الفصل~~{خطبة}~~السابع و
العشرون
و في اليوم التالي مساءاً ...............
كانت طاولة فخمة و طويلة في أحد المطاعم لكي تتسع لكل أصدقاء ناروتو على شريط واحد بينما ناروتو و كوشينا يجلسان أمامهم على الشريط الآخر للطاولة و كانوا يجلسون كالعادة في اليابان على الأرض على وسائد ناعمة ، كانت كوشينا تجلس على الجانب الأيمن لناروتو و ساسكي يجلس أمام كوشينا و ساكورا أمام ناروتو و بجانب ساسكي ساي و الذي بجانبه زوجته إينو و التي بدورها بجانبها شيكامارو و زوجته و تن تن بجانب ساكورا و لي بجانبها و كيبا بجانبهم و كارين على طرف الطاولة أما نيجي و هيناتا فليسا في القرية ......
ظل الجميع ينظر إليهما بإنتظار ما سيقولانه فلم يتحدث أحدهما و أخذا ينظران إلى بعضهما كأن كل منهما يقول للآخر أن يتكلم هو و في النهاية قال كيبا بملل : هيا ناروتو .. ماذا هناك ؟؟
ثم همس لها قائلاً : فتعلمين كيف تخدعيهم كما فعلتِ معي .
نظرت إليه بخجل و ابتسامة ثم حركت نظرها أمامها و هي تنظر إلى الأرض بخجل و بعد فترة رفعت نظرها إليهم و هي تنقل نظرها بينهم ثم ابتسمت قائلة بتردد و هي تقترب أكثر من ناروتو : أنا .......... أنا بداخلي الآن .. جزء من ناروتو .
فور قول تلك الجملة كانت ردة الفعل واحدة و هي نظرة تعجب شديد على وجوه الجميع بينما على كوشينا ابتسامة ماكرة قليلاً و تحرك عينيها بينهم منتظرة أن يفهم أحدهم ما تقصده و فجأة نهضت إينو ضاربة الطاولة بقوة تسببت في حدوث صوتاً قوياً قائلة بانفعال شديد : حامل !!!
قالت إينو هذا لينظر إليها الجميع باندهاش كبير و لم يتكلم أحد و لو كلمة و هم ينظرون إليها بصدمة ثم حركوا عينيهم على كوشينا كأنهم يتطلبون تأكيد فهزت رأسها بخجل و سعادة مؤكدة ما قالته إينو فظهرت إبتسامة واسعة على شفتي الجميع بينما ساكورا كانت تنظر إليهما بتعجب شديد بعينين متسعتين فقال ساسكي بابتسامة ربما لا تظهر كثيراً و لكن خبر مجيء طفل لناروتو يجعله يبتسم رغماً عنه : و لماذا لم تخبرني بهذا مسبقاً ؟؟!
ابتسم ناروتو قائلاً : لقد علمنا البارحة فقط ....... و لم تتح لي الفرصة المناسبة لإخبارك قبل الآن .
نظر إليه ساسكي قليلاً و فجأة بدأ الضحك و الذي تحول بسرعة إلى ضحك بشدة و على ما يبدو أن كيبا فهم ما يضحك عليه ساسكي مما جعله يضحك أيضاً قائلاً : ناروتو !! ..... والد !!! ......... هذا أغرب خبر سمعته طوال حياتي !!!
عندها لم يكن ساسكي و كيبا فقط من يضحكان بل الطاولة بأكملها و استمروا هكذا بينما هو ينظر إليهم بتعجب ثم قال بغضب مازحاً : و ما المضحك في هذا ؟؟!
عندها سمع صوت بجانبه و عندما ألقى نظرة على كوشينا وجدها تنظر إليه و يبدو أنها تحاول كتم ضحكتها و فجأة انطلقت منها بدون قصد فوضعت يدها على فمها و هي تضحك فقال بتعجب : و أنتِ أيضاً ؟؟!!
حاولت منع ضحكتها و نظرت إليه قائلة بابتسامة : سامحني حبيبي ....
أبعد عينيه عنها بضجر و نظر أمامه ليجد ابتسامة ساسكي الساخرة قائلاً : في الحقيقة مهما حاولت لا أستطيع تخيلك والد أبداً !!
ابتسم ناروتو بغضب قائلاً بمزاح : شكراً لك ساسكي .
لي : ليس الوحيد هنا ............. فجميعنا رأيناك في الماضي ... صعب التأقلم مع وضعك الحالي ناروتو-كن ......
أمسكت كوشينا بذراعه قائلة بحنان : لا تقولوا هذا ...... سيكون أعظم والد رأيتموه من قبل ....... كما كان لي أعظم زوج .
هدأ ضحكهم تدريجياً بعد سماع هذا منها و لكن ساسكي لم يهدأ فقال : و أنتِ أيضاً ......
اتسعت عينيها بتعجب و نظرت إليه ليكمل بسخرية : ناروتو والد .. سأحاول تقبل الأمر على الأقل يمكنه تحمل المسؤولية .... أما أنتِ فلا تستطيعين تحمل مسؤوليتك حتى فكيف ستصبحين أماً ؟؟! ..... عقلك أصغر من عقل الأطفال ...... يالها من عائلة !! .... كم أشفق على هذا الطفل قبل أن أراه حتى !!
ضحك ساي و قال معقباً : معك حقاً ..... سيندم فور ولادته ........
أغلق كل من ناروتو و كوشينا عينيهما بانزعاج شديد و كأنهما على وشك الانفجار و بالفعل لم تستطع كوشينا التحمل فنهضت ضاربة الطاولة بيدها قائلة بغضب مازح : أعد ما قلته أوتشيها..........
نظر إليها ببرود ثم قال بسخرية و تحدٍ و هو يحرك وجهه نحوها قليلاً لإغاظتها : لا تستطيعين تحمل المسؤولية .
نظرت إليه بضيق و نفاذ صبر شديدين و كأنها حقاً على وشك ضربه بينما اختفت ضحكات الجميع و نظروا إلى كوشينا بخوف و التي للمرة الأولى يرون هذا الوجه منها أما لساسكي فهذا طبيعي فإن عاملته بلطف هذا ما سيتعجب منه ! ، تبادلا النظرات قليلاً و كأنهما في معركة و فجأة ابتسمت كوشينا بخبث و جلست و هي تنظر نحو ناروتو بوجه حزين قائلة بطريقة طفوليه و كأنها على وشك البكاء : ناروتو .
نظر إليها بتعجب ثم نظر إلى ساسكي قائلاً : توقف عن إزعاجها ......
نظر إليه ساسكي ليكمل : فتصبح مخيفة عندما تفعل .
كوشينا بهمس و انزعاج : مخيفة !!
و فجأة انفجرت به غاضبة قائلة : مخيفة !! .... أأستنجد بك فتقوم أنت أيضاً بإهانتي ؟؟!!
قال بابتسامة متوترة و هو يحرك يديه أمامه : لـ ... لا لم أقصد هذا أبداً حبيبتي .....
قاطعته إينو ضاحكة و هي تقول : يبدو أن كوشينا بدأت تسيطر على الأمور منذ الآن .
نظرت إليها كوشينا فاتسعت ابتسامة إينو لها فابتسمت بفخر و جلست بجانبه و قد عادت إلى حالتها الطبيعية محتضناه و هي تقول بحنان : أعلم ...... و أعلم أيضاً بأننا سنكون أفضل والدين على الإطلاق .
نظر إليها بسرعة و نظر البقية أيضاً إليهما بينما نظرت هي إليه بخجل ثم ضحكت و نامت على صدره و هي تحتضنه قائلة : أليس كذلك عزيزي ؟؟!
تحولت نظرات التعجب التي على وجهه إلى نظرات حنونة نحوها ، فقالت تن .تن بسعادة لرؤيتهما على هذا الوضع : على كل حال .... كم هذا خبر رائع ! ........ مبارك لكما .
لي : مبارك لك ناروتو-كن ........
ثم رفع أبهامه كالعادة إلى ناروتو قائلاً بابتسامة : أحسنت .
نظر إليه ناروتو بتعجب و ليس وحده بل الجميع أيضاً و لكن كعادة لي لم يشعر أنه قال شيئاً غريباً و جذب تن .تن إليه هامساً لها : ألم يأتي دورنا بعد تن .تن ؟؟!
أبعدت نظرها بخجل مصطنعة الغضب بوجنتين حمراوتين قائلة : عندما يحن الوقت سأخبرك أيها الغبي .
نظر إليهم الجميع ثم ضحكوا مما أزاد من خجل تن .تن بينما اتسعت ابتسامة لي أكثر بتوتر و خجل فقالت إينو : مبارك لكما بشدة .... لا أعرف كيف أصف فرحتي لكما بهذا الخبر .... خبر رائع جداً!!
بينما قالت تيماري و هي محتضنة شيكامارو : هيا كوشينا احضري ولداً لأن عندي فتاته .
وضعت كوشينا يدها خلف رأسها قائلة بابتسامة مرتبكة : لا أعرف ماذا سيكون و لكن أتمناه أيضاً ولداً فأعتقد أن هذا ما يريده ناروتو أيضاً .
همس لها قائلاً : ليست لدي أي مشكلة ما إذا كان ولداً أم بنتاً .
ابتسمت قائلة : جيد .... أراحني هذا كثيراً .
فقال شيكامارو : لم تخبريني كوشينا .....
نظر إليه الجميع ليكمل بمزاح : كيف كان وجهه عندما علم ؟ .... فبدا عليه أنه لم يتوقع هذا أبداً !
فور أن سمع ناروتو هذا صرخ فيه بإندفاع قائلاً بغضب مازح : كنت تعلم و لم تخبرني ؟؟!!!
وضع شيكاماروأصبع الأصغر في أذنه بملل قائلاً و هو ينظر بعيداً عن ناروتو : لم أرد إفساد مفاجأتها لك ....
ثم تنهد مستكملاً و هو مغلق عينيه : و يبدو أنك كعادتك بعد كل هذا لم تفهم إلا عندما أخبرتك هي .. كم أشفق عليكِ كوشينا !! .... لم يتوقع هذا حتى ! ....
نظر إليه ناروتو بغيظ و كان ليعقب لولا أن كوشينا ابتسمت قائلة بمرح : تماماً ......... لقد وقع عليه هذا الخبر كالصاعقة !! ....... فكرت بأنني ربما أخسر زوجي و عقله من شدة فرحته .
جلس قائلاً بمزاح مبرراً : لا تلومينني ....... لم تلمحي لي على هذا الأمر على الأقل !! ....... كما أنكِ أخبرتني أنها هدية !! ....... كيف لي أن أعلم أن تلك الهدية هي طفلي ؟؟!
ضحك الجميع بشدة و هما معهما و ظلوا هكذا حتى فجأة جاءت عيني إينو و هي تضحك على ساكورا فرأتها متحجرة في مكانها تنظر إليهما بعينين متسعتين و الصدمة أنها لاحظت سريان خط دموع على خدها الأيمن فقالت بدون تفكير : هاه !! ....... ساكورا ... لماذا تبكين ؟؟؟!!!!
و بالطبع لم تنتبه إينو للكارثة التي أحدثتها إلا عندما نظر الجميع إلى ساكورا و شاهدوها بنفس الحالة التي رأتها إينو بها مما جعل إينو تنظر إليهم و هم ينظرون إليها ثم تضرب جبهتها بقوة قائلة في نفسها و هي مغمضة عينيها : غبية ........ بل قمة الغباء ما فعلته .... أأنا حمقاء ؟!! ...... لقد انتبه الجميع ... كان يجب أن أجعلها تعود إلى وعيها بدون أن أجعل أحد ينتبه إليها !! ........ و الآن ماذا سنفعل ؟؟؟!!!
نظر إليها الجميع بتعجب باستثناء إينو التي عقدت حاجبيها و هي تنظر إلى ساكورا و كأنها ورطتها و تحاول أن تجد أي طريقة لإخراجها من تلك الورطة و لكن عقلها توقف تماماً من هذا المأزق !!
بينما انتبهت ساكورا فور أن تكلمت إينو و ظلت تنظر إلى ناروتو و الذي نظر إليها بتعجب شديد و يبدو أنها كانت أول نظرة منه لها تلك الليلة و فجأة رسمت على وجهها ابتسامة لطيفة و مسحت دموعها قائلة : أنا لا أبكي إينو ..... أنا فقط .. سعيدة .... إنه أول مولود لأحد صديقيّ المقربيّن ....... أول مولود لك ناروتو .... مبارك لكما .
نظر إليها قليلاً ثم ابتسم بهدوء قائلاً : شكراً ساكورا .
نظرت إليه ثم اتسعت ابتسامتها بصعوبة قليلاً ثم نظرت إلى كوشينا قائلة : مفاجأة رائعة كوشينا .
ابتسمت لها بخجل قائلة : شكراً لكِ .
بادلتها الابتسامة و عندما حركت نظرها عنها لتقع عينيها أمامها وجدته لم يحرك عينيه عنها !! ، فبدا التوتر على وجهها بينما يرمقها بنظرة غريبة لم تفهم ما يعنيه من وراءها !! ، و بالطبع ما دار في عقلها عندها أنه يظن أنها حقاً تبكي من أجل سماعها لهذا الخبر و لكن نظراته لم تنم على هذا أيضاً فأبعدت عينيها بسرعة و أنزلتها و هي تحرك عينيها بتشتت على الطاولة أمامها ، و فور أن كادت كارين على وشك التحدث قاطعها ساسكي قائلاً : و لكنك لست الوحيد الذي تملك شيئاً تريد قوله .
نظر إليه الجميع بتعجب بينما قال ناروتو متعجباً : ماذا تعني ؟؟!
ابتسم ساسكي قليلاً و هو ينظر إليه ثم قام بوضع ذراعه الأيمن وراء ساكورا و التي رفعت نظرها عن الطاولة إليه ليحوطها به و يضمها إليه قائلاً : لقد اتفقنا أنا و ساكورا على الخطبة !
اتسعت أعين الجميع بينما و بدون تفكير قبل أن يدرك حتى ما قاله نهض ناروتو مما جعل ساسكي ينهض أيضاً لاستقبالاحتضان ناروتو له قائلاً : خبر رائع ساسكي ....... مبارك لك أنت أيضاً .
رغم أن ساكورا تعلم بالأمر إلا أن عينيها اتسعتا تعجب و لكن هذه المرة ليس لأن الخبر فاجأها و لكن لرؤية ردة فعل ناروتو السريعة مما جعلها تقول في نفسها باندهاش : و أول من يبارك أيضاً ؟؟!!!
ظلت تنظر إليه هكذا حتى ابتعد عن ساسكي و نظر إليها قائلاً وكانت نظراته لها كالعادة غريبة مبهمة و معقدة بعض الشيء : و ها قد حدث أخيراً ساكورا .
أفاقت من حالتها على صوته و الذي بدا غريباً أيضاً !! ، قائلة : نـ .. نعم .... أخيراً .
مرت فترة صمت حتى يستوعب الجميع الأمر و ما لبثوا إلا أن قاموا بتهنئتهما بشدة و في النهاية قال كيبا : لا أصدق ما سمعناه اليوم !! ......... حتى عندما تريدان عرض شيء علينا تعرضانه مع بعضكما !
نظر ساسكي و ناروتو إلى بعضهما ثم ابتسم ناروتو ابتسامته الواسعة المعتادة بينما ساسكي ابتسامته الهادئة بينما قالت إينو بسعادة و التي كانت قد نهضت من مكانها و احتضنت ساكورا بسعادة غير طبيعية بالمرة : وااااااااااااااه ....... و أخيراً ساكورا !! ...... ما هذا الخبر الرائع !! .... و لماذا لم تعلمي صديقتك العزيزة هذا من قبل ؟؟؟! .... إذاً متى الخطبة ؟؟!
ابتسمت لها ساكورا بتوتر ثم نظرت إلى ساسكي ليقول بابتسامة : الأسبوع القادم .
نظرت إليه إينو بفاه مفتوح بدهشة كبيرة و عينيان لا تقلان اتساعاً !! ، و بعد فترة أغلقت فمها و حاولت النطق قائلة : الـ ... الأسبوع ..... الأسبوع القادم ؟؟؟!
ابتسم ساسكي لها بينما نظرت إلى ساكورا و التي قالت بابتسامة : نعم .
حركت عينيها بينهما قليلاً ثم قالت بخبث : آووه !! ... أشعر بأن علاقتكما بدأت قبل هذا بكثير !! .... هيا اعترفا هل فاتني شيء ؟؟
أبعد كل منهما وجهه عنها بينما ضحكت هي بخبث ، و بدون أن يلاحظ أحد كانت هناك فتاة جرحها لا يمكن علاجه بعد ما سمعته لقد قضى ساسكي عليها بكلمات معدودة فقط !! ......... لم يهتم حتى بوجودها !! .... بمشاعرها !! .... لم يكن يهمه شيء ، بالطبع و لماذا سيتذكرها من الأساس فخطيبته هارونو ساكورا و التي ستكون مستقبلاً أوتشيها ساكورا و التي يحبها بجانبه فلماذا سينتبه لها !! ........
نزلت دموع الفتاة ذات الشعر الأحمر بحرقة ومن وراء نظاراتها و هي تنظر إلى ساسكي بصدمة لم تنظر إليه بها من قبل ، لم تتوقع أنها رخيصة بالنسبة إليه إلى هذا الحد !! .... حتى أنه لا يلتفت !!
و فجأة نهضت و بدون شعور ضربت الطاولة بغضب و جرت مبتعدة عنهم لخارج المطعم فنظر إليها الجميع بفزع متفاجئين بما حدث بينما شعر ناروتو بأن ساسكي كان سينهض رغم أن ساسكي حرك قدمه خطوة صغيرة فقط إلا أن ناروتو استطاع فهم ما يريده فنهض قائلاً بابتسامته اللطيفة : لا بأس .... أكملوا ليلتكم ... سوف أذهب لأرى ما بها .......
ثم نظر إلى كوشينا و التي بدا على وجهها القلق على كارين و هي تنظر إلى الاتجاه الذي ركضت فيه قائلاً : و اهتموا بها حتى مجيئي .
انتبهت أنه ينظر إليها فحركت عينيها نحوه و ابتسمت ابتسامة لطيفة فبادلها الابتسامة ثم ذهب ليلحق بكارين ، بينما تبعته ساكورا بنظرها و نظرت في هذا الاتجاه قليلاً ثم حركت عينيها نحو ساسكي و الذي لم يحرك عينيه عن اتجاه ذهاب كارين أيضاً كما كان الجميع و عندما انتبه أنها تنظر إليه حرك عينيه نحوها ، تبادلا النظر قليلاً و في النهاية نظرت ساكورا أمامها و يبدو على وجهها الانزعاج قليلاً بينما حاول البقية تلطيف الأجواء إلى حد ما حتى تعدو هذا الأمر ..........
خرج ناروتو من المطعم و هو لا يعرف أين يبحث عنها فكر بالذهاب إلى البحيرة فدائماً عندما تحزن كانت تذهب إليها فجرى نحوها إلا أنه بعد فترة من الركض جاء شيء بعقله فتوقف و غير مسار جريه فجأة ، و عند وصوله أمام بوابة عشيرة الأوتشيها دخلها و أخذ يحرك عينيها بين أرجائها قليلاً حتى فجأة نظر من بعيد ليرى فتاة تجلس على سلالم أحد المنازل و الذي تبين أنه منزل ساسكي و تضم قدميها لصدرها و تضع جبهتها على ركبتيها و تحوط رأسها بذراعيها و هي تبكي بحرقة و شدة و شعرها ينسدل على جانبيها فنظر إليها بحزن ثم توجه نحوها ليقف بالقرب منها مما جعلها تفزع من و ترفع رأسها و كانت قد خلعت نظاراتها و وضعتها بجانبها لتظهر عينيها الحمراوتين بجمالهما و الدموع تبللهما مما زادهما جمالاً و تنظر إليه سريعاً قائلة بتعجب : ناروتو !! ..........
ابتسم بلطف قائلاً : المرة الأولى التي لا تشعرين فيها بقدومي قبل أن آتي .
أنزلت عينيها بسرعة و حركت يدها نحو نظارتها إلا أنه وضع يده على يدها بعد أن جلس بجانبها على اليسار قائلاً : إذاً ماذا يوتركِ هكذا ؟؟
تجمدت يدها مكانها و نظرت إليه بسرعة قائلة : لست متوترة ... أبداً .
رفع يده عن يدها و أومأ برأسه بتفهم ثم قال : حسناً .... لماذا تركتنا و ذهبتِ إذاً ؟؟
نظرت إليه بجدية قائلة : لا تحاول استدراجي ناروتو .
أطلق ضحكة قائلاً : كما توقعت ... لن أستطيع .
أبعدت عينيها عنه و نظرت أمامها بيأس شديد لينظر إليها قليلاً ثم يقول : و .....
أعادت نظرها له بملل ليكمل : أهذا هو حلك للخروج من تلك المشكلة ؟؟
بعد سماع هذا حاولت العودة لحالتها الطبيعية قدر الإمكان قائلة بحدة كعادتها : أية مشكلة تلك التي تتحدث عنها ؟؟ ..... ثم أنه ليس من شأنك .... عد للاحتفال معهم .
عقب قائلاً : و كيف لي أن أحتفل و أنتِ بتلك الحالة ؟!!!
أجابته رغم وجود تلك الدموع التي توشك على ترك عينيها و لكنها تمنعها بقوة من النزول قائلة بحدة : و ماذا بي ؟؟!!! ...... أنا بخير يمكنك الذهاب .
ابتسم بسخرية قائلاً بمزاح : كاذبة ......
لتعقب كارين بغضب : كـ ... !! ..... أنا من يعلم كيف أشعر و قد أخبرتك أنني بخير ......
قال بملل : لستِ بخير ....
كارين بعناد : بلى .
عقب بعناد أيضاً و هو يبتسم ليخفف عنها قليلاً : لا .
كارين : نعم .
ناروتو : لا .
كارين : نـ ....
قاطعها قوله بجدية : أعلم جيداً ما تمرين به الآن .......... لذلك لا داعي لاصطناع القوة أمامي كارين .
نظرت إليه بتماسك قليلاً ليكمل بابتسامة ضعيفة : أنتِ لستِ بخير .
بادلته هي النظرات قليلاً و هي تفكر بشيء ما ثم ابتسمت قائلة بسخرية و هي تهز رأسها كأنها فهمت أمر ما : و لهذا أنت من تبعني .
نظر إليها بتعجب لتنظر إليه أيضاً و هذه المرة كان موقف كارين أقوى مما جعله يقول تهرباً من نظراتها و هو ينظر أمامه : كان سيتبعكِ و لكنني ..........
أعاد نظره إليها ثانية مستكملاً و هي تنظر إليه بنفس الطريقة : رأيت أن آتي أنا أفضل ....... لأنني .... لم أظن بأن مجيئه مناسب الآن .
ابتسمت بسخرية و أبعدت نظرها عنه ليقول بانزعاج : أتعلمين ... أنتِ صعبة جداً .
أعادت نظرها له قائلة بهدوء : لست صعبة ....... بل أنت من يريد إخفاء كل شيء .
نظر إليها بتعجب من تلك الجملة و لكن لم يكن صعب ليفهم قصدها من وراءها مما جعله يغير الموضوع قائلاً : إذاً لنعد إليكِ ......
أعادت نظرها أمامها و هي مغلقة عينيها و تنهدت قائلة في نفسها : بعد كل شيء ... يبدو أنني لست الوحيدة في هذا .
على الفور شعرت بأصبعه عند رأسها قائلاً : أخرجي ما يدور بعقلك هذا .
فتحت عينيها بسرعة و نظرت إليه لتراه هذه المرة بدون ابتسامة للتنهد و تبعد عينيها قائلة و هي تسند رأسها ليدها اليسرى : و ماذا تريد مني .... دعني و شأني ناروتو أرجوك .
سمعت رده بلا مبالاة : صدقيني إن كنت أعلم بأن هذا سيساعدك لكنت ذهبت فوراً .
رغماً عنها فجأة بدأت دموعها بالتجمع ثانية و هي تشتت نظرها في المنازل التي أمامها و لا يستطيع رؤيتها لإدارتها وجهها للجانب الآخر و لكن كالعادة لتمنعها قالت بنفس الحالة و بقوة : و هل مجيئك هنا هو ما سيساعدني ؟؟
ابتسم قائلاً و كأنه يفكر : ليس تماماً ..... و لكن إن أردتِ التحدث .. أنا هنا .
جاءه ردها بسرعة : و أنا لا أريد التحدث .
اتسعت ابتسامته قائلاً : حسناً إلى اللقاء .
و نهض للذهاب لولا أنه فجأة سمع صوتها قائلاً : ناروتو .....
توقف و التفت إليها ليراها تنظر إليه بعينيها اللامعتين من الدموع قائلة بتماسك : أكنت تعلم بهذا ؟؟
نظر إليها قليلاً ثم أعاد نظره أمامه لفترة و عاد إليها للجلوس بجانبها ثانية قائلاً : تعنين بشأن خطبته ؟؟
قالت بحدة : أياً يكن ... أكنت تعلم ؟
قال بعد فترة من النظر إليها و هي منتظرة لسماع إجابته : لا .... لم يخبر أحداً ... لم يذكر لي هذا الأمر .
عقبت بيأس أكبر : إذاً هو جاد في علاقته بها .........
جاءها رده : على الأغلب ......
قالت كارين فجأة و قد انفجرت و كأن صبرها الذي كانت تصطنعه أمامه قد نفذ : لماذا ؟!!
نظر إليها بتعجب لتقول بتشتت : لماذا هي ؟؟ ... لم أفهم ... فجأة ظهر حبها في قلبه !! ...... فجأة أصبحت تلك الوردية أجمل الفتيات في نظره !! ..... متى حدث هذا ؟!!!!!
نظر إليها ناروتو و هي على تلك الحالة ليقول في نفسه : ها و قد بدأنا .
أكملت بهستيرية أكبر : لا .لا لا ..... مستحيــل ..... كنت سألاحظ على الأقل !! ...... لم أراه يوماً يفضلها على أي فتاة أخرى !! ...... لا هذا ليس صحيحاً ...... هناك شيئاً غامضاً وراء هذا الأمر .........
تنهد قائلاً بهدوء : و لماذا تستبعدين أنه حقاً يريدها هي ! ....
نظرت إليه بدموع قائلة بغضب : لأنني أعرفه جيداً و لم ألاحظ منه أي خطوة نحوها .
قابلها ناروتو بنظرات جدية قليلاً لكي تهدأ قائلاً : ربما هي من يحب .... و ربما يعلم بمشاعركِ أيضاً و لكن قلبه لأخرى ليس شيء يستطيع التحكم به .
نظرت إليه بدهشة ثم قالت بشك : قلبه لأخرى !! ...... من تخدع ناروتو ؟؟!!! ........ أتعني بأن ساسكي يحبها ؟!! ......
قاطعها بشيء من الحدة : تلك الحقيقة تقبليها .
قابلته صارخة بغضب : أتقبلها كما تقبلتها أنت ؟؟!
اتسعت عينا ناروتو و تجمد مكانه بينما أكملت هي بدموع و قد هدأت قليلاً : لا .... إن تقبلت أنت هذا الوضع .. فلن أقبله أنا .
نظر إليها قليلاً ثم ابتسم بسخرية قائلاً : إذاً لا تلومينني إن ندمتِ في يوم من الأيام .
لم يأتيه ردها لفترة حتى أنزلت رأسا قائلة بألم : أظنه نسى أمري حقاً .
عقب بهدوء : ستنسين أنتِ أيضاً أمره مع الوقت .
ابتسمت بسخرية قائلة : أنسى أمره ..... تمزح أليس كذلك ؟؟!
نظر إليها لتقول : لست مثلك ناروتو .
ساد الصمت قليلاً قبل أن تكمل : ابتعدت عنها و نسيتها و تزوجت أيضاً ......... و لكنني لن أقوى على فعل و لو جزء من هذا حتى ! ....... كان الأول و أنا لن أحب غيره أعلم هذا جيداً ... لطالما كان كل شيء !! .... كنت أراه في كل مكان و أتمنى رؤيته ...... عندما كان يذهب لمنزله كنت أتمنى أن يأتي الصباح سريعاً فقط لأستطيع رؤيته ثانية ...... أضعت الكثير من حياتي بسبب وجودي في سجن هذا الثعبان أوروتشيمارو ..... و لكن لا أتذكر أنني فكرت في الهرب حتى لمعرفتي جيداً إنني إن هربت لن أراه ثانية ..... ضحيت بكل شيء من أجله فقط ...... لأن ببساطة لا يوجد هناك أي شخص يستحق هذا غيره ...... و لن يكون هناك ...... و تلك هي المشكلة .. حياتي بأكملها أصبحت متوقفة عليه منذ أن ابتسم لي ....... و لكن ما فائدة كل هذا بعد الآن ..... و إن كان يثق بي ... ما فائدة تلك الثقة إن كان سيتزوج من أخرى !!
نظر إليها ناروتو بدهشة قليلاً فكانت المرةالأولى التي تتكلم فيها كارين عن تلك الأمور ، ظهر له الأمر أعمق بكثير مما تخيله و لكن لم يكن من الصعب له إدراك هذا فعبس وجهه قائلاً في نفسه : سامحيني كارين ....... قمت بجرح مشاعركِ للمحافظة على مشاعرها ...... و لكن لم يكن أمامي خيار آخر !! ...... ثم أنه هو من اختارها ... إن كان لدي الحل لكنت أسرعت به .
ثم ابتسم قائلاً : إذاً و ما الذي تغير ؟؟!
نظرت إليه بتعجب ليكمل بابتسامة : كل ما هنالك أنه سيتزوج و لكن معاملته لكِ ستظل كما كانت ....... لا أعتقد بأنه سيبعدكِ عنه .... ثم أنكِ عندما كنتِ تقومين بمساعدته .... أكنتِ تساعدينه لكي تكوني زوجته !! ...... أم لأنكِ أردتِ هذا ؟؟ ..... لن يتغير شيء .... كل ما فعلتيه لأنه كان بحاجتك ... لم يكن بعقلك غير هذا .... هدفك مساعدته و فعلتِ و هو يقدر هذا لكِ أيضاً ... لا تجعلي كل ما يحدث ينسيكِ أهميتك بالنسبة له .......... فهو يعتمد عليكِ في كل شيء تقريباً .. من النادر بل من المستحيل أن أراه يثق بفتاة على أي حال !! ....... و لكنه يثق بكِ كثيراً حتى أنه يقوم بإعلامك بأي شيء ...... ألم تذهبي معه إلى أي مهمة من قبل !! ..... فكري بالأمر .... لا يحرك طرف عينيه إلى أي فتاة حتى كعادته .... و لكنه يتحدث إليكِ و يأتمنكِ على عمله ......... لا طالما كنتِ وعاء أسراره ......... فأنتِ من كنتِ بجانبه في الفترة التي لم يجعل أحد يقترب منه .......
نظرت أمامها بشرود قائلة بسخرية و تنزل بعض الدموع من عينيها تلقائياً : نعم ... لم أكن له يوماً أكثر من مستودع لأسراره ..... منذ أن جاء إليّ هذا فقط ما كان يريده ..... سلاح جديد يستطيع استخدامه متى أراد ..... رفضت فكرة أن أكون مجرد أداة بالنسبة له ... و لكنني لم أستطع الرفض ...... كيف لي أن أرفض و هو يقول أنه بحاجتي ....... لولاه لكانت حياتي انتهت منذ زمن بعيد ....... حقاً إن كنت أعلم أن هذا ما سيحدث لكنت منعته من إنقاذي .... أو منعت قلبي الغبي أن يقع في حب هذا الأحمق .
ضحك قائلاً : منعتِ ماذا ؟!!
أبعدت عينيها بانزعاج ليهدأ ضحكه قائلاً بخبث : لا أظن أن هذا وارد حتى .
نظرت إليه بحزن ثم أنزلت رأسها قائلة : للأسف .. يبدو هذا ..... أنا لا أريد ابتعاده عني .... لا يهمني إن تزوج أم لا ..... و لكن زواجه سيبعده و هذا ما لا أريده ..... فقط يبقى بجانبي كما هو ... و لكن لن يحدث بمجرد أن تحمل تلك الساكورا اسمه لن تجعله يراني حتى !!
نظر إليها بانزعاج قليلاً قائلاً : أولاً ..... حاولي ألا تتحدثي عنها بسوء أمامي .
نظرت إليه قائلة بسخرية : ماذا ؟!! ... أجرحت مشاعرك أيها الصغير !
أدار عينيه بملل ثم نظر إليها قائلاً : نعم .... فهي الأهم بالنسبة لي .....
صمتت قليلاً و هي تنظر إليه و كأنها تريد الدخول داخل عقله حتى قال : بعد زوجتي .
قالت بشك : الأهم !! .... و ساسكي ؟ ....
أبعد عينه عنها قائلاً : هناك مراكز لكل شيء و كل منهم الأعلى في منطقته .
نظرت إليه قليلاً و كأنها تفكر في شيء حتى قالت : بما أن ساسكي صديقك و هو الأعلى في هذا النطاق ... إذاً ساكورا الأعلى في نطاق آخر غير الصداقة ....
نظر إليها بسرعة لتقول بابتسامة تبدو ساخرة قليلاً : صحيح ؟؟
نظر إليها قليلاً حتى فم ما تريد قولهو لكن كعادته رده كما ستراه دائماً لن يعطيها إجابة مفيدة فابتسم قائلاً : من منا يحاول استدراج الآخر الآن ؟!
أعادت نظرها أمامها ثانية قائلة بهدوء و صوت يائس : أستطيع انتزاع ما أريده منك ..... و لكن لن أفعل .... فلن يفيد على أي حال .
نظر إليها بصمت لمدة حتى رفعت رأسها و تنهدت قائلة : و ما فائدة كل هذا و هو يجلس يضحك بجانبها الآن و أنا أبكي هنا .... حقاً لا أعرف حتى لماذا أعاني وحدي في هذا ؟؟!
ابتسم ابتسامة ضعيفة قائلاً : لأنه اختيارك منذ البداية .
صمتت و هي تنظر إليه فقط لينظر إليها و يكمل قائلاً : اختارتِ أن تستمري في حبك له ..... تحملي نتيجة هذا الاختيار .
أنهى جملته لتنظر إليه بنظرة عجيبة رمقته إياها في بداية حديثهما معاً ليقول بمزاح و هو يصطنع الانزعاج ناظراً إليها و يشير إليها : لا ليس تلك النظرة ثانية .
رغماً عنها من موقفه انبعثت منها ضحكة فجأة مما جعله يبتسم أيضاً و يضمها إليه قائلاً :سيكون كل شيء على ما يرام لا تقلقي .
رغم عدم اقتناع كارين بهذا بالأخص و أنها لم تعرف موقفها أو كيف ستعامل ساسكي الآن إلا أنها أحبت إنهاء التحدث في هذا الأمر حالياً مما جعلها تبتسم قائلة و هي تمسح دموعها :صحيح ...... فقط من حزني و كل ما حدث لم أنتبه و نسيت أن أبارك لك على حمل كوشينا .....
ثم رفعت نظرها إليه قائلة بابتسامة : سنصبح خمسة .
نظر إلى ابتسامتها مما جعله يبتسم هو أيضاً قائلاً : نعم ...... قريباً .... شكراً لكِ .
و بعد انتهاء تلك الليلة مساءاً .......
خرج الجميع واقفين بالخارج و قد عاد ناروتو إليهم و لكن كارين لم تعد معه و بينما هم يودعون بعضهم بالخارج ، بدا أن هناك أمر مهم يتكلم فيه ناروتو و ساسكي و ساي معه بينما ذهب البقية و بقيت كوشينا بجانبه ممسكة بيده و إينو و ساكورا كانتا تستندان إلى سور الحديقة القصير قليلاً و تظهر الحديقة من خلفه و الأنوار بها حيث كانت تقع أمام المطعم و تركوا الرجال يتكلمون بالقرب من باب المطعم و الفتاتين تنظران إليهم .........
ظلت إينو تنظر أمامها أو بالأحرى إلى كوشينا و هي تقف بجانب ناروتو بكل سعادة و فجأة قالت بشرود و هي تبتسم : أرأيتِ كم كانت فرحتهما ؟؟! .. كان شعوراً رائعاً !! .... لم أتوقع أن هذا الأمر به كل تلك المشاعر .. أظن بأنني بدأت أفكر في الأمر حقاً !! .......
نظرت إليها ساكورا بتعجب قائلة : أمر ماذا ؟؟!!!
أجابت بخجل : إحضاري لطفل .
ساكورا بسعادة : أتنوين إحضار طفل ؟؟!
ابتسمت بخجل قائلة : لا أعرف ... و لكن حقاً رؤيتهما اليوم و كأنه أسعد يوم في حياتهما جعلتني أشعر أن إحضاري لطفل أهم بكثير من الاهتمام بجمالي !! ..... حياتي مع ساي رائعة .... أظن بأن الوقت قد حان أخيراً .
ابتسمت لها ساكورا بلطف فبادلتها إينو نفس الابتسامة ، أعادت ساكورا نظرها أمامها بشرود بينما اقتربت منها إينو بخبثها المعتاد قائلة : سا .. كو .. را ......
انتبهت ساكورا لصوتها فحركت عينيها نحوها قائلة : ماذا تريدين ؟؟!
إينو بنفس الطريقة : لم يتسنى لي توبيخك على عدم إخباري بأمر خطبتك !! ..... أطلب منكِ ساسكي طلب كهذا و لا تخبريني !!! .... أريد قتلك بسبب هذا الأمر !! ........
نظرت إليها ساكورا بتعجب قائلة : فقط البارحة قررنا .. كما أنه أخبرني ألا أخبر أحداً فسيتولى هو هذا الأمر .
إينو بسعادة : بدأتما في التعامل كزوجين منذ الآن !! ....... كم أنا سعيدة ..... لقد تحقق ما كنا نتمناه أخيراً !!
نظرت إليها ساكورا بتعجب قائلة بسخرية : نتمناه !! ..... أكنتِ تتمنين أن أصبح أنا زوجته ؟؟! ... أتذكر بأنكِ كنتِ منافستي الأولى عليه .
إينو بثقة : هذا في السابق .. أما الآن فأنا متزوجة ...... لذلك يمكنه الزواج ممن يشاء و لكن لولا وجود ساي لم أكن لأتركه لكِ أبداً و لكنت مكانكِ الآن .
ساكورا بسخرية : تمزحين .
ضحكت إينو بشكل غريب قائلة بتكبر : بالطبع لا .... لا أتذكر أن هناك من صمد أمامي من قبل !!
نظرت إليها ساكورا بملل قائلة : ماعدا ساسكي-كن ..........
توقفت إينو عن الضحك و نظرت إليها بغضب بينما أعادت ساكورا نظرها أمامها عندما أدركت أنه لا فائدة من التحدث معها .. و هذا عكس طبيعتها !! ، فعادة ما تستمر في إزعاج إينو مادامت معها و لكنها فضلت الصمت !! ، بينما قالت إينو بخبث أكبر من ذي قبل : إذاً ..........
نظرت إليها لتكمل : ماذا بشأن القبلة الأولى ؟؟!
احمرت وجنتي ساكورا و أبعدت وجهها للجهة الأخرى قائلة : ماذا تقصدين ؟؟!
إينو بملل : حسناً يبدو أنكِ تريدين المراوغة فسأختصر الطريق .... حصلتِ عليها أم لا ؟؟!
قالت ساكورا بعد أن خرجت من خجلها : و ما دخلك أنتِ بأمر كهذا ؟؟!
إينو غير مهتمة لسؤالها : نعم أم لا ؟؟ ........ أعني ..... أعرفكِ جيداً .... لا طالما انتظرتِ لهذه اللحظة .. ما أعرفه هو أنكِ ستستغلين أول فرصة و لن تضيعيها ..... حصلتِ عليها صحيح ؟؟؟
أنزلت رأسها بضجر و يظهر على وجهها الانزعاج و بعد فترة نظرت إلى الناحية الأخرى قائلة :.............
لم تستطع قول شيء لأن صوت ساسكي قاطعها قائلاً : ساكورا ... هيا .
نظرت إليه بسرعة و ألقت نظرة على إينو ثم أعادت نظرها إليه و توجهت نحوه لتقف بجانبه فسار للأمام ماراً بجانب ناروتو قائلاً : حسناً .. نكمل غداً ..... و اذهب لتسترح قليلاً .... لا أصدق أنك بعد يوم طويل كهذا لازلت نشيطاً هكذا !!
كان ناروتو ينظر خلفه أي لساسكي و هو يسير مبتعداً عنهم فابتسم ابتسامة واسعة بخبث و جرى نحوه حتى وصل إليه واضعاً ذراعه الأيمن حول رقبة ساسكي و الذي نظر إليه بانزعاج كالعادة بينما قال ناروتو بمزاح لإغضابه : يبدو أن طفلنا الصغير يتعب سريعاً .
غضب ساسكي أكثر قائلاً بنفاذ صبر : حقاً لست في مزاج جيد لهذا اليوم .
ضحك ناروتو قائلاً : طريقة جديدة للتهرب .
ابتعد عنه ساسكي قائلاً بغضب مازح و هو يشير إليه : أنا لا أتهرب أيها الأحمق ..... فقط ........
قاطعه ارتفاع ضحك ناروتو أكثر قائلاً : نعم .نعم أعلم ........
و استمر ضحكه أكثر مما أزعج ساسكي أكثر فقال بابتسامة خبيثة : حسناً ناروتو حقاً لن أرحمك هذه المرة ......
قام بدفعه بقوة حتى اختفيا في إحدى الشوارع الجانبية و من الواضح أنه كان شجار كالعادة و كالعادة أيضاً ضحكات ناروتو تزداد أكثر و انزعاج ساسكي أكثر ...........
بينما كانت الفتاتان تشاهدهما و معهما ساي و التي تقف إينو بجانبه محتضناه و تضع رأسها على صدره و جميعهم ينظرون إلى هذا الشارع و لكن يمكنهم سماع أصواتهم فقط .......
قال ساي : حسناً .... يبدو أنكما ستنتظران لفترة طويلة حتى ينتهيا ..... هيا إينو .
ضحكت إينو قائلة : هيا .... حسناً إلى اللقاء .... أرجو ألا تطول فترة انتظاركما .
ذهبا بينما نظرت ساكورا إلى مكان تواجدهما بضجر و سرعان ما ظهر عليها الغضب قائلة بتحذير و هي تسير بضع خطوات للأمام : هذان الاثنين !! ..... أنا من لن يرحمكما .
و لكنها فجأة توقفت و اختفى هذا الغضب و هي تنظر بتعجب لكوشينا و التي كانت تقف بهدوء و تنظر إلى الخلف أي إلى مكانهما بابتسامة و تقف مقابلة لساكورا و لكن ما أوقف ساكورا حقاً هو وضع كوشينا يدها على طفلها و اتساع ابتسامتها و عينيها تلمعان سعادة فوقفت ساكورا و هي تنظر إلى يدها الموضوعة على بطنها و ما كانت متأكدة منه عندها ....... أنها لا تعرف كيف تشعر !!
و بعد فترة قصيرة ظهر كل منهما ناروتو ينظر إليه و يحاول منع ضحكته بينما ساسكي على وجهه الانزعاج كالعادة قائلاً : اتبعيني ساكورا .
و أكمل طريقه بينما عاد ناروتو إلى كوشينا ممسكاً بيدها و التي قبلها قائلاً بسعادة : آسف على تأخري حبيبتي ..... أرجو ألا يكون هذا أزعج أميرتي الجميلة .
ابتسمت بخجل قائلة : أبداً ....... لقد اعتدت على هذا منكما .
نظرت ساكورا إليهما و كأن الأمر لم يعجبها قائلة في نفسها : أعتقد بأن وجودي هنا غير مرحب به .. سأذهب .
و في طريق إينو و ساي ....
كانت نائمة على صدره بسعادة و هي تنظر إلى السماء و أثناء سيرهما قالت فجأة : ساي ..
أنزل عينيه نحوها لترفع هي نظرها نحوه قائلة بخجل : ألم يحن الوقت بعد ؟!
قرب حاجبيه من بعضهما بتعجب قائلاً : وقت ماذا ؟؟!
نظرت إلي إينو بانزعاج لينظر إليها قليلاً ثم يقول و كأنه تذكر شيئاً لتوه : آآآه ... تعنين ... العشاء !! ... و لكننا تناولنـ .....
ضربته إينو بقوة نحو بطنه ليضع يده عليا بألم و تقول هي بنفاذ صبر : عشاء ماذا الذي تتحدث عنه !! ..... أعني ما سمعناه اليوم .
نظر إليها بعينه اليسرى حيث كان يغلق اليمنى من الألم قائلاً : و لكننا متزوجين بالفعل لماذا تريدين خطبة ؟؟!!
عندها أطلقت إينو صرخة بغضب شديد ثم نظرت إليه قائلة بنفاذ صبر : الخبر الآخر .
قال بنفس الوضع : الخبر الآخر !!
ثم فجأة اعتدل جسده و الذي انحنى قليلاً بعد ضربة إينو و فتح عينه الأخرى و قد ظهرت على شفتيه ابتسامة بينما كانت هي تنظر للجهة الأخرى بانزعاج لتراه فجأة يضمها إليه قائلاً برقة : و هل ستتنازل الأميرة أخيراً عن جمالها فقط من أجل إحضار طفل ؟؟
احمرت وجنتا إينو تدريجياً و في النهاية أطلقت ضحكة خجولة و هي تحتضنه قائلة : أخيراً فهمت .
ضحك بارتباك قائلاً : لم أتوقع أن هذا ما حان وقته لأكون صريحاً ... و لكنني أريده منذ أن تزوجت منكِ ...... ليس لدي مشكلة أبداً .
نظرت إلي إينو قليلاً و كانت تبدو عندها لطيفة جداً حتى ظهرت ابتسامة رقيقة على شفتيها و نامت على صدره ثانية قائلة : سيكون طفلاً رائعاً أنا متأكدة .
بينما في منزل ناروتو ..........
دخل هو و كوشينا منزلهما و هما في قمة سعادتهما ، قام ناروتو بفتح النور بينما ابتسمت كوشينا ابتسامة واسعة بسعادة قائلة : كم كان اليوم رائعاً !! ........ كان احتفالهم بنا أروع مما تخيلته بكثير ! ........ و أفضل ما في تلك الليلة هذا الخبر الغريب الذي سمعناه ... هل تصدق بأنهما قررا الزواج حقاً ؟؟؟!!!
نظر إليها و بعد فترة قصيرة ابتسم قائلاً : فاجئنا هذا الخبر جميعاً !!
اقتربت منه واضعة يدها على كتفيه و هي تنظر إلى وجهه بحنان قائلة بخبث : أتعني بأنك لم تكن تعرف بشأن هذا الأمر .. نا..رو..تو ؟؟
ضحك بلطف و هو يغلق الباب الذي وراءه و ينظر إلى كوشينا قائلاً : لا أبداً .
قالت بخبث أكبر : ألم تتوقعه حتى ؟؟!
ابتسم قائلاً بمزاح : ربما ..... و لكن لم أكن متأكداً في الحقيقة .
ابتسمت بسعادة قائلة : توقعت هذا أيضاً .
و همت بخلع رداءه عنه كما تفعل دائماً عندما يعود إلى المنزل و لكن هذه المرة أمسك ناروتو بيديها مانعًا إياها عن تحريكهما فنظرت إليه بتعجب بينما نظر إليها بحنان و هو يبعد يديها عن ردائه و يمسك بيديها قائلاً : منذ اليوم لا داعي لفعل أي شيء ....... فسوف يغضب مني صغيري إن قمت بإتعاب والدته .
احمرت وجنتيها خجلاً ثم ضحكت بلطف قائلة : و ما المتعب في هذا ؟؟! ..... أي شيء أفعله من أجلك لا يتعبني عزيزي .
اتسعت ابتسامته قائلاً بمزاح : إذاً لا تتعبي نفسك من أجلي أيضاً .
ضحكت مما جعله يضحك أيضاً ثم يضع يده على بطنها بحنان و التي انخفض ليكون وجهه أمامها قائلاً : و من أجل هذا الصغير أيضاً .
ضحكت بسعادة و خجل مما جعلها تبدو أجمل ما يمكن أن تبدو فرفع نظره إليها فظهرت ابتسامة رقيقة على شفتيه لرؤيتها بتلك السعادة ثم نهض و اقترب منها أكثر واحتضانها و شعرها الطويل يتخلل أصابعه قائلاً : أحبك كوشينا .
توقفت عن الضحك و لكن خجلها لم يتوقف بل ازداد أكثر و هي بين ذراعيه فابتسمت و استلقت بارتياح على صدره و هي تحتضنه أيضاً قائلة : و أنا أيضاً .
بينما في مكان آخر ..............
إذاً هل ستأتين معي اليوم أم ستذهبين لمنزلك ؟؟
هذا ما قاله ساسكي و هو ينظر إلى ساكورا و التي كانت تسير بجانبه بشرود و لم تجبه فقال بضيق : ساكورا ...
استيقظت و نظرت إليه و تظهر الصدمة على وجهها ، بدت مضطربة قليلاً على غير عادتها ، تبادلا النظرات لفترة حتى قالت ساكورا : آسفة ..... عِد لي ما قلته لم أنتبه .
نظر إليها بشك قليلاً ثم قال : كنت أقول ...... أين ستقيمين اليوم ؟؟
أنزلت عينيها قليلاً و هي تفكر ثم رفعت عينيها قائلة بابتسامة متوترة : أظن بأنني سأذهب لمنزلي اليوم .... أم أنك بحاجتي ؟؟!
أجاب ببرود : لا.. كما تريدين .
أبعدت عينيها عنه لتقع على منزلها و الذي كان بجانبهما فقالت بابتسامة : إلى اللقاء ساسكي-كن ........أراك غداً .
توقف و حرك وجهه ناحيتها و لكن لم تتغير ملامحه فكان هادئاً إلى أقصى حدود أي كعادته و بنفس الهدوء أعاد وجهه أمامه و تابع طريقه بينما فور أن دخلت ساكورا أغلقت الباب بسرعة و استندت عليه و هي تنظر أمامها بصدمة و بعد فترة و هي بنفس الحالة قالت في نفسها بصدمة أيضاً : إذاً ...... كان جاداً بشأنها !!
ظلت بتلك الحالة لمدة لا تعرف قدرها و في النهاية قررت الصعود إلى غرفتها حيث بدا الأمر صعباً قليلاً و لكنها استطاعت الوصول و فور أن وصلت دخلتها ببطء و اتجهت نحو فراشها و الذي جلست عليه بقوة و هي تنظر أمامها قائلة في نفسها و لا إرادياً بدأت تظهر دموع منعتها من الظهور طوال الليلة : كان جاداً بشأن كل شيء ....... لم يكن يمزح ........ و لم يمزح أيضاً يومها ........
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أنا لا أتزوج كوشينا من أجل أن تكون لي زوجة فقط ... أنا أتزوجها لأنني أحبها و أريد هذا .... و أريدها هي أن تصبح زوجتي .......... ربما كنت أحبك و لكن .........
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
و لكن لم أعد أعني لك شيئاً ........ نعم كنت .... حقاً لم تعد و لو نقطة صغيرة في قلبك تهتف باسم ساكورا !! ...... مجرد ماضي سخيف لا يحب تذكره فزوجته الجميلة و ابنه أهم بكثير من مجرد فتاة بدون قيمة الآن .....تركتني من أجلها هي .... كل خطوة تتخذها بدون تردد و كأن حبك لي لم يكن موجوداً يوماً من الأساس ........... كنت دائماً تحاول التقرب إليّ و كان واضح للجميع من تلك التي تتمناها زوجة لك ... حتى و إن كنت تقولها بمزاح و لم آخذ الأمر على محمل الجد ....... و لكنني أعلم بمشاعرك ..... و رغم هذا اقترفت العديد من الأخطاء و أنا أعلم بأنها ستجرحك ........ أنانية ...... و نتيجة أنانيتي تلك لأول مرة .... لم أجدك اليوم !! ..... كنت أنظر إليك طوال الليلة تقريباً .... و كأنني لا أراك !! ......... أحقاً هي من تريد !! ....... بماذا أفكر ..... لا يوجد شيء واحد فقط يدل على عكس هذا !!! .....و لكن ... أعني .... في السابق كنت أراك ورائي دائماً ابتسامتك نحوي أنا دائماً ... كل شيء تقريباً كنت أريده تسعى جاهداً لإحضاره لي ..... صعب .. صعب أن أشعر بأنك تستبدلني بأخرى .... زوجتك أعلم ..... و لكن ما زلت أغضب عندما أرى معاملتك الرقيقة لها ... و التي كانت ملكي ذات يوم .... أنا لا أحب هذا الشعور ..... لا أحب أمر أنك تهمشني من حياتك و تخرجني منها تدريجياً ..... لم تعد تهمك مشاعري حتى !! .... تستمر في الابتعاد عني و الاقتراب منها !! .... و كأنك تنقل كل مشاعرك من مكان لمكان آخر !! ........ أعلم بأن لا حاجة لوجوده ... هو متزوج و أنا سأخطب لساسكي-كن و لا علاقة بيننا من الأساس ...... و لا أرى سبباً مقنعاً يجعلني أغضب .... و لكن دائماً كلما تحدثت إليك يأتي في ذهني مشهد و كأنك مللت مني و لم تعد تراني كما كنت تراني في السابق و أصبحت في نظرك كما أنا في نظر الجميع ... لم تعد تراني جميلة و طيبة ..... بل أصبحت لا ترى أمامك إلا أميرتك الجميلة ......
ابتسمت بسخرية مستكملة : و التي لا ألومك إن فضلتها عني .. للمرة الأولى أشعر بأنك تزن الأمور !!...... فكوشينا حقاً مثالية لأي شخص من الطبيعي أن تفضلها هي على أي فتاة أخرى ...... حتى أنا ...... لا يوجد شيء واحد أنا أفضل منها فيه .... فلماذا ستظل على حبك لفتاة لا طالما تجاهلتك و لم تهتم معظم الوقت بل و تقريباً تجيد أمور قليلة جداً و أنت ترى أمامك أفضل امرأة في العالم ... بالطبع لن تتذكرني حتى ! ... دائماً أشعر بهذا و كأنك عندما تحدثني تسخر مني ....... لست رائعة و لست مثالية و لست جميلة مثلها و لكن على الأقل ....... كنت كذلك في عينيك ..... و لكن الآن كلما نظرت إليك أرى في عينيك تلك الجملة دائماً ...." حبي لكِ مجرد مرحلة لا أكثر و لكن الآن مستقبلي مع الفتاة التي أحببتها حقاً أما أنتِ ساكورا ... فلا شيء بالنسبة لي " ....... لا يمكنني وصف مشاعري حتى عندما أتخيل أنني أسمع هذا منك ... وأرى هذا التهميش بعد اهتمامك العظيم بي !! ... و أرى تفضيلك لها عني .... مجرد الشعور فقط بأنني شيء بدون أي أهمية ... الشخص الذي كنت أرفضه لأنني لا أراه مؤهلاً حتى أراه أمامي الآن هو من يرفضني بعد أن كان يحبني .... أصبحت مرفوضة من أكثر شخص كنت لا أقبله ..... هذا يعني أنني حقاً أصبحت بلا قيمة ..لا بالنسبة لك ... و لا بالنسبة لأحد آخر .......... لم أشعر بقيمة هذا و لكن الآن بعد فقداني تلك الثقة التي كنت أشعر بها بفضل وجودك بجانبي أصبحت أشتاق لهذا كثيراً ........ نعم هي التي يريدها زوجة و أماً لأولاده أيضاً .. كان سعيداً اليوم بشكل لم أعهده من قبل ..... علاقته بها جدية كما كانت جديته في إرجاع ساسكي-كن !! ........ قريباً سيصبحان والدين لطفل يجمعهما ........ هي من اختارها ...... منذ اليوم الذي رآها فيه و محاني من ذاكرته تماماً بلا شك .. لم أعد أشعر سوى بهذا الشعور !! ...... و رغم أنني أعلم أنك تحبها و قمت بخطبتها و تزوجتها أيضاً و الآن تحضر منها طفل و تبني معها عائلة ... أنا لازلت أغضب عندما تعاملها بلطف بدلاً مني ... تلك المعاملة منك ملكِ أنا فقط ..... لا يهمني إن كنت أنانية و لكن سأسترجعها منك ذات يوم أوزوماكي ... لا أحب أن يكون هناك شيء خاص بي و أجد من يشاركني فيه فجأة ..... و لا أريد أن أخسر الشيء الوحيد الذي لا طالما كنت متأكدة أنه سيظل ملكي .
ثم ظهر الغضب على وجهها قائلة في نفسها بسخرية : و في الوقت الذي أزعج نفسي بالتفكير به ....... هو يضحك معها بكل سعادة و لا أمر كالهواء على عقله حتى ........ لم أظن أنه حقاً ينوي بناء عائلته و مستقبل بأكمله معها !! ......... رغم أن هذا واضح ..... ما زلت في حيرة من أمرك ...... و لكن يبدو أن تلك الإشارة كانت كافية لتجعلني أخرجك تماماً ......... كما فعلت أنت .
بينما فجراً في منزل ناروتو ......
تقلبت كوشينا بألم في نومها و ظهر الانزعاج على وجهها و فتحت عينيها ببطء و هي تمد يدها على الفراش بجانبها و كأنها تبحث عن أحدهما فقامت بفتح عينيها أكثر لتتضح رؤيتها قليلاً و ما وجدته ..... أنه لم يكن أحد بجانبها !!
قامت برمش عينيها أكثر من مرة لتتأكد من هذا ثم جلست و هي تنظر حولها في الغرفة و عندما وقعت عينيها على الساعة وجدتها لما تقرب الثالثة و النصف مساءاً ، و بعد مرور دقائق كانت كوشينا بالدور السفلي أمام غرفة المعيشة المضاءة الأنوار بداخلها قائلة في نفسها :كنت أعلم بأنه لن يستطيع النوم الليلة .
فكان ناروتو يجلس على أريكة عند نهايتها من يمينها واضعاً قدماه اليسرى فوق اليمنى و ينظر باتجاه اليمين قليلاً أي بعيداً عن كوشينا و التي كانت تستطيع رؤية جانب وجهه الأيسر و يسند وجهه إلى يده اليمنى حيث غطت ذقنه و فمه و كأنه يفكر في شيء بعمق حتى أنه لم ينتبه لوجود كوشينا نهائياً ! ، أطالت النظر إليه بهدوء ثم تحركت و ذهبت للجلوس على يساره قائلة بابتسامة : لماذا أنت مستيقظ الآن عزيزي ؟؟
انتبه أخيراً لوجودها فاتسعت عينيه قليلاً ثم حرك وجهه نحوها قائلاً بابتسامة : لا .... لا شيء .. فقط كنت أفكر بشيء ما ... ما الذي أيقظكِ أنتِ الآن أميرتي ؟؟
قالت بمزاح : و كيف ستستطيع أميرتك النوم و أنت لست بجانبها ؟؟
ضحك بهدوء غريب عن الحالة التي كان عليها طوال الليل ثم قال : آسف لم أكن أعلم بأن هذا سيوقظكِ .
ابتسمت بحنان و وضعت يدها على يده اليسرى قائلة : لا بأس لم يزعجني هذا .... إذاً في ماذا كنت تفكر ؟؟
نظر إليها بدون إجابة لفترة ثم ابتسم قائلاً : لا فقط مجرد مشكلة في عملي لا أكثر .
ظهر القلق على وجهها قائلة : مشكلة !! ..... و ما هي ؟؟ ... ربما يكون لدي حل لها .
ابتسم و هو يحرك يده ليضعها على رأسها من الخلف ماسحاً على شعرها قائلاً بهدوء : لا داعي ........
ضعفت ابتسامته قليلاُ قائلاً بما يشبه السخرية نوعاً ما : لقد وجدت حلها بالفعل .
نظرت إليه بتعجب و كأنها لم تفهم بينما اقترب مقبلاً جبينها قائلاً بابتسامة : هيا عزيزتي عودي لنومك و أنا سوف أتبعكِ .... فهذا ليس جيداً لكِ على كل حال .
بادلته الإبتسامة قائلة : حسناً .
ثم نهضت و توجهت نحو الباب و فجأة توقفت و نظرت إليه بابتسامة لطيفة قائلة : لا تتأخر عزيزي .
ابتسم لها قائلاً : لن أتأخر .
اتسعت ابتسامتها ثم أكملت طريقها للعودة إلى غرفتهما بينما أعاد نظره أمامه بضيق و تشتت و هو يكتم تنهيدة كبيرة بداخله ............
و في اليوم التالي ............
في الصباح في مكتب ساسكي ....
كان ساسكي و ساكورا يعملان معاً كالعادة في مكتبه و فجأة دخلت كارين و معها أوراق تغطي وجهها بالكامل فنظرا إليها بتعجب بينما هي تقترب نحو المكتب حتى وضعت عليه تلك الأوراق بغضب فنظر إليها ساسكي ببروده المعتاد بينما نظرت هي إليه و للمرة الأولى ببرود مشابه فأضاق عينيه قليلاً ثم حركهما نحو الأوراق قائلاً : و كأن الأوراق هذه المرة ..........
ثم أعدهما إليها مستكملاً : كثيرة بعض الشيء !!
نظرت إليه قليلاً بصمت ثم ابتسمت و يبدو على وجهها عدم الرضا قائلة : لا أبداً .... لا طالما كانت هكذا ...... و لكنني كنت أنهي منها ما أستطيع لمساعدتك قليلاً ............
ثم حركت عينيها نحو ساكورا و سرعان ما حركت وجهها نحوها أيضاً مستكملة بابتسامة و يبدو أنها ساخرة قليلاً : و لكنك الآن لم تعد بحاجتي ............
أعادت نظرها إليه و اتسعت ابتسامتها قائلة : بجانبك مخطوبتك الجميلة ........ لذلك لا داعي لوجودي من الأساس ..........
نظر إليها بتعجب لتنظر إليه ببرود قليلاً ثم تبتسم قائلة : وداعاً .
و سرعان ما اختفت تلك الإبتسامة ليظهر الغضب في عينيها و لكنها التفتت سريعاً قبل أن يستطيع رؤية هذا جيداً و اتجهت نحو الباب لتخرج بينما تبعها هو بعينيه حتى اختفت من أمامه و فجأة نهض قائلاً : لحظة واحدة ساكورا .
نظرت إليه بتعجب بينما توجه هو نحو الباب سريعاً و خرج من الغرفة تاركاً إياها في حيرتها ........
بينما في الخارج لحق ساسكي بكارين قائلاً : كارين .
لم تتوقف و كأنها لم تسمعه و عندما كان على وشك الإمساك بذراعها أبعدت ذراعها بسرعة و نظرت إليه بحدة شديدة قائلة بتهديد : إياك !!!
كانت المرة الأولى التي تنظر إليه بتلك الطريقة فكل مرة كانت نظرتها تنم على أنها لا تريد منه الذهاب هذه المرة و كأنها لم تعد تريد رؤيته ثانية فنظر إليها بتعجب و لم يعرف سر هذا التغيير المفاجئ !! ، تحولت نظراتها إلى البرود ثانية و نظرت أمامها قائلة : و الآن اسمح لي .
ثم تابعت طريقها بينما ظل هو ينظر إليها بتعجب شديد من هذا الموقف ضده و لكنه تدارك الأمر و عاد إلى مكتبه ثانية ...........
و في اليوم التالي ........
دخل ساسكي مكتب كارين قائلاً و هو مغلق عينيه : كارين أريد منكِ أن ...........
و فور أن فتح عينيه لم يجدها بل وجد رجل يقف بجانب المكتب و يقوم بلم الأوراق التي توجد فوقه و الذي نظر فو رأى نظر إلى ساسكي ترك الأوراق التي بيده و انحنى باحترام ثم اعتدل ثانية ليسأله ساسكي و مازال ممسكاً بمقبض الباب : أين كارين ؟؟!
أجاب الرجل بهدوء : لم تحضر اليوم سيدي .
نظر إليه ساسكي قليلاً ثم حرك عينيه في أرجاء الغرفة و تنهد قائلاً : حسناً .
و ذهب مغلقاً الباب وراءه .
و قبل يوم الخطبة بيوم ..........
كانت كوشينا في غرفتها و هي تقوم بتطبيق بعض الملابس الخاصة بناروتو و ترتسم على شفتيها ابتسامة جميلة و فجأة سمعت صوت بالأسفل قائلاً : كوشينا .... أين أنتِ ؟؟!
انتبهت للباب و نظرت لباب غرفتها قائلة بسعادة : أنا هنا ساكورا .
كان باب المنزل مفتوحاً فدخلت ساكورا و التي دعتها كوشينا و دعت جميع الفتيات أيضاً للمجيء للبقاء في منزلها هذا اليوم لتجهيز ساكورا جيداً قبل الإحتفال غداً فقد قرروا عمل حفلة خطبة كبيرة سيحضرها أغلب سكان القرية تقريباً ، فور أن سمعت ساكورا صوت كوشينا نظرت إلى باب غرفتها المفتوح و صعدت السلم لتذهب إليها و عندما دخلت الغرفة وجدتها منحنية نحو السرير تفعل شيئاً فاقتربت منها بابتسامة قائلة : ماذا تفعلين ؟؟!
قالت كوشينا بابتسامة و لم تلتفت إليها بعد : أقوم فقط بإنهاء معظم أعمال اليوم لأتفرغ لكم اليوم .
ابتسمت ساكورا و جلست على السرير بجانب الملابس التي تقوم كوشينا بتنظيمها بشكل جذاب و مرتب فنظرت إلى تلك الملابس قليلاً ثم نظرت إليها قائلة بابتسامة : يبدو أن مجيئنا اليوم سيتعبكِ بعض الشيء ؟؟!!
ضحكت قائلة : أبداً ....... اشتقت كثيراً لهذا اليوم الذي جئت للمبيت معكن في منزل إينو .. كان رائعاً !! .... و أعدك بأن هذا سيكون أروع ......
ثم نظرت إليها بابتسامة خبيثة مستكملة : بالأخص أن غداً اليوم الموعود .......
أبعدت ساكورا عينيها بخجل فضحكت كوشينا ثم قالت : و كأنكِ لا تستطيعين الإنتظار .....
أغلقت ساكورا عينيها و احمرت وجنتيها أكثر فضحكت كوشينا ثانية قائلة : أتذكر هذا اليوم .......
نظرت إليها ساكورا لتكمل : أقصد يوم خطبتي أنا و ناروتو .........
عندها نظرت إليها ساكورا باهتمام كبير بينما كوشينا ظلت صامتة و هي تنظر أمامها بشرود و فجأة ظهرت ابتسامة على شفتيها قائلة بشرود كبير و هي تضم ما بيدها من ملابسه نحوها : كان يوماً رائعاً .
ثم نظرت إلى ساكورا قائلة فجأة بمزاح : هذا الناروتو يجعلني دائماً لا أستطيع اختيار أفضل يوم بحياتي !!
نظرتا إلى بعضهما قليلاً و فجأة ظهرت ابتسامة على شفتي كل منهما و سرعان ما تحولت لضحك بسعادة و بعد انتهاءهما قالت ساكورا بابتسامة : بمناسبة ناروتو .... أين هو ؟؟!
عقبت كوشينا : طردته .
نظرت إليها ساكورا بدهشة لتضحك كوشينا قائلة : أعني أخرجته من المنزل اليوم ... لا تقلقي لن يكون موجوداً .
ابتسمت ساكورا قائلة بإرتباك قليلاً : آسفة ..... وجودنا اليوم سيزعجكم .
كوشينا : لا أبداً ...... لا أتوقع أن هذا إزعاج له على أي حال .
ابتسمت ساكورا قائلة : إذاً أين سيمكث اليوم ؟؟؟!
كوشينا بابتسامة : على ما أعتقد عند ساسكي ...... فيبدو أنهم متجمعون عنده أيضاً ....
ثم نظرت إلى ساكورا بخبث قائلة : فهناك أمور يجب أن يعرفها هو أيضاً .
نظرت إليها ساكورا قليلاً ثم أبعدت وجهها بخجل مما جعل كوشينا تضحك بقوة لولا أن هناك طفل بداخلها لكانت ضحكت بصوت عالي و لكن كان صوتها منخفض نسبياً .........
استمرت كوشينا في ترتيب الملابس و نقلها إلى الخزانة بينما نظرت إليها ساكورا و إلى كمية الملابس التي أمام كوشينا و تقوم بتطبيقها بكل عناية و اهتمام فابتسمت قائلة : حتى ملابسه تهتمين بها إلى هذا الحد !
نظرت إليها كوشينا بتوتر قائلة : لا .لا ... فقط .... أقوم بترتيبها .. أحد واجباتي لا أكثر ...... أعني ... أنه مجرد ...... كم أنتِ مزعجة ساكورا !!
ضحكت ساكورا مما جعل كوشينا تخجل و تصطنع الإنزعاج على وجهها لتقول ساكورا : و ما المشكلة ؟؟ .... أعلم كم تحبينه فلا بأس إن اعتنيتِ بكل ما يخصه .
فتحت عينيها و نظرت إلى ساكورا بنفس حالتها قليلاً حتى عادت إلى ما كانت تفعله قائلة برقة و نوعاً ما توجد براءة في طريقتها : فقط ..... لا أريد أن يزعجه شيء .... أعني و يعمل طوال اليوم و منذ مجيئي للسكن معه لاحظت بأنه يزيد مهامه تدريجياً من أجلي ..... هو يفعل الكثير ... إذاً لماذا لا أفعل أنا أيضاً له أي شيء .. على الأقل يجد كل شيء مرتب في هذا المنزل .
كانت ساكورا تنظر إليها بهدوء و هي تتكلم و بعد أن انتهت ظهرت ابتسامة ضعيفة و إلى حد ما ساخرة من شيء و لكن سرعان ما اتسعت ابتسامتها قائلة : أنتما زوجان رائعان .....
نظرت كوشينا إليها بعينين متسعتين لتسمعها تكمل : يعمل كل منكما دائماً من أجل الآخر .
ابتسمت كوشينا من سماع هذا ثم قال بمزاح : و هناك زوجان رائعان أيضاً في طريقهما للظهور .
نظرت إليها ساكورا قليلاً ثم أنزلت وجهها هامسة بشك : ربما .
ثم رفعت نظرها ثانية بابتسامة و هي تنظر إلى كوشينا و هل تكمل ما بدأت به و التي قالت بابتسامة متأسفة : معذرة ..... أخذ الأمر مني وقتاً طويلاً اليوم و لكن شارفت على الإنتهاء .
قالت ساكورا بسرعة : لا .لا ... على العكس ....... أنتِ أيضاً سريعة و لا أعرف كيف تستطيعين فعل هذا على كل حال .
نظرت إليها كوشينا بتعجب قائلة : فعل ماذا ؟؟!
ابتسمت لها قائلة : تفعلين كل شيء بشكل .... مثالي .... و كأن كل شيء في هذا المنزل جديد .
أجابتها كوشينا بمزاح : ربما تكونين مثلي ..... فبعد وجودك في منزل ساسكي-سان .... ربما يكون الإهتمام به أحد هواياتك .
لم تجب ساكورا بل اكتفت برسم ابتسامة لطيفة على شفتيها و أومأت برأسها لتبتسم كوشينا لها أيضاً ، و بعد فترة من الصمت كانت كوشينا تأخذ بعض الملابس التي انتهت منها و تضعها في الخزانة بينما فجأة نهضت ساكورا و وقفت بجانب المكان الذي كانت تقف فيه كوشينا لتتعجب كوشينا من وجودها فور أن التفتت نحو السرير ثانية و ذهبت للوقوف مكانها لترى ساكورا تنظر إليها قائلة : يدان تنجزان أكثر من واحدة ....
ابتسمت كوشينا قائلة : لا بأس ..... سننتهي أسرع قبل مجيء الفتيات .
و أثناء عملهما معاً كانت كوشينا تنظر إلى كيف تفعل ساكورا هذا حتى قالت : انتبهي .
نظرت إليها بسرعة لتقول : طبع ساسكي-سان حاد جداً ...... فيجب أن يكون كل شيء دقيق في منزله لتجنب المشاكل معه .
ساكورا بتعجب : مشاكل !!
اتسعت ابتسامة كوشينا قائلة : نعم .. ألم تستعدي لهذا بعد ! ..... أنا لا أعلم ..... و لكن تبدو لي و كأنها المرة الأولى التي ستقيمين معه فيها كـ .... مسئولة عنه .
نظرت إليها ساكورا بحيرة قائلة : تعنين أن أهتم بأمور المنزل و أمور كتلك ؟؟
أومأت كوشينا برأسها لتضحك ساكورا قائلة : حتى الآن لا أعرف كيف سأتعامل مع وضع كهذا !! .... فعلاقتي بتلك الأشياء محدودة جداً .
عقبت كوشينا بابتسامة قائلة : و لهذا أخبرتك أن طبعه حاد و يجب أن تعلمي كيف يمكنكِ التعامل معه قبل خطبتكما حتى و لكن لا يوجد وقت كافٍ .
ساكورا بتعجب : و لماذا قبل الخطبة ؟؟ .... بعد خطبتنا .. سأتعلم مع الوقت .
كوشينا بابتسامة مرتبكة قليلاً : و سيصاحب هذا العديد من المشاكل للأسف .. لأن كل منكما على ما يبدو لم يعتد بعد على طباع الآخر .
أدارت ساكورا عينيها بحيرة ثم نظرت إليها و كأنها انتبهت لشيء قائلة : و هل حدث بينك و بين ناروتو مشاكل في البداية ؟؟!
ابتسمت قائلة : لا .. أبداً ..... فناروتو بعادته لا يهتم حتى بتنظيم المكان الذي يجلس فيه كما أنه يفعل كل شيء بنفسه فما كنت أفعله بالنسبة إلي فقط هو أنني أخفف الحمل عليه فقط لا أكثر .... لا أعتقد أن الأمر كان خلاف بمعناه و لكن إن احتسبنا بعض المواقف تكون مرتين أو ثلاثة على الأكثر .... أما ساسكي-سان ... يبدو لي و كأنه يضع جدولاً لكل شيء في حياته ..... أي يحب أن يكون كل شيء حوله مرتب ... و هذا واجب زوجته المستقبلية ....... أي شخصيتهما مختلفة في كل شيء .... ما يقبله ناروتو لن يقبله ساسكي-سان ..... لذلك لا وجه مقارنة بينهما حتى !!
تنهدت ساكورا قائلة بتعب : يبدو أنني أقبل على مجهول لا أعرف كيف سأتصرف معه !!
ابتسمت كوشينا قائلة : لا تقلقي .. ربما يكون متساهلاً و يعطيكِ الفرصة من يعلم .
نظرت إليها قائلة : لا أحد .
مما جعل كوشينا تضحك ثم تعود لعملها و الذي إثناءه كانت تنظر لساكورا من حين لآخر حتى قالت في النهاية : أتعلمين ساكورا .... أنتِ تجيدين كل شيء !! .......
نظرت إليها ساكورا بتعجب لتكمل كوشينا قائلة : و هذا صعب أن يجده أي شخص في أي فتاة .....
اتسعت عينا ساكورا قائلة بتعجب : أنا !!
أومأت كوشينا برأسها قائلة بابتسامة : نعم .... يمكنكِ فعل أي شيء حتى من محاولتك الأولى تكون رائعة لمجرد أنها أول مرة ! ...... أعني إن اهتمتِ بأي أمر جيداً ستكونين الأفضل فيه على الإطلاق صدقيني .... لذلك لا تقلقي ... فأنتِ بمجرد ممارستك لأمور المنزل تلك لفترة قصيرة ستتقنينها جميعها .
ابتسمت ساكورا بسخرية قائلة : على العكس .... أنا سيئة جدا فكنت مضطرة لفعلها طوال حياتي و مع ذلك لا فائدة .
عقبت كوشينا : مضطرة ..... أعني عندما تحبين فعل شيء تفعلينه جيداً ليس لأنكِ مضطرة .
نظرت إليها بشك ثم نظرت إلى الملابس التي كانت بين يدي كوشينا و الملابس التي كانت بين يديها هي لتضحك بسخرية قائلة : انظري !! ..... لا مقارنة بين عملي و عملك حتى !!
نظرت كوشينا إلى ما تنظر إليه ساكورا لتقول : هذا لأنني أحب فقط فعل هذا و متمرسة فيه قليلاً و أنتِ حاولي قدر المستطاع جعلها جميعاً متساوية لتبدو بشكل أجمل .... فتبدو غير مرتبة قليلاً لعدم تساويها .
رغم أن كوشينا أجابتها إلا أن علامات التعجب ظهرت على وجهها و نظرت إلى الملابس التي قامت بعملها ثم نظرت إلى الملابس التي قامت كوشينا بعملها ، كما قالت !! .. كانت جميلة و مرتبة و رغم أنها مجرد ملابس فوق بعضها إلا أنها بدت جذابة و رائعة لتقول ساكورا بابتسامة بعد فترة من التفكير : كوشينا ... يمكنكِ مساعدتي صحيح ؟؟
كوشينا : بكل سرور .
و عادت تكمل بجانبها إلا أن ساكورا فجأة قالت بملل بعد أن راقبت كوشينا تماماً : و لماذا يجب أن أدقق في فعل أمر كهذا ؟؟! ..... هل يهتم ناروتو لهذا الأمر ؟؟!
أجابت كوشينا : لا أبداً ...... كما أخبرتك هو بطبيعته غير مرتب من الأساس ......... و لكن هذا هو عمل زوجته ......
نظرت إليها ساكورا بدهشة لتكمل بابتسامة : كوني زوجة حاكم هذا المكان يجب أن أكون أكثر زوجة مثالية تليق به ... أعني أن مركزه في القرية أعلى ما يكون ...... فيجب أن يكون كل شيء صحيح و بكل دقة أيضاً ..... حتى و إن لم ينتبه أو يهتم وهذا ما يحدث بالفعل ..... و لكن بالنسبة لي يجب أن يكون كل شيء مثالياً .........
ثم وضعت يدها على كتف ساكورا مستكملة : و هنا نأتي إليكِ ..... ساسكي لا يقل أهمية أبداً عن ناروتو في كونوها ...... فما فهمته أنه حقاً ربما في نفس أهمية مركزه فحتى ناروتو أحياناً يترك بعض أعماله له .......... و بما أنكِ من ستصبح زوجته مستقبلاً .... يجب من الآن أن تنتبهي لهذا أيضاً و محاولة جعل كل شيء يبدو و كأنه مازال جديداً .... فهذا يسعده بعد كل شيء أن يجد زوجته منظمة و تعمل على راحته .... وقعتِ في نفس الحلقة التي وقعت بها .
ثم ضحكت مما رسم على شفتي ساكورا ابتسامة لطيفة قائلة في نفسها و هي تنظر إليها بشرود : مثالية !! ......... مثالية بشكل لا يصدق !! ...... تهتم بأدق الأمور و لو كان شيئاً صغيراً لا يذكر و لا يراه أحد تهتم به جيداً !! ....... اختيار موفق ناروتو .
قاطع أفكارها صوت من الأسفل قائلاً : كوشينا ...........
استيقظت ساكورا من حالتها تلك بعد سماع هذا الصوت بينما نظرت كوشينا نحو الباب قائلة :حسناً ساكورا ... حاولي ثانية حتى آتي .
هزت ساكورا رأسها إيجاباً فتحركت كوشينا نحو الباب بسرعة و كانت لتجري في نزلها للدرج و لكنها نزلت بهدوء و اهتمام لانتباهها لوجود ناروتو نظراً أنه دائماً كان يوبخها لإسراعها بعد أن علم بحملها ، و بعد أن نزلت تحركت نحوه قائلة بصوت منخفض لكي لا تسمع ساكورا : ألم أخبرك ناروتو ألا تأتي اليوم ؟؟!!
ابتسم بارتباك قائلاً : آسف عزيزتي ... و لكنني نسيت شيئاً و جئت فقط لأخذه .
ثم تحولت ابتسامته المرتبكة إلى ابتسامة لطيفة و هو يقترب منها قائلاً : و لأطمئن على صغيري .
ضربته بخفة على صدره قائلة : بخير لا تقلق .
بينما في الغرفة بالدور العلوي ..........
فور أن ذهبت كوشينا عادت ساكورا إلى تنظيم الملابس و التي أعادت ترتيبها ثانية و كلما حاولت تفشل فقالت بإنزعاج : تباً !! ...... لماذا لا تُرتب ؟؟؟!
و فجأة وقع بيدها رداء أسود حركته نحوها ببطء و نظرت إليه قليلاً و كأنها تتذكر شيء و سرعان ما حركت رأسها يميناً و يساراً و كأنها تطرد فكرة من رأسها و همت بوضعه و لكنها عادت لتحريكه نحوها و بدون شعور حركته نحو أنفها و أغلقت عينيها و كأنها تستنشقه .....
و في تلك الأثناء صعد الزوجان للغرفة و فور أن وصلا تحرك ناروتو للداخل و تبعته كوشينا ، رغم أن كوشينا أخبرته بوجودها بالأعلى إلى أنه تفاجأ من وجودها في غرفتهما و لكن سرعان ما ابتسم و تحرك نحوها و للغريب لم تنتبه إليه حتى الآن و فور أن اقترب منها من الوراء و بسرعة قام بالإنحناء بجانبها الأيسر واضعاً يده اليمنى على جانبها الأيمن حيث حاصرها من الجانبين و نظر إليها قائلاً بمزاح : ما الذي تفعلينه بملابسي ؟!
فور أن انحنى بجانبها و حاصرها و سمعت صوته فزعت بشدة و أبعدت هذا الرداء الذي كانت تقربه من أنفها و لكنها الآن تضمه لصدرها بخوف و تجمد جسدها و هي تجز على أسنانها بخوف و توتر و عينيها المتسعتين تنظران أمامهما مباشرة بدون حراك !! ، و بالطبع لم تستطع التحرك لمحاصرته من كل الجوانب و بعد أن هدأت و أدركت أن هذا الصوت له أغلقت عينيها بغيظ و نظرت إليه قائلة بتوتر و عتاب : لقد أفزعتني !!
نظر إليها و هي خائفة هكذا بين يديه لدرجة و كأنه يسمع ضربات قلبها السريعة فابتسم بلطف قائلاً : آسف .
نظرت إليه قليلاً ثم أبعدت عينيها بخجل بينما لم ينتبه هو لهذا الخجل لأنه ابتعد عنها و تحرك نحو خزانة الملابس و هو يحضر شيء منها فتبعته ساكورا بنظرها بينما تحركت كوشينا للوقوف على يمينها و هي تنظر إلى ما فعلته ساكورا فهمست بأذنها قائلة : أحسنتِ .
نظرت إليها ساكورا سريعاً و قبل أن تتكلم قاطعهما ناروتو قائلاً : حسناً سأذهب أنا ..... أتريدان شيئاً .
و اقترب من كوشينا ليقبل جبهتها و التي قالت : لا عزيزي .... فقط اهتم بنفسك جيداً .....
و عندما هم بالإبتعاد عنها حوطته بيديها مستكملة : و لكن بالطبع لن أدعك تذهب بدون غداء .
نظر للأعلى بملل قائلاً : و هذا ما كنت أخافه ...... سيؤخرني هذا كوشينا .
كوشينا برجاء : أبداً .. كل شيء معد فقط اذهب للجلوس و سأحضره إليك .
نظر إليها بملل فابتسمت بسعادة مما جعله يخضع لها كالعادة قائلاً بابتسامة : كما تريدين .
اتسعت ابتسامتها و اقتربت مقبلة خده ساحبة إياه نحو الباب بينما أكملت ساكورا ما كانت تقوم به ......
و في الأسفل ...
كان ناروتو جالساً على الطاولة بينما كوشينا في المطبخ و التي جاءت متوجهة نحوه قائلة بابتسامة : أتمنى أن يعجبك .
نظر إليها بابتسامة واسعة قائلاً : بالطبع سيعجبني .
ضحكت بسعادة بينما ضعفت ابتسامته قليلاً ثم قال : كوشينا .........
توقفت عن الضحك و نظرت إليه ليكمل : أخبرتني أنهم سيأتون مساءًا ... لماذا جاءت ساكورا مبكراً إذاً ؟؟!!
ابتسمت قائلة : لا أبداً .... أردت البقاء معها و التحدث قليلاً قبل مجيئهم فبالكاد سوف تتركها إينو .....
ابتسم لها فقالت : حسناً ... سأذهب لأعرض عليها تناول الغداء معنا .......
و قبل أن يتكلم تحركت نحو السلم لصعوده و كعادتها الطفوليه كانت تصعده بسرعة مما جعله يناديها قائلاً : كوشينا ..........
توقفت و نظرت إليه ليشير إليها بيده أن تبطئ قليلاً ، فاحمرت وجنتيها بخجل و أومأت برأسها بابتسامة صغيرة ثم تابعت صعودها ..........
و فور أن وصلت دخلت الغرفة قائلة بسعادة : ساكورا ما رأيك أن تـ ........
و توقفت فور أن رأت الملابس قائلة بدهشة : أنتِ رائعة ساكورا !! ........ ألم أقل لكِ ... تتعلمين بسرعة !! .... جيد ... إذاً لننتقل إلى شيء آخر حتى تأتي الفتيات ........ و لكن بعد تناول الغداء .
كانت الإبتسامة على وجه ساكورا بسعادة كبيرة و لكن بعد أن قالت كوشينا جملتها الأخيرة قالت ساكورا بتعجب : غداء !!
كوشينا بابتسامة : نعم ...... و هيا لأن ناروتو ينتظرنا بالأسفل .
ساكورا بسرعة و بابتسامة مرتبكة : لا ... لا داعي ...... أ .. أفضل تناوله مع الفتيات أكثر .
نظرت إليها كوشينا بملل قائلة : لن يأتين إلا مساءاً ... هيا .
كانت ساكورا ستتكلم و لكن كوشينا أوقفتها قبل أن تتكلم قائلة : و بدون اعتراض .
و قامت بسحبها نحو الباب ....
و في الأسفل عند نهاية السلم أشارت كوشينا لساكورا قائلة : اذهبي للجلوس حتى أحضر الطعام .....
و قبل أن تتكلم تركتها و ذهبت فنظرت ساكورا بتوتر و تردد إلى الجالس هناك بهدوء و ظلت تنظر إليه بشكل غريب و تردد أغرب !! ، و في النهاية تحركت نحوه ببطء و عندما وصلت إليه قالت بابتسامة جعلتها طبيعية قدر الإمكان : كيف حالك ؟؟
انتبه لوجودها و رفع عينيه لها قائلاً بابتسامة : بخير .
جلست هي على الكرسي الأول في الصف الذي على يمينه فنظر إليها بابتسامة قائلاً : و أتوقع أنكِ .. في أفضل أحوالك الآن ......
نظرت إليه ليكمل : غداً يوم الخطبة .
تبادلا النظرات قليلاً حتى قالت بابتسامة : نعم .... فقط مرتبكة قليلاً .
اتسعت ابتسامته لها ثم أعاد وجهه أمامه قائلاً : هذا طبيعي .. أتذكر أن كوشينا كانت هكذا أيضاً يومها .
نظرت إليه قليلاً ثم ابتسمت قائلة بمزاح : و لكن بالطبع جعلتها تنسى هذا الأمر تماماً .
ظهرت الحيرة على وجهه ثم ضحك قائلاً بمزاح أيضاً : ليس تماماً ... فكنت كذلك أنا أيضاً .
نظرت إليه بابتسامة ثم قالت في نفسها : إذاً هم أيضاً يتوترون ...... مما يعني أن ساسكي-كن أيضاً يشعر بما أشعر به حالياً ........
و فجأة ظهر الملل على وجهها مستكملة : أو أنه لا يهتم كعادته .
و ظلا صامتين لفترة حتى فجأة قالت ساكورا : ناروتو ........
نظر إليها بينما أنزلت عينيها إلى الأرض و ظلت مترددة قليلاً و في النهاية رفعت رأسها ببطء قائلة : كنت أريد أن أسألك ......
نظر إليها باهتمام لتكمل و لكنها توقفت فقال يحثها على المتابعة : ماذا ؟؟! ... أشيء خاص بالخطبة أو ساسكي ؟؟!
قالت بسرعة بتوتر : لا أبداً ... فقط ...
أبعدت عينيها عنه قائلة : شيء آخر تماماً .
ظهر التعجب على وجهه قائلاً : آخر تماماً ! ..... إذاً ........
نظرت إليه لتراه ينظر إليها منتظراً باهتمام سماع سؤالها مما جعلها تنظر إليه بتوتر ثم تبتسم بإرتباك قائلة : هذا الرداء .... الخاص بك .. الذي كان بين يدي عندما أتيت .......
تعجب أكثر من الأمر يتعلق بشيء كهذا و لكنه لم يقاطعها بينما توقفت هي ثانية فنظر إليها بتعجب لتكمل : أعني ...... هل .... هل هو نفسه .... الذي كنت مرتدياً إياه في تلك المهمة ؟؟
ازداد تعجبه أكثر و أكثر قائلاً : مهمة !! .. أي مهمة ؟؟!
نظرت إليه بتردد قليلاً ثم قالت : تلك المهمة .. التي كنا فيها معاً و مكثنا فوق هذا الجبل البارد و مرضت بعدها ... تذكر ؟؟
أغلق عينيه و كأنه يتذكر ثم فتح عينيه قائلاً : نعم .نعم .... تذكرت ....... ماذا بها ؟؟!
نظرت إليه لينظر إلى عينيها و التي بدت نظراتهما غريبة قليلاً و بعد أن استرجع كلامها قال بتعجب : لا أعرف ... لم انتبه ..... و لكن لماذا تسألين ؟؟!
أعادت وجهها أمامها مصطنعة عدم الإهتمام قائلة : أبداً .... فقط مجرد سؤال لا أكثر ...........
نظر إليها قليلاً ثم قال رغم أنه لم يقتنع : حسناً .. على ما أتذكر كان هو كما قلتِ .
نظرت إليه بابتسامة صغيرة و هي تهز رأسها ثم أعادت نظرها أمامها قائلة في نفسها : إذاً كان هو بالفعل !! ............ كنت متأكدة .... فلازلت أتذكر رائحته جيداً في تلك الليلة فكنت أشعر بها طوال نومي ..... و لأكون أكثر دقة منذ اليوم الذي حملني فيه عند عودتنا من قرية كوشينا ......
قاطعها صوت كوشينا القادمة نحوهم و هي تقول : آسفة على هذا التأخر .... و لكن .....
قاطعها ناروتو بابتسامة و هو يمسك بيدها لتجلس بجانبه قائلاً : لا بأس أميرتي ..... يكفي أنكِ قمتِ بتحضيره لنا .
أنزلت رأسها بخجل و هي تبتسم برقة ........
و أثناء تناولهم للطعام قالت كوشينا بعد أن قلبت النظر بينهما بينما لم يلقِ أحدهما و لو نظرة بسيطة على الآخر مما جعلها تقول لتلطيف الأجواء قليلاً : أتعلم ناروتو ...
نظر إليها لتكمل : ساكورا تجيد كل شيء و بارعة أيضاً ..... كما أخبرتني تماماً .
بعد آخر جملة اتسعت عينيه فجأة و وقف الطعام في حلقه و بصعوبة استطاع بلعه و ببطء حول نظره ناحية ساكورا ليراها تنظر إليها بدهشة و يبدو أنه وضع في موقف لن يستطيع إنكاره مما جعله يقول بما أن لا مفر : صحيح .... لا طالما كنتِ هكذا .
ابتسمت بلطف بعد سماع هذا بينما قالت كوشينا : أرأيتِ ....
نظرت إليها ساكورا لتكمل كوشينا بشيء من الخبث : غالباً ما تكون آراءهما متطابقة ... لذلكاطمئني فتلك ستكون نفس رؤية ساسكي-سان لكِ .
وضعت ساكورا يدها اليسرى خلف رأسها قائلة بسخرية : صحيح .... و شخصيتهما مختلفة تماماً أيضاً .. أي يمكن أن تكون رؤيته عكس تلك تماماً .
تدخل ناروتو عندها قائلاً : لا ......
نظرت إليه بسرعة ليكمل : سيراكِ كما أنتِ ... رائعة في كل شيء .
نظرت إليه بشك ليقول بابتسامة : الأمر بسيط ... لا داعي لقلقك هذا أبداً .
تبادلا النظرات لمدة لتقول كوشينا بسعادة بعد أن كانت تحرك عينيها بينهما : بما أنه قال لا تقلقي .. إذاً اطمئني .... كل شيء سيكون أفضل مما تتخيلينه أيضاً .
ابتسمت ساكورا لكوشينا بإرتياح لتنظر إلى ناروتو بعدها و الذي كان وجهه هادئ جداً و لكنه فور أن انتبه أنها تنظر إليها رسم ابتسامة على شفتيه بسرعة نحوها فبادلته إياها .
وبعد تناول الغداء كان ناروتو ذاهباً و بالطبع كوشينا تقوم بتوديعه فلن تراه لمدة يوم تقريباً بينما كانت ساكورا مقبلة عليهما و التي فور أن رآها ناروتو حرك عينيه نحوها قائلاً : أعتمد عليكِ في الإعتناء بها اليوم ........ لا تتعبوها .
ابتسمت بهدوء و هزت رأسها هزة بسيطة فاتسعت ابتسامته و هم بالذهاب و لكن كوشينا أمسكت بيده بسرعة قائلة : ناروتو .... اهتم بنفسك و نم جيداً و تناول عشاءك قبل أن تنام و لا تحضره من الخارج إن لم تستطيعوا تحضيره تعال إلى هنا و أنا سأعده من أجلك و شد الغطاء فوقك جيداً لكي لا تصاب بالبرد ......
استمرت هكذا لفترة و هو ينظر إليها بتعجب شديد و ارتباك في نفس الوقت ثم حرك عينيه نحو ساكورا و التي حركت عينيها نحوه أيضاً و سرعان ما منع كل منهما ضحكته و انحنى قليلاً نحو كوشينا هامساً لها : لا داعي لقول هذا أمامها .. هناك من يوجد معنا هنا .
حركت عينيها نحو ساكورا ثم قالت هامسة بابتسامة خجولة : آووه آسفة .. لم أنتبه .
و سرعان ما بدأت تكمل ما كانت تقوله و كأنه لم يقل شيئاً لتوه لينظر إليها بتعجب شديد بينما استمرت هي و ازداد كتم ساكورا لضحكتها ، و عندما انتهت كوشينا وضعت يدها على ذقنها و هي تنظر إلى الأرض تفكر قائلة : أنسيت شيء ؟؟!
ضحك ثم تحرك نحوها و ضمها إليه بحنان قائلاً : لا لم تنسٍ .....
فنظرت إليه بابتسامة مرحة كالأطفال قائلة : جيد .
حوطته بيديها قائلة و هي تنام على صدره مغلقة عينيها : و لا تنسى أنت أيضاً .....
ثم نظرت إليه بتحذير قائلة : و إلا .....
نظر إليها بتوتر قائلاً : بسرعة : لا .لا .. اطمئني ..... لن أنسى أي شيء مما قلتيه .
ابتعدت عنه مصطنعة التكبر قائلة بلا مبالاة : إذاً هيا حتى أستعد لإستقبال الفتيات .
عقب بمزاح : في لحظة واحدة تريدين التخلص مني !
اتجهت نحوه و دفعت نحو الباب : نعم .. هيا .
ضحك قائلاً : حسناً .. إلى اللقاء .
أجبت كلا الفتاتين : إلى اللقاء .
تركهما و ذهب بينما أعادت كوشينا نظرها إلى ساكورا و هي تقترب منها ممسكة بيدها قائلة : ستكون الليلة رائعة بكل المقاييس ..... هيا لنستعد .
و في المساء في منزل ناروتو .......
طُرق الباب بينما كانت الفتيات في غرفة و يضحكن بسعادة كبيرة و بالطبع الحديث بأكمله يستخدمون أي لفظ يقوم بإغاظة ساكورا و التي كانت تفقد صبرها في أحيان و أحياناً أخرى تجد أنه لا فائدة من إيقافهن ، سمعت تن .تن الباب فقالت بتعجب : فتيات ... من سيأتي الآن ؟؟!
كانت كوشينا ستنهض لفتح الباب فنهضت ساكورا بسرعة قائلة : أنا سأفتح .
كوشينا : و لكن ...
ضحكت ساكورا قائلة : لا بأس كوشينا فتبدين متعبة بعض الشيء اليوم .
و جرت نحو الباب فقالت إينو بخبث : لا تحاولي الهرب ساكورا .... نراقبك .
ضحكت الفتيات فعقب تيماري : نعم معها حق ... فلم ننتهي بعد .
قالت بسعادة : و كيف سأستطيع الهرب منكن على أي حال سأفتح و آتي .
خرجت من الباب متوجهة لباب المنزل بينما ضحكت الفتيات عليها و هي تهرب من سخريتهن تلك الليلة ، ذهبت ساكورا بسعادة و هي تجري لفتح الباب و الذي فور أن فتحته قالت بابتسامة واسعة: مـ .....
و لكن فور أن وقعت عينيها على من أمامها لم تكمل و نظرت إليه بدهشة كبيرة ، في الحقيقة لم تعرف لماذا ! و لكن ربما لأنه عندما رفع رأسه نظر إليها بتلك الطريقة ، فور وقوع عينيه على تلك الوردية أمامه اتسعت عينيه بصدمة و ظل ساكناً لم يتحرك و لو قليلاً ، لم يتوقع أن تقوم ساكورا هي بفتح الباب فكالعادة زوجته هي من ستفتح و لكن .... ، ساد الصمت لمدة شبه طويلة و كل منهما ينظر للآخر بصمت كبيـر ، ساكورا بتعجب من نظرته العجيبة ! ، و كأنها آخر مرة سيراها فيها فلم ترمش عينيه مرة ! ، كما كان الأمر و كأن هناك صراع بداخله يريد شيء و يمنع نفسه في نفس الوقت !! ، فكانت عينيه تلمع و كأنه يرجو شيء منها و فجأة تختفي تلك النظرة و كأنه يتراجع عن هذا و يحاول كبح نفسه بالقوة !! ، لم تفهم !! ، و لم تستطع تحريك عينيها بعيداً عنه بل ظلت ناظرة نحوه لعلها تفهم سبباً واحداً يجعله ينظر إليها بهذا التشتت ! ، نظرته هذا الصباح تغيرت تمامًا عن التي تراها الآن ! ، و فجأة بدون أن ينتبه أحدهما جاءت كوشينا قائلة بسعادة و هي تأخذ الأكياس من يديه و اللتان كان الضعف يتملكهما حيث استطاعت كوشينا بكل سهولة أخذ ما بقبضتيه المتراخيتين و ربما إن لم تأخذهم لكانوا على الأرض الآن : ظننتك ستنسى ... جيد أنك أحضرت ما طلبته منك عزيزي .
فور سماع صوت كوشينا و هي تأخذ الأكياس منه أبعد كل منهما نظره عن الآخر بتوتر ، ناروتو نظر إلى يمينه و ساكورا يسارها حيث كانت كوشينا واقفة على يمينها و التي ألقت نظرة على كل منهما و قبل أن يدور بعقلها أي شيء قال ناروتو بسرعة : لا بأس جيد أنني لم أتأخر .
اتسعت ابتسامتها ثانية قائلة : أشكرك كثيراً عزيزي .
أعاد نظره أمامه ناظراً إلى كوشينا متعدياً إلقاء نظرة حتى على ساكورا قائلاً بابتسامة و هو ينحني نحوها ليعيد الإمساك بتلك الأكياس : ما أتذكره أنه غير مسموح لكِ بحمل تلك الأشياء و أنا لست زوجاً مهملاً لكي أدعكِ تحملينها بدلاً عني .
نظرت إليه بتعجب و خجل في نفس الوقت بينما أخذ منها ما بيدها و توجه لوضع بعضهم على الطاولة و البعض الآخر في المطبخ بينما تبعته الفتاتان بنظريهما ، كوشينا بسعادة و ابتسامة رقيقة ، ساكورا بنفس النظرة التي كانت تنظر بها إليه قبل أن يتحرك من أمامها و كلما تذكرت تلك النظرات منه تملك القشعريرة جسدها .....
و بعد أن انتهى عاد ثانية و توجه نحو الباب بسرعة للذهاب و كأنه يهرب من شيء ! قائلاً :إلى اللقاء أميرتي .
كوشينا بسرعة لإيقافه فقد ابتعد عن الباب عدة خطوات : ناروتو لحظة واحدة أرجوك ... انتظرني لحظة .
توقف و قد ظهرت خيبة الأمل على وجهه و كأنه كان على وشك الذهاب - أو الهروب بمعنى أصح - أخيراً و لكنه اضطر للوقوف ، ذهبت كوشينا بينما ظل ناروتو على وضعه لم يستدر لينظر نحو الباب فكان ظهره مصدراً نحوه أو بمعنى أدق نحو ساكورا ، نظرت إليه و كأنها تنتظر أن يلتفت إليها و لكن لا فائدة ! ، فابتسمت متداركة تلك الأمور الغريبة التي تحدث واحدة تلو الأخرى قائلة و هي تقترب منه مبتعدة عن الباب : إذاً ناروتو .... كيف حالك الآن ؟؟
لم يجب لفترة ثم قال : بخير .
و ظل صامتاً لفترة بينما ي تنتظر أن يرد عليها السؤال حتى قال : و أنتِ ؟؟
ابتسمت قائلة : بخير أيضاً .
و فور أن شعر باقترابها أكثر ابتعد بسرعة نحو اليسار ليقف بالقرب من الجدار الأيسر للمنزل المتماسك بيسار الباب ، نظرت إليه بتعجب ثم سارت نحوه لتقف أمامه و ترفع وجهها لتنظر إليه بينما رفع هو رأسه لأعلى يشتت نظره في أي مكان باستثناء النظر إليها ! ، نظرت إليه قائلة : إذاً ستبقى عند ساسكي-كن اليوم ؟؟
أجاب بنفس حالته : نعم .
ضحكت لتلطيف الأجواء بينهما قليلاً محاولة جعله ينفتح معها كعادته قائلة : آسفة لإخراجك من منزلك ..... و لكن لم نجد مكاناً أنسب من منزلك للإحتفال فيه ... كوشينا قالت بأن هذا لن يزعجك .
أنزل رأسه قائلاً : صحيح .... لم يزعجني .. ليست المرة الأولى التي أبقى مع ساسكي فيها .
ابتسمت قائلة : نعم نسيت .... فكان يذهب إليك في سفرك أيضاً .
ساد الصمت بعدها لمدة ، ناورتو كعادته معها هذه الأيام لم يحاول فتح حديث و لو بكلمة حتى ، بينما كانت تبحث هي عن أي شيء يمكن أن يقال في موقف كهذا و في النهاية عندما لم تجد شيئاً أعادت نظرها إليه و هذه المرة لم تستطع تجاهل عدم نظره نحوها فنظرت إليه بتشتت و عدم فهم و همت لسؤاله : أ .....
قاطعها شعور ناروتو فجأة بألم غريب فجأة داخل رأسه مما جعله يغلق عينيه بقوة و يضع ذراعه الأيمن على الحائط و وضع جبهته فوقها بتعب مبتعداً عن ساكورا بينما لم تستطع هي إكمال ما كانت تريد قوله بسبب مقاطعة كوشينا لها و هي قادمة من الداخل قائلة : آسفة ناروتو لتأخري و لكن الفتيات أزعجنني قليلاً .
ظلت ساكورا واقفة تنظر إليه فقط بتساؤل بينما اقتربت كوشينا منه فحرك عينيه نحوها بابتسامة حاول قدر الإمكان جعلها طبيعية قائلاً : إذاً ماذا هناك ؟؟
قالت بقلق قليلاً : أنت بخير ؟؟
هز رأسه ببطء و هو يبتسم لتبتسم هي قائلة : أمسك تلك .
حرك يده اليسرى ليمسك بتلك الحقيبة قائلاً بابتسامة متعجباً : ما هذا ؟!
ابتسمت بسعادة قائلة : تلك الحقيبة وضعت بها كل ما ستحتاجه حتى أراك ثانية غداً ... لا أعرف إن كنت قد نسيت شيئاً أم لا و لكن أظن أنني وضعت كل شيء يهمك على الأقل هذا اليوم .
اتسعت ابتسامته برقة و ابتعد عن الحائط مقترباً منها واضعاً يده وراء رأسها ليقربه منه و يقوم بتقبيل جبهتها ثم احتضانها بيده اليمنى قائلاً : كعادتكِ أميرتي ... تعرفين ما أحتاجه بدون أن أتكلم .. شكراً لكِ عزيزتي .
اتسعت ابتسامتها و احتضنته بيديها قائلة : حسناً .. هيا لكي لا تتأخر على ساسكي-سان و البقية .
ابتعد عنها بهدوء و اتخذ طريقه للذهاب بينما استندت ساكورا على جدار الباب قائلة و هي تنظر إليه : ماذا به ؟؟ .... هل هناك ما يحزنه ؟؟! ..... شعرت بأن لي علاقة بهذا ! ......
توجهت كوشينا نحوها و هي تضحك قائلة : ماذا ؟! .... لا .لا دائماً ما يبدو هكذا بعد يوم عمل طويل و متعب .. و يبدو أن ساسكي-سان لم يكن متواجد لمساعدته اليوم .....
وضعت يدها على كتف ساكورا مستكملة بخبث : لإنشغاله بأمرك سيدتي .
انتبهت ساكورا لجملتها الأخيرة و حركت عينيها عن الطريق الذي اتخذه ناروتو و نظرت إليها قائلة : ألن تتوقفوا عن هذا ؟!!
ضحكت كوشينا و دخلت المنزل قائلة : و من منا لم يحدث لها هذا ؟!
بادلتها ساكورا ضحكها و أغلقت الباب قائلة : و لكنه ليس يوم زفافي .
ابتسمت كوشينا قائلة : نعم ...... و لكن يوم الخطبة مهم جداً كيوم الزفاف .... فمنذ غد ستبدأ علاقتكما رسمياً أمام الجميع .... هذا اليوم يربطكما للأبد بما أن بعده الزواج ..... و لكن أتعلمين ..... بالنسبة لي .. ربما كانت ليلة خطبتي أفضل من ليلة الزواج نفسها ! ........
اتسعت عينا ساكورا بتعجب من هذا بينما أكملت كوشينا بخجل : أعني ..... كانت أول ليلة لي معه ... أتعامل معه بحرية و لا أضع أي حاجز بيني و بينه و هو أيضاً ....... بدأت حياتنا معاً منذ هذا اليوم بينما ليلة زواجي كنت قد اعتدت على كل شيء فقط قرر أخيراً بناء عائلة و حياة معي ..... و هذا ما لم أتوقعه في الحقيقة ! ....
ظلت نظرات ساكورا نحوها كما هي بينما ابتسمت كوشينا قائلة : هيا لنصعد لكي لا يظنوا أننا قد هربنا منهن .
صعدت بحذر قليلاً و بسعادة بينما نظرت إليها ساكورا قائلة في نفسها : معها حق ! .... فبمجرد خطبتي منه ستُزال كل الحواجز التي بيني و بينه و تبدأ علاقتي به .... و لن يزيد الزواج على هذا شيئاً سوى أن أصبح أوتشيها-ساكورا ...........
بينما بعد مرور ثلاث ساعات تقريباً في منزل ساسكي .............
كان ناروتو جالساً بالساحة الخلفية في الخارج على أحد الكراسي المسطحة حيث يستوي جسده عليها و لكنها مرفوعة قليلاً من ناحية الظهر ليسند رأسه عليه و التي كان موجود منها اثنين بجانب بعضهما و هو يجلس على الأيسر و بالمنتصف طاولة زجاجية صغيرة و يمسك مشروب بيده و ينظر إلى الفضاء الواسع و السماء التي كانت رائعة في تلك الليلة فكانت تملؤها النجوم من كل مكان بشكل لم يسبق و كأنه ثوب زفاف يمتلئ باللؤلؤ اللامع و الذي تتبادل فيه كل نجمة بريقها مع الأخرى و القمر يتمركز بالمنتصف و فجأة علت أصوات اللذين كانوا بالمنزل فنظر وراءه ليلمحهم من الباب الزجاجي المؤدي إلى الساحة الخلفية و تظهر معظم الغرفة من وراءه فابتسم بهدوء و هو ينظر إليهم و هم يعبثون مع ساسكي و الذي كان يبدو على وجه الإنزعاج و لكنه في نفس الوقت .. سعيد .. بل في قمة سعادته !! .. و كأنهم جميعاً أخوته ، كل تلك السنوات التي قضاها معهم بابتعاد ناروتو قربته منهم قليلاً و أصبح لكل منهم أهميته الخاصة بالنسبة له و هذا ما لم يتوقعه أبداً !! .. فبدا الأمر و كأنه استعاد عائلته ثانية ! ..... كما أن هناك عائلة بإنتظاره لصنعها ...........
اتسعت ابتسامة ناروتو فور رؤية تلك السعادة التي يبدو فيها و فجأة لاحظ من حركاتهم أن تحدثهم تحول عن فتاة و بالطبع بما أن غداً خطبة ساسكي فيبدو أن تلك الفتاة هي ساكورا فأبعد نظره بضجر و أعاد وجهه أمامه ثانية و أسند رأسه على هذا الكرسي و هو مغمض عينيه و يحرك الكأس الذي يمسكه بيده اليمنى و الممتدة بجانبه و كأنه يفكر بشيء و ظل هكذا لبضع دقائق قبل أن يجلس فجأة و هو يضع يده اليسرى على جبهته و يجز على أسنانه و الإنزعاج و الغضب واضحان على وجهها و يضغط على الكأس بيده اليمنى و الذي كاد أن ينكسر و لم يفتح عينيه بعد حتى أنه لم ينتبه أن أحدهم قد فتح الباب الزجاجي و خرج و أغلقه وراءه ثانية بينما البقية يضحكون بشدة في الداخل عليه ، عدل من شعره و ملابسه و هو يتجه للجلوس على الكرسي الأيمن بجانب ناروتو قائلاً : إذاً .. لماذا تجلس هنا وحدك ؟؟!
تحولت ملامح ناروتو للعكس تماماً فور سماعه لصوت ساسكي و الذي كان يجلس على الكرسي الآخر موجهاً جسده للنظر نحو ناروتو واضعاً قدميه على الأرض و يسند ذراعيه على قدميه و ينظر إليه بابتسامة فبادله ناروتو الإبتسامة قائلاً و هو يعود لوضعه السابق مستلقياً على هذا الكرسي بإرتياح مغلقاً عينيه قائلاً : أبداً .... فقط وجدت المكان هنا مريحاً فجئت للجلوس قليلاً .
نظر إليه ساسكي بملل قائلاً : إذاً تجلس هنا بهدوء و راحة وحدك و تتركنا جميعاً بالداخل و بالأخص تتركني معهم وحدي !! ........ كدت أن تفقدني اليوم بسببهم !! ...
فتح ناروتو عينيه و حرك رأسه نحوه قليلاً قائلاً بابتسامة لطيفة : و لكنك كنت سعيداً .
نظر إليه ساسكي قليلاً ثم حرك عينيه ببطء بعيداً عنه قائلاً ببرود لإخفاء ما يشعر به حقاً :ليس تماماً .
اتسعت ابتسامة الآخر و أعاد وجهه أمامه قائلاً : إذاً هذا يعني أنك في قمة سعادتك الآن .
نظر إليه ساسكي بتعجب فحرك ناروتو عينيه نحوه بخبث مما جعله يبعد عينيه بإنزعاج و تنهد قائلاً و هو ينهض : حسناً ..... عندما تنتهي اتبعني .. فأريد التحدث معك كثيراً اليوم ....... كما أنهم يفتقدونك بالداخل .......
نظر إليه و هو يبتسم قائلاً بمزاح : بالطبع ليكتمل الفريق ....... كما تريد .... سأتبعك حالاً .
بادله الإبتسامة ثم تحرك للعودة إلى الداخل لولا أن يد ناروتو اليمنى أمسكت بيد ساسكي اليمنى و استوقفته فحرك ساسكي عينيه نحوه لينظر إليه ناروتو قليلاً ثم يبتسم قائلاً : مبارك لك ساسكي .
بادله ساسكي النظرات ثم ابتسم قائلاً : شكراً ناروتو .
أفلت يده فتحرك نحو الباب الزجاجي للعودة إلى الداخل بينما أعاد ناروتو نظره أمامه و هو يحرك عينيه بتشتت على بساط السماء ثانية .........
و في اليوم التالي أي يوم الخطبة ........
كان الجميع في الصباح يتحدث عنهما في كل مكان فهناك من كان يتوقع هذا و هناك من كان متأكد منه تماماً لإقترابهما في الفترة الأخيرة و هناك من تفاجأ كثيراً بخبر كهذا !! ، كان هذا اليوم لهما .........
بينما في المساء و تحديداً في غرفة كوشينا و ناروتو ........
كان ناروتو جالساً على السرير و يقرأ شيئاً بينما كوشينا تقف أمام المرآة و هي ترتدي ثوباً بنفسجياً داكناً قليلاً و لكن به لمعة خفيفة طويل حتى قدميها بدون أكمام ضيقاً إلى حد ما و هناك قطعة فضية لامعة على خصرها الأيمن و كأن جميع أجزاء الثوب تتجمع نحو تلك القطعة ، أو هكذا يجب أن يبدو !! .. فبسبب حملها لم يعد مناسباً مطلقاً لأنه كان يناسبها تماماً في السابق و بمجر حدوث أي تغير و لو بسيط سيصبح غير مناسب ، ظلت واقفة أمام المرآة و هي تحاول تثبيته و إدخاله ناحية بطنها بحذر و لكن لا فائدة !! ، فحاولت توسيعه بيديها قليلاً و يبدو على وجهها الإنزعاج الشديد و هي تنظر إلى نفسها بالمرآة و تطلق أنين ألم و تحاول إدخاله و جعله مناسباً لها و في النهاية تنهدت بضجر شديد قائلة في نفسها : ما هذا ؟؟! .... إنه ضيق جداً رغم أنني قمت بتوسيعه و لكن لا فائدة !! ... منذ بداية حملي أصبحت ملابسي تدريجياً لا تناسبني مطلقاً !! .......
و قامت بحبس أنفاسها و تعديل الثوب حتى أصبح شكله طبيعياً على جسدها فظهرت ابتسامة بصعوبة على وجهها ثم التفتت إلى ناروتو قائلة و هي تحاول جعل صوتها المختنق قليلاً طبيعياً و كأنها لا تستطيع التنفس : إذاً ... كيف أبدو ؟؟!
رفع نظره إليها ليلاحظ إحمرار وجهها قليلاً من شدة ضيق الثوب عليها و أنها غير مرتاحة به و تجبر نفسها على ارتداؤه فأطال النظر إليها ثم ابتسم و نهض متوجهاً نحو خزانة ملابسهما و قام بفتحها و أخذ شيء منها ثم أغلقها ثانية ، تحرك نحوها و عندما وقف أمامها مد يده إليها و التي كانت تمسك بثوب رائع !! ، بل أكثر بكثير أخرجه من الخزانة ذا لون أحمر قصير إلى حد ما و ضيق من الجزء الأعلى و واسع في الجزء السفلي تملأه قطع من الألماظ اللامع من أعلى و من الأسفل من جهة الأمام و التي تبدو في الجزء السفلي متباعدة قليلاً عن التي بالأعلى حيث أنها مقتربة بشكل كبير و لكن بطريقة بسيطة و رقيقة مما أضاف إليه لمسة جميلة ، فنظرت إليه بتعجب شديد حتى وضعه في يدها ثم ذهب ليجلس مستنداً عند الخشبة التي توجد في نهاية السرير و هو يبتسم قائلاً : فكرت أنه ربما تكون ملابسكِ غير مناسبة لكِ في وضعك الحالي .... كما أنكِ تحتاجين ثوباً جديداً لحفلة الخطوبة على أي حال لذلك أحضرته لكِ ...... لست متأكداً أنه جيد أو حتى مناسب للحفلة و لكن .... أرجو أن يعجبكِ .
أطالت النظر إليه بحنان و كعادتها عندما تشعر باهتمامه بها تبدأ دموعها بالظهور و التي ظلت في عينيها مما جعلها تبرق بجمال ثم ابتسمت قائلة : من أين أبدأ ؟؟!! ...... أحضرته لي !!
اتسعت ابتسامته قائلاً : بالطبع .
نظرت إليه بحيرة قليلاً قائلة في نفسها : حتى و هو مُنشغل يتذكر ما أحتاجه !! ... و يلبي طلبي قبل أن أفكر فيه حتى !!
قاطع أفكارها بابتسامة لطيفة قائلاً : ألن تجربيه ؟؟! ..... هيا أريد رؤيته عليكِ .
أجابته بسعادة كبيرة : سأجربه .
فضحك من طريقتها في قولها فرغم أنها ستصبح أماً قريباً إلا أنه يبدو أنه سيواجه مشكلة في التفريق بينهما فمهما حدث براءة كوشينا لا تتغير أبداً !! ، و بعد فترة كان ناروتو قد عاد لعمله بينما كانت تقوم هي بتجربة ثوبها الجديد و الذي ناسبها تماماً !! ، ليس هذا فقط بل و جعلها في قمة جمالها بالأخص أنه يتناسب مع لون شعرها و عينيها ببريقهما فابتسمت بسعادة و رضا عن منظرها و قد تركت شعرها منسدلاً على ظهرها و لكن قامت بربط خصلات من الجزء الأيمن مع الجزء الأيسر في المنتصف عند خلف رأسها قائلة و هي تنظر إلى المرآة و تحرك يديها على بطنها : مريح ... مناسب ... و يُظهر حملي ... رائع بكل المقاييس !! ..... أين وجدته ؟؟! ..... بل كيف علمت أنه سيناسبني إلى هذا الحد ؟؟!
كان ينظر إليها و هي تتكلم و قد أحس بالإرتياح من قولها هذا فيبدو أنه أعجبها ثم ابتسم قائلاً بمزاح : و إن لم أعرف أنا .. من سيعرف أيتها الأميرة ؟؟!!
أطلقت ضحكة بخجل ثم قالت : و يبدو أنه يعجب الطفل أيضاً .......
عقب بمزاح : و هذا أكثر ما يهمني .
ضحكت بسعادة ثم تحركت نحوه بابتسامة و جلست أمامه و هي تضع يدها اليمنى على السرير تستند عليه و يدها اليسرى فوق يد ناروتو اليمنى بحنان ليجلسها بحذر قائلة بحب :شكراً لك .
اتسعت ابتسامته و هو يضع يده اليسرى فوق يدها و التي أصبحت بين يديه قائلاً : العفو أميرتي الجميلة .
اتسعت ابتسامتها بخجل قائلة : إذاً ...... ألم تستعد بعد ؟؟! .... سوف نتأخر .
تغيرت ملامح ناروتو قليلاً و اختفت ابتسامته تدريجياً قائلاً ببرود و هو يسحب يديه عن يدها :لن أذهب .
أمسك بالورقة التي كان يقوم بقراءتها بينما اتسعت عينا كوشينا بدهشة قائلة : ماذا ؟؟!!
ثم ابتسمت بمزاح قائلة : ليس هذا وقت المزاح عزيزي .
أجاب بنظرات هادئة : لا أمزح .
ثم عاد إلى عمله ثانية تاركاً كوشينا في حيرة عظيمة و التي كانت تنظر إليه بتعجب شديد تحاول معرفة ما إن كان يمزح معها كما يفعل دائماً أم أنه جاد فيما قال !! ، لاحظت من طريقته أنه لا يمزح حقاً هذه المرة و لكن لم تستطع التصديق فابتسمت بسخرية قائلة : أحقاً لا تنوي الذهاب ؟؟!!!! ......
لم تأتها إجابة فقالت بإنزعاج : ناروتو .... أحقاً لن تذهب لخطبتهما ؟!!!
لم يلتفت إليها قائلاً : كما سمعتِ .
نظرت إليه بحيرة و تشتت كبيرين !! ، إن كان لا يريد الذهاب لا بأس و لكن تلك المرة هي خطبة ساكورا و ساسكي خطبة أهم شخصين لديه في يوم واحد !! ، و مع ذلك يجلس و كأن الأمر لا يعنيه !! ، فقالت طالبة منه تفسير : و لماذا هذا القرار الغريب ؟؟!!
لم ينظر إليها لفترة ثم رفع نظره إليها بكل هدوء حتى هي تعجبت من هذا الهدوء المبالغ فيه !! ، نظر إليها قليلاً قبل أن يتكلم قائلاً : ليس الأمر أنني لا أريد الذهاب .... بل لأنني لا أستطيع .... في مثل تلك الأمور كنت أترك كل شيء لساسكي و الآن لن أستطيع ترك كل هذا العمل لأي شخص آخر و تسونادي بالتأكيد ستكون بجانب ساكورا في يوم كهذا .... أي أنني الوحيد المتاح حالياً لهذا الأمر و لن أترك القرية بدون أي إدارة بمجرد أن هناك حفل !! .... غداً سأذهب لتهنئتهما و ينتهي الأمر ... كما أنني أخبرت ساسكي و تحدثنا في هذا مسبقاً .
أعاد نظره إلى عمله بينما ظلت هي ناظرة نحوه بتشتت .. كلامه مقنع إلى حد ما !! ، و لكن نظراتها إليه لم تخلو من الشك رغم هذا !! ، أطالت النظر إليه و هي تفكر بكلامه ثم قالت : و لكن لن يضر إن جئت للبقاء معنا قليلاً ناروتو ......
رفع نظره إليها ثانية قائلاً بنفس الطريقة : وجودي ليس ضرورياً ... ثم إنه ربما يفسد هذا اليوم ....فهما محوره و إن جئت ربما ينقلب الأمر أن ينسى الجميع أن تلك الحفلة لهما و ليست لنا ........
عقبت بسرعة و سخرية : حجة ضعيفة .
نظر إليها قليلاً ثم أغلق عينيه و على شفتيه ابتسامة ساخرة قائلاً في نفسه و هو ينزل وجهه ثانية : و لكنه سيفسده بالفعل .......
نظرت إليه منتظرة منه قول أي شيء و لكن لا إجابة فقالت : لازلت مصراً ؟؟!
نظر إليها قائلاً و لاحظت من طريقته إنه يحاول إغلاق هذا الأمر بأي طريقة : كوشينا .. حبيبتي ... لن أستطيع المجيء .
ترددت قليلاً قبل أن تقول : و لكن ناروتو .......
نظر إليها بحدة مقاطعاً إياها : كوشينا .
اتسعت عينيها بتوتر بينما أبعد هو عينيه عنها و لكنها استجمعت قوتها قائلة : لا تكن أنانياً ......
نظر إليها بدهشة .. ثانية هذا اللقب !! ، بينما أكملت هي : ناروتو ... ألم تخبرني من قبل بأن ثلاثتكم كعائلة منذ الصغر ؟؟! ..... و ياليتك تتخلى عن أحدهما ... بل تتخلى عن كليهما و في يوم كهذا !! .... مهم بالنسبة لكل واحد منهما .... هذا اليوم أهم بكثير من أن تنشغل عنه .... و كأنه لا يهمك !! ...... إنهما بحاجة لوجودك معهما الآن بينما تتخلى عنهما بكل سهولـ .....
قاطعها بنفاذ صبر : يكفي كوشينا .
توقفت و هي تنظر إليه بخوف قد ارتعش جسدها من صوته بينما أبعد هو عينيه عنها و حركهما حول الغرفة بتشتت ثم أغلق عينيه و هو مُنزل الرأس و كأنه يفكر بشيء و بعد فترة رفع رأسه و قد بدا على وجهه أنه هدأ قليلاً و وضع يديه على كتفيها و اقترب لتقبيل جبهتها قائلاً : آسف .... لم أقصد .....
ابتعد عن جبهتها قليلاً و نظر إليها بابتسامته المعهودة قائلاً : إذاً هيا أميرتي لكي لا تتأخري أنتِ .... فهناك من ينتظرونك بالأسفل لإيصالك إلى هناك .
نظرت إليه بعدم فهم قائلة : أتعلم بأنك تتحول في لحظة واحدة !!
عقب بتعجب : أتحول !! ......
ثم انفجر ضاحكاً قائلاً : لا .لا أبداً .....
وضع يده يمسح على شعرها بلطف قائلاً : هيا حبيبتي .
نظرت إليه قليلاً بتعجب و تظهر ابتسامة على وجهها لا تعلم من أين نبعت بالضبط و لكن ربما من رؤيتها إياه يبتسم فاستمعت إليه و نهضت ناظرة إليه قائلة : و لكن بشرط .
نظر إليها منتظراً ما ستقوله فأكملت بعد تردد : أن تتبعني إلى هناك .
نظر إلى عينيها و اللتان فهم منهما مدى إصرارها على ذهابه فابتسم قائلاً : كما تريدين .
اتسعت ابتسامتها تدريجياً مما جعل ابتسامته تتسع أيضاً ثم اقتربت لإحتضانه بقوة قائلة :حسناً .. إلى اللقاء .. لا تتأخر .
عقب بابتسامة : لن أتأخر .
تركته كوشينا و اتجهت للذهاب و فور وصولها للدور السفلي وجدت نيا في إنتظارها وفور أن رأتها كوشينا قالت بخبث : ما هذا الجمال نيا ؟!! ... أخاف أن ينقلب الحفل لخطبتكِ أنتِ !!
أنزلت رأسها بخجل و هي تنحني قائلة : أشكركِ كثيراً سيدتي ... هذا يعني لي الكثير .
ابتسمت كوشينا بلطف ثم توجهت للخروج لتتبعها نيا و عندما خرجت من الباب وجدت ثلاث فتيات أخريات بإنتظارها فهمست لنيا : و الآن .. من هؤلاء ؟؟!
أجابتها نيا بهمس أيضاً : تلك أوامر ناروتو-ساما ...... يبدو أنه يقلق بشأنك كثيراً سيدتي .
كوشينا و هي تدير عينيها بدهشة : أكثر مما تتخيلين !!
و بعد ذلك تحركوا جميعاً نحو مكان الإحتفال و الذي كان في مكان ضخم و كبير يشبه القصور ، كان يوجد حارسين بالخارج فور رؤيتهما لكوشينا انحنيا احتراماً ثم فتحا البوابة الكبيرة ليظهر من ورآها قاعة شديدة الإتساع و الفخامة و الرقي قاما بحجزها لإقامة حفل خطبتهما فيه !! ، كانت القاعة ذات لون أبيض و سقف مقعر للداخل و مزخرف بشكل رائع بما يشبه الألماس و أحجار ذات ألوان مختلفة مما جعل هذا السقف في قمة الجمال من الدقة في صنعه بالإضافة إلى خطوط الذهب الخفيفة على طول الحائط و المزخرفة بالفضة أيضاً صانعة أشكال جميلة زينت الغرفة و النباتات و رائحتها العطرة التي كانت تصل بطولها إلى منتصف الحائط تقريباً و بها القليل من الألتواءات كما كانت هناك رسومات خفيفة على الأرض أيضاً بينما الطاولات و الكراسي تحمل نفس اللون الأبيض و ربما من كثرة المدعوين لم تستطع رؤية الغرفة بشكلها الكامل فتقريباً كانوا نصف أهالي القرية هناك و الذين فور أن فُتح الباب و نظر الجميع إلى الواقف هناك انحنوا جميعاً بدون تفكير ، كان هناك أحدهم لم ينتبه و كان يقف بجانب مائدة طويلة عليها أنواع مختلفة من المأكولات فكان يأكل كما هي العادة و لكن فجأة حركت الفتاة الواقفة بجانبه و التي بدت أنها زوجته كوعها نحوه قائلة بنفاذ صبر و هي منحنية و تنظر إليه بغضب : توقف عن الأكل أيها الأحمق ... كوشينا-ساما قد حضرت .
نظر إليها ثم حرك عينيه نحو الباب ليجد كوشينا هناك و التي فور رؤيتها انحنى بسرعة بإرتباك قائلاً : و لماذا لم تخبريني بهذا من قبل ؟؟!
أجابته : ها و قد أخبرتك .
كان صوتهما هامس و لكنه شبه عالي بالنسبة للهدوء الذي عم القاعة في هذا الوقت فنظرت إليهما المجموعة التي كانت تقف بالقرب منهما بحدة أي لكي يصمتا فأنزلا رأسيهما بخجل و أبعدا وجهيهما عن بعضهما .....
نظرت كوشينا إلى كل هؤلاء المنحنيين أمامها بتعجب شديد قائلة بهمس : أكل هذا لأنني زوجته فقط ؟؟!
همست لها نيا بخبث قائلة بابتسامة : بل و ستكونين والدة بطلنا القادم أيضاً .
نظرت إليها كوشينا بسرعة لتعيد نيا وجهها أمامها و هي تمنع ضحكتها فأعادت كوشينا نظرها أمامها أيضاً قائلة في نفسها و تظهر على شفتيها ابتسامة شبه ساخرة : من يصدق أن بعد كل ما تعرضت له طوال حياتي أن أصل إلى ما أنا فيه الآن !!!
ثم ابتسمت للجميع فاعتدلوا و أكملوا ليلتهم بينما تحركت فتاة نحوها محتضناها بشدة و كانت ترتدي ثوب يحمل لوناً بنفسجياً و يهيأ لمن ينظر إليه أنه ينظر للسماء و هي مليئة بالنجوم اللامعة و مزين بقطع صغيرة من الألماظ من الحمالتين ماراً من ناحية الصدر حتى منتصف بطنها قائلة : كنت بإنتظارك و أخيراً أتيتِ .
بادلتها كوشينا عناقها قائلة : آسفة لتأخري ... إينو .
ابتعدت إينو عنها قليلاً قائلة : لا بأس ..... تعالي معي فساكورا لم تخرج بعد .
ثم انتبهت إلى تلك الفتيات الواقفات بجانبها فاقتربت منها هامسة : أين ناروتو ؟؟!
شعرت كوشينا بالإرتباك قائلة في نفسها : إنني أحبك لم أقل شيئاً ..... و لكن أحياناً تضعني في مواقف أريد قتلك بسببها .
ثم ابتسمت قائلة بتوتر : نـ .. ناروتو !! .... إنه ...... إنه ....
نظرت إليها إينو بتعجب بينما كانت تحرك كوشينا عينيها بتشتت في المكان و كأنها تحاول إيجاد إجابة مناسبة ثم أكملت بابتسامتها المرتبكة : نعم .... إنه منشغل قليلاً ...... عندما ينتهي سيأتي لا تقلقي .
ابتسمت إينو قائلة : لا بأس .
ثم عادت هامسة : و هن لحمايتك صحيح ؟؟!
أجابتها هامسة أيضاً : ليس تماماً ... و لكنه يقلق كثيراً عليّ هذه الأيام ..... فلا يسمح لي بالسير وحدي حتى !
ابتسمت إينو بخبث قائلة : بالطبع ....... خائف على زوجته الجميلة التي تحمل طفله الصغير .
ابتسمت كوشينا بخجل بينما أمسكت إينو بيد كوشينا للتحرك فوقفت كوشينا و نظرت خلفها قائلة بابتسامة لطيفة : فتيات .... استمتعن بالحفل فسأذهب لرؤية ساكورا .
نظرن إلى بعضهن البعض ثم نظرن إلى نيا و التي قالت : و لكن سيدتي .....
قاطعتها كوشينا قائلة : لا تقلقي .. سأكون بخير معي إينو و بقية الفتيات أيضاً .. لا تقلقن .... لم تأتين إلى هنا لتقلقن بشأني .... كن كالجميع و استمتعن بالحفل ... إلى اللقاء فتيات .
نظرن إلى بعضهن بشك و لكن سرعان ما انحنين قائلات : كما تأمرين كوشينا-ساما .
ابتسمت ثم تابعت هي و إينو طريقهما إلى غرفة ساكورا و التي قالت في طريقها مداعبة كوشينا : ازداد احترام الجميع لكِ بعد حملك .
نظرت إليها كوشينا و كأن هذا يحيرها أيضاً قائلة : لا أعرف لماذا ؟؟!!!
نظرت إليها إينو قليلاً ثم ابتسمت قائلة : أولاً هذا يعني بأنه اختارك حقاً كزوجة له و حاكمة لنا ..... ثانياً و هو الأهم .... أنكِ ستحضرين أول مولود لهوكاجي قريتنا و الذي بدوره سيكون حفيد اليوندايمي-ساما أيضاً .
نظرت إليها كوشينا قليلاً و هي تفكر بكلامها ثم ظهرت ابتسامة حنونة على شفتيها و هي تنزل عينيها إلى بطنها و التي وضعت يديها عليها قائلة : يبدو أنه سيصبح لك شأن كبير صغيري .
ابتسمت إينو بلطف لرؤيتها هكذا ، و بعد وصولهما أمام غرفة ساكورا طرقتا الباب لتقول ساكورا : من ؟؟
ضحكت إينو قائلة بمزاح : لا تقلقي .. ليس أميرك .
اتجهت ساكورا نحو الباب و قامت بفتحه و هي تقوم بلبس إحدى قرطيها بينما ارتدت الآخر قائلة : إينو .. كوشينا !! ..... تفضلا .
دخلتا و هما تنظران إلى مدى جمال ساكورا و التي كانت ترتدي فستاناً يمتد طوله إلى تحت ركبتيها قليلاً و بلونه الزهري البراق الخفيف حيث كان ذي أكمام شريطية فوق كتفيها و لكنها عريضة قليلاً و مشغولة بقطع من الألماس اللامع حيث يلتقي هذان الكمان أسفل رقبتها قليلاً ثم يتركان مساحة على صدرها ثم ينغلقا ثانية عند منتصفه و من الأسفل يبدو كأنه من حرير فيتحرك بحرية و رقة كالريشة في الهواء و به لمعة خفيفة و يلفه شريط يشبه الحزام أعلى بطنها عريض قليلاً فيصل إلى منتصف بطنها يحده من طرفه العلوي و السفلي خط حريري بلون فضي و به الكثير من قطع الألماس المتلاصقة و القريبة من بعضها اللامعة بنفس لون الفستان مما جعله يبدو جميلاً و رقيقاً لليلة مميزة كتلك و ترتدي قفازين طويلين يميزهما لونهما الأبيض و حذاء ذو كعب يحمل نفس اللون أيضاً بخطين متعرجين بسلاسة بلونهما الفضي اللامع و قامت برفع شعرها و الذي تتنازل منه بعض الخصلات قليلاً ، بدت كالملكة في تلك الليلة ، لا عجب فهذا هو الحدث الذي ظلت بإنتظاره طوال حياتها تقريباً !! .....
نظرتا إليها بتعجب شديد بينما هي تقف أمام المرآة تُنهي زينتها فقالت إينو : لا بأس ... أعترف بأنكِ تبدين جميلة و لكن مازال هذا لا يقارن بي .
نظرت إليها ثم أعادت نظرها إلى المرآة قائلة : لا يهمني رأيك كثيراً إينو ..... فأنا بإنتظار أراء أخرى .
أبعدت إينو نظرها بضجر بينما قالت كوشينا : لا تقلقي بهذا الشأن ... فسيجن الجميع فور رؤيتك .... قالت لي إينو أنه فائق الجمال و لكن لم أتوقع أن يكون بهذا الجمال عليكِ !! ......
قالت إينو بفخر : بالطبع رائع لأنني من قام بإختياره .
نظرت إليها ساكورا بضيق ثم نظرت إلى كوشينا بابتسامة قائلة : شكراً لكِ كوشينا .
و بعد انتهاءهم خرجوا و كما قالت كوشينا كاد الجميع أن يجنوا من جمالها في تلك الليلة !! ، فكانت ليلة ساكورا و بالفعل لم تستطع فتاة سرقة تلك الليلة منها ، استمرت الليلة بشكل طبيعي جداً كأي حفلة خطبة و بعد نصف ساعة جاءت إينو ممسكة بيد ساكورا قائلة بسعادة بالغة : هيا أيتها الجميلة .. وقت ارتداء ما سيربطكما طوال حياتكما .
نظرت إليها ساكورا بتوتر قليلاً بينما إينو تسحبها فتوقفت ساكورا قائلة : انتظري قليلاً فقط ......
نظرت إليها إينو بدهشة كبيرة : ماذا أنتظر ؟؟!! ... أنتِ من يقول هذا !! ........ أها فهمت .. لابأس فتوترك هذا طبيعي هيا .....
جذبتها لتتوقف ساكورا ثانية قائلة : لا ليس هذا ما قصدته ..... و لكن ناروتو لم يأتي بعد !!!
إينو : حقاً ! .... ظننته هنا و أنا من لم يراه فقط .
ساكورا و هي تدير عينيها بين المدعوين قائلة : لا أعرف ... أنا أيضاً لم أراه .
نظرت إليها إينو و هي بهذا التوتر ثم قالت : هيا ساكورا .. فسوف يتأخر كعادته و الحفلة لن تنتظره هيا .
ساكورا و هي تحاول التوقف : إينو .. انتظري ...
و بعد ساعة و ساكورا يأتي إليها الجميع لتهنئتها بينما يقف ساسكي مع ساي و كيبا و نيجي و قد أصبح باليد اليمنى لكل منهما خاتم خطبتهما ! ، و لا حاجة لقول أيضاً أن ساسكي كان في أوسم ما يكون فكان الجميع سعيداً و لكن .. رغم أن تلك الحفلة من أجلها إلا أنها كانت مشغولة البال و هي تنظر بإتجاه الباب باستمرار فالضيف الأهم .. لم يأتي بعد ! و لكن لا فائدة فأنزلت رأسها للأسفل قائلة بحزن : أين أنت ؟؟! ..... لمَ لم تحضر حتى الآن ؟؟! .... كان من المفترض أن أراك بجانبي قبل أي شخص ! .... الجميع هنا حتى الذين أعرف أسمائهم فقط و لا أعرف شيئاً عنهم ... الجميع هنا إلا أنت ! ....... أيعقل أنك لن تأتي !! .. أم أنني لا أستطيع رؤيتك فقط ......... ربما .. تريد رد ما فعلته يوم زواجك .... فلم أحضره ..... ربما تريد تركي اليوم كما تركتك أنا يومها !! ..... لا .لا ... لست من هذا النوع ... و لا أظن بأنك لاحظت عدم وجودي حتى .......... تشتت عقلي ...... إن لم تكن تريد المجيء أو أمامك عمل ما .. لماذا لم تخبرني !! ..... و ربما تريد المجيء و لكن هناك ما أخرك ........
و فجأة قاطعها صوت أحدهم قائلاً : ساكورا-سان ..........
نظرت إليه بسرعة لتجد لي يقف أمامها فقالت بابتسامة : لي-سان ! ...... كيف حالك ؟؟
بادلها إبتسامتها قائلاً : بخير .... و أعتقد بأنكِ بخير أيضاً .....
ضعفت ابتسامته قليلاً مستكملاً : فأصبحتِ خطيبة ساسكي-كن الذي طالما أردتيه .
نظرت إليه بدون إجابة فمن طريقته لا يبدو سعيداً بقول هذا ! ، ظلا على هذا الحال حتى اصطنع لي كعادته ضحكة قائلاً لتغيير الموضوع : بالمناسبة أين ناروتو-كن لم أراه حتى الآن ؟؟ .... له لمسته الخاصة في أي حفل .........
ابتسمت بصعوبة قائلة : نـ .. نعم .. محق ... و لكن لا أعرف إن كان هنا أو لم يأتي من الأساس !
اتسعت عينا لي بدهشة قائلاً : لم يأتي !! ... لا .لا بالطبع سيأتي ... لن يترككِ في يوم كهذا ساكورا-سان .
ابتسمت للي قائلة بإمتنان : أشكرك كثيراً لي-سان .
ثم أبعدت عينيها عنه و عادت للنظر بين المدعوين لعلها تراه بينما ظهرت معالم الحزن على لي و هو ينظر إليها قائلاً في نفسه : أو من المفترض ...... لا أظن بأنك ضعيفاً إلى هذا الحد ناروتو-كن لكي لا تأتي اليوم ..... فبعد كل شيء تلك ساكورا-سان التي نتحدث عنها .
بينما كان هناك شخص من بعيد يراقبهما و سرعان ما ارتسمت ملامح الحزن على وجهها قائلة في نفسها : لي ........
قاطع أفكارها صوت تيماري قائلة : تن .تن .. ماذا بكِ ؟؟
استيقظت تن .تن مما كانت فيه و التي كانت ترتدي ثوب يحمل لوناً وردياً رائقاً يميل للأبيض قليلاً من شدة صفاءه بدون أكمام و طوله تحت ركبتها قليلاً و نظرت لتيماري قائلة بابتسامة :لا أبداً .... أنا بخير .
ابتسمت لها تيماري ثم عادت تتحدث مع الفتيات ثانية لتعيد تن .تن نظرها ثانية لساكورا و لي .............
لاحظ لي نظرات أحدهم نحوهما و عندما حرك عينيه لليمين قليلاً أدار هذا الشخص عينيه بسرعة فأطال لي النظر إليها بينما بدأ التوتر يظهر على وجهها تدريجياً فابتسم بلطف قائلاً :اسمحي لي ساكورا-سان .
انتبهت إليه قائلة بابتسامة : لا بأس ... تفضل .
ذهب متوجهاً نحو تن .تن و التي فور أن رأته مقبلاً عليها قالت للفتيات بابتسامة مرتبكة :معذرة فتيات .... هناك ما ..... أعني سآتي لاحقاً .
و قبل أن يتكلمن فرت هاربة و هن ينظرن إليها بتعجب شديد بينما وقف لي مكانه بعينين متسعتين قائلاً في نفسه : يبدو أن هذا أحزنها بالفعل !!
بينما انتبهت الفتيات له فنظرن جميعاً نحوه و هو يقف ينظر للإتجاه الذي جرت فيه تن .تن بشرود لتقع عينيه بعد فترة عليهن و هن ينظرن إليه بنظرات حادة ليذهب إليها فأبعد عينيه بسرعة عنهن و أسرع في نفس الاتجاه الذي جرت فيه تن .تن ، وقف و هو ينظر حوله بين الناس و لا يراها و فجأة لاحظ حركة على يساره فنظر نحو الشرفة ليرى أحد يختبأ خلف أستارها و حتى و لو اختبأت خلف سور فتلك زوجته أتظن بأنه لن يعلم أنها هي بمجرد وضع ستار على وجهها ! ، ابتسم و اتجه نحوهاو أزال الستار بسرعة قائلاً بابتسامة عريضة و حماسه الطبيعي : مفـــاجــــأة .
نظرت إليه بفزع للحظة ثم حاولت الهرب منه ثانية ليمسك بيدها قائلاً بما يشبه الحزن : تن .تن .....
أفلتت يدها بغضب منه و فتحت الشرفة و دخلتها بخطوات سريعة نحو السور ليتبعا لي قائلاً :تمهلي لحظة ... تن .تن ......
وقفت و الإنزعاج بادياً على وجهها ليقف بجانبها قائلاً : ما الذي أحزنكِ فجأة ؟؟!!
بالرغم من أن هذا السؤال استفزها إلا أنها أجابت : و ما الذي جعلك تقول أنني حزينة ؟!
جاءها رده : لم تضربينني عندما أزلت الستار .
نظرت إليه بسرعة بتعجب لتراه يقابلها بضحكة لتنظر إليه قليلاً و قد بدأت دموع تظهر في عينيها و بسرعة أدارت وجهها عنه ليتوقف ضحكه تدريجياً قائلاً بحزن : ماذا بكِ ؟؟!
أجابته بحدة و هي تمسح ما سقط من دموعها : لا شيء أريد البقاء وحدي ... اذهب أنت لأميرة الحفلة .
لي بتعجب : ساكورا-سان !!
ثم قالب بتعجب : أهذا ما يزعجكِ ؟؟!
نظرت إليه بحزن قليلاً ليكمل : أنها أجمل منكِ الليلة !!
عندها قالت تن .تن بنفاذ صبر : نعم ... يزعجني أنني لست أجمل منها في عينيك أنت ..... لازلت تحبها لي ! ... بعد كل هذا حتى أننا تزوجنا ... و لم يتغير شيء !! ...... أنت لا تحبني .
قاطعها قائلاً بسرعة و توتر : لحظة .لحظة ..... و لماذا تزوجتك إذاً إن لم أكن أحبك ؟!!!
قالت بغضب : اسأل نفسك ...... ثم حتى و إن كنت ..... لم تحبني يوماً كما أحببتها .... و أنا لم أعد أحتمل حقاً بأن أقرب الناس إليّ يفكر بأخرى طوال الوقت !!!
للغريب ! ... ظهرت ابتسامة حنونة على وجه لي قائلاً : أقرب الناس إليكِ !!
نظرت إليه بتردد و أبعدت عينيها عنها بإنزعاج لتحس فجأة بيده تمسك بيدها فتنظر إلى تشابك أيديهما معاً و تسمعه يقول : في الحقيقة ... لن أنكر .... و لكنني أعلم جيداً أن قلبها لواحد و لا يمكن أن يتغير ..... و إن تغير مستحيل أن أكون أنا من غيره ......
قاطعته بغضب : إذاً أخذتني بدلاً منها !!
قاطعها بما يشبه الجدية : أنا لم أستبدل أحداً .... من أحبها و تزوجتها هي أنتِ و لا دخل لي إن لم تصدقي .... ساكورا-سان أعتز بها فقط ... و لكنني حقاً منذ تفكيري في الزواج منكِ لا أفكر فيها أكثر من هذا .
أفلتت يدها من بين يده قائلة بسخرية : لا يبدو لي هذا !!
مرت لحظة صمت و تن .تن تنظر للجهة الأخرى بإنزعاج و فجأة وجدت شفتيها تلامس شفتيه تماماً حتى ابتعد عنها لي لتصرخ به قائلة : أحمق .. ما هذا الذي فعلته ؟!! ... متهور .
ضحك ضحكته المعتادة قائلاً : تلك طبيعتي .
ظلت تنظر نحوه بخجل حتى توقف عن الضحك قائلاً بابتسامة : و أنتِ قبلتِ بي زوجاً لكِ رغم شخصيتي الغريبة قليلاً ......و لهذا أحبك تن .تن .
ابتسم ابتسامة عريضة لتنظر إليه مطولاً بعينين متسعتين بدهشة شديدة و فجأة بدأت بالبكاء و قد ارتمت عليه محتضناه قائلة : لي .......
اختفت ابتسامته و ملأ وجهه الدهشة لوهلة و سرعان ما حوطتها بذراعيه و هو يبتسم برقة قائلاً : أنتِ الأفضل في نظري لذلك لا داعي أبداً لتلك الأوهام التي تُهيأ لكِ دائماً .... حاولي الوثوق بي أكثر من هذا ... فأنتِ من تزوجت و ليس هي .
بينما بداخل القاعة .........
أثناء نظرها بين المدعوين وقعت عينيها على كوشينا و التي كانت واقفة مع هيناتا و إينو و تيماري فاتجهت نحوها قائلة : كوشينا ....
نظرت إليها كوشينا بسعادة قائلة : ماذا هناك ؟؟! .....
قالت ساكورا بصوت منخفض بينما كانت الفتيات تحدثن بعضهن البعض : أين ناروتو ؟؟!! .... لم يأتي حتى الآن ؟؟! ..........
نظرت إليها كوشينا ثم حركت عينيها نحو الباب ثم بين المدعوين قائلة : ربما يكون هنا أو هناك .... أو ربما يقف مع الرجال هناك ........
قالت ساكورا بشك : لا كوشينا ... لا أشعر بوجوده هنا و الحفل شارف على الإنتهاء !
نظرت إليها كوشينا بتوتر قليلاً ثم قالت : و لهذا أقول لكِ أنه هنا أعلم ..... لقد وعدني بأنه سيلحق بي و لم يعدني ناروتو بشيء إلا و نفذه .... فقط اذهبي لرؤيته ربما يقف بالقرب من ساسكي-سان ......
نظرت نحو ساسكي كان حوله الكثيرون بعض الشيء لم تستطع الرؤية جيداً و لكن لم يتبين لها أن ناروتو يقف هناك فنظرت لكوشينا بشك و لكن الأخيرة ابتسمت لها بثقة فهزت لها رأسها ثم تحركت نحو ساسكي و من حوله البقية فقالت لينظر إليها : ساسكي-كن ....
وجه رأسه نحوها فقالت : ناروتو .... هنا معكم ؟!!
أجاب ساسكي ببروده المعتاد : لا .
نظرت إليه بخيبة أمل ثم ابتسمت قائلة : إذاً .. أترككم و ذهب أو شيء كهذا ؟؟! ......
أجابها ثانية : لا .... لم يأتي بعد .
نظرت إليه بصدمة ثم ابتسمت بسخرية قائلة : لم يأتي بعد !! ...
ثم نظرت حولها لتتأكد من هذا و أعادت نظرها إليه قائلة : ألا ترى أنه تأخر قليلاً ؟؟!
ساسكي : لا أعرف ... و لكن جميعنا منشغلين بالحفل و تركنا كل شيء فوق عاتقه فلا أعتقد أنه يملك الوقت للمجيء .
عقبت بسرعة : أتعني بأنه ربما لن يأتي ؟؟!! .....
ساسكي : ربما ... و لكن لا أظن بأنه يستطيع .
نظرت إليه بشك قليلاً ثم تركته و ذهبت بينما تبعها بنظره قليلاً ثم نظر أمامه ثانية و هو يحرك الكأس الذي بيده نحوه ليرتشف منه ..........
و في منتصف القاعة تنهدت ساكورا بتعب ثم نظرت للأسفل و وضعت يدها اليمنى فوق يدها اليسرى و قامت بالنظر إلى الخاتم الذي بيدها و بدأت بتحريكه بأصابعها ثم رفعت عينيها لتلقى نظرة على ساسكي الواقف هناك فظهرت على شفتيها ابتسامة بسيطة و أعادت نظرها للخاتم ثانية و بينما هي على تلك الحالة شعرت بشيء غريب خلفها فنظرت أمامها بتشتت قليلاً ثم نظرت بسرعة خلفها إلى الأعلى أي عند الزجاج المقعر الموجود بالأعلى و لكنها لم تجد شيئاً و عندما كانت على وشك تحريك عينيها أمامها ظهر شيء أسود صغير من وراء الجدار يحركه الهواء لتستطيع ساكورا رؤيته عبر هذا الزجاج الذي يوجد بين جدارين فنظرت إليه بتعجب ثم تحركت بسرعة نحو الشرفة و نظرت إلى أعلى عند هذا المكان منها و هي تمسك بيديها السور و لكن كالعادة وجدت المكان فارغ ! ، جاءت رياح لتحريك خصلات شعرها قليلاً ثم أنزلت رأسها و تنهدت قائلة : ماذا يحدث لي اليوم ؟!! .... بدأت بتوهم أشياء .. و هذا ما كان ينقصني !! ...... سأعود للداخل .
خرجت من الشرفة لتقع عينيها على الجميع أمامها يضحكون و يستمتعون تماماً بالحفلة و من هذا المشهد بالطبع قفز شخص إلى عقلها الشخص الذي لطالما رأته على تلك الحالة فظهرت ابتسامة على شفتيها ثم ضعفت و تدريجياً اختفت فقالت : لم أفقد الأمل من عودتك من قبل ..... و لن أفقده حتى أراك معي هنا .... ما زلت بإنتظارك ... و لكنني لن أرحمك عندما تأتي ...............
و بعد إنتهاء الحفل و ذهاب الجميع ....
كانت ساكورا تسير و بجانبها ساسكي و الذي كانت تحتضنه و هي تضحك بسعادة بينما يقابلها بابتسامة و أخذا يتكلمان معاً طوال الطريق وهي تسأله عن ما الذي يحبه من الشراب أو الطعام أو لونه المفضل و أشياء كثيرة أخرى و كان يعيد السؤال عليها بعدما يعطيها إجابته و كالعادة .. مازال محافظاً على بروده !! ، كان الطريق هادئاً إلى حد كبير فعلى الأغلب الجميع نائم الآن و الطريق خالياً تماماً من الناس و فجأة صمتا قليلاً و هي تنام على صدره أثناء سيرهما فوقعت عينيها على مبنى الهوكاجي و الذي كانت الأنوار مضاءة بداخله و لاحظت من وراءه رأس ناروتو المنحوت على جبل الكاجي فدارت برأسها فكرة و هي تنظر إليه بشرود و تدريجياً ظهرت ابتسامة خبيثة على شفتيها و رفعت رأسها عن صدر ساسكي قائلة : ساسكي-كن .. أريد أن أطلب منك طلباً .....
قال بملل : أستبدأين من الآن ؟؟!
نظرت إليه بابتسامة قائلة : إن لم يستطع ناروتو المجيء لنذهب نحن إليه .
نظر إليها بتعجب لتتسع ابتسامتها أكثر ثم تمسك بيده و تجذبه متوجهة نحو مبنى الهوكاجي ......
و عندما وصلت هي و ساسكي أمام الباب نظرت إليه ثم أعادت نظرها إلى الباب و الذي فتحته بسرعة قائلة بسعادة : نارو .........
قاطعها أنها وجدت الكرسي خالياً !! .. لم يكن هناك !! ، و لكن مورا كانت واقفة عند المكتب تقوم بتنظيم بعض الأوراق و عند رؤيتها لساكورا و ساسكي انحنت في احترام قائلة بابتسامة : سيدي .. سيدتي .
نظرا إلى بعضهما ثم أعادت ساكورا نظرها إلى مورا قائلة : إذاً .. ناروتو ليس هنا ؟؟!
رفعت مورا رأسها قائلة : نعم ... ذهب منذ دقائق معدودة فقط .. أظنه عاد لمنزله فقد كان يبدو مُتًعباً أكثر من المعتاد .
أنزلت ساكورا رأسها قائلة : عاد لمنزله ......
بينما قال ساسكي في نفسه و هو ينظر للأعلى مغلقاً عينيه و يحاول إخفاء ابتسامته بيده اليسرى و التي لم يستطع إخفائها : دقائق !! ..... أي عندما اقتربنا من هنا .... ما أخبثك ناروتو !! .........
ثم ابتسم قائلاً وهو يمسك بيد ساكورا للذهاب : لا بأس .... سوف نذهب نحن .. و أخبريه بأننا جئنا لرؤيته .
انحنت مورا ثانية بينما ذهبا هما و عادا إلى منزل ساسكي و الذي هو منزلهما الآن ..........
ظل ساسكي بالأسفل جالساً على أريكة أمام التلفاز و يبدو أنه بإنتظارها بينما كانت ساكورا بالأعلى في غرفته .......
وقفت أمام المرآة و هي ترتدي ثوباً آخر و لكنه أبسط بكثير من الآخر فكان لونه يميل للأبيض و الوردي قليلاً قصير و بدون أكمام و بما أن ساسكي يحب الشعر الطويل تركته منسدلاً على ظهرها بحرية و عدلت زينتها ثانية ربما بدت أجمل مما كانت عليه في الحفل أيضاً !!
فابتسمت برضا عن منظرها و هي تصلح من شعرها بيديها ثم توجهت إلى أسفل ليحرك عينيه نحوه ، ظل ينظر إليها بهدوء و هي تنزل على السلالم حتى بدأت تقترب نحوه ببطء و خجل ثم جلست على طرف الأريكة الآخر تاركة مجالاً واسعاً - بالنسبة أنها أريكة - بينهما فألقى عليها نظرة ثم نظر أمامه ثانية قائلاً و هو يقوم بتشغيل فيلم : تبدين جميلة .
اتسعت عينيها بنفس السرعة التي كان قلبها يخفق بها و احمرت وجنتيها بشدة و عضت على شفتيها لمنع تلك الصرخة التي كانت ستبعث من فمها !! ، قام ساسكي بتشغيله ثم اعتدل في جلسته و أسند ظهره للأريكة و هو يقوم بوضع ذراعيه فوق بعضهما أمام صدره و تظهر على وجهه ابتسامة غريبة !! ، ربما تميل إلى الخبث قليلاً ، بينما ظلت ساكورا جالسة عند نهاية الأريكة و هي في قمة خجلها و تشابك يديها ببعضهما بإرتباك و توتر ، بعد مرور ساعة و قد تخلصت ساكورا من خجلها قليلاً فجلست بشكل طبيعي بجانبه و لكن مازالت هناك مسافة بينهما و كانت تمسك بطبق من الفشار تضعه على قدميها و تأكل منه و هي تعطي تركيزها الكامل للفيلم ، و طوال تلك الساعة كان ساسكي يلقي عليها نظرة خاطفة كل فترة و كأنه يفكر بشيء !! ، و فجأة ذهب صوت التلفاز !! ، فنظرت ساكورا نحو ساسكي فوجدته وجه جسده نحوها و يمسك بجهاز التحكم و الذي أغلق به الصوت فابتسمت بإرتباك قائلة : مـ .. ماذا هناك ؟؟! .... لماذا أغلقت الصوت ؟؟! ... لـ .. لم ينتهي ... بعد !! ........
ابتسم و قام بوضع جهاز التحكم على الطاولة التي بين التلفاز و الأريكة في نفس الوقت الذي وضع ركبته اليسرى على الأريكة و قدمه اليمنى على الأرض و رفع جسده ليحركه نحوها تدريجياً بينما نظرت إليه ساكورا بعينين متسعتين بتوتر و تعود بجسدها للوراء باتجاه إحدى يدي الأريكة و قد وقعت حبة الفشار التي كانت تمسك بها بيدها اليمنى في الطبق ثانية من تلك الحركة المفاجئة فاستمر في التحرك نحوها حتى أصبح فوقها و هي رأسها يستند على يد الأريكة اليسرى و لم تعد تستطيع إبعاده أكثر !! ، تبادلا النظرات قليلاً ساكورا تنظر بتشتت و توتر شديد لا يمكن وصفه و ساسكي هادئ جداً كعادته و فجأة بدأ بالانخفاض نحوها و كلما اقترب ازداد توترها و إرتباكها أكثر و لم تعلم ما الذي يجب عليها فعله !! ، و عندما أصبح وجهه أمام وجهها مباشرة أغلقت عينيها بشدة و عندما اقترب أكثر نهضت هاربة من الجزء الوحيد الذي لم يكن يحاصره بجانبها الأيسر قائلة بتوتر و هي تجري مبتعدة عنه : لحظة واحدة .
جرت بسرعة نحو الحمام بينما رفع ساسكي رأسه لينظر إليها و هي تجري مبتعدة عنه و للغريب لم تتغير نظراته أبداً و بعد أن دخلت و أغلقت الباب وراءها بسرعة نظر إليه قليلاً قبل أن تظهر تلك الإبتسامة الغريبة مرة أخرى !! ، و بكل هدوء عاد إلى وضعه السابق و جلس ثانية و قام بإعادة الصوت و عاد لمتابعة التلفاز ثانية بينما عند ساكورا ..........
دخلت الحمام و أغلقت الباب بسرعة خلفها و استندت عليه و هي تقوم بمحاولة إبطاء أنفاسها المتلاحقة بشكل مبالغ فيه فكانت تتنفس بسرعة كبيرة و توتر لم تشعر بمثله من قبل و هي تنظر أمامها بعينين متسعتين كلياً و بصعوبة ابتعدت عن الباب و وضعت يديها على طرفي الحوض و أخذت تنظر إلى أسفل قائلة في نفسها : مـ .. ما هذا ؟؟! ..... ما الذي كان يحدث ؟؟! .... لا أستطيع إعادة نبضات قلبي لطبيعتها ...... لا أعرف ما حدث !! ... بدأ بالإقتراب ... و ... و ... لا أعرف !! ......... ما هذا التوتر الذي أنا فيه ؟؟! ..... تركته و هربت !! ..... ألم يكن هذا ما أريده ؟؟!! .......... شعرت بتوتر شديد ..... الأمر مشابه كثيراً !! ........ قريب جداً مما حدث في تلك الليلة أيضاً ........ إلا أن المرة السابقة لم أكن أتوقع من الآخر أن يفعل شيء كهذا معي ..... أما اليوم فأنا هنا و أعلم أن الحواجز بيننا قد أزيلت ...... نفس التوتر .. نفس الشعور ... فور أن اقترب مني ... جاءت صورتك في عقلي .... ربما خفت أن يفعل مثلك و يبتعد هو و يتركني و كأنه يسخر مني لذلك و بدون تفكير قررت أنا الذهاب أولاً لكي لا أشعر بالإهانة ثانية !! ....... خفت أن أمر بنفس هذا الأمر ثانية .......... ربما مجيئك اليوم ناروتو كان سيساعد ..... إنها المرة الوحيدة التي أحتاجك فيها و لا أراك تقف بجانبي قبل أن أطلب حتى !! ..........
ثم تنهدت قائلة : لا بأس .... اهدئي ساكورا .... قالت إينو بأن هذا التوتر طبيعي بما أنها المرة الأولى التي أكون معه بمفردنا ...... و لكنها لم تخبرني كيف أقوم بتهدئة نفسي !! ........... لا بأس .... لم يحدث شيء .. سأعود ثانية و هذه المرة لن أهرب منه .........
نظرت نحو اليسار أي نحو الباب ثم توجهت نحوه و فتحته ببطء لتنظر إلى ساسكي و هو يجلس هناك فأطالت النظر إليه و هي تأخذ نفساً طويلاً ثم تطلقه ببطء كتهدئة لتوترها هذا ثم قالت : حسناً ... سأذهب .
بينما في مكان آخر ..............
كان جالساً على الأريكة التي توجد بجانب النافذة في غرفة نومه و هو ينظر إلى السماء عبر النافذة بعينين يصعب شرح ما كان بهما كانتا تلمعان ببريق غريب و كأنه يرجو شيئاً أو يخاف شيئاً أو ..... بدا كأنه هو نفسه لا يعرف ما يريد !! كان يشابك يديه بتوتر شديد و يضغط عليهما بقوة و اللتان أمام وجهه و يسند كوعيه على قدميه و اللتان يهزهما بشدة لم يسبق لهما التحرك بهما من قبل من شدة توتره و يحرك عينيه على بساط السماء و يجز على أسنانه بقوة و كأنه يحاول كسرهم ، كان وجهه هادئ جداً بالنسبة إلى ما كان يشعر به حقاً !! ، و بعد أن شعر أنه يختنق نظر بتشتت و ضيق حول أرجاء الغرفة و كأنها سجن يضيق عليه باستمرار حتى أوشك على سحقه ثم أنزل يديه و رفع رأسه لأعلى و كأنه يحاول التنفس و لكن لا فائدة فوضع رأسه بين يديه و يتنفس ببطء و هو مغلق عينيه لتهدئة هذا الصراع المشتعل في صدره و يضغط على أسنانه ثم رفع رأسه ثانية إلى النافذة و أخذ ينظر إلى السماء من عبرها و التي بدت أكثر بريقاً من ليلة البارحة فأطال النظر إليها و هو يضغط على يديه بقوة حتى أوشكت عظامه على عدم التحمل ، ظل على هذا الحال لفترة لم ينتبه إلى مدى طولها !! ، و فجأة بدون أن ينتبه وجد يد أحدهم بكل رقة تُضع فوق يديه و اللتان أوقفتا هذا الضغط القوي و العنيف على عظامه فنظر إلى من أمامه ليرى أميرته ذات الشعر الأحمر كحال عينيها تجلس على كرسي أمامه تنظر إليه بابتسامة حنونة و رقيقة و تحرك يديها بلطف علي يديه فبدأ بالفعل بالهدوء و هو ينظر إلى زوجته و التي نظرت إليه بعمق و الإبتسامة لا تفارق شفتيها فأبعد عينيه عن عينيها قليلاً و كأنه يعيد التفكير في أمر ما و سرعان ما هدأ وجهه و ظهر عليه أنه بدأ باستعادة حالته الطبيعية و أعاد وجهه إليها فتبادلا النظرات قليلاً بدون أي كلمات منطوقة و لكنه بطريقة ما استطاعت تهدئته و كأنها تحدثه بالفعل !! ، ثم نهضت و استدارت لتعود إلى سريرها و الذي سارت ببطء نحوه و كأنها لا تريد إيقاظ طفلها الصغير و عندما وصلت إلى السرير جلست عليه بحرص و هي تضع يدها على بطنها بحنان ثم استلقت عليه و عادت لنومها و هي تنام على جانبها الأيمن بينما تبعها هو بعينيه لفترة و أطال النظر إليها و هي نائمة هناك ثم أغلق عينيه و تنفس الصعداء بإرتياح قليلاً ، و بعد مرور فترة وجدت كوشينا فجأة أن هناك يد تُوضع حولها و تجذبها إليها من الوراء أو بالأحرى توضع على يدها الموضوعة على بطنها فنظرت وراءها لتجده نائم ورائها و يضمها إليه و على وجهه ابتسامة صغيرة و مغلق عينيه فابتسمت مما جعله يفتح عينيه و تتسع ابتسامته أكثر ثم يغلق عينيه ثانية و يضمها إليه بقوة أكبر فاتسعت ابتسامتها بخجل ثم أعادت نظرها أمامها و أغلقت عينيها لتعود إلى نومها .........
بينما في بيت أوزوماكي آخر ...........
من المفترض أنها تعيش في أحد بيوت الأوتشيها و لكن بعد القرار الذي اتخذه ساسكي قامت بشراء منزل آخر لتبتعد عن اسم الأوتشيها تماماً فكانت تجلس على السرير و تضم قدميها نحو صدرها بيأس و لا ترتدي نظراتها كعادتها قائلة بغضب : ساسكي أيها الخائن .... الأحمق الغبي بارد المشاعر .... أيها المتعجرف ... أكرهك ... أكرهك من كل قلبي أيها المغرور .......
فتحت عينيها و هي تتنهد قائلة : على من أكذب ؟!! ....... ياليت كانت تلك صورته في قلبي لكنت على الأقل وجدت سبباً لأبتعد عنه و لكنه ...... و لكنه أفضل من هذا بكثير .... بل هو الأفضل على الإطلاق .. للمرة الأولى في حياتي ..... أشعر بأنني خسرتك دون رجعة ......
ظهر الحزن و اليأس الشديدين على وجهها و هي تنزل رأسها ليلامس ذقنها ركبتيها قائلة في نفسها : و الآن ..... ماذا يجب عليّ أن أفعل ؟؟!! ..... لا أعرف إلى أي حد يمكنني كتم غضبي ...... أشعر بأنني سأنفجر ...... و بينما أنا أجلس هنا و غيرتي عليه لا تهدأ .... أظن أن الحفلة قد انتهت ....... و عادا إلى منزلهما معاً و هما يضحكان بسعادة ......... و .. و ...... لا أستطيع التفكير في هذا حتى ........... لا أستطيع تحمل فكرة أنها معه ..... لا أستطيع تحمل فكرة أنها ستكون زوجتك ..... لا أتحمل فكرة اقترابها منك !! .. نظرتك لها .. ابتسامتك لها ......... ساسكي أرجوك .......... افعل أي شيء ... ابتعد عنها ..... لطالما كنت تبعدها عنك بدون تردد .. لماذا فجأة هكذا تقربها كل تلك المسافة ؟!! ..... طلبت منها الزواج !! ... لا أعرف إن كنت قد جننت أم فقدت عقلك .... أليست تلك هي الفتاة التي تلقبها دائماً بالمزعجة ! ...... الآن أصبحت أفضل امرأة على وجه الأرض وتحملها اسم الأوتشيها و الذي حاربت لإرجاعه كما كان في الماضي بتلك السهولة !! ........ ماذا تعرف هي عما مررت به .... ما الذي تعرفه هي عن ساسكي .... أحقاً لم أكن جيدة كفاية و لم أستطع فهمه و الإقتراب منه كما فعلت هي !! ...... أيعقل أنني أنا الشخص الذي لم يفهمه بالشكل الصحيح و كانت هي الأقرب إلى قلبك طوال الوقت !! ....... يالا غبائي ...... منذ أن سمعت قرارك هذا و أنا أضع إحتمالات لكل شيء و لا أجد أي إجابة لأي شيء !! ...... أكاد لا أعرف نفسي ... مشاعري مختلطة بشكل غريب ..... أريد الذهاب و منعك و في نفس الوقت لست الفتاة التي تذل نفسها لرجل لم ينتبه لمشاعرها حتى ......... أرجوك حاول الشعور بما أمر به ...... فكر و لو لمرة واحدة بحالتي الآن ...... حقاً أشعر أنني إن رأيتها الآن ....... و لكن بالنهاية ليست هي السبب في هذا .... أنت من اختارها !! ....
ثم ابتسمت بسخرية قائلة : حقاً ما هذا الذي أفعله ؟؟ ... و ما زلت أتوسل إليه رغم أنه هو السبب ........ قمت بتحطيمي و لا تشعر حتى و كأنها نسمة هواء لم تعجبك و ذهبت بدون أن تشعر حتى !! ....... كل هذه الثورة التي أنا فيها و أنت لا تهتم أبداً !! ...... لم أعني لك يوماً إختياراً !! ..... لم تراني كما أراك أبداً ........ بعد خسارتك لم يعد أمامي شيء لأخسره ......... تعبت ..... تعبت كثيراً ... لم أنم منذ يومين و أنا أفكر فيما يحدث الآن !! ....... حتى أن جسدي لم يعد يحتمل الصمود ............ حياتي كلها ذهبت هباءاً لأنني أحببت شخصاً .. لا يستحق ......
ثم نامت على السرير على جانبها الأيمن و النافذة من وراءها و قد بدأت الدموع تظهر في عينيها قائلة : و مع ذلك لا أستطيع كرهك ....... رغم كل هذا تذكر صورتك فقط تجعلني ابتسم .... حقاً لم أعد أعرف كيف سأكمل حياتي بهذا الشكل ..... هل أبقى معك أم أبتعد .... و في كلاهما نهايتي !! ....... أحببتك ... و أحببت كل شيء لأجلك ....... حتى أنني أحببت هذا المكان البشع الذي وضعني فيه أوروتشيمارو و الذي كان سجن لجميع من فيه .. أحببت البقاء تحت رحمة أوروتشيمارو .... فقط ... لأنني أستطيع رؤيتك في كل مرة تأتي فيها إليّ ....... لو أنك فقط تسمعني .... لو أنك تهتم ........
أغلقت عينيها و قد نزلت دمعة حارة منهما مستكملة بغضب في نفسها : لن أغفر لك أبداً ...... ساسكي .
فتح عينيه بسرعة و هو نائم على السرير و بجانبه ساكورا و التي كانت نائمة أيضاً ، ظلت عيناه مثبتتان أمامه حتى رمش و جلس و هو يضع يده على جبهته و يقرب حاجبيه من بعضهما و كأنه يفكر في شيء ما .....
يتبع
0 comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.