الفصل~~{جميلة}~~الثاني و
الثلاثون -1
و عند التاسعة مساءاً في
الزفاف .....
كان زفافاً ضخماً بالفعل حيث أقامه كيبا في قاعة ضخمة
حيث أنه كلما كان أضخم دل هذا على مدى عراقة عشيرته و هو ما لاحظه الجميع ليلتها
رغم وجود كلاب كثيرة في المكان مما جعل الأمر غريباً بعض الشيء و لكن لم يغير هذا
من كون أن الزفاف كان رائعاً
....
كان بالفعل قد أتى ناروتو و كوشينا و استقبلهما كيبا ثم
ذهبا للجلوس حيث ظلا صامتين لفترة كان يراقب فيها كوشينا و التي كانت تنظر حولها
بإندهاش قليلاً فلم تحضر زفافاً من قبل فقد حضرت من قبل خطبة ساكورا و لكنها لم
تكن بضخامة الزفاف بالتأكيد ثم نظرت نحو العروس و ظلت عينيها عليها لفترة ليبتسم
ناروتو مقنرباً منها قائلاً
: أتريدين زفافاً ؟
نظرت إليه بسرعة ليكمل : أرى
بأنكِ غيرتِ رأيك بأنكِ لا تريدين .
نظرت إليه بتعجب ثم قالت بابتسامة و علامات التعجب
لازالت على وجهها : لا .. لم تقول هذا ؟
اتسعت ابتسامته ثم نظر نحو العروس قائلاً : لا أعلم .... و لكن شعرت فقط بأنكِ .. ربما تتخيلين
نفسكِ تجلسين مكانها هناك .
نظرت كوشينا إلى ما ينظر إليه ثم قالت : لا ... فأنا لا أستطيع تخيل نفسي أجلس هكذا و الجميع يحدق بي !
... مجرد التفكير في هذا يرعبني .
نظر إليها و هو يضحك على ما قالته ثم ضمها قائلاً بمزاح : على أي حال ... إن كنتِ تريدين .. يمكنني الترتيب لهذا
في عيد زواجنا القادم .
رفعت رأسها عن صدره ناظرة إليه بتعجب ليبتسم قائلاً : لم يعد هناك الكثير .. فقد اقترب على ما أظن ... أليس
كذلك ؟
نظرت إليه بتعجب شديد ثم ابتسمت و ضربته على صدره بخفة
قائلة : أفكارك مجنونة !
ضحك قائلاً
: و لكنها رائعة اعترفي .
أدارت عينيها و هي تضحك و كأنه لا فائدة من التحدث معه ......
و فجأة وقعت عينيه على من دخل من الباب حيث رفع حاجبيه
تعجباً قليلاً ليتحرك من دخلا نحوهما و فور أن وصلا أمام طاولتهما حرك ساسكي
الكرسي المقابل لكوشينا قائلاً
: جيد أنك لم تنسى حجز مكاناً
لنا .
بينما كان ناروتو ينظر بابتسامة خبيثة قليلاً نحو الفتاة
التي أتت مع ساسكي و التي أبعدت عينيها بخجل عنه ثم تحركت للجلوس على الكرسي المقابل
لناروتو ، خيم عليهم صمت عجيب لولا أن هناك من كان يريد التحدث بأي طريقة و لكن
هناك شخصين يمنعان هذا فظل كل من ناروتو و ساكورا يلقيان نظرة على بعضهما ثم
يبعدانها بسرعة لكي لا يلاحظ الجالسين بجانبهما شيئاً و ظل هذا طويلاً حتى فجأة
قالت كوشينا : ساسكي-سان ..... هل يمكنك المجيء معي لحظة
لإيصالي إلى إينو ؟
نظر إليها ساسكي الجالس أمامها بتعجب قائلاً ببرود : زوجكِ بجانبكِ اطلبي منه .
ألقت على ناروتو نظرة ثم أعادت نظرها إليه ثانية قائلة : لا ... تعال أنت لإيصالي .. لأن ساي-سان يريد رؤيتك .
نظر إليها بعدم فهم ليراها تنظر إليه بنظرة حادة و رغم
أنه لم يفهم نهض و تحرك نحوها لتمسك بيده و تحاول النهوض بينما أسندها ناروتو من
ممسكاً بها من الخلف قائلاً
: انتبه إليها فقط .
عقب ساسكي قائلاً بإنزعاج : حسناً رغم
أنني أذهب رغماً عني .
رمته كوشينا بنظرة أرعبته للحظة فبل أن يفول بتعجب : زوجتك مخيفة أتعلم هذا ؟
ضحك قائلاً
: نعم أحياناً ... بدأت
أفكر بأن كلهن هكذا !
عقب ساسكي بملل : لا أنا لدي
تلك الفكرة منذ زمن طويل .
ضحك ناروتو بهدوء ليعتدل ساسكي واقفاً بجانب كوشينا
قائلاً : هيا .
رفعت رأسها بتكبر ناظرة إليه قائلة : تقول تفضلي
سيدتي ... لا تنسى بأنني زوجة الحاكم هنا .
نظر إليها ساسكي و هو يجز على أسنانه مما جعلها ترسم
ابتسامة لاستفزازه و التي أدت غرضها حيث قال بصوت هامس و هو يجز على أسنانه بقوة : أيتها المدللة !!
نظرت إليه كوشينا قائلة : اعذرني ...
أعد ما قلت
!
قام برسم ابتسامة شريرة بعض الشيء قائلاً و هو يجز على
أسنانه و يشير إليها بيده لتسير
:قلت تفضلي ... سيدتي .
قامت بالنظر أمامها و ضرب شعرها بدلال ليتطاير أمامه و
هي تنظر إلى الأعلى مغلقة عينيها بتكبر ثم تحركت ليتبعها بعينيه ثم يقوم بتحريك
يديه بالقرب منها و كأنه يريد خنقها و يمنع نفسه بالقوة و هو ما جعل ناروتو يقول
بابتسامة و شك : فقط لا تقتلها .
أنزل ساسكي يديه قائلاً بغيظ : سأحاول .
ثم تحرك ليتبع كوشينا بينما تبعهما ناروتو بنظره قليلاً
بقلق ثم أعاد نظره أمامه ليرى ساكورا حركت عينيها نحوه حيث كانت تتابعهما بعينيها
أيضاً ، نظرت إليه قليلاً قبل أن تبعد عينيها ليبتسم بلطف حيث تحولت تلك الابتسامة
إلى ابتسامة باردة قائلاً
: تبدين جميلة .... على
غير عادة .
نظرت إليه ساكورا بسرعة و غضب و لولا أن هذا زفاف و
الجميع حولهم لنهضت و قامت بجعله لا يستطيع نطقها حتى و لكنها اكتفت قائلة و هي
تنظر إليه بإنزعاج قليلاً
: و هل من المفترض أن هذا
مديح أم إساءة ؟!
أسند خده الأيسر إلى يده اليسرى قائلاً ببرود لاستفزازها
و هو ينظر بعيداً عنها : كما يبدو لكِ .
نظرت إليه بغيظ لفترة قبل أن تشيح بوجهها و هي تتأفف
بغضب مما جعله يحرك عينيه نحوها و بالنسبة له تكون أجمل أو " ألطف " –
كما يدعوها – و هي غاضبة مما جعله يبتسم بسعادة و سرعان ما تحولت تلك الابتسامة
لضحكة هادئة تدريجياً ليستفز هذا ساكورا ناظرة إليه قائلة بغضب : ماذا بك ؟! ... ما الذي يضحكك الآن ؟؟
توقف عن الضحك حيث عادت ابتسامته ثانية و لكن هذه المرة
برمقة رقيقة بعض الشيء قائلاً :أخبرتك بأنه سيكون رائعاً عليكِ .
اتسعت عينيها بسرعة فور قوله هذا و توردت وجنتيها و هي
تبعد وجهها قليلاً بإنزعاج لتسمعه يكمل
: و لكنني رأيتكِ قد
خرجتِ بعدي بفترة قصيرة و لا أظن أنكِ قمتِ بشراءه عندها .
ازداد موقفها سوءاً حيث تشتت عقلها لتجد إجابة مناسبة
حتى قالت بإنزعاج و لا مبالاة
: كنت أملك ثوباً بالفعل و
رغم أنه كان أجمل بكثير من هذا و أرقى منه إلا أنني لم أجده فاضطررت للذهاب لشراء
آخر و عندما ذهبت للمتجر أعجبني هناك أكثر من ثوب و لكن فقط لم أرد إهدار مالي على
أمر كهذا فوجدت أن ثمن هذا قليل فاشتريته .
ثم قالت في نفسها : رغم أنه
تقريباً كان من أغلى الأثواب هناك ! ... كذبة و لكن لا بأس بها فلن أخبره بأنني
عدت ثانية لتجربته و شراءه لأنني فكرت في كلامه.
هز رأسه متفهماً رغم أنه تقريباً لم يقتنع ثم قال
بابتسامة : أياً يكن ..... تبدين فيه أجمل مما
تخيلتكِ أيضاً .
اتسعت عينيها قليلاً بفاجؤ من هذا فحركت عينيها نحوه
ليكمل : و كأنه صُنع لكِ أنتِ فقط ساكورا .
رغم شعورها بالخجل مما قاله إلا أنها قالت مازحة لتعدي
هذا الموقف : أحدهم ستنتهي علاقته مع صديقه اليوم
عندما يسمع بأنه يتغزل بخطيبته .
انبعثت ضحكة منه فور سماع هذا و الذي بدا منها سعيداً
مما جعلها لم تستطع منع ابتسامتها أيضاً حتى نظر إليها قائلاً بابتسامة مازحاً : سيسامحني فهو أكثر من يعلم كم من الصعب مقاومة هذا .
رفعت حاجبيها بتفاجؤ للحظة و لكن سرعان ما أنزلت رأسها و
هي تضحك بخجل ثم أعادت نظرها إليه قائلة : إذاً
لنعقد اتفاقاً .... إن سامحك فأنت الفائز ..... و أنا الفائزة .... إن قتلك .
تبادل النظر معها قليلاً بتحدٍ قبل أن يعود مستنداً على
الكرسي بإرتياح قائلاً بتكبر
: إذاً ضمنت فوزي ... فلن
يقوم بقتلي مهما حدث .... انتهينا .
رفعت نظرها قائلة بشك : ربما إن
طلبت منه يغير رأيه .
أضاق عينيه و هو ينظر إليها لتحرك عينيها نحوه ثم تبتسم
و كأن موقفها الأقوى ليقترب من الطاولة شابكاً ذراعيه عليها ثم يهمس قائلاً
بابتسامة و تحدٍ : و حتى و إن وافق .... لست واثقاً من
أنكِ تريدين هذا ... صحيح ساكورا ؟
نظرت إليه قليلاً تبادله نفس الابتسامة ثم رفعت عينيها
قائلة مصطنعة الحيرة : في الواقع ... تلك الحياة مليئة بالكثير
من الأمور الرائعة ....
ثم حركت عيينها نحوه قائلة : و لكن
لابد من وجود السيء أيضاً لنشعر بجمال تلك الأمور .
اتسعت ابتسامته و أضاق عينيه قائلاً : إذاً أنا هذا الشيء السيء !
شتت عينيها مصطنعة الحيرة قائلة : على
الأغلب
.
مما جعله يضحك قائلاً : كم
أنتِ قاسية !
أجابته بتكبر
: أنت من بدأ .
نظر إليها قليلاً بابتسامة و هو يهز رأسه تفهماً ثم نهض
قائلاً : حسناً سأذهب أنا لأرى كوشينا .
و عندما تحرك للذهاب أوقفه صوتها قائلة : ها .. ناروتو .
وقف و أعاد وجههه لها لتنزل عينيها بسرعة و تلامس كفيها
حيث تخفيهما تحت الطاولة و تحكهما ببعضهما بخجل و توتر حتى قالت بتردد و تشتت و هي
تبعد عينيها عنه : شكراً .
تفاجأ من شكرها له فعلى ما يعرفه هو أن رأيه لم يكن
مهماً أبداً لها و لكنه ابتسم قائلاً بمزاح بعد رؤية خجلها الغريب و الذي جعلها
أجمل بالطبع : توقفي عن جعلي أعود لمغازلتكِ ثانية
لكي لا يقتلني هذه المرة حقاً .
انبعثت منها ضحكة بخجل و التي كانت تشعر عندها بسعادة
كبيرة مما جعله يبتسم بلطف قبل أن يشتت نظره بعيداً عنها قائلاً : حسناً سأذهب .... إلى اللقاء .
و تحرك للذهاب لترفع عينيها قليلاً لتراه يذهب في نفس
الاتجاه الذي سار فيه ساسكي و كوشينا لتعيد عينيها أمامها و هي تبتسم بسعادة و
تبدو خجولة قليلاً ثم قامت بأخذ نفس عميق و زفره بإرتياح ثم قالت في نفسها : على الرغم من أن هذا يوترني قليلاً ... أو كثيراً إن وضعت
ضربات قلبي بالحسبان .... إلا أنه يعني بأنني أبدو جميلة الليلة .
ثم ظهرت على شفتيها ابتسامة واسعة بسعادة و التي جعلتها
بدت كالطفلة السعيدة بلعبة جديدة أحضرها لها أحدهم .....
بعد فترة قصيرة أتت كوشينا جالسة أمامها قائلة : إذاً كيف حالك ؟
أجابتها ساكورا بابتسامة قائلة : بخير ...
شكراً
.
أطلقت كوشينا تنهيدة بإرتياح ثم قالت : فور أن أتى بجانبي فقط لم أستطع رؤيته من الحشد الذي تجمع حوله
!! .... تخيلي ! .. حتى في زفاف كهذا يناقشونه عن العمل ! ....
ابتسمت ساكورا قائلة : نعم عمله
هو و ساسكي-كن لا يمكن إيقافه ... فتعلمين ما الذي سيحدث إن غفلا عنه لحظة واحدة
فقط
.
نفخت كوشينا خديها قائلة بإنزعاج : ولكن ليس إلى
هذا الحد
.
أطلقت ساكورا ضحكة من وجه كوشينا و التي قالت : صحيح ... يبدو بأن أموركِ مع ساسكي-سان أصبحت في تحسن هذه
الأيام
.
نظرت إليها ساكورا لتكمل : رغم أنه لا
يُطاق
.
ضحكت ساكورا ثم قالت : ليس إلى
هذا الحد
....
ثم أسندت خدها ليدها اليسرى قائلة لتجيب على سؤالها : و لكن نعم ..... قلت شجاراتنا قليلاً .. و أصبح لطيفاً
نوعاً ما
.
ابتسمت كوشينا قائلة : جيد جداً ....
رغم أن كلمة لطيف و هو لا يجتمعان في مكان واحد و لكنكِ خطيبته ربما يكون معكِ عكس
ما يكون معنا
.
نظرت إليها ساكورا بتعجب ثم ابتسمت قائلة : تكرهينه كثيراً !!
ظهر الإنزعاج على وجه كوشينا قائلة : أكثر مما
تتخيلين .... حتى الآن لا أعلم لم يعتبره ناروتو كأخ له .... أو كيف يتعايش معه من
الأساس
.
عقبت ساكورا بتعجب : كرهكِ له
غير طبيعي كوشينا !
اتسعت عينا كوشينا قائلة بقلق : أجرحكِ هذا
؟؟؟!
أجابتها ساكورا بسرعة بابتسامة لطيفة : لا لا .... أبداً .
ليأتها رد كوشينا : جيد .. لأنني
لن أغير رأيي فيه ..... مزعج !
مما جعل ساكورا تدير عينيها و هي تضحك و كأنه لا فائدة
من المحاولة معها ، من الواضح أن كوشينا تمزح فقط معها فلا يبدو عليها أنها تستطيع
كره أحد من الأساس مما جعل ساكورا تنظر إليها بابتسامة لطيفة لتقابلها كوشينا
بابتسامة خبيثة قائلة : أخبرتني بأن علاقتكما أصبحت أفضل .... إذاً
ماذا أخبركِ الليلة بعد رؤيتكِ هكذا ؟
تجمد وجه ساكورا من هذا السؤال و الذي لم تكن له إجابة
تقريباً فساسكي كالعادة ... لم يقل شيئاً و كالعادة أيضاً الوقت ليس بيد ساكورا
كثيراً فكوشينا كانت تنظر إليها بترقب شديد على أن تسمع رأي ساسكي في مظهر ساكورا و
التي قالت بإرتباك و تردد
: ساسكي-كن .... أخبرني
بأنني
.....
و أول ما تذكرته هو ما نطقت به حيث قالت و هي تبعد تنظر
على يمينها بعيداً عن كوشينا و تضع يضع اليسرى على رأسها تمسح عليه بتوتر : بأنني أبدو رائعة فيه الليلة ..... و كأنه صُنع لأجلي .
ابتسمت كوشينا ابتسامة واسعة قائلة : مبارك لكِ
ساكورا جعله يقول هذا ! ... يبدو بأنكِ أعجبتيه بالفعل .
نظرت إليها ساكورا بوجه جامد و الذي بصعوبة استطاعت
إضافة ابتسامة مصطنعة له قائلة بإرتباك
: بـ .. بالطبع كوشينا ...
بالطبع
.
قابلتها كوشينا بابتسامة لطيفة لتقول ساكورا مخرجة نفسها
من هذا الوضع : بالمناسبة .. كيف حالك أنتِ مع طفلك ؟
اتسعت ابتسامة كوشينا بحماس قائلة : جيدة ! ....
صحيح أنه .. نشيط بشكل مبالغ فيه و مزعج إلى حد كبير ! .... إلا أنني سأفتقد هذا
عندما يخرج
.
عقبت ساكورا بمزاح : لا تقلقي
سيعوضكِ عن هذا بكاءه طوال الليل .
ضحكت كوشينا بسعادة بعد سماع هذا حتى هدأت ضحكتها
تدريجياً و أنزلت عينيها لبطنها قائلة بحنان : و لكن أتعلمين
..... أخاف عليه كثيراً عندما لا أشعر بحركته ..... رغم أن حركته الكثيرة تزعجني
بعض الشيء و لكن في الوقت نفسه إن لم يتحرك هذا يزعجني أكثر .
اتسعت عينا ساكورا من هذا الشعور الغريب الذي تسرب من
كوشينا إليها و التي رفعت نظرها إلى ساكورا قائلة بابتسامة خجولة قليلاً : هذا غريب صحيح ؟
استيقظت ساكورا على صوت كوشينا و هزت رأسها قائلة
بابتسامة : قليلاً .
لتعيد كوشينا نظرها لطفلها ثانية و هي تضع يديها و كأنها
تحوطه بهما لتطيل ساكورا النظر إليها قائلة في نفسها : يبدو بأنه
من حسن حظك أنني لم أحبك ناروتو ... لم تكن لتحصل على فتاة كتلك إن كنت فعلت و
أحببتك
.
بعد قولها تلك الجملة بدأت ابتسامتها بالإختفاء تدريجياً
حتى اختفت تماماً وهي تنظر بعيداً عن كوشينا لترمي بصرها على زجاج القاعة الكبير و
الذي يظهر من وراءه بحر و الذي تقع تلك القاعة مطلة عليه ......
حضر ساسكي للجلوس مكانه بجانب ساكورا قائلاً : آسف كنت أتحدث مع بعض العاملين معي فقط .
قابلته ساكورا بابتسامة قائلة : لا بأس
عزيزي
.
ثم أعادت نظرها لكوشينا لتجدها تنظر على يمينها لأحد
باهتمام لتحرك عينيها نحو ما تنظر إليه كوشينا لترى ناروتو واقفاً مع فتاة و رجل و
الذي تحرك ذاهباً و على ما يبدو أنه زوج تلك الفتاة التي ظلت واقفة تتحدث مع
ناروتو و اللذان كانا في بعض الأحيان يضحكان لتعيد ساكورا نظرها لكوشينا لتجدها لم
ترمش بعد لتنظر إليها بتعجب شديد ثم تبتسم و كأنها تتعجب فتلك المرة الأولى التي
ترى فيها غيرة كوشينا تقريباً و التي فجأة نهضت لتقول ساكورا : إلى أين ؟
لم تحرك كوشينا عينيها عن ما تنظر إليه قائلة : لحظة واحدة .
تبعتها ساكورا بعينيها لتراها تتحرك نحوهما .....
بينما عند ناروتو كان يضحك مع من تقف أمامه ليجد فجأة
شخص تعلق بذراعه الأيمن مما جعله ينظر إليه بسرعة ليجدها كوشينا و التي نظرت إلى
الفناة بابتسامة واسعة اصطنعتها و مدت يدها إليها لتصافحها قائلة : كوشينا ..... زوجته .
ابتسمت الفتاة و انحنت قائلة : كوشينا-ساما ....
ثم صافحتها قائلة بابتسامة : آسفة فقد كنا مسافرين أنا و
زوجي و لم نعد إلا عندما سمعنا بخبر زواج فردين من عائلتنا .
فقابلتها كوشينا بابتسامة أيضاً قائلة : لا عليكِ .
بينما تدخل ناروتو قائلاً بابتسامة متوتر قليلاً مما شعر
به من ناحية زوجته : حسناً سنعود نحن لطاولتنا .
ابتسمت الفتاة قائلة : بالطبع سيدي تفضل .. إلى اللقاء .
كاد أن يجيبها لولا أن كوشينا أجابتها قائلة : إلى اللقاء .
و تحركا للذهاب في الوقت الذي تحركت فيه هي ذاهبة أيضاً
لتترك كوشينا ذراعه و تسبقه للطاولة بينما وقف هو و نظر إليها بتعجب شديد ثم تبعها
و عندما وصل كانت قد جلست على الكرسي أمام ساكورا ليجلس هو على الكرسي المجاور لها
المقابل لساسكي قائلاً : ماذا كوشينا ؟!
نظرت إليه قائلة : ماذا ؟
ابتسم قائلاً بتعجب و هو يشير إلى يمينه : أكانت غيرتكِ تلك ما رأيته هناك ؟
أبعدت نظرها عنه قائلة : لم تقول هذا
؟؟
اتسعت ابتسامته و اقترب منها قائلاً : لا أعلم ... و لكنني لم أرى غيرتكِ من قبل أمام أحد ....
دائماً كنتِ تستطيعين التحكم في أعصابكِ أكثر من هذا ..... على الأقل حتى نعود إلى
المنزل
!
نظرت إليه بسرعة قائلة بعصبية طفيفة و كأنها تبرر موقفها : و هذا ما فعلته .... لا أرى بأنني أخطأت .. ما المشكلة أنني
ذهبت للوقوف معك ... لا أجد مشكلة في هذا .
ضحك قائلاً
: بالطبع لا مشكلة في هذا
... فقط أحببت هذا منكِ .
نظرت إليه قليلاً ثم أنزلت رأسها أمامها بإنزعاج و خجل
بينما حوطها هو بذراعه و قام بتقبيل رأسها ليزداد خجلها قائلة في نفسها و هي تضع
يدها على بطنها : هذا الطفل يجعلني أفعل أموراً غريبة !
و بعد فترة و ساكورا تراقب الوضع على تلك الطاولة و التي
كانت مقسمة لقسمين قسم هاديء و قسم صاخب ! ، حيث نصف ناروتو و كوشينا كان مليئاً
بالضحك و التحدث و المزاح معاً بينما نصف ساكورا و ساسكي كان هادئاً جداً لتحرك
ساكورا نظرها نحوه و تراه ينظر بعيداً عنهم بهدوء و بما أنها خطيبته فعلت كما فعل
و ظلت هادئة بجانبه حتى شجعت نفسها للدخول مع ناروتو و كوشينا في حوارهما و الذان
اندمجا معها كعادتهما و سريعاً ما استطاعا جعلها تضحك بسعادة و مرح و في أحد
أحاديثهما نظرت إلى ساسكي تلقائياً و كانت ستسأله عن رأيه في الأمر و هي تبتسم
بسعادة و لكن فجأة بدأت تلك الابتسامة في الإختفاء عندما رأت بأنه غير مهتم بالأمر
و ينظر بعيداً عنهم لتشعر فجأة بأنها تجلس وحدها معهما فلا تشعر بوجوده أبداً و لا
تريد إزعاجه في إدخاله معهم رغماً عنه لتنزل عينيها بحزن و هي تنظر إلى خاتم
خطبتها حيث قالت في نفسها بغضب و هي تشد قبضتها اليمنى : لم لا
أشعر بهذا !!! .... أرتدي هذا الخاتم أمام الجميع و لكنني لا أشعر بوجوده .
ظلت هكذا قليلاً و كأنها تفكر في طريقة للتحدث معه أو لفت
انتباهه ثم نظرت نحوه قائلة في نفسها
: و لم لا أحاول التفكير فيه
كما كنت أفعل و أنا صغيرة ؟
ظلت ناظرة نحوه لمدة حتى استطاعت فعل ما فكرت به حيث كان
يعجبها هدوءه و يبدو وسيماً في عينيها عندما يكون هكذا و هو ما تكرر الآن مما
جعلها تبتسم بخجل و تعيد وجهها أمامها لتقع عينيها على من أمامهما لتتسع عينيها
بشدة فور رؤية كوشينا في حضنه و يقبلان بعضهما لتنظر نحوهما بإنكسار قائلة بحزن في
نفسها : لا فائدة .
و بعد مرور ساعة كانت ساكورا قد نهضت و ذهبت للبقاء مع
إينو قليلاً حتى لاحظها أزرق العينين و هي تتحرك نحو أحد الأبواب الضخمة التي كانت
تشبة النوافذ و الذي خرجت منه و لم يكن وجهها مطمئناً بالنسبة له مما جعله يقول : لحظة واحدة و سأعود .
عقبت كوشينا
: خذ وقتك حبيبي .
قابلها بابتسامة ثم تركها و ذهب .....
إذاً لم تجلس هارونو وحدها هنا
؟
هذا ما قاله ناروتو و هو يهم بالجلوس على يسار ساكورا
حيث كانت جالسة على أرض خشبية و من تحتها مياه البحر و التي كانت تحرك قدميها
فوقها على مسافة و بجانبها مجموعة من الحجارة الصغيرة تقوم برمي كل منها في البحر
حيث حركت وجهها بهدوء للأعلى لتنظر إليه ثم أعادته بنفس هذا الهدوء الغريب أمامها
قائلة بيأس : و هل إن جلست هناك لن أكون وحدي أيضاً ؟
... لا فرق .
قرب حاجبيه من بعضهما قائلاً بإستنكار : تبدين مستاءة جداً اليوم !! ... هل أزعجكِ شيء ؟
حركت وجهها نحوه لتلقى عليه نظرة بلا مبالاة ثم تعيد
وجهها أمامها قائلة : لا .
تفاجأ قليلاً من شحوبها المفاجيء هذا ! ثم عقب قائلاً : أحد ؟
جاءته الإجابة بنفس الطريقة : لا .
مما جعله يعود قائلاً : مللتِ
من التواجد هنا ؟
و الإجابة بنفس الأسلوب اليائس : لا .
اكتفى من تلك الإجابة قائلاً بعدم فهم : ماذا هناك ساكورا ؟!
لم تجبه و استمرت في أخذ أحجار صغيرة من جانبها و إلقاءها
في البحر أمامها بينما استمر ناروتو في مراقبتها لفترة و هي هكذا لتجد فجأة حجارة
تقوم بصدم الحجارة التي قامت برميها قبل أن تصل للماء لتتسع عينيها قليلاً و كأنها
استيقظت من شيء ما ثم نظرت على يسارها لتراه ينظر إليها و كأنه يطلب تفسيراً
لحزنها و الذي حدث دون سابق إنذار فكانت تضحك و تمزح معه منذ قليل ! ، بادلته
النظر قليلاً ثم أعادت نظرها أمامها قائلة : ما الذي
تفعله أنت هنا ناروتو ؟
نظر إليها قليلاً ثم أعاد نظره أمامه بابتسامة خفيفة
قائلاً : ألاحق مجنونة خفت عليها من إلقاء
نفسها في البحر من شدة حز ....
و قبل أن يكمل وجدها قامت بضربه بخفة على كتفه ليضحك ثم
ينظر إليها قائلاً : إذاً ماذا بكِ أيتها المجنونة ؟
نظرت ساكورا إليه بتحذير ليبتسم قائلاً : أعني ساكورا .
أعادت نظرها أمامها بهدوء و لم تنطق بحرف و ظل الحزن على
وجهها و هي شاردة أمامها بينما يراقبها كلا من أزرقا اللون .. البحر .. و عينيه ..
راقبها لفترة بصمت و كأنه ينتظر منها أن تتحدث هي إليه و لكن عندما وجدها تحاول
كتم ما تشعر به بداخلها ابتسم و اقترب قليلاً قائلاً لها :أتعلمين
شيئاً ... رغم أنكِ تبدين جميلة جداً و أنتِ هادئة هكذا ....
لم تنظر إليه لثوانِ فقط و كأن الكلام لم يصلها بعد و
لكن بعد أن استوبعت ما قاله نظرت إليه بتعجب بعض الشيء ليكمل حيث اتسعت ابتسامته
أكثر قائلاً : إلا أن الحزن لا يناسبكِ أبداً ...
أو لأكون دقيقاً أكثر ... أنا أكره رؤيته عليكِ .
تبادلا النظر لفترة بصمت تام حتى ابتسم قائلاً بمزاح : مع العلم أن لفظ مجنونة الذي أطلقته عليكِ يليق بكِ
كثيراً عندما تفقدين أعصابكِ .
أبعدت عينيها عنه بإنزعاج و ضجر فقد اتضح أنه كان يمزح
لا أكثر لينظر إليها قائلاً بتعجب قاصداً المزاح : غريب
أنتِ حقاً مستاءة ... لم أر قبضتكِ نحوي !
قامت بضرب ذراعه و الذي أمسكه و انبعثت منه ضحكة عفوية
بهدوء ثم أسند ذراعيه على قدميه قائلاً
: إذاً ما هي مشكلتكِ ؟
نظرت أمامها بشرود و صمتت لفترة ظن منها أنها لن تتكلم
أبداً حتى جاءه صوتها قائلة
: هل أنا بهذا السوء ؟
نظر إليها بتعجب لتصمت لفترة قبل أن تعود قائلة : أعني ... هل صعب إلى هذا الحد الإنجذاب إليّ ؟؟
نظر إليها و كأنه تقريباً لم يستوعب سؤالها بعد حتى نظرت
ساكورا إليه قائلة بشك : ربما لأنني أبدو كالرجال معظم الوقت هذا
جعلني لا أبدو كبقية الفتيات ....
حاولت أن تجد إجابة لديها على سؤالها و لكنها لم تجد سوى
تعجبه الشديد من هذا السؤال ! و لم يجبها أيضاً و اكتفى بالنظر إليها مما وترها
قليلاً لتعيد نظرها أمامها قائلة
: حسناً تلك طبيعتي .. عصبية
المزاج قليلاً ... أو كثيراً .... و ربما حقاً لا أبدو كالفتيات .... فتقريباً
أغلب وقتي أكون في عملي و أكون قاسية بعض الشيء و لكن فقط ليسير كل شيء بالشكل
الصحيح و لا يتكاسل أحد ... و ربما شكلي لا يساعد كثيراً لأكون جميلة في عينيّ أي
أحد على الأقل .... الشيء الوحيد الذي ربما يثبت أنني فتاة هو تقريباً هذا الرداء
الذي أرتديه الآن .... و ربما أيضاً لا يناسبني كثيراً ....
لم يأتها صوته و صمتت فترة حتى قالت : ساسكي-كن لا يحب الفتيات كثيراً ... و ربما هذا ما أعجبه بي
... أنني أشبه الرجال إلى حد ما ....
ثم أطلقت ضحكة عفوية بسخرية ليسود الصمت ثانية لفترة حتى
أتاها صوته أخيراً فجأة قائلاً
:أنتِ بلهاء ساكورا .
نظرت إليه بسرعة بدهشة ليكمل و هو ينظر إليها : و غبية ....... على الأغلب .
أعادت نظرها أمامها بغضب قائلة : يكفيني ما
أنا فيه ناروتو لا داعي لإهانتي أكثر .
نظر إليها بتعجب قائلاً : لم
يهنكِ أحد ساكورا ... أنتِ من تهينين نفسكِ ... أوصل الأمر بكِ لتشبيه نفسكِ
بالرجال ؟! ... لماذا ؟ ... ما الذي وضع في عقلكِ تلك الفكرة ؟!
صمتت قليلاً ثم أخذت حجارة و قامت برميها قائلة بيأس : لا يبدو لي بأنني في يوم من الأيام سأكون مكان تلك الفتاة
هناك
.
أضاق عينيه قائلاً : تقصدين
العروس ؟
فكرت قليلاً ثم ابتسمت بسخرية قائلة : مكان أي واحدة فلم يعد غيري على ما أعتقد .
ثم عقبت قائلة : و لا أظن
بأن هذا قريب ..... أعني أنا و ساسكي-كن مخطوبان منذ فترة ... و لكن مع ذلك ....
هناك شيء .... أعني .. لا أشعر بتطور كبير حدث طوال تلك الفترة ...... و يبدو بأنه
يعاني من مشكلة كبيرة في إعتباري خطيبته حتى الآن !! ...
عقب قائلاً
: لا بأس فقد أخذ الأمر
مني أنا و كوشينا عاماً حتى نتخذ قرار الزواج هذا و أنتما لم تتما نصف حتى الآن !
.... كما أنه في البداية لم يكن هناك تطوراً كبيراً أيضاً ....
فكرت قليلاً ثم قالت : و لكنك
..... تعرفت عليها و أحببتها و قمت بخطبتها و تزوجتها أيضاً ...و كل هذا في ثلاث
سنوات فقط ! .... أما أنا فأحبه منذ أكثر من عشرين عاماً ...... و مع ذلك يتطور
الأمر مع الجميع أسرع مني أنا و هو !!
كلامها مقنع إلى حد ما فمقارنة ثلاث سنوات بعشرين ليس
عادلاً أبداً مما جعله يحاول التبرير لها بأي طريقة ليخرجها من حزنها قائلاً : الأمر فقط مختلف قليلاً ...... أنا منفتح إلى حد ما ..
على عكس ساسكي بالطبع .. و كوشينا ... رغم أنها تتجنب الناس إلا أنها إن تعرفت على
أحدهم فيحبها على الفور و تنفتح معه بسرعة .... ساسكي ليس هكذا ... يتطلب الأمر
مجهوداً معه قليلاً .. ليتحدث أو لينفتح مع أحد ... و ربما هذا ما يؤخر علاقتكما
بعض الشيء .
عقبت قائلة بإنفعال قليلاً : و لم
الأمر معقد هكذا !! .... أعني لم لا يحبني بنفس البساطة التي أحببته أنا بها ؟!
بدا أن الأمر سيأخذ وقتاً و هناك الكثير بعقلها ربما لن
يوصله لضحكتها في النهاية مما جعله يحاول تغيير جو النقاش قليلاً قائلاً بمزاح : لأنه من الصعب التأقلم معكِ هارونو .
ضربته بخفة ثانية و لكنها كانت أقوى هذه المرة قائلة
بإنفعال : حسناً ناروتو توقف عن رفع معنوياتي أكثر
من هذا
!!
عقب بابتسامة قائلاً بمرح : و لم
يوجد الصديق إذاً ؟
نظرت إليه بغيظ قائلة : أنت .....
نظر إليها بترقب و حرص لسماع التكملة و التي شعر بأن
هناك ضربة سوف ترافقها لتكمل و كأنه لافائدة من قول أي شيء له : لا تصدق !
ضحك بعفوية ثم قال بعدم فهم : أنا
فقط لا أعلم لم تفكرين في هذا الأمر بتلك الطريقة !! .... و لم تفكرين في نفسكِ
هكذا
!! .....
حركت عينيها نحوه ليقول : في
نظري دعي هذا التفكير البائس لفتاة أخرى .......
ثم وضع يده على كتفها الأيمن و جذبها إليه و قام برفع
يده اليسرى و كأنه يقوم بتحديد اسمها على السماء قائلاً : أنتِ
.. هارونو ساكورا ....
ثم نظر إليها قائلاً بمزاح : لا
يكرر هذا في العمر مرتين .
ابتسمت بعفوية ليزيل يده عنها ثم يقول : حقاً لا أمزح .... حسناً سأثبت لكِ ...
شتت نظره أمامه قائلاً : أين
ستجدين ... فتاة ذكية .. ماهرة في عملها .. معلمة بارعة .... جميلة ...
اندهشت قليلاً من سماع آخر كلمة حيث نظر إليها قائلاً
بمزاح : إن استطعتِ الإمساك بكمية من ينظرون إليكِ في أي
مكان لن تفكري بهذا الأسلوب أبداً .... و في الواقع معهم حق ... فكم فتاة تمتلك
شعراً زهرياً و عينين خضراوتين يمكن أن يراها المرء في حياته برأيك ؟! .... شيء لا
يتكرر في العمر أبداً كما أخبرتك ....
رغماً عنها انطلقت ضحكة بخجل و التي كانت تحاول منعها
حتى هدأت منها و قالت بمزاح مصطنعة التكبر : لا أثق
برأيك كثيراً ....
نظر إليها قائلاً بمزاح و هو محاولاً جعل وجهه جاداً بعض
الشيء : حسناً لمعلوماتك أنا الهوكاجي هنا .. و ما أقوله
هو الصحيح و هو ما يجب أن تصدقيه .
قامت بدفعه قليلاً قائلة بابتسامة و مزاح : ليس معي هذا أيها الغبي ... أنا أعرفك منذ زمن عندما كان
هذا مجرد حلماً نسخر منه .... فبالنسبة لي أنت ناروتو ... ذلك الأحمق ذو العقل
الصغير الذي لا يُؤخذ رأيه في أي شيء .
هز رأسه تفهماً ثم قال مازحاً : ربما
معكِ حق ... و لكن إن كان رأيي كارثة إلى هذا الحد لكانت كونوها الأن مجرد ذكرى
جميلة
!
ابتسمت ثم نظرت أمامها و كأنه لا فائدة من محاولة
التقليل من شأنه لينظر إلى ابتسامتها و التي بدت و كأنها بدأت الخروج من وضعها
الحزين مما جعله يبتسم قائلاً بمزاح
: و لكن بعيداً عن إن
كنتِ تثقين برأيي أم لا .... و لكنكِ حقاً تملكين أموراً كثيرة تميزيكِ و بشكل جيد ....
نظرت إليه و كأنها على وشك سماع كذبة بينما شتت نظره
عليها ثم قال : كـ .... شعركِ مثلاً ...... لونه
رائع و فريد أيضاً ... و لا أظن بأنني رأيت مثله ....
ابتسمت قائلة
: و ماذا أيضاً ؟
نظر إليها للحظة ثم قال : عينيكِ
..... لم أرى مثلهما من قبل ....
عقبت بسرعة
: كاذب !
رفع عينيه و تنهد قائلاً : حسناً
.. واحدة أو اثنتين ليس بالكثير .... كما أنهما ليستا نفس اللون تماماً و ليستا
نقيتين كاللتان تملكينهما ...
كانت تريد أن تمزح معه و لكن .. جذبتها كلماته قليلاً و
التي كانت تستمع إليها و كأنها كذبة منه للتخفيف عنها و لكن يبدو أنها حتى و إن
كانت كذبة هي قد صدقتها و أحبت أن تصدقها مما جعلها تنظر إليه لفترة و كأنها تريد
أن تتحق هل تلك مجرد كلمات لإخراجها مما هي فيه أو أن هذا هو رأيه حقاً بها !! ، و
لكنها أضاقت عينيها و ابتسمت قائلة بمزاح و هي تصطنع الشك :حسناً يبدو بأنك
تخاطر بصداقتلك مع ساسكي-كن ثانية ..... أتسائل ماذا ستكون ردة فعله عندما أخبره
بهذا ؟!
وضع يده وراء شعرها و قام برفعه ليقلبه فوق رأسها قائلاً : لن تكون أخطر من هذا .
و ظل يحركه فوق رأسها لتقول هي بإنزعاج و مع ذلك تضحك : توقف ناروتو .. قلت لك توقف ... لقد قمت بإفساده توقف ...
سأبدو بشعة الآن بسببك .....
أزال يده قائلاً بمزاح : ستبدين
بشعة سواء فعلت هذا أو لم أفعل .
نظرت إليه بإنزعاج و هي تقوم بإعادة شعرها للوراء و
محاولة إعادته إلى ما كان عليه قبل هذا الهجوم الغريب لتنظر إليه و هي تقوم بوضع
يدها على رأسها و تقوم بالمسح عليه لتصليحه حتى فجأة بدأت ابتسامة تظهر على وجهها
تدريجياً ثم قالت : أتعلم .....
نظر إليها بابتسامة بسيطة منتظراً ما تريد قوله لتقول
بابتسامة وكأنها تتساءل عن شيء
: أنت .... غريب بعض الشيء !
رفع حاجبيه تعجباً قائلاً : غريب !
..... و هل هذا جيد أم ... ؟
ضحكت ثم قالت
: عنيت بأنك ... يوجد بداخلك
شيء ...... مميز .. كثيراً .....
نظر إليها باهتمام لتعيد وجهها أمامها و هي تقول
بابتسامة و سعادة و مرح بعض الشيء
: ففور أن تسألني أجيبك على
الفور ..... الكلام معك مريح و سهل نوعاً ما .. لاطالما كان هكذا ... كما أنك
..... تجعلني أضحك بشكل غريب و تجعلني أنسى أي شيء كان يزعجني فقط أشعر بالإرتياح
و المرح قليلاً ... و أنا معك .
رغم تعجبه قليلاً من رأيها به و الذي لم يمنعه من الشعور
بسعادة كبيرة في نفس الوقت إلا أنه كالعادة أحب أن يجعلها لحظة رائعة لها ليصطنع
الريبة قليلاً ناظراً نحوها و هو يُبعد جسده قليلاً قائلاً : أأتخيل
أم .. أنكِ تقومين بالتغزل بي حالياً ؟
استيقظت بسرعة من تلك الحالة و نظرت إليه بسرعة بتفاجؤ
لتراه قد نظر وراءه نحو الباب منادياً
: ساسكــي .....
فتحت فمها بسرعة و وضعت يدها على فمه قائلة : ما الذي تفعله ؟!!
أزال يدها قائلاً بمزاح و هو يقلد ردة فعل ساكورا عندما
يتغزل بها : سأخبره بأن خطيبته تتغزل بي و لن
أخفي عنه شيئاً كهذا فهو صديقي المقرب كما تعلمين ..... أتساءل ماذا ستكون ردة
فعله إن أخبرته أن خطيبته تتغزل بصديقه ؟
نظرت إليه بعدم فهم و بابتسامة ظهرت من تقليده الغريب
لها ثم هزت رأسها قائلة و هي مضيقة عينيها قليلاً : أتغزل بك
هاه ؟؟
قام بفتح يديه و كأنه يقول شيء بديهي لا نقاش فيه قائلاً : نعم ألم يكن هذا واضحاً .... كان واضحاً جداً بالنسبة لي ..
كانت تهز رأسها طوال حديثه حتى اتسعت ابتسامتها قائلة : بالطبع معك حق .....
هز رأسه و كأنه حقاً من معه حق ليشعر بدفعة قوية فجأة
كادت أن توقعه في البحر لولا أنه ثبت يديه على الأرض الخشبية قائلاً و هو يضحك : حسناً ساكورا حسناً أنا آسف توقفي .. ستوقعينني !
أجابته و هي تقوم بدفعه بقوة أكبر : و هو
المطلوب
.
ازداد ضحكه بسعادة قائلاً : اهدأي
قليلاً فقط ..... حسناً سامحيني .
أجابته و هي لازالت تقوم بدفعه : ربما إن
أعجبك طعم مياه البحر سأفكر في هذا .
جاءها رده من بين ضحكاته : حسناً
إن كان هذا سيهدأكِ سأشرب من أجلِك و لكن دعيني فقط .
نوعاً ما هدّأ هذا من ردة فعلها قليلاً و ابتعدت عنه
تدريجياً لتعود لوضعها السابق و هي تنزل وجهها نحو المياه خجل قليلاً و تحرك
قدميها بتوتر فوق المياه فتقريباً كانت تقوم بمدحه بأسلوب غريب لم يسبق لها
استعماله معه من قبل بينما هو لم يستطع التوقف عن الضحك بسبب ما فعلته قبل قليل و
لكن هذه المرة كان ضحكه هادئاً مما زاد من خجلها أكثر و بعد فترة من التردد تشجعت
و حركت وجهها لليسار قليلاً محاولة النظر إليه و لكنها كانت مغلقة عيينها قائلة
بإرتباك و جدية قليلاً : اسمع ناروتو .. أنا حقاً لم أقصد التغـ .....
فتحت عينهيا فجأة فور الشعور بيده على رأسها مقاطعاً
إياها قائلاً بابتسامة لطيفة
: أعلم ... و لكن أعجبني
رأيكِ بي .. كثيراً ....
رفعت عينيها ببطء قليلاً نحوه لينظر إليها بنفس
الابتسامة قبل أن يزيل يده من فوق شعرها واضعاً إياها وراءها على الأرض الخشبية
مستنداً عليها و قرب وجهه منها قليلاً قائلاً بابتسامة أكثر اتساعاً من الأخرى و
نوعاً ما يبدو سعيداً منها بشكل غريب
: رأيك من أكثر الآراء
التي تهمني إن كنتِ تعلمين .
نظرت إليه بصمت قليلاً في البداية لم تكن تعلم ما الذي
يجب عليها قوله و هو ما جعلها تنزل رأسها لأسفل أمامها بينما حرك رأسه لأسفل و
بشكل بسيط و كأنه ينظر إلى وجهها ليرى ردة فعلها و الآن رفعت رأسها ناظرة نحوه و
يبدو بأنها تفكر في شيء بينما هو يبادلها النظر حتى قالت فجأة بابتسامة : و لكنني نسيت شيئاً ...
قرب حاجبيه من بعضهما لتتسع ابتسامتها قائلة : و تجعلني أشعر بأنني .. مميزة .
رسمت تلك الجملة على شفتيه ابتسامة قائلاً : لأنكِ بالفعل هكذا .
لم تجد ابتسامة مناسبة للتعبير عن شعورها في تلك اللحظة
فاكتفت بالنظر إليه لفترة حيث فجأة أبعد كل منهما وجههه عن الآخر ليعيدا النظر
أمامها ثانية و لكن هذه المرة بتوتر بعض الشيء و ظلا صامتين حتى قال ناروتو بشك و
ببعض التوتر : الجو أصبح حاراً قليلاً .
عقبت قائلة بتوتر : نعم ..
قليلاً
.
و بعدها صمت كل منهما لفترة و التي أحست فيها ساكورا بأن
ناروتو سينهض في أي لحظة و ما حدث الآن لن يتكرر على الأغلب فلن يكون متفرغاً و متاحاً
لها ثانية كما هو الآن إلا بعد فترة طويلة لا تعلم مقدارها أي أن الأمر سيعود لما
كان عليه قبل أن يأتي إليها و ستعود لما كانت تشعر به أيضاً و بتفكيرها بهذا عاد
لها هذا الشعور ثانية لتقول فجأة
: أشعر بالوحدة .
نظر إليها بسرعة فآخر ما توقعه هو أن تشعر بهذا و الآن
بعد أن تحدثت عما كان بداخلها و لكن يبدو أن الأمر لم ينتهي بعد مما جعله يقول : و ما الذي أفعله أنا هنا ساكورا ؟!
ابتسمت بسخرية قائلة : أنت
دائماً منشغل عني ناروتو .
نوعاً ما فهم ما كانت تفكر فيه و أعاد نظره أمامه ثم
ابتسم ابتسامة ساخرة أيضاً لأن تلك الجملة هي أكثر ما يسمعه هذه الأيام ليس منها
فقط بل من الجميع على الأغلب مما جعله يقول : أنا
منشغل عن الجميع .
حركت عينيها نحوه و مازال وجهها أمامها ثم أعادتهما
أمامها ثانية لتسمعه يكمل بأسلوب ساخر قليلاً : لنفترض
أن في اليوم أربعة و عشرون ساعة ..... و لنقل أنني أعمل أغلب الأيام لمدة اثنى
عشرة ساعة إن لم يتعدى هذا .... و بإضافة وقت النوم .... وقت صغير جداً متاح لي
.... و بالكاد أدخره لزوجتي .
ظهرت ابتسامة بسيطة ساخرة على شفتيها قائلة في نفسها : و هو ما كان لي في السابق .
لاحظت صمته لتقول هي : و لكنك
انشغلت عني أكثر من السابق أيضاً .
نظر إليها قائلاً : لم
تقولين هذا ؟! .... أأتيتِ إليّ من قبل ساكورا و أخبرتكِ بأنني لست متفرغاً لكِ ؟؟ ...
أجابته قائلة
: الأمر ليس هكذا .
عقب قائلاً
: إذاً ما هو ؟!
صمتت لفترة و كأنها تفكر في شيء ما ثم قالت : قلت بأنك منشغل صحيح ؟
تعجب من هذا السؤال قليلاً ثم أجابها قائلاً : صحيح .
نظرت إليه فجاة قائلة بجدية : إذاً لم
أنت هنا ؟
ازداد تعجبه أكثر لتكمل قائلة : ألم تتغيب
عن خطبتي من أجل عملك ؟ ... إذاً لماذا أتيت اليوم ؟
أضاق عينيه و هو ينظر إليها ثم قال بذهول : أمازلتِ تفكرين في هذا الأمر ؟!!
نظرت أمامها قائلة بألم : بالطبع
.... و لن أنساه أبداً و سأذكره مراراً و تكراراً ..... لكي تعلم كم جرحني هذا
ناروتو
.
نظر إليها لفترة قليلاً و كأنه لم يظن بأن الأمر سيصل
معها إلى هذا الحد مما جعله يتنهد بتعب ثم يهز رأسه تفهماً و يعيد وجهه أمامه
قائلاً : آسف ... لم أكن لأستطيع الحضور و
الأمر مختلف اليوم .. تسونادي تتولى الأمور بدلاً عني أما المرة السابقة لا أعتقد
بأنه كان يمكنني جعلها تترككِ في يوم كهذا و أنا أعلم ما الذي تعنيه لكِ جيداً
..... بالنسبة لي كان وجودها بجانبكِ أهم بكثير من وجودي عندها ... و بذلك لم يكن
هناك غيري .
جاءه ردها
: لا تتحجج بعملك ناروتو إن
كنت تريد المجيء لجئت .
نظر إليها لفترة قصيرة قبل أن يدرك أنه لا فائدة من
المماطلة معها ليعيد وجهه أمامه قائلاً بجدية :حسناً ساكورا
يوجد سبب آخر و لكنني لن أخبركِ به .
قربت حاجبيها من بعضهما و حركت عينيها بعدم فهم أمامها
ثم قالت : لم ؟!
جاءها رده بسرعة : فقط لن
أخبركِ به ....
نظرت إليه ثم قالت بإصرار : و أنا
أريد معرفته .
ظل ناظراً أمامه و شابكاً يديه ببعضهما قائلاً ببرود
نوعاً ما : و أنا لا أريدك أن تعرفيه ...
ثم حرك وجهه لينظر إليها مكملاً : إذاً
لن تعرفيه .
تبادلا النظر و كأن كل منهما يتحدى الآخر حتى قالت
ساكورا بإصرار و ثقة : حسناً سأعرفه بطريقتي .
هز رأسه متفهماً ثم أعاد نظره أمامه قائلاً ببرود : إذاً أريني كيف فلا يعلمه غيري ..... و قتلي أسهل لكِ من
استخراجه مني .
نظرت إليه و كأن تلك ليست النبرة التي اعتادت عليها منه
على الأقل في جلستهما تلك و بالإضافة إلى كل ما تشعر به بداخلها الآن جعل هذا دموع
تتجمع في عينيها مما جعلها تُنزل رأسها لأسفل و هي تضعه بين يديها و تحاول منع
دموعها و ظلا هكذا لفترة لم يتحدث أحدهما و لو بحرف لتظهر كلمة فجأة من العدم صدمت
قائلها حتى حيث نظرت إليه ساكورا فجأة قائلة :ألازلت تحبني ؟
في الواقع لا يعلم من أين أتت القوة التي جعلته يحرك
رأسه لينظر إليها بسرعة بصدمة من هذا السؤال بينما بادلته النظر قبل أن توقظها
نظراته تلك حيث ذكرتها صدمته بأنه متزوج و ينتظر طفلاً أيضاً لتعيد وجهها إلى
الأسفل بين يديها ثانية و تغلق عيينها قائلة : آسفة ...
أسحب سؤالي .
ظلت ساكورا على وضعها و لم تحاول النظر إليه بينما هو
ينظر إليها بتعجب شديد و لم يحرك عينيه عنها بعد و مرت فترة و كل منهما يحاول تعدي
هذا السؤال و لكن لم يبدُ أن أي شيء سيُقال سوف يمحيه حتى شعرت بنهوضه و فجأة
جاءها صوته بهدوء : على كل حال ... لا تفكري في الأمر
بتلك الطريقة ... فليس كل ما سيمنعني هي مشاعر نحوك .
رفعت رأسها لتنظر إليه لتجده ينظر إليها بجدية لم ترها
منه اليوم قبل أن يقول و هو يذهب
: أراكِ بالداخل .
ثم استدار متوجهاً نحو الباب الذي أتى منه و بعد دخوله
بعدة خطوات انحني يميناً قاصداً الطاولة التي تجلس عليها زوجته بينما أغلقت هي
عينيها و أنزلت رأسها و هي تعض على شفتيها بندم و هي تلوم نفسها على هذا السؤال
الذي لم يكن هذا الوقت مناسباً له على الإطلاق ..
و عندما كان يتوجه نحو الطاولة قام بهز رأسه يميناً و
يساراً بإنزعاج و كأنه يحاول طرد هذا السؤال من رأسه ثم رفع رأسه لتسقط عينيه على
كوشينا و التي تقف واضعة يدها على ظهرها بألم و تستند على مسند الكرسي الذي كانت
جالسة عليه ليتحرك نحوها بسرعة و يقوم هو بإسنادها قائلاً بقلق : ماذا هناك كوشينا ؟ ... هل أنتِ بخير ؟
رفعت رأسها له بألم و رسمت ابتسامة بصعوبة على شفتيها
قائلة لطمأنته : نعم نعم بالطبع لا تقلق ... مجرد ألم ..
بسيط فقط
.
ثم اتسعت ابتسامتها بصعوبة قائلة : و لكن ...
ليست مشكلة إن ذهبنا الآن صحيح ؟
بالنسبة له .. هذا أفضل حل لضرب عصفورين بحجر منها
الذهاب لأن كوشينا متعبة و منها حجة ليهرب بها من هنا بدون أن يلاحظ أحد شيئاً
ليهز رأسه بتفهم و يجلسها بحذر قائلاً بابتسامة :حسناً .. فقط
اجلسي لحظة حتى أذهب لأخبر كيبا بذهابنا لكي لا ينزعج .
هزت رأسها بابتسامة لطيفة و يبدو وجهها متألماً قليلاً و
تتنفس بصعوبة نوعاً ما في نفس الوقت الذي جاءت فيه ساكورا و اتجهت للجلوس بجانب
ساسكي و آثار دموع بسيطة تبدو على وجهها لينظر إليها و هو منحني نحو كوشينا لتلقي
عليه نظرة حيث أبعدت عينيها لحظة وقوع عينيها عليه و وجدته ينظر إليها ليبعد هو نظره
عنها أيضاً و يعتدل للذهاب
.....
راقبته كوشينا و هو يذهب ثم حركت رأسها لتنظر أمامها على
الأرض بنفس وضعها ثم حركت عينيها نحو ساسكي الجالس على الكرسي المقابل لها ليرمقها
بنظرة باردة و هو يضيق عينيه و يقرب حاجبيه من بعضهما بشك قليلاً مما جعل عينيها
تتسعان إلى حد ما بخوف لتعيد عينيها أمامها بسرعة بتوتر .....
و في منزل الأوزوماكي ...
كانت كوشينا تقف في المطبخ و تقوم بعمل شيء خفيف تأكله
فقد ذهبا قبل تناول الأطباق في الزفاف حتى ، و فجأة شعرت بيدين تلتفان حولها لتظهر
على شفتيها ابتسامة و التي أخذت تتسع تدريجياً قائلة : لم تنم بعد ؟
ابتسم و هو يحرك وجهه يميناً و يساراً فاتسعت ابتسامتها
أكثر عندما شعرت بحركة رأسه و ظلا صامتين هكذا لفترة قبل أن يقول : أتتذكرين ليلة زفافنا ؟
ابتسمت قائلة و هي تكمل عمل الطعام : نعم .. لماذا
؟؟
احتضنها أكثر قائلاً بمزاح : أتسائل
ما الذي سيفعلانه بعد انتهاء الزفاف ؟
نظرت إليه بابتسامة و تعجب ليقول : ماذا ؟!!
ضربته بخفة قائلة : احتفظ بهذا
لنفسك
.
ضحك قائلاً
: ماذا !! ... اسأل فقط .
أطلقت ضحكة صغيرة قائلة : لا فائدة .
ابتسم قائلاً
: و لكن حقاً ألم تشتاقِ
إليها ؟
و قبل أن تجاوب اقترب من خدها الأيمن مقبلاً إياها و هي
تميل نحو اليسار باستمرار بينما هو لا يبتعد و ابتسامتها تتسع باستمرار أيضاً حتى
ضحكت قائلة : حسناً يكفي .
لم يبتعد حتى قاطعهما جرس الباب لينظرا خلفهما نحو باب
المطبخ ثم ابتعد متوجهاً لباب المنزل و الذي فور أن فتحه قالت مورا : مصيبة سيدي !
ابتسم ابتسامة واسعة و كأنه يسخر من هذا الموقف قائلاً : بالطبع و ماذا توقعت غير هذا !
ثم قال
: لحظة أغير ملابسي و آتي .
و عندما وصل لأول درجات السلم جاءت كوشينا قائلة : ماذا هناك ؟
نظر إليها بصمت ثم قال : ذاهب
إلى عملي .
صعد السلم بينما قالت هي : الآن ؟!!
أجابها و هو يصعد : تعلمين
ليس لدي وقت محدد .
نظرت إليه بحزن قليلاً حتى دخل الغرفة لتتأفف بإنزعاج ثم
تعود إلى ما كانت تفعله .....
و بعد مرور ساعتين ..
كان ناروتو في طريق عودته للمنزل و بالطبع الشارع فارغ
تماماً و الأنوار و ضوء القمر هو ما ينيره ، وضع يده خلف رأسه بإنزعاج و تعب و
عندما فتح عينيه وقعتا على تجمع أصدقاءه هناك أمام أحد المنازل لتظهر ابتسامته و
يتحرك نحوهم حيث فور أن وصل إليهم سمعوا صوته يقول : إذاً
حضرت في أهم لحظة في الزفاف ...
نظر إليه الجميع ليضحكوا و يقول لي : تأخرت
قليلاً ناروتو-كن !
مر من أمامهم متوجهاً نحو كيبا حيث يقفون أمام منزله و
عندما وصل بجانبه قال : إذاً ماذا فاتني ؟
أتته الإجابة من ساسكي قائلاً : أكثر من
الزفاف لا شيء آخر .
انبعثت ضحكة من الجميع ليقول ناروتو مبرراً : و ما ذنبي أنا ! ... جئت كما طلبت مني و لكن يبدو أن الإحتفال
لم يعجب ابني كثيراً فاضطررنا للذهاب .
وضع كيبا رأس ناروتو بين ذراعه الأيسر و هو يضغط عليه
بقوة قائلاً : لم يعجبه !! .... إن كان رأى زفاف والديه
إذاً لكان تقيأ من شدة إنحدار مستواه ها !! ....
ضحك قائلاً و هو يشير إلى كيبا : بمقدار
شدة ضغطك على رقبتي أستطيع أن أعلم كم دفعت على هذا الزفاف .
ابتسم كيبا من هذا الإستنتاج الغريب ليقاطعهم نيجي
قائلاً : أرى أن نذهب الآن ... فنحن نعطل أحدهم عن
أداء مهامه اليوم ! ..
ضحكوا ليحوط ناروتو رقبة كيبا بذراعه الأيمن قائلاً : حسناً نصيحتي لك ...
قاطعه كيبا قائلاً : لحظة ... أتنتظر مني أخذ نصيحة منك !!
ابتسم قائلاً
: نعم ... فالجميع هنا
يعرف هذا ...
ثم أشار باصبعيه إلى نيجي و ساسكي قائلاً : ماعدا هذين الاثنين .
رفع ساسكي يده قليلاً قائلاً : إن كان شيئاً
متعلقاً بالزواج فاحتسبني معكم .
نظر إليه ناروتو و هو يضحك فساكورا بالفعل ينطبق عليها
ما يريد قوله ثم نظر إلى كيبا قائلاً بمزاح : تلك
آخر ليلة جيدة ... فاستغلها جيداً .
عقب شيكامارو بإنزعاج : في تلك
يمكنك الثقة برأيه .
نظر كيبا إليهم ثم نظر إلى ناروتو بجانبه و الذي قابله
بابتسامة واسعة و كأن الجميع هنا أكد على ما قاله ليتنهد كيبا قائلاً : حسناً لمعلوماتكم تلك أول ليلة لي كزوج ... و لقد أغلقتم
جميع الأبواب في وجهي الآن !!
تعالت ضحكاتهم ليقول لي : كل ما كان
يقصده ناروتو-كن بأنك على وشك إفساد حياتك فقط .
انزعج وجه كيبا أكثر ليزداد ضحكهم هذه المرة حتى قال
كيبا : ثم أنك أكثر من لديه امرأة مثالية نوعاً ما و أكثر
من يشتكي أيضاً !!
نظر إليه ناروتو قليلاً ثم قال و كأن الأمر بديهي : و لكنها تظل امرأة !
اقترب منه كيبا هامساً بابتسامة خبيثة نوعاً ما : حسناً كف أنت عن هذا قبل أن تأتي من تقف هناك تلك و تجعلك
أنت كالمرأة أمامنا .
حرك عينيه نحو ساكورا و شتت عينه قليلاً أمامه ثم أصدر
صوتاً بحنجرته و هو يضع يده خلف رأسه بتوتر ليكتم الجميع ضحكتهم و هو ما جعل
ساكورا تنظر إليهم بعكس ما صوروها الآن فقد كانت نظرتها هادئة و لطيفة بينما تحرك
كيبا ليحوط رقبة لي بذراعه قائلاً
: إذاً هيا بنا فلدينا مهمة
لمنزل ناروتو ..... كوشينا-ساما يجب أن تطلع آخر آراء زوجها بها .
نظر إليه ناروتو و كأنه فهم عن أي أخبار يتحدث ليتحرك
نحوه و يصافحه قائلاً بابتسامة واسعة
: و هي نفس الآراء التي
سأخبرها لزوجتك بعد أسبوعين .
ضحك كيبا ليقول نيجي : حسناً هيا
... فزوجتك تنتظر بالأعلى .
حرك نيجي عينيه إلى الأعلى قليلاً ليدير كيبا وجهه حيث
فور أن نظر إلى أحد النوافذ رآها تغلق بستار بسرعة لتظهر ابتسامة على شفتيه ثم
يعيد وجهه أمامه ليودع كل منهم و يودعون بعضهم ثم يأخذ كل منهم الطريق لمنزله و
أثناء ذلك ......
تحرك ساسكي نحو ساكورا و ناروتو بجانبه و هما يتحدثان
معاً و يضحكان قبل أن يتوقف ضحك ناروتو قائلاً : حسناً
.. غداً فور أن تستيقظ تعال إلى مكتبي حالاً قبل الذهاب إلى مكتبك حتى .
نظر إليه ساسكي بتعجب قائلاً : ماذا هناك ؟!
ابتسم ناروتو قائلاً : لا لا
.. لا تقلق .. سأطلعلك على كل شيء غداً عندما تأتي إليّ ..
نظر إليه بريبة قليلاً ثم قال : لقد أقلقتني
بالفعل .. أهناك شيء ناروتو ؟
ضحك قائلاً
: لا داعي لإفساد تلك
الليلة الآن ... غداً تأتي و نتحدث بالأمر .
لم تتغير نظرات ساسكي نحوه و الذي قال : هذا إن استطعت النوم بعد ما قلته هذا ! ..
اتسعت ابتسامة ناروتو قائلاً : لا
داعي لأن تقلق نفسك منذ الآن .. ثم غداً نحل الأمر معاً كالعادة .. اطمئن و نم
جيداً فأمامنا عمل شاق غداً .
وصلا بالقرب من ساكورا ليتوقف ناروتو و هو يمد يده
لمصافحة ساسكي قائلاً : حسناً ... سـ ... أذهب أنا .
حرك ساسكي يده ببطء ليصافحه قائلاً : ما رأيك بأن
تسير معنا قليلاً إذاً ؟
نظر إلى ساسكي ثم حرك عينيه نحو ساكورا حيث تبادلا النظر
معاً قليلاً قبل أن يعيد وجهه أمامه و يبتسم بهدوء قائلاً : لا ..
فكوشينا لازالت مريضة بالمنزل و من الأفضل أن أسرع في العودة .
هز ساسكي رأسه تقهماً ثم قال : كما تريد ...
إلى اللقاء
.
قابله ناروتو بابتسامة ثم استدرا لأخذ طريق آخر ....
و في طريق العودة .....
كانت ساكورا تسير بجانب ساسكي بصمت هو ينظر أمامه و هي
على يمينه أي بعيداً عنها حتى فجأة طرق أذنها صوته يقول : بالمناسبة
.... تبدين جميلة الليلة .
اتسعت حدقتا عينيها سريعاً و نظرت إليه بدهشة ليقابلها
بابتسامة مما جعلها تشعر بالخجل على الفور و تنزل رأسها بتشتت كبير حتى استعادت
توازنها ثانية قائلة بصوت منخفض و خجل
:شكراً لك ... وأنت أيضاً .
من خجلها الغريب اتسعت ابتسامة ساسكي قليلاً ثم أعاد
نظره أمامه مما جعلها تشعر بخجل أكبر ثم ابتسمت قائلة في نفسها : يبدو حقاً بأن الأمر يأخذ منه وقتاً فقط !
و فجراً
......
إنها الخامسة فجراً !!
هذا ما قالته كوشينا بعد أن نظرت بكسل إلى الساعة التي
بجانبها و هي جالسة على السرير ثم نظرت نحو بطنها و وضعت يدها عليها قائلة : توقظني الخامسة ...
صمتت قليلاً ثم قالت : لم أستطع
النوم بسببك .. طفل مشاغب .
و فجأة لاحظت حركة ناروتو و الذي قال بكسل : كم الساعة كوشينا ؟
نظرت إليه ثم قالت : الخامسة .
ظهر الإنزعاج على وجهه و هو يبعد وجهه عنها ثم نهض و جلس
بتعب لتضحك قائلة : بدأت أشفق على طفلنا ... انظر إلينا ... و
كأننا وصلنا مرحلة الشيخوخة !
نظر إليها و عينيه نصف مفتوحتين قائلاً بابتسامة : تكلمي عن نفسك .. أعطني دقيقة فقط و سأكون كمن نام شهراً .
نفخت خديها قائلة : و كأنني أنا
من أصبحت عجوز ! .... هذا فقط بسبب طفلك ... لم أعد أستطع النوم و أنا أشعر بأن
هناك شيئاً يتحرك داخل بطني !!
ضحك قائلاً و هو يشير إلى بطنها ناظراً إليها بريبة
قليلاً : لا أعرف من الأساس كيف تتحملين هذا
!! .... أعني أن يكون شخص بداخلكِ .....
أطلقت ضحكة ثم وضعت يدها بلطف على بطنها قائلة : أوشكنا على رؤيته ... مازال أمامي شهرين فقط .
اقترب منها مقبلاً مكان الطفل قائلاً بابتسامة : صباح الخير عزيزي .
ابتسمت بخجل ثم قالت : آسفة ..
استيقظت ساعتين قبل ميعادك الطبيعي .
رفع عينيه لها قائلاً : لا
مشكلة
.
مما رسم ابتسامة على شفتيها قبل أن تقول مازحة : أنت لا مشكلة .... أما أنا فحقاً أزعجني هذا .
نظر إليها قائلاً : ماذا
كوشينا ! ... أنتِ هنا طوال اليوم .. يمكنكِ النوم وقتما تريدين .
نظرت إليه قائلة : حقاً ! ... و
هل برأيك أستطيع النوم !! .... إنه مزعج أكثر مما يمكنك التخيل ... جرب أن تتحمله
ليوم واحد .. أتحداك ناروتو .. حتى أنت لن تستطيع تحمل هذا .
فكر في الأمر للحظة ثم قال : تعنين
أن يكون هناك شيء يتحرك بدا ..... لا لا شكراً يمكنكِ الإحتفاظ به .....
نظرت إليه بتكبر ليتحرك نحوها قائلاً بمزاح : و لهذا أنتن المسؤلات عن هذا .... أنتن أقوى في تحمل
أمور كتلك عنّا .
نظرت إليه قليلاً ثم نظرت أمامها قائلة بملل : يال حظي السعيد !
ضحك من هذا الوجه ثم ألقى بنفسه على السرير ثانية ليصمتا
للحظة قبل أن تنظر كوشينا إليه قائلة و كأنها تذكرت شيئاً مهماً تخبره به : صحيح نارو .....
نظرت إليه بتعجب ثم تنهدت بيأس و أعادت وجهها أمامها
قائلة بابتسامة ساخرة : انظروا من يتحدث ... دقيقة و تستيقظ ! ...
لقد عدت لنومك ثانية .
رفع اصبعه قائلاً : هناك
فرق بين النوم و أنني آخذ وقتي لأستيقظ .
نظرت إليه بتعجب فور سماع صوته ثم ابتسمت بلطف و هي تراه
نائم بجانبها مغلقاً عينيه حتى حركت يدها اليسرى نحو شعره و تلاعبت به قليلاً
ليبتسم بسعادة و يقترب منها لتضحك قائلة : يبدو بأن طفلي
القادم ليس الأول ..... فأنا أمتلك واحداً بالفعل .
ابتسم ابتسامة واسعة و هو مغلق عينيه قائلاً : أحب هذا .
ضحكت برقة ثم انحنت لطبع قبلة على يمين جبهته مما جعل
ابتسامته تتسع لتحاول كوشينا التحرك نحوه و ضمه إليها أكثر بما أن هذا يسعده .
و بعد فترة شعر بإزدياد تمسكها به ليفتح عينيه ناظراً
إليها ليجدها تبدو قلقة من شيء ما و هو ما جعله يقول : مما
أنتِ قلقة ؟
انتبهت إليه ثم ابتسمت قائلة بلطف : لا شيء صغيري
... عد لنومك
.
ابتسم من هذا اللقب العجيب الذي نادته به لتوها ثم قال : حسناً .... يكفي هذا سأنهض لأستعد .
أوقفته قائلة
: نم قليلاً عزيزي .
نظر إليها بقلة حيلة قائلاً : ليس
بيدي ... فإن كنت في إجازة لنمت كما أشاء و لكن .... لا يمكنني التأخر كالعادة .
عقبت قائلة
: حسناً .. كما تشاء .
اقترب منها لتقبيلها ثم ابتسم قائلاً بمزاح : هذه القبلة قادرة على منحي القوة الكافية لمدة شهر ....
ضحكت بسعادة لتراه فجأة ينهض و هو يقفز من على السرير
على الأرض بسرعة و توجه للحمام بينما لم تحرك هي عينيها و اللتان ظلتا متسعتين في
مكانهما قائلة بتعجب : .. لم يكن يمزح !
بينما عند الساعة الثانية ظهراً ...
دخل ساسكي مكتب ناروتو و فور دخوله نظر إليه بملل حيث
كان يجلس واضعاً قدميه على المكتب و يستند على الكرسي و يرفع ذراعيه واضعاً إياهما
وراء رأسه و و ينام عليهما بإرتياح و هو مغلق عينيه و موجهاً وجهه لأعلى و تظهر
ابتسامة على شفتيه براحة ، فأغلق ساسكي الباب قائلاً بسخرية : تبدو في مزاج
جيد اليوم
!!
انتبه ناروتو لوجوده فأجاب بابتسامة و لم يغير من حالته
بعد : مرحباً ساسكي .
ابتسم ساسكي بسخرية و تعجب من تلك الحالة الغريبة و هو
يتوجه نحو المكتب للجلوس على الكرسي قائلاً : مرحباً ناروتو .
و عندما جلس قال بمزاح : ما هذه
الوضعية الغريبة التي تجلس بها ؟ ... ظنتت بأنني سأراك ككل مرة تعمل بجد و ترفض
الراحة و لو قليلاً !!
ابتسم ناروتو قائلاً و لم يفتح عينيه بعد : نعم لكن .... لا بأس بأخذ قسطاً صغيراً من الراحة ....
إذاً ماذا أتى بك الآن ؟
وضع ساسكي ورقة على المكتب قائلاً : يجب أن توقع
هذه الورقة
.
أجاب ناروتو
: حسناً ضعها هناك و سوف
أوقعها لاحقاً .
ضحك ساسكي قائلاً : حقاً لا أصدق
حالتك تلك
!!!
اكتفى ناروتو بالابتسام حيث ظل ساسكي ينظر إليه مطولاً و
كل منهما صامت حتى تحولت نظرات ساسكي للشك قليلاً و في النهاية سأله قائلاً : ناروتو ..... هل أنت سعيد ؟!
اختفت ابتسامة ناروتو قليلاً و كأنه تفاجأ من هذا السؤال
و فتح عينيه محركاً إياهما نحو ساسكي حيث نظر إليه قليلاً قبل أن يغلق عينيه و
يعود لوضعه السابق و تعود ابتسامته له ثانية قائلاً : بالطبع
.... كما ترى حققت حلمي بأن أصبح حاكم تلك القرية ..... لدي زوجة رائعة .. و سأصبح
أباً قريباً .... أي أمتلك كل شيء لأصبح سعيداً ....
هز ساسكي رأسه قائلاً : إجابة جيدة .
ابتسم ناروتو بينما قاطعهم دخول ساكورا قائلة بحزم : صحيح .... و لا يعمل و يأخذ استراحات ليست في وقتها ...
إذاً لماذا لا يكون سعيداً !!
اقتربت نحو المكتب بينما قال ناروتو و لم يتحرك أو يغير
من حالته : نعم كما أنني أمتلك فتاة دائماً تفسد
استراحتي و تريد مني أن أعمل دون توقف ..... بالطبع سعيد !
وضعت ساكورا الورق على المكتب قائلة : جيد أنك تعلم ما أريده ... هيا عد لعملك و كفى راحة .
أجابها بهدوء
: إنني أعمل منذ الصباح
.. أطلقي سراحي قليلاً .
ساكورا بحزم
: لا ... فلست من النوع الذي
إذا توقف قليلاً سيعود للعمل ثانية ... هيا ناروتو و لا تكن كسولاً !
أجابها ببرود
: قليلاً فقط .
نظرت إليه بضجر ثم تحركت ببطء لتقف وراءه و هي تنظر إلى
الأسفل أي إلى وجهه المرفوع للسقف و بعد فترة فتح عينيه ببطء لتقع على وجهها حيث
عينيها مثبتتان عليه فقالت بسخرية
:ها و قد انتهت الفترة التي
طلبتها أيها الأمير !!
ابتسم قائلاً بتعجب : أمير !
اتسعت ابتسامتها المصطنعة قائلة بسخرية : نعم .
و سرعان ما تبدلت ملامح وجهها للجدية قائلة : هيا أيها الأحمق .
و ابتعدت لتقف بجانب كرسيه على اليسار ثانية قائلة : لا أريد إفساد راحتك و لكن تلك الأوراق يجب أن تكون موقعة
في ظرف ساعة فقط .
أنزل قدميه من على المكتب و أبعد ظهره عن مسند الكرسي
قائلاً بإنزعاج : ثم ما الذي تفعلينه هنا ؟ ... أتذكر
بأنني أرسلتكِ لتفقد أحوال جميع المستشفيات .
قاطعته قائلة
: و قد انتهيت لأنني لست
مثلك ... أرى عملي جيداً و أنجزه في الحال بينما أنت تحارب حتى توقع أوراقاً فقط !!
نظر ناروتو نحو ساسكي و هو يشير إلى ساكورا قائلاً : أترى خطيبتك ؟
ضحك ساسكي قائلاً : آسف بالنيابة
عنها ناروتو ... للأسف أصبحت مسؤولاً عن أخطاءها أمام الناس ... و لكن ماذا نفعل
هي هكذا منذ زمن ... مضطرين لتحملها .
نظرت إليهما بتعجب شديد قائلة : ها !! ...
حقاً
!!!
ثم قالت بغضب
: و لم تتحملاني ؟؟ ...
الأمر بسيط جداً سأرحل من هنا و لتفعلا ما يحلو لكما .. أنا المخطأة من الأساس
لإهتمامي بكما .. كان يجب عليّ ترككما منذ زمن و لكنني غبية كفاية لمصادقة رجلين
مثليكما
!!
نظر كل منهما إلى الآخر و هو يمنع ضحكته فما كانا
يريدانه إغضابها و للأسف ساكورا لا تتطلب مجهوداً حتى تفقد أعصابها و التي غضبت
أكثر قائلة : تضحكان !! ....
ثم تحركت قائلة : حسناً أنا
ذاهبة من هنا و لن أ .....
و قبل أن تكمل أمسك ناروتو بيدها اليمنى و أعادها لجانبه
ثانية قائلاً و هو يحاول التخلص من ضحكته تلك : و منذ
متى أستطيع العمل بدونك ساكورا ؟ ... نمزح معكِ فقط ..... لا تغضبي آسفين .
نظرت إليهما بإنزعاج ليبعد ساسكي وجهه عنها و هو يمنع
ضحكته بينما أنزل ناروتو رأسه و هو يمنعها أيضاً لتسحب يدها من بين قبضة ناروتو و
تبتعد قائلة بغضب : اكتفيت منكما .
أمسك ناروتو بيدها بسرعة و أعادها ثانية مكانها قائلاً : حسناً هذه المرة آسفين حقاً .. لا تغضبي .
نظرت إليه بغيظ ثم سحبت يدها بقوة منه و عادت تقلب في
الأوراق أمامها بإنزعاج لينظر كلا الجالسين إلى بعضهما بابتسامة تنم عن سعادة كل
منهما ... فقليلاً جداً ما يُسمح لهم العودة للماضي ... و لو لبضع لحظات .
و على العشاء الساعة العاشرة مساءاً .....
وضعت ميبوكي الطعام على الطاولة قائلة : إذاً ساكورا لم
تخبريني كيف كان زفاف البارحة ؟
حركت ساكورا عصيانها تضرب بها الطبق الذي تأكل فيه و هي
تفكر بحيرة حيث كانت مرتدية ملابسها المنزلية العادية ثم قالت : عادياً ..... و لكنه كان رائعاً في الحقيقة .... و كانت
العروس جميلة جداً أيضاً ... حتى كيبا كان وسيماً إلى حد ما ليلة البارحة .
ابتسمت والدتها و جلست على الكرسي الذي يوجد أمام والد
ساكورا و الذي تجلس ساكورا بجانبه و أمامها كرسي فارغ حيث أن الطاولة مكونة من
أربعة كراسي فقط ، عقب والد ساكورا قائلاً و هو ينظر لابنته بجانبه : و لكن بالطبع
أنتِ ستكونين أجمل عروس رأيناها في حياتنا حبيبتي .
حركت عينيها نحوه و وجهها يائس أن تكون عروساً من الأساس
و لكنها ابتسمت ابتسامة خفيفة لتقول والدتها : صحيح ساكورا .. ألم تتفقِ مع ساسكي
على موعد زواجكما ؟
نظرت إليها ساكورا قائلة في نفسها بملل : ليشعرني أولاً أنني خطيبته ثم نفكر في أمر الزواج هذا .
و لكنها ابتسمت قائلة : لا للأسف
... لا أريد أن أضغط عليه في تلك النقطة فعندما يشعر بأنه مستعد لتحمل مسؤوليتي و
مسؤولية منزل سوف يطلب مني .
هزت ميبوكي رأسها بتفهم ليقوم والد ساكورا بضمها إليه و
يضحك قائلاً : ليأخذ وقته في الحقيقة أنا لا أريد أن يطلبه أبداً لكي لا يأخذكِ
مني حبيبتي الصغيرة .
ساكورا لا تحب مزاح والدها كثيراً و لكن ما قاله الآن
جعلها تبتسم رغم وجود بقايا حزن على وجهها ، أزال والدها يده عن ذراعها الأيمن حيث
يجلس هو على يسارها و عاد لتناول الطعام و بدأت زوجته و ابنته أيضاً بالأكل و
أثناء تناول ساكورا طعامها نظرت إلى ما تأكله ملياً ثم رفعت عينيها نحو نافذة
المنزل التي توجد على مرمى نظرها على الجدار الأيسر بالنسبة إليها لتلمح منها أعلى
مبنى في القرية هناك و أضواء غرفته العلوية مضاءة حيث ظلت ناظرة هناك لفترة طويلة
نسبياً .....
و في الحادية عشرة مساءاً ...........
كان ناروتو في مكتبه و على الأغلب لم يغادره منذ الثانية
ظهراً مما جعله يمل في النهاية و يتنهد بتعب و هو يضع رأسه بين يديه حيث كوعيه
مسنودين على المكتب و فجأة وضع أحدهم يده على ظهره قائلاً : لا ترهق
نفسك
.
لم يتعجب من الجملة بقدر ما تعجب من صوت الناطق بها مما
جعله يدير رأسه ليتأكد بأن إرهاقه لا يصور له أموراً ليست موجودة ! ، و لكن ما حدث
أنها كانت هي بالفعل مما جعله يعود بظهره للوراء قليلاً قائلاً بابتسامة ساخرة
قاصداً المزاح : من يقول هذا ! ... هارونو ساكورا ! .......
ضربته بخفة على رأسه مما جعله يضع يده على المكان حيث
ضربته و هو يضحك بينما قالت هي بغضب
: و ما المشكلة إن قلت لك
هذا ؟؟ ... كم أنت مزعج !!!
و استدارت ذاهبة لولا أنه أمسك بيدها اليسرى قبل أن تذهب
حيث كانت واقفة على يمينه لتلتفت إليه ثانية بينما هو عينيه على ما بيدها اليمنى
قائلاً و هو يشير لها بأن تعطيه إياه
:أعطني هذا الصندوق .
ضمته إليها بإرتباك قليلاً قائلة بتماسك و صوت منخفض : ليس لك .
عقب بسرعة و لا مبالاة و ثقة : لي أنا
أعلم هاتي .
و فجأة جذبه من يدها لتنظر إليه بعينين متسعتين و تراه و
هو يضعه على المكتب و يفتحه قائلاً بابتسامة و سعادة : طعام !!
و بسرعة بدأ بأكل أول قطعة و أخذ يتذوق طعمها لينظر
لساكورا و هو يأكل قائلاً و قد استنتج شيئاً : لذيذة
إذاً ليست من إعدادكِ .
ونظر إلى الصندوق ثانية لأخذ القطعة الأخرى لتقول ساكورا
بغضب : و بما أنها لذيذة إذاً ليست من إعدادي ؟!
أومأ برأسه و هو يأكل لتنظر إليه بنفاذ صبر قائلة : أنا المخطأة بمجيئي هنا من الأساس .
ثم عندما كان على وشك أخذ قطعة أخرى قامت بخطف الصندوق
من أمامه لتتسع عينيه بتعجب ثم ينظر إليها قائلاً و هو يمد يده نحو الصندوق : حسناً حسناً آسف أنتِ أمهر طاهية رأيتها في حياتي ...
هيا أعيديه لي .
ظهرت ابتسامة على وجهها و وضعت الصندوق أمامه ثانية
ليأكل منه ثم يقول : من أعدها ؟؟
نظرت إليه بضجر و يبدو عليها أن استائت من رأيه الأول
قائلة : أمي ..... كان عشاء اليوم ... ففكرت أن أحضر لك و
لو قليلاً منه .
نظر إليها بتعجب و هو يأكل لتنتبه لنظراته فتقول مصححة : أعني ... و أنا أتناول طعامي جاءت عيني على هذا المبنى و
لاحظت أن الأنورا مضاءة هنا و بالتأكيد أنت من هناك ... و تذكرت أنك لا تتناول
عشاءك إلا الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل عندما تعود لمنزلك ... لذلك فكرت
بأن أحضر لك شيئاً فتقريباً تظل مدة طويلة تعمل بدون استراحة .
لم تتغير نظرته لها لتقول بتوتر : هذا كل
شيء
.
ظلت عينيه عليها لفترة ثم أبعدها و أعادها لهذا الصندوق
أمامه قائلاً : شكراً لكِ .. رغم أنه غريب منكِ بعض
الشيء
!! ....
نظرت إليه باهتمام لينظر إليها بابتسامة لطيفة قائلاً : و لكن على الأقل تذكرتِ شيئاً كهذا .
استقبلت نظراته لها و لكن سرعان ما حركت عيينها بعيداً
عنه لتتسع ابتسامته قائلاً لتغيير الموضوع : إذاً
أنتِ اليوم عند والديكِ .
أومأت برأسها ثم قالت : نعم ....
فتعلم أنني الابنة الوحيدة و يريدان رؤيتي كثيراً .
هز رأسه تفهماً لتحرك عينيها و كأنها تفكر في أي شيء
تقوله الآن فسألت أول ما جاء في عقلها
: و ما الأحوال مع كوشينا ؟
نظر إلى الطعام و أجابها بشك و هو يأخذ قطعة : لست متأكداً .... و لكن كوشينا تصبح منفعله كل يوم أكثر
من الذي قبله ..... أصبحت غريبة قليلاً ! .... في الواقع الوضع مزعج بعض الشيء .
تناول واحدة بينما نظرت إليه ساكورا ثم قالت : تعلم
بأنني لم أجرب هذا من قبل و لكن
....
نظر إليها باهتمام لتقول : تيماري
أخبرتني بأن هذا طبيعي .... شيكامارو الهدوء بالنسبة له إزعاج .... فكان يترك
المنزل عندما تسوء الأمور بينهما .
هز رأسه قائلاً كمن وجد ضالته : فكرة
رائعة
!
اتسعت عينا ساكورا ناظرة نحوه بتحذير ليرفع نظره إليها
ثم يطلق صوت بحنجرته و يعود إلى الواقع قائلاً : أعني
... لا يصح أبداً .
نظرت إليه بشك قليلاً بينما هو ينزل رأسه ليهرب من
نظراتها مما جعلها تضحك بهدوء .
و بينما هما بالأعلى هكذا كان هناك من يراقبهما من أسفل
حيث يراهما من خلال زجاج مكتب ناروتو و الذي كان يضحك مع من معه في تلك اللحظة حيث
ابتسم فجأة هذا الشخص ثم استدار ليسير في الطريق الذي كان قادماً منه ......
طرق هذا الشخص باب أحدهم لتظهر من وراءه فتاة ذات شعر
أحمر كحال عينيها و كعادتها تخفيهما وراء نظاراتها و التي فور أن رأت من أمامها
قالت بصدمة : ساسـ ...
قاطعها دخوله المفاجيء و إغلاقه الباب وراءه .......
و اليوم التالي عند العاشرة صباحاً ...
دخلت ساكورا مكتب ساسكي قائلة بابتسامة لطيفة : ساسكي-كـ ....
و توقفت ناظرة لمن تقف عند أحد طرفي المكتب و منحنية
مستندة عليه ليكون وجهها بقرب وجه ساسكي على يساره مما جعلها تقول بتعجب و دهشة
شديدة : عدتِ ؟!
ابتسمت كارين بخبث قليلاً قائلة : نعم .
لتكمل ساكورا طريقها نحو المكتب بينما كارين تنظر إليها
بابتسامة غريبة و كأنها سعيدة لسبب ما ! ليحرك ساسكي عينه نحوها و يقوم بتحريك
كوعه الأيسر نحو ذراعها حيث تُسند كوعها الأيمن على المكتب لتكون يدها بقرب وجهها
ما جعلها تنظر إليه من تلك الضربة الخفيفة ليقابلها بنظرة و كأنه يذكرها بشيء
فتدير عينيها بإنزعاج و تعيد نظرها إلى ساكورا و قد اختفت الابتسامة من على شفتيها
و اصطنعت الإنزعاج لتظهر ابتسامة على شفتي ساسكي و التي كانت تخفي ضحكة وراءها ثم
أعاد نظره إلى ساكورا ليأخذ منها الورق الذي حركته نحوه و يمسك به أمامه ليقرأ ما
به بينما نظرت ساكورا إليه قليلاً بتردد و هذا التردد هو الذي جعل عينيها تقع على
كارين و التي كانت تنظر إليها بحدة قليلاً و تقريباً أخافت نظراتها ساكورا إلى حد
ما مما جعلها تبعد عينيها عنها بتوتر و تنظر أمامها إلى ساسكي ثم ابتسمت قائلة : ناروتو يخبرك بأن تتوجه إلى غرفة الإجتماعات بعد ساعة من
الآن
.
أجابها و عينيه على الورق أمامه : حسناً .
ظلت واقفة و هي تشتت عينيها بتردد لتراقبها كارين حتى
قالت بضجر : إن لم يكن هناك ما تريدين قوله يمكنكِ
الذهاب
.
نظرت إليها ساكورا بإنزعاج و نفاذ صبر لتنظر إليها كارين
بالنظرة التي تستفز ساكورا عادة مما جعلها تغلق عينيها و هي تعيد وجهها أمامها بعد
أن أدركت أن عصر كارين قد عاد من جديد !! ، ثم تفتح عينيها ناظره قليلاً نحو
خطيبها الجالس على كرسيه قبل أن تبتسم و تنحني بينما هي واقفة أمام المكتب لتصل
إلى وجهه قائلة : ساسكي-كن ....
رفع رأسه إليها بهدوء لتتسع ابتسامتها قائلة بلطف : أريد سرقتك من هنا وقت الغداء .... لا بأس بهذا صحيح ؟
نظر إليها قليلاً ثم أبعد عينيه و هو يفكر و كأنه يرى هل
سيسمح له عمله أم لا ثم أعادهما إليها ثانية قائلاً بابتسامة : لا بأس ..
يمكنكِ
.
ابتسمت ابتسامة واسعة بسعادة و خجل ثم قالت بنفس حالتها : شكراً ...
و أدارت رأسها لليمين قليلاً قائلة لذات الشعر الأحمر و
هي تنظر إليها بتحدٍ و ابتسامة لاستفزازها : .. حبيبي .
أبعدت كارين وجهها بإنزعاج و هي تمتم بهمس : حبيبي .. هاه ..
مما جعل ابتسامة ساكورا تتسع ثم تنظر إليه ثانية قبل أن
تقترب من خده الأيسر طابعة قبلة عليه برقة حيث حرك عينيه نحو يساره لينظر إليها
بينما أعادت كارين نظرها إليهما لتتسع عينيها بنفاذ صبر مما تراه أمامها و هي تشد
قبضتها حتى ابتعدت ساكورا و اعتدلت قائلة بابتسامة :حسناً ... أراك
لاحقاً ساسكي-كن .
ثم تحركت نحو الباب و هي ترفع رأسها و تبتسم بإنتصار
بينما ساسكي يتبعها بعينيه ليجد فجأة كارين تتحرك للأمام و هي تشد قبضتها بغضب
ليمسك بيدها بسرعة موقفاً إياها من الوصول لساكورا و التي خرجت من الغرفة لتقوم
كارين بسحب يدها من بين يده بغضب و تبعد وجهها عنه بنفاذ صبر مما جعله ينظر إليها
قليلاً قبل أن يتنهد بهدوء و هو يستند على كرسيه واضعاً يده اليسرى يمسح على جبهته
قائلاً في نفسه : و ها قد عدنا ثانية .
و في مكتب آخر .....
كانت مورا واقفة أمام المكتب بينما هو يكتب على ورقة
أمامه ، بينما كان يوجد شخص بالخارج متردد في فتح الباب قليلاً و الذي قام بجمع
شجاعته و وضع يده على مقبض الباب و فتحه ببطء شديد حيث نظر إلى الداخل ليراهما على
حالهما هذا ثم يفتح الباب أكثر و يدخل ليمشي بضع خطوات قبل أن يقف في منتصف الغرفة
و ينظر إلى الجالس هناك و الذي بدوره شعر بوجود أحد قد دخل فرفع نظره إليه بملل و
لكن سرعان ما اتسعت عينيه بفزع و نهض قائلاً : كوشينا !!
نظرت إليه بوجهها الطفولي بصمت ليتبادلا النظر قليلاً
قبل أن يظهر التوتر على وجهه و يتحرك نحوها قائلاً بإنزعاج و تعجب و هو مغلق عينيه
و يحك رأسه بحيرة : ماذا تفعلين هنا ؟!!
حتى وصل إليه و لم تتغير تعابير وجهها فكانت هادئة و
صامتة و تنظر إليه ببراءة حيث نظر إليها هو قليلاً قبل أن يتحرك نحو الباب و ينظر
بخارجه يميناً و يساراً ثم قال بتعجب
: جئتِ بمفردكِ !!
و نظر إليها قائلاً : لم
يرافقكِ أحد إلى هنا ؟!
التفتت برأسها ناظرة إليه و محركة رأسها يميناً و يساراً
كإجابة على سؤاله ليتنهد بيأس ثم يتحرك واقفاً أمامها قائلاً : كالعادة
لا فائدة ... لن تتوقفي أبداً عن حركاتكِ الطفولية تلك كوشينا !
لم تتحدث أيضاً لينظر إليها باستغراب قبل أن يقول : حسناً ماذا كنتِ تريدين ؟
نظرت إليه لفترة ثم أنزلت رأسها ليزداد تعجبه و لكنه
أدرك شيئاً فجأة مما جعله يدير رأسه نحو المكتب قائلاً : يمكنكِ
الذهاب الآن مورا ....
انحنت إليه بإحترام ثم تحركت نحو الباب و الذي فور أن
وصلت إليه سمعته يقول : و أغلقي الباب .
أغلقت الباب كما أمر ليعيد عينيه لمن تقف أمامه قائلاً : إذاً ماذا ؟
رفعت عينيها إليه و ظلت مترددة قليلاً قبل أن تقول : أريد .....
صمتت ليقول هو : تريدين ....
أبعدت عينيها بخجل لتقول بصوت منخفض : أريد ..... أريد البقاء معك .
رفع حاجبيه بتعجب ثم تنهد بإنزعاج قائلاً : بالطبع شيء متوقع ....... هذا مكان عملي كوشينا .......
لاحظت بأنه سيرفض مما جعلها تقول بسرعة : و لكن لن أزعجك .... أعدك ..... سأجلس هادئة و بصمت و لن تشعر
بي .... إن أزعجتك أخبرني و سوف أذهب على الفور بدون نقاش .
نظر إليها بتعجب بينما هي تتحرك للجلوس على الأريكة
الموجودة على يمينها عند الركن الأيمن من جهة الباب لتجلس على تلك الأريكة و تحرك
يدها على فمها و كأنها تغلقه بسحاب و تجلس دون حراك لينظر إليها لمدة بينما هي
تنظر إليه برجاء ليتنهد قائلاً
: حسناً .. و لكن لا
تتحدثي
.
ظهرت الفرحة في عينيها ثم أومأت برأسها و عادت لجلوسها
الهاديء بينما ذهب هو للجلوس على كرسيه و أمسك بالقلم و بدأ بقراءة ما بالورقة و
لكن سريعاً ما رفع عينيه نحو الجالسة هناك و التي كانت تنظر نحوه أيضاً ليبتسم ثم
يعود لعمله ثانية ......
و بعد مدة و الجميع يأتي و يخرج بتعجبهم من جلوسها هنا
لتدخل مورا و تنحني قائلة
: أمرك سيدي .
نظر إليها قائلاً وهو يوجه إليها بعض الأوراق : أمسكِ هذا لساسكي .... و أخبري فريق نيجي بأن يأتي إلىّ
و لكن بعد نصف ساعة حتى أنتهي من كلامي مع ساي ... فاذهبي لإخباره بأنني أريده
أيضاً
.
انحنت ثانية ثم توجهت نحو الباب بينما كوشينا تتبعها
بعينيها و بعد فترة قصيرة وجدت رجل ذو قناع و ثياب الإنبو يظهر فجأة عند باب
الغرفة و يمشي خطوات مبتعداً عنه و لكن لم يبتعد كثيراً لينظر إليه ناروتو
بابتسامة قائلاً : أهلاً ساي .
قبل أن يجيب قاطعه صوت يقول بدهشة كبيرة : هاااا أنت ساي-سان !!!!
حرك عينيه نحوها و هي تشير إليه بدهشتها ليضع يده اليمنى
على قناعه و يخلعه ثم ينحني قائلاً بابتسامة : نعم
كوشينا-ساما .
نظرت إليه بتعجب ثم أطلقت ضحكة خفيفة بخجل مما رسم
ابتسامة رقيقة على شفتي زوجها و الذي سرعان ما اصطنع الجدية على وجهه قائلاً بمزاح : ألم تقولٍ بأنكِ لن تتحدثي ؟
نظرت إليه بسرعة ثم وضعت يدها على فمها و عادت لجلستها
الهادئة مما جعله يبتسم ثانية و يسمع صوت ساي يقول : ما
الذي تفعله زوجتك هنا على أي حال ؟!
فتح يديه بقلة حيلة قائلاً : تتدلل
كالعادة ..... دعك منها و لنعد لموضوعنا .
اقترب ساي ليقف أمام المكتب قائلاً : ماذا
؟
أجابه الجالس أمامه : ابدأ
بامتحانات التأهل إلى الإنبو .
نظر إليه بتعجب قائلاً : و
لكن لازال عليها ستة أشهر على الأقل ناروتو !
عقب قائلاً
: ابدأها الآن فنحن بحاجة
لعدد أكبر و على ما يبدو أننا خسرنا كثيراً هذه الأيام منهم فلن أنتظر ستة أشهر و
أجد أننا بورطة فيما بعد .
أطرق ساي قليلاً ثم قال : حسناً
كما تريد ..... شيء آخر ؟
هز ناروتو رأسه قائلاً : نعم .
نظر إليه بإنتظار ما سيقوله ليبتسم قائلاً : في الواقع ... جائتني شكوى من صرامة تدريباتك عليهم ...
قاطعه ساي قائلاً : هذا
هو أسلوبي و من لم يعجبه إذاً لا يتشجع للمجيء إليّ منذ البداية ....
ضحك ناورتو قائلاً : و أنا
لم أعب عليها .. على العكس .... هذا يعني بأنك تقوم بعملك جيداً ..... الأمر و ما
فيه هو .... امنحهم إجازة ليوم على الأقل ... فيبدون متعبين جداً عندما يأتون إليّ
و هذا ليس في صالحنا .
نظر إليه لفترة ثم هز رأسه متفهماً قائلاً : فهمت .... تخاف من أن يفكروا كما فكر الأوتشيها من
قبل
.
قابله بابتسامة كرد على هذا السؤال ليبادله إياها قائلاً : لا تقلق ... أحرص جيداً على ولائهم الكامل لتلك
القرية و متأكد منه أيضاً .... شيء آخر ؟
اتسعت ابتسامته قائلاً : لا ..
يمكنك الذهاب .
وضع القناع على وجهه ثانية و انحنى قبل أن يختفي من
أمامهم فجأة ......
جائه صوت كوشينا بعدها بفترة و قد عاد حينها إلى عمله
قائلة : أنوو ......
حرك عينيه نحوها لتقول : أليست
الأوتشيها تلك عشيرة ساسكي-سان صديقك ؟
هز رأسه قائلاً : نعم .
فعقبت قائلة
: و ما الذي كانوا يحاولون فعله
من قبل ؟
استند على كرسيه قائلاً : خططوا
للانقلاب على كونوها و تدمريرها .
اتسعت عينيها و كأن هذا كان أبعد ما ستفكر فيه ثم قالت
بتوتر : تـ .. تـ ... تدميرها ! ....
ظل صامتاً لتقول هي : في الواقع لم
أتعجب كثيراً من تفكير عائلة ساسكي-سان بتلك الطريقة ..... لا أستطيع تخيل وجود
الآلاف منه ..... هذا أشبه بالجحيم !! ... يكفي وجود واحد ... رغم أنه صعب تحمل
وجوده أيضاً
!!
نظر إليها قليلاً ثم قال : ثلاثة
أعوام و لم تغيري رأيك به قليلاً !
أبعدت وجهها عنه قائلة : مستحيل ....
أنا أكرهه
.
أطلق ضحكة هادئة ثم عاد كل منهما لما كان عليه .....
و بعد مرور ساعة .........
ناروتو .....
هذا ما قالته ساكورا و هي تدخل متوجهة نحو المكتب واضعة
أوراق كثيرة عليه قائلة : هذا ينتهي قبل ساعة .
نظر إليها بفزع قائلاً : أتمزحين
معي هارونو !! ... أ ....
قاطعته حيث رفعت اصبعها و بدت متعجبة نوعاً ما حيث عادت
للوراء خطوات حتى اقتربت من الباب و نظرت إلى يمينها لتجد كوشينا جالسة هناك و
التي لوحت إليها قائلة بابتسامة
: أهلاً ساكورا .
أشارت إليها ساكورا قائلة بتعجب : أ .. أنتِ
... هنا ؟!
أومأت برأسها بابتسامة لتقول ساكورا : لم ؟
نظرت كوشينا إليها بصمت ثم حركت عينيها نحو ناروتو و
الذي قال : و ما شأنكِ أنتِ تعالي إلى هنا .
نظرت إليه بغضب ثم توجهت نحو كوشينا قائلة حيث أدار هو
عينيه بضجر من عدم استماعها إليه
: لا أعلم ما سبب بقاءك هنا
و لكنه بالطبع يعطله ... إن كنتِ لا تريدين البقاء وحدك كان يمكنكِ إخباري و كنت
سآتي على الفور للبقاء معكِ إن أردتِ .
حركت رأسها يميناً و يساراً ثم قالت : لا ... أنا أريده هو .
نظرت ساكور إليها بإنزعاج قليلاً ثم قالت : أعلم كوشينا و لكن لا يجب عليكِ البقاء هنا عندما يعود
للمنزل سوف يبقـ ......
قاطعها صوته قائلاً : هي
زوجتي و أنا ليس لدي مانع من وجودها هنا .. دعيها و شأنها و تعالي إلى هنا .
حركت رأسها نحوه بإنزعاج ثم تحركت نحوه ليمليها ببعض
المهمات كالعادة ...
و عند العاشرة مساءاً ....
نظر ناروتو إلى كوشينا و التي كانت على ما يبدو تقوم
بحياكة ملبس صغير و لم يبدو أنه يناسب أي جسم إلا جسم طفل صغير ليقول : ملكة كونوها .
نظرت إليه بسرعة حيث أنه لا يوجد غيرهما إلا إذا كان
يحدث نفسه ! ، لتراه ينظر إليها إذاً كان كلامه لها مما جعلها تبتسم بخجل ليقول : ماذا تفعلين ؟
حركت عينيها نحو ما بيدها ونظرت إليه بصمت ثم ابتسمت و
هي تحرك الملبس لتقربه من وجهها و كأنها تجيبه ليقول : حسناً
يمكنكِ التحدث الآن .
أطلقت ضحكة خفيفة بخجل ثم قالت : لم أرد إزعاجك
فقط .
ابتسم قائلاً
: أعلم .
بادلته الابتسامة ليعيد وجهه إلى ما أمامه حيث ترك القلم
فجأة و عاد ليستند على الكرسي بتعب ثم فتح عينيه و نهض متوجهاً إلى حيث تجلس
كوشينا و التي سرعان ما ارتمى بجانبها على اليمين واضعاً رأسه على كتفها مغلقاً
عينيه قائلاً بصوت منخفض
: لا بأس بأن أرتاح
قليلاً
.
ابتسمت بلطف قائلة : للمرة الأولى
أراك في عملك .... لا أصدق بأنك تتحمل كل هذا كل يوم عزيزي .
فتح عينيه بصعوبة قائلاً : بل لا
أصدق أنا بأنكِ جلستِ كل هذا هنا ! ..... ألم تتعبي ؟!
نظرت إليه و حركت رأسها يميناً ويساراً ثم قالت : أبداً .... مقارنة بك لا أعتقد .
ابتسم ابتسامة خفيفة بتعب قائلاً : و لكن
عند عودتي و رؤيتكِ بإنتظاري هذا يريحني نوعاً ما أميرتي .
ابتسمت مما سمعت و هي تنظر إليه ثم قالت وهي تشابك يدها
اليمنى بيده اليسرى حيث كانت أسفل يده
: أحبك .
أغلق فبضته على يدها أسفل يده قائلاً : و أنا أيضاً .
لتراه يبتسم و مغلق عينيه فحركت هي وجهها للأمام قليلاً
لتنظر إليه مما جعلها تقول في نفسها بابتسامة لطيفة : نام بسرعة .
ثم عادت لوضعها و ظلت ناظرة تحرك عينيها أمامها بصمت
لمدة قبل أن تقترب فجأة بتهور مقبلة إياه بسرعة على شفتيه ثم تعود لوضعها الأول
بنفس السرعة بينما فتح هو عينيه فجأة بصدمة ثم ابتسم و تدريجياً اتسعت تلك
الابتسامة و هو ينظر أمامه بينما هي تحرك عيينها إلى الأعلى بتشتت حتى حرك ناروتو
عينيه نحو الباب قائلاً : مورا .
بعد ثوانٍ فُتح الباب و عندما لم تجده أمامها كالعادة
نظرت تلقائياً نحوهما لتراهما على هذا الوضع مما جعلها ترتبك قليلاً ثم تنحني
قائلة : نعم سيدي .
أجابها قائلاً : أغلقي
الباب ... و لا تسمحي لأي أحد بالدخول .
أومأت برأسها ثم تراجعت و أغلقت الباب كما أمر ، أغلق
عينيه ثانية و أراح رأسه على كتفها أكثر و اقترب منه قائلاً : في
النهاية كان قراراً حكيماً جعلكِ تبقين هنا .
نظرت إليه بابتسامة بينما كان هو قد أغلق عينيه و
تقريباً نام هذه المرة .
و لم يمض كثيراً فما هي إلا عشر دقائق تقريباً و فجاة
سمعت صوت الباب يُفتح بقوة لتنظر نحوه و تجد ساكورا و مورا وراءها تحاول إفهامها
أنه غير مسموح بالدخول و لكن كالعادة لم تستمع لتخرج مورا و تغلق الباب وراءها
بينما نظرت إليهما ساكورا و ظهر الإنزعاج على وجهها فور رؤيتهما على هذا الوضع و
الذي زاده إمساكهما بيد بعضهما لتتحرك نحوهما قائلة بغضب :استيقظ ناروتو
.... هنا ليس للنوم استيقظ .....
وضعت كوشينا يدها أمام فمها قائلة بهمس : هشششش .... أخفضي صوتكِ ... نام عشرة دقائق فقط بعد عمل يزيد عن
اثنا عشرة ساعة .. كوني لطيفة معه قليلاً .
نظرت إليها ثم حركت عينيها إليه قائلة : لا .... تلك هي طبيعة عمله و هو معتاد عليها ... ثم أن
أسلوبكِ اللطيف معه هذا لا ينفع هنا ... هيا استيقظ هل تقدم بك العمر أم ماذا ؟!
حرك رأسه ليخفيه قليلاً وراء كتف كوشينا قائلاً بكسل : لازلت أسمعكِ بالمناسبة .... و على كل حال بالطبع
استيقظت بعد سماع صوتك المرعب هذا .
نظرت إليه بصدمه و قبل ثانية من أن تتحرك قبضتها نحوه
وضعت كوشينا يدها على وجهه حماية له قائلة بابتسامة مرتبكة : آسفة ساكورا
تعلمين أنه متعب فقط ... ثم أنه يمزح معكِ .
عقب بنفس وضعه قائلاً : لا لا
أمزح
.
اشطاط غضبها ثانية و لم يمنعها من الوصول إليه إلا تحرك
كوشينا لتضع نصف جسدها الأعلى أمامه قائلة بابتسامتها المرتبكة و هي تحرك يديها
أمامها : لا تهتمي أنا أعتذر لكِ عما قاله سامحيه
اهدأي
.
نظرت إليه و عينيها تتوهجان كالنيران قائلة بنفاذ صبر : شانارو !!!
و لكنها تراجعت شابكة ذراعيها أمام صدرها قائلة : لولا وجود كوشينا هنا فقط .
و فجأة انزلقت رأسه عن كتفها ليقع نائماً وراءهاً لتدير
كوشينا رأسها و تنظر وراءها و تراه نائماً بشكل عميق لتحرك ساكورا رأسها نحو
اليسار قليلاً لتستطيع رؤيته حتى قالت
: زوجكِ هذا ينام بسرعة
الضوء
!!
ابتسمت بهدوء قائلة : في الحقيقة
يستحق قسطاً من الراحة و لو قليلاً .
نظرت ساكورا إليه لمدة قبل أن تتحرك نحو المكتب قائلة و
هي تقوم بترتيب بعض الأوراق :يمكنه الذهاب و أنا سأتولى بقية العمل
هنا
.
حولت كوشينا نظرها إليها بسرعة و نظرت إليها قليلاً قبل
أن تقول : ساكورا .
نظرت إليها بإنزعاج لتكمل بابتسامة : أنتِ طيبة .
ازداد إنزعاجها ثم نظرت أمامها قائلة و كأنها تبرر
موقفها : لا لست كذلك ... الأمر و ما فيه أنه لن
يعمل بهذا الأسلوب و بدلاً من تعطيل العمل أنا سأتولاه و هو يأتي مبكراً لإكماله
ليس إلا
.
نظرت إليها كوشينا لمدة لا بأس بها قبل أن تقول : ساكورا .
نظرت إليها ثانية لترى ابتسامة كوشينا أوسع من ذي قبل
قائلة : شكراً .
نظرت إليها ساكورا بتعجب قليلاً ثم أعادت وجهها أمامها
قائلة في نفسها : نوعاً ما لا أعلم لم أفعل هذا ... و
لكنه بدا لي حقاً متعباً .... ففي النهاية لن أنكر ... هو أكثر من يتعب هنا .
و في اليوم التالي .....
دخلت فتاة مكتبه بينما هو منشغل كعادته و وقفت أمام
المكتب حيث مدت إليه بورقة ، رفع نظره إليها قليلاً قبل أخذ الورقة منها و توقيعها
قائلاً بابتسامة : كنت في قمة سعادتي البارحة عندما وجدت
أمام اسمكِ كلمة تغيب في لائحة المسافرين .
ثم مد إليها الورقة ثانية لتنظر إليه لفترة ثم تأخذ
الورقة قائلة : أعدت التفكير بالأمر ... و ... قررت البقاء .
نظر إليها بشك قليلاً ثم قال بابتسامة : أعدتِ التفكير في الأمر أم في ساسكي ؟
نظرت إليه بسرعة و بدت متماسكة نوعاً ما حتى قالت : لم يعد متاحاً بعد الآن .... لذلك لم أعاود التفكير فيه .... و
في نفس الوقت ليس لدي أي أحد ألجأ إليه غيره .... أي بإختصار لم أجد سبباً مقنعاً
لذهابي
.
نهض و تحرك قائلاً : تلك
كارين التي أعرفها .
حركت عينيها بتشتت بينما وقف هو وراءها قائلاً : أثبتِ لي بالفعل بأن عقلكِ ليس تافهاً و أنكِ أقوى بكثير
من أن تفسدي حياتكِ بأكملها من أجل شيء كهذا .... كنت متأكداً بأن أسباباً كالتي
ذكرتها لي مستحيل أن تقنع عقل امرأة ذكية مثلكِ ....
لم تعقب كارين أو تلتفت إليه ليبتسم قائلاً : ... مرحباً بعودتكِ
.
ثم تحرك للعودة إلى كرسيه ليرتاح وجهها قليلاً حتى جلس
قائلاً : و ساسكي .... كيف أعادكِ إلى العمل
بتلك السرعة رغم ما فعلتيه ؟
نظرت إليه قائلة : تحدثنا في
الأمر
.
هز رأسه بتفهم قائلاً : تحدثتما ...
ثم نظر إليها قليلاً حتى قال و هو يرفه اصبعه السبابة
أمامه : فقط شيء واحد أريده .... تذكري جيداً ما قلتيه
لي في لقائنا السابق .... فعملكِ في منصبكِ الحالي يجعلكِ ملازمة لساسكي من بداية
عمله حتى يعود لمنزله و بالطبع ساكورا ستتدخل أكثر من مرة في اليوم في تلك الفترة ....
نظرت إليه ليتبادلا النظر لفترة فهمت فيها ما يعنيه
فيقول و هو يشير إليها باصبعه
: اهدئي و تحكمي بأعصابكِ
جيداً
.
نظرت إليه بصمت لفترة حتى قالت ببرود : ليس هناك داعٍ للتحكم بأي شيء .... ساسكي انتهى بالنسبة لي .
بادلها النظر حتى ظهرت ابتسامة على شفتيه بينما توجهت هي
نحو الباب و هو يراقبها و بعدما اختفت عن ناظريه قال في نفسه : كذب
بالطبع و لكن كبداية ليس سيئاً .
بينما بعد خروج كارين من المكتب و إغلاق الباب وراءها
أغلقت عينيها قليلاً قبل أن تشعر بأحد يقترب منها قائلاً : كارين ...
نظرت نحو اليمين إلى منبع الصوت لتتعجب قليلاً فقد
وجدتها .. ساكورا ! ، حركت كارين جسدها لليمين قليلاً ثم توجهت نحو ساكورا بضع
خطوات قبل أن تتوقف و ساكورا واقفة أمامها و التي قالت بعد تردد : انظري كارين .. أنا لا أريد أن يكون أمر ساسكي-كن هذا مشكلة
بيننا ... و أنا ....
رفعت كارين يدها أمام وجه ساكورا لتصمت و تنظر إليها
بتعجب حتى قالت كارين : قبل أن تكملي ....
أنزلت يدها و قربت وجهها من ساكورا قائلة بأسلوب أخاف
ساكورا بعض الشيء : أنا أُفضل أن أُقبل حيواناً و لا أُقبل
ساسكي .. فأنا لست المرأة الغبية التي يرفضها رجل و مع ذلك تظل راكضة وراءه ....
لا يهمني بالمرة .. لذلك استمتعي به .
تبادلا النظر لفترة و ساكورا تنظر إليها بصدمة .. و توتر
.. و خوف قليلاً فقد كانت مندهشة من مصدر تلك الكلمات ! .. يمكن أن تكون من أي أحد
إلا هذا الشخص ! حتى تحركت كارين للذهاب و ساكورا تحاول تحريك وجهها للخلف لتنظر
إلى كارين و هي تذهب ! ....
و بعد مرور ثلاث ساعات ....
إذاً و بعد أن انتهينا .... ما
الأمر الهام الذي كنت تريد عرضه عليّ ؟؟
نظر ناروتو الجالس على كرسيه كالعادة إلى ساكورا التي
تقف على يساره و هي مستندة على يدها اليسرى الموضوعة على المكتب و تبتسم نحوه
فأدار الكرسي ليكون مقابلاً لها و هو يبادلها الإبتسامة قائلاً : حسناً لنرى .......
صمت قليلاً و هو ينظر إليها بتردد ثم قال : تعلمين كم أثق بكِ ساكورا ..... و أنني أعتمد عليكِ في
كثير من الأمور و خاصةً تلك الأيام ..........
هزت رأسها بابتسامة ليكمل : في
الواقع ... بدأت أشعر بأن حال كوشينا يسوء يوماً بعد يوماً رغم محاولاتها لإخفاء
هذا .....و موعد ولادتها يقترب و معه يزداد ألمها و خوفها ...... و للأسف طبيعة
عملي لا تسمح لي أبداً أن أكون بجانبها طوال الوقت لذلك ........ أريد منكِ أنتِ
الإهتمام بها و تولي أمرها بدلاً عني ............
تعجبت ساكورا كثيراً من هذا العرض مما جعله يقول : و لا تقلقي .... سأقوم بإعفاءك من كل أعمالكِ هذه الأيام
فقط كل ما ستفعلينه ستبقين معها طوال اليوم للتأكد بأنها بخير هذا ما أريده فقط ........
تبادلا النظر لفترة حتى أبعد ناروتو عينيه قائلاً : و سأتفهم إن ر ......
قاطعته قائلة
: قبلت .
نظر إليها بسرعة لتقول بابتسامة : سأعتبرها
مهمة
.
ثم غمزت له مستكملة : مجاناً .
ابتسم و سرعان ما اتسعت ابتسامته و هو ينظر إليها قائلاً : كما تريدين .... و شكراً لكِ .
انحنت ليكون وجهها أمام وجهه واضعها إصبعها على جبهته
قائلة : و منذ متى و ما نفعله لمساعدة بعضنا شيء يستدعي
الشكر
!
ضحك قائلاً
: معكِ حق .
ابتعدت عنه ثم تحركت ذاهبة فأوقفها قائلاً : ساكورا .
نظرت إليه لتراه رمى مفتاح نحوها فأمسكت به ثم أكملت
طريقها نحو الباب قائلة و هي تلوح له
:بإنتظار عودتك مساءًا هوكاجي
لإستلام زوجتك ........ جانا .
أطلق ضحكة بهدوء مما رسم على شفتيها ابتسامة يظهر فيها
جمال ساكورا حتى تركت المكتب ليبعد عينيه عن الباب و يعود إلى عمله و مازالت
الابتسامة على وجهه .
توجهت ساكورا لمنزل كوشينا قائلة في نفسها : على الأقل ستكون كإجازة لي أستطيع الإرتياح فيها من كل تلك
الأعمال
.
و عندما وصلت عند الباب قامت بفتحه و دخلت ثم أغلقته
وراءها بينما في الطابق العلوي
....
كوشينا بتعجب
: ناروتو !! .... أعاد بهذه
السرعة ؟!!!
ثم تحركت ببطء من فراشها حتى نهضت ثم توجهت نحو الباب و
خرجت من غرفتها لتقع عينيها على ساكورا في الدور السفلي و التي نظرت إليها مبتسمة
قائلة : كوشينا .... كيف حالكِ ؟؟
نظرت إليها كوشينا متعجبة من وجودها هنا و إستطاعتها من
دخول المنزل من الأساس !!
.......
إذاً هكذا هو الأمر .
هذا ما قالته كوشينا وهي تجلس مع ساكورا على أريكة غرفة
المعيشة فابتسمت ساكورا لها قائلة
: أرجو ألا يزعجكِ وجودي هنا .
أجابت كوشينا بحماس : أتمزحين !!
.... بالطبع لا يزعجني .. مطلقاً !! ..... و أخيراً لن أبقى اليوم بأكمله في هذا
الملل القاتل ..... حقاً بدأت أشعر أنني ازددت وزناً بسبب عدم فعلي لأي شيء هنا
... هذا الناروتو !!
ضحكت ساكورا قائلة : فقط خائف
عليكِ .... هذه طبيعته على أي حال و أنتِ زوجته تحملي ..... و اطمئني بداية من
اليوم لن أترككِ حتى تملي مني .
عقبت كوشينا بسرعة : لن أمل منكِ
أبداً ...... فأنتِ أقرب شخص لي هنا بعد ناروتو ....... و صديقتي أيضاً لذلك
اطمئني ربما بعد أن أضع طفلي سأرفض ذهابكِ أيضاً ........
تعالت ضحكاتهما معاً لتقول ساكورا : جيد ..
أراحني هذا .......
فعقبت الأخرى
: صحيح .... نسيت سؤالكِ ! ....
هل لساسكي-سان علم بهذا ؟؟ .... أرجو فقط ألا يسبب مشاكل بينكما .
قالت ساكورا و كأنها تذكرت شيء لتوها : ساسكي-كن ! ..... نسيت إخباره .......
ثم ابتسمت قائلة : لا بأس
..... سيخبره ناروتو عندما يراه ..... و بالنسبة لإزعاجنا لا أظن .... بما أنه شيء
لمساعدة ناروتو لن يمانع .
اتسعت ابتسامة كوشينا قائلة : جيد ..... كم
أنا سعيدة بوجودكِ معي !! .... شكراً لك ناروتو لتفهم وضعي .
ابتسمت ساكورا بلطف و هي تنظر إليها ثم اتسعت ابتسامتها
قائلة : و بمناسبة ذكركِ لساسكي-كن ....
نظرت إليها كوشينا لتتسع ابتسامة ساكورا أكثر قائلة : أنتِ أول من أخبره ... قبل ناروتو حتى ....
ابتسمت كوشينا و اقتربت منها بحماس قائلة : ماذا هناك هارونو ؟؟
أطلقت ضحكة بهدوء و سعادة ثم قالت : يبدو
بأنني سأصبح أوتشيها قريباً .
اختفت ابتسامة كوشينا و اتسعت عينيها تدريجياً لتقول
ساكورا بخجل : ليلة البارحة حددنا موعد زواجنا ...
سيكون بعد شهرين ونصف تقريباً .
اتسعت عينا كوشينا أكثر و فمها بالطبع و ظلت على وضعها
قليلاً حتى قالت بدهشة :ستتزوجين !
ابتسمت ساكورا بخجل و هزت رأسها ببطء لتتسع ابتسامة
كوشينا تدريجياً قائلة : هذا خبر مدهش !!!! .... مبارك لكِ ساكورا
..... كيف لم تخبري ناروتو حتى الآن ؟! .... سيفرح كثيراً لكما .
أنزلت رأسها بنفس حالتها قائلة بابتسامة : سأخبره .... عندما يعود .
اتسعت ابتسامة كوشينا بسعادة كبيرة لتنظر إليها ساكورا
مغيرة الموضوع : إذاً .... أين نيا اليوم ؟ .... غريب
أنها ليست هنا !
أجابتها كوشينا قائلة : لا تذكريني !
.... منذ الصباح و هي ترسل لي أختها الصغرى لتعتذر لي عن عدم مجيئها لمدة يومين
بسبب حمى أصابتها ! ... حتى أنها ترفض أن أذهب لأعالجها لكي لا أتعب نفسي ..... ما
الذي يحدث لست أول امرأة أو آخر واحدة تكون حامل في طفل ! ......
أطلقت ساكورا ضحكة بهدوء ثم قالت : نعم ربما
.... و لكن تذكري بأنه ليس مجرد طفل ..... يا سيدة القرية .
نظرت إليها كوشينا بإنزعاج طفولي مما جعل ساكورا تضحك
قائلة : كم أنتِ لطيفة لا عجب بأنكِ أوقعتِ بناروتو بسهولة .
أبعدت وجهها مع إزدياد إنزعاجها و ازدياد ملامحها طفولية
أيضاً مما جعل ساكورا تضع يدها على فمها و تضحك بهدوء قبل أن تقول و هي تنهض بمرح : حسناً هيا بنا نفعل أي شيء أيتها الكسولة لكسر هذا الملل .
نظرت إليها كوشينا و التي سرعان ما ارتسمت على شفتيها
ابتسامة واسعة بسعادة قائلة
: هيا .
يتبع
0 comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.