تأخذين وقتاً طويلاً !!
هذا ما قاله ناروتو و هو يقف عند باب الحمام الذي يوجد في غرفتهما و يتلاعب ببعض الكتب التي على طاولة توجد بجانبه ، أجابته كوشينا و التي تستحم بالداخل بإنزعاج قائلة : ليس بيدي .. أصبحت حركتي صعبة ... ثم لا تقف لي هكذا كالأطفال ! .. اذهب للحمام الآخر ناروتو .
نظر نحو الباب بضجر قائلاً : هناك أشياء لي بالداخل أريدها .
تنهدت بإنزعاج قائلة : حسناً انتظر قليلاً فقط .
أدار عينيه بملل شديد قائلاً و هو يمسك بإحدى الكتب و يقلب أوراقه بشكل سريع : لماذا لم تستخدمي أنتِ الآخر بما أنكِ تأخذين كل هذا الوقت ؟؟
جاءه صوتها بإنزعاج قائلة : و ما أدراني أنا بأنك ستحتاجه الآن !! ... أنت حقاً لا تشعر بمقدار الألم الذي أشعر به هنا !!
لم تسمع رده لفترة حتى فجأة ابتسم بخبث قائلاً : يمكنني المساعدة إن أردتِ .
سمع ردها على الفور بحزم : انسى .
مما جعل ابتسامته تتحول لضحكة بهدوء و هو يقلب في صفحات الكتاب الذي بيده بينما توردت وجنتيها بخجل و الإنزعاج على وجهها عند سماع تلك الضحكة ، و فجأة قاطعه صوت جرس الباب لينظر بالإتجاه الذي جاء منه الصوت ثم يترك الكتاب الذي بيده هامساً بمزاح : ها و قد جاء أحدهم ... أكملي حمامك بإرتياح الآن !
ابتسمت هي بإنتصار فور أن شعرت بأنه ذهب من أمام الباب بينما ذهب لرؤية من جاء الآن ........
و بالأسفل ذهب ناروتو لفتح الباب و الذي فور أن فتحه وجد أوراق تصطدم بصدره و صوت يقول :جيد أنك مازلت مستيقظاً .
نظر إليها و هي تدخل إلى منزله قائلاً بتعجب : ساكورا !!
دخلت للداخل قليلاً و قد تركت الأوراق ليمسكها ناروتو بسرعة قبل أن تقع على الأرض قائلاً : ما الذي تفعلينه هنا ؟ ... ثم ما تلك الأوراق ؟!!
استدارت ناظرة نحوه قائلة بابتسامة : يبدو أن رؤيتي لم تسعدك .
عقب بسرعة قائلاً : لا .لا على العكس ... أسعدتني كثيراً و لكن ..... ما سرها ؟؟
اتسعت ابتسامتها قائلة : تلك الأوراق يجب توقيعها الآن و لا يمكن الإنتظار حتى الغد .... أو تحضرها صباحاً و تكون قد قرأتها و وقعتها أيضاً فأحضرتها لك الآن حتى تكون جاهزة غداً ... أي أسئلة أخرى ؟؟
نظر إليها قليلاً بتعجب ثم ابتسم بلطف و اقترب منها قائلاً : أبداً ... شكراً لكِ و سأنهيها و أحضرها لكِ غداً كما أمرتِ سيدتي .
بعد جملته الأخيرة ظهرت على شفتيها ابتسامة حاولت إخفاءها و لكن لا فائدة فقد شعرت بسعادة كبيرة عندها و الأهم أنها شعرت باستعادتها لقوة موقفها أمامه مما جعلها تنظر إليه بابتسامة ثم تقترب حتى تقف أمامه قائلة : إذاً ... ألن تعرض عليّ الجلوس قليلاً أم تريد التخلص مني ؟!!
أجابها بسرعة قائلاً بابتسامة : بالطبع تفضلي .
اتسعت ابتسامتها ثم استدارت و توجهت نحو الأريكة لتجلس عليها بينما سار هو وراءها و وضع الأوراق على الطاولة الموجودة بينما الأريكة التي جلس عليها و بين أريكة ساكورا ، نظرت إليه قائلة بابتسامة : ماذا كنت تفعل قبل مجيئي إذاً ؟؟
رفع نظره لها و بادلها الابتسامة قائلاً : لا شيء ..... و أنتِ ؟؟
أدارت عينيها بحيرة ثم أعادت نظرها إليه قائلة بابتسامة : أنهيت قليلاً مما كان عليك غداً .
نظر إليها بتعجب قائلاً : لماذا ؟!! .... أعني لم يكن هناك داعٍ لتفعلي هذا و تضيعي وقتك .
أطلقت ضحكة قائلة و هي تميل بالجزء العلوي لجسدها للأمام قليلاً واضعة ذراعيها فوق بعضهما على قدمها : لا لم أضع وقتي على العكس .....
نظر إليها بتعجب لتكمل قائلة : تعني أنه كان من الأولى أن أعود لمنزلي للبقاء مع ساسكي-كن صحيح ؟؟ ...
ابتسم و نظر إليها بتردد ليراها تنظر إليه بخبث قليلاً مما جعله يقول : نعم .....
اتسعت ابتسامتها قائلة : أمامه عمل كثير اليوم و أخبرني بأنه لن يعود للمنزل قبل ساعتين من الآن لذلك بدلاً من أن أعود و أجلس وحدي فكرت في أن أقوم بفعل أي شيء عنك .... أي استثمار وقتي في شيء مفيد حتى ينتهي .
ضعفت ابتسامته قليلاً قائلاً : و لماذا لم تساعدينه هو ؟؟
أجابته بمزاح : لأنني لا أفهم شيء في عمله من الأساس كما أن لديه من يساعده أما أنت ....... فأنا المسئولة عن إنجاز ما تتركه .
نظر إليها قليلاً و هي تبتسم و كأنه لم يعد يجد أي رد لها فتنهد قائلاً بابتسامة : أياً يكن ... شكراً لكِ .
اتسعت ابتسامتها قائلة : لا أبداً ... لم أفعل شيئاً يستحق الشكـ .....
قاطعها صوت يقول بدلال : ناروتو .........
نظرا نحو الصوت لتتسع عينا كل منهما على كوشينا التي تنزل السلم و ترتدي رداءً خفيفاً لونه أبيض و قصير إلى حد ما و بحملات رفيعة و مفتوح من ناحية الصدر قليلاً و هي تجفف شعرها بمنشفة و مغلقة عينيها و على شفتيها ابتسامة رقيقة و من منظرها يتضح أنها لا تعلم أن معه أحد من الأساس ، فور أن رآها ناروتو على تلك الحالة أمام ساكورا أغمض عينيه ببطء و أبعد وجهه عنها و هو يضرب جبهته بيده اليمنى بينما ساكورا تنظر إليها بعينين متسعتين على آخرهما و نوعاً ما هناك ضحكة بداخلها و لكن لم تستطع إخراجها مما تراه أمامها ، فتحت كوشينا عينيها ببطء و هي تبتسم لتقع على ساكورا و التي فور أن رأتها اتسعت عينيها و تجمدت في مكانها و اختفت ابتسامتها بإرتباك فجأة و هي لا تحرك عينيها عنها قائلة بتعجب : ساكورا !!
نظرا إليها لتكمل بإرتباك و توتر : أنتِ هنا ! .. أعني ..... مرحباً بكِ ..
ثم عقبت بسرعة و شك : و لكن منذ متى و أنتِ هنا ؟؟!
استيقظت ساكورا من حالتها لتجيبها و لكن سبقها صوت ناروتو قائلاً و هو ينظر نحو كوشينا بتحذير قليلاً قائلاً : أتت منذ قليل .. لماذا ألم تسمعي صوت الباب .... كوشــينــا ؟؟!
نظرت إليه بخوف من صوته و نظراته نحوها ثم ابتسمت بارتباك قائلة : لـ .. لا .. لا لم أسمع شيئاً .. كان صوت المياه قوياً بعض الشيء .
احتدت نظراته لتبعد عينيها عنه بسرعة لتقول ساكورا بابتسامة : حسناً تعالي للجلوس معنا ....
نظرت نحو ناروتو و كأنها تستأذنه لينظر إليها بنفس نظراته و فجأة ابتسم بنفس النظرات مشيراً بيده اليمنى أن تأتي للجلوس على يساره و كأنه يقول لها " تفضلي " حيث يبدو عليه أنه تورط من هذا الموقف و ليس أمامه حل آخر ، رغم أنها فهمت العكس من تلك النظرات إلا أنها اقتربت ببطء و مرت من أمامه للجلوس على يساره قائلة بابتسامة : سامحيني .. لم أكن أ ...
قاطعتها حركة يد ناروتو لإنزال رداءها القصير لتغطية قدميها قليلاً و هو ينظر نحو ساكورا بنفس ابتسامته مما جعل وجهها يرتبك قليلاً و تكمل بابتسامة متوتر : .. أعلم بأنكِ هنا .
منعت ساكورا ضحكتها بينما هما الاثنان ينظران نحوها بابتسامة ناروتو و كأنه لا يعجبه هذا الوضع و كوشينا بتوتر مما يفكر فيه زوجها الآن و هي تضع المنشفة التي كانت تجفف بها شعرها حولها حيث تغطي نصف ظهرها العلوي و كتفيها و تضمها نحو صدرها ، حاولت ساكورا منع ضحكتها قدر المستطاع و رسمتها على هيئة ابتسامة على شفتيها قائلة لتلطيف الأجواء قليلاً : لا بأس ... فأنا فتاة مثلك على أي حال لا مشكلة .
اتسعت ابتسامة ناروتو و نظر نحو كوشينا قائلاً بتحذير و لكن بأسلوب هادئ قليلاً لكي لا تلاحظ ساكورا : صحيح كوشينا ... لا مشكلة .
حركت عينيها نحوه بعد تردد قائلة في نفسها بشك : أشك بأنه لا مشكلة بالنسبة لك ناروتو .
شعرت ساكورا بما يجول في بالهما مما جعلها تنهض قائلة : حسناً .. سأذهب أنا ربما يكون ساسكي-كن قد أنهى عمله لليوم .... و لا تنسى إحضار الأوراق معك صباحاً ناروتو .
كانت كوشينا ستنهض إلا أن يد ناروتو ثبتتها كالمسمار مكانها و نهض هو قائلاً بابتسامة هادئة قليلاً عن تلك التي كانت قبل قليل : حسناً لن أنسى ....
بادلته الابتسامة ثم توجهت نحو الباب ليمر هو من أمام كوشينا و التي أدار وجهه ناظراً إليها و مشيراً إليها بتحذير مما جعلها تفتح فمها بتعجب شديد و تنظر إليه و كأنها تقول " و ما الذي فعلته أنا ؟!! " فتحتد نظراته أكثر و هو يشير إليها أن تصمت تماماً ثم يعيد وجهه أمامه بابتسامة لطيفة متوجهاً نحو الباب وراء ساكورا و التي وقف عند الباب مستنداً عليه لتوديعها قائلاً : انتبهي لنفسك .
رفعت عينيها له قائلة بابتسامة : شكراً لك .
ثم ابتعدت عن الباب قائلة و هي تغمز له بمزاح : و أنت اعتني بها جيداً .
اتسعت عينيه و هو ينظر إليها و تقريباً شل عقله عندها مما جعلها تضحك و تعيد وجهها أمامها و تجري في طريقها بينما أغلق هو الباب و هو يتنهد و فور أن فتح عينيه وجد كوشينا تقف أمامه تنظر إليه ببراءة ليظهر الإنزعاج على وجهه قائلاً : و الآن ؟؟ .... ما هذا الذي فعلتيه ؟!!!
قالت بتعجب : و ما الذي فعلته ؟!!
استفزه هذا السؤال و لكنه قال بإنزعاج : هذا الرداء .... أمام ساكورا !!
قالت بتوتر لتبرير موقفها : و ماذا في هذا ؟!! .... أعني هي فتاة مثلي و لا بأس إن رأتني هكذا .. ثم كيف لي أن أعرف أنها هنا من الأساس ؟!! .. لم أكن أعرف أنها هنا .. ظننتك وحدك .
لم يتغير مزاجه أيضاً مما جعلها تضحك فينزعج أكثر قائلاً : و ما المضحك الآن ؟!!
ازداد ضحكها قائلة : لا يمكن .... أتغيير من شيء كهذا ؟!!
اتسعت عينيه بتعجب قائلاً : أ ... أغيير !! .... تلك فتاة و ليست فتى لكي أغير ... بالطبع لا ... فقط .....
نظرت إليه منتظرة ما سيقوله ليكمل : فقط لا أحب أن يراكِ أحد هكذا ثم .... لم يعجبني هذا الموقف .... أعني رؤيتها لكِ بهذا الشكل .. ليس أمراً لطيفاً أبداً و لا أعرف ما الذي يجول بعقلها أيضاً .
اقتربت منه محتضناه قائلة : و ما المشكلة ..... نحن متزوجين ليأتي بعقلها ما يأتي ... لا بأس .... و رغم أنني مازلت أرى أنه لا داعي لانزعاجك ... إلا أنني أيضاً تفاجأت من أنها هنا و لم أرى أنه من الجيد أن أقابلها بهذا الشكل أيضاً ... لأنني أعلم بأنك لا تحب أن أظهر هكذا أمام أي شخص إلا أنت .. لا تنزعج سأنتبه في المرة المقبلة .
بينما في مكتب ساسكي ....
فتحت ساكورا الباب ببطء و هي تُظهر وجهها فقط من وراءه لترى ساسكي منهمك فيما أمامه و لكن سمعت صوته فجأة يقول : ماذا هناك ساكورا ؟ ... أخبرتك بأنني سأتأخر اليوم .
ابتسمت و دخلت و أغلقت الباب وراءها ثم اقتربت منه قائلة : لا أبداً لم آتي لاستعجالك .... فقط ... سأبقى معك حتى تنهي ما أمامك و بعدها نعود معاً .
عقب قائلاً : حسناً و لكن لا تعطلينني .
ضعفت ابتسامتها قليلاً و جلست على أحد الكرسيين الموجودين أمام المكتب قائلة : لا تقلق .. لن أتكلم .
و بعد قليل في منزل ناروتو ..........
كانت كوشينا تقف أمام المرآة و ترتدي نفس رداءها الذي ظهرت به أمام ساكورا و هي ترفعه لتظهر بطنها و تقوم بشد جسدها ليبدو مستقيماً و هي تبتسم ثم قالت : أشعر بأنني أصبحت قبيحة أليس كذلك ؟؟ ..... لا أتخيل حقاً بأنها ستكبر أكثر من هذا !!! ..... لم أعد رشيقة كما كنت ..... حقاً أشتاق لجسدي القديم .
حرك ناروتو عينيه عما كان يقرأه و هو جالساً على فراشهما لينظر إليها بينما تنظر إليه هي أيضاً منتظرة ما سيقوله فجاءها رده بعد أن ظهرت على شفتيه ابتسامة : لا مشكلة بالنسبة لي في القديم أو الجديد .... كلاهما رائع في نظري .
ابتسمت بخجل و تركت رداءها الذي كانت ترفعه لإظهار بطنها و تحركت نحوه لتقف بجانبه قائلة بابتسامة : أتقول هذا فقط لكي لا أحزن ؟؟
لم يتحرك للحظة و فجأة أمسك بيدها و أوقعها فوقه لتضحك و ظهرها على صدره و تنظر إليه قائلة : ماذا ؟؟!
ابتسم ابتسامة واسعة قائلاً : قلت بأن ليس لدي مشكلة ... و لم أقل إنني أفعل هذا لكي لا تحزني مشاغبتي الصغيرة .
عادت تضحك بسعادة كبيرة و هذه المرة شاركها ضحكها حتى احتضنته قائلة برقة : أفضل ما بك أنك دائماً تملك الرد الذي يريحني ..... أنت الأفضل عزيزي .
ابتسم قائلاً بمزاح : أعلم عزيزتي .
رفعت عينيها نحوه ليتبادلا النظرات قليلاً ثم تنطلق من كل منهما ضحكة كبيرة في نفس الوقت .......
بينما عند ساكورا ..........
مرت نصف ساعة تقريباً و هما على وضعهما ليقف ساسكي عن الكتابة فجأة و رغم هذا لم تحرك ساكورا عينيها حتى فبدئ عليها أنها شاردة في أمر ما لينظر إليها قائلاً بابتسامة خفيفة بمزاح : غريب ... لم تتكلمي حقاً !!
انتبهت لصوته و استيقظت من شرودها و نظرت إليه و سرعان ما ارتسمت ابتسامة على شفتيها قائلة : انتهيت ؟؟
ابتسم قائلاً : لا ... قليلاً بعد و انتهي .
اتسعت ابتسامتها له و عادت إلى النظر نحو الأوراق التي على المكتب بصمت لتسمعه يقول :إن تعبتِ ساكورا يمكنكِ الذهاب لتنامي .
رفعت نظرها له قائلة بابتسامة : لا سأنتظرك .
نظر إليها لمدة بينما عادت هي إلى ما كانت تنظر إليه ليقاطع صمتها ثانية قائلاً بابتسامة مازحاً :ما هذا الهدوء الذي أنتِ فيه ؟؟ ... قل إزعاجك هذه الأيام هارونو ؟؟؟
رفعت نظرها إليه بابتسامة قائلة : يبدو أنني كنت مزعجة كثيراً .
بادلها الابتسامة قائلاً بمزاح : نعم ... أكثر مما تتخيلين ... و لكن تغيرتِ فجأة .. هادئة منذ نصف ساعة لم تتحدثِ حتى !!
أجابته بابتسامة قائلة : لم أرد إزعاجك .
نظر إليها بدون إجابة فقابلته بابتسامة ثم أعادت نظرها أمامها لتسمع يقول بلطف فجأة : حسناً ... خطيبتي الجميلة .
اتسعت عينيها بسرعة فور سماع تلك الكلمة منه و نظرت إليه بسرعة ليتبادلا النظرات لفترة حتى ابتسمت ساكورا بسعادة قائلة بخبث : منذ متى و تستطيع قول مثل تلك الكلمات ؟؟؟
ابتسم قائلاً بحيرة : ليس من وقت محدد ... و لكن شيئاً مما أسمع .
نظرت إليه بابتسامة قليلاً ثم احمرت وجنتيها قائلة : حسناً أنهي عملك حتى نعود لمنزلنا .
اتسعت ابتسامته و هو ينظر إليها و هي تنزل رأسها في خجل قائلاً بسخرية في نفسه : حقاً بكلمة واحدة أستطيع تغيير الأمور لصالحي !!
و عند بداية الشهر السادس ........
كان ناروتو في مكتبه كالعادة و ساكورا تقف بجانبه بما أنها مساعدته و كانت تنحني قليلاً نحوه و هي تقوم بالتحاور معه في أمر ما و فجأة قاطعهما صوت الباب فقال ناروتو : تفضل .
فُتح الباب و ظهرت منه مورا و التي انحنت بإحترام قائلة : سيدي .
ثم رفعت نظرها إليه و لم تتكلم فقال لها : اقتربي .
اقتربت مورا منه بينما اعتدلت ساكورا لتقف بجانبه و تمر مورا من أمامها منحنية نحو ناروتو هامسة له : هناك من ينتظرك بالخارج ناروتو-ساما .... و لكن في الحقيقة لم أرتح له .
حرك عينيه نحوها بتعجب ثم قال : أدخليه .
أومأت برأسها ثم ابتعدت عنه و انحنت ثانية ثم توجهت نحو الباب قائلة : تفضل .
نظر كل من ناروتو و ساكورا بترقب نحو الباب و الذي بعد فترة دخل منه رجل بدا وجهه هادئاً و ظهر من ملابسه أنه شخصية مهمة و ذا مركز عالي و الذي عندما دخل توقف بالقرب من الباب قليلاً قائلاً : سيدي الهوكاجي .... كيف حالك ؟؟
نظر إليه ناروتو بتعجب قليلاً ثم قال : بخير ..... و الآن .. من أنت ؟؟!
ابتسم الرجل قائلاً : اعذرني لم أعرفك بنفسي بعد ...... أنا تاكيشي وزير قرية الشمس التي ستقوم بتحالف معكم قريباً سيدي .
ابتسم ناروتو قائلاً : نعم ... أعلم هذا ... إذاً ماذا هناك ؟؟!
ابتسم تاكيشي قائلاً : لا شيء فقط ... اسمح لي سيدي ... و لكننا فكرنا بأن نقدم لك هدية بسيطة لبدأ هذا التحالف معكم .
نظر كل من ساكورا و ناروتو إليه بتعجب و الذي قال بدهشة : هدية !!
ابتسم الوزير ثم تراجع خطوات نحو الباب ليقول : ادخل .
ابتعد عن الباب ثانية ليدخل منه أربعة حراس و هناك شيء بمنتصفهم حتى أصبحوا بمنتصف الغرفة ، نظر الحارسين الأماميين للوزير و الذي أومأ برأسه ليبتعدا عن بعضهما و يظهر ما كان يخبآنه وراءهما !! .......
تقدمت فتاة تبدو كأنها في العشرين من عمرها و هي ترتدي فستان بالون الأزرق الفاتح و مزود بماسات و يزين عقد رائع عنقها و قرطان لامعين أذنيها و بالإضافة إلى أنها مزينة من كل مكان فظهرت و كأنها عروس !! ، تقدمت للوقوف أمام الحارسين قليلاً و هي تنظر إلى الأرض في خضوع شديد بينما نظرت إليها ساكورا بتعجب أشد و بالطبع ليس صعب على ساكورا فهم الأمر فقالت في نفسها : إذاً تلك هي .......
يتبع
0 comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.