الفصل~~{صغيرتي}~~الثلاثون -1
أياكو !!!!!!
اتسعت ابتسامة الصغيرة و التي كانت واسعة بالفعل !
، فور أن قالت كوشينا هذا انخفضت بمستواها لتجري أياكو لحضنها بسرعة و تحتضنها
بقوة قائلة بسعادة : أمي .
حيث قال ناروتو بسرعة
: على مهلك أياكو ليس بقوة
هكذا .
حركت كوشينا يدها بحنان على شعر أياكو قائلة و هي
على وشك البكاء : دعها ناروتو .... دعها .....
نظر إليها بتعجب ليراها تكمل بحنان
: حبيبتي الصغيرة .. اشتقت
إليكِ كثيراً ..... أخبريني كيف أحوالك منذ ذهابنا ؟ .... هل مازلت زوجة أبيكِ
تطردكِ ؟ .. و عندما تفعل ... هل تبكين ؟ .... إلى أين تذهبين ؟؟ ..... من يكون
معكِ ؟؟ .... من يمسح دموعك حبيبتي ؟؟ .... كيف تأكلين و أين تنامين صغيرتي
الجميلة ؟؟ .... آسفة على ذهابي .. آسفة بشدة .... سامحيني على عدم وجودي بجانبك
صغيرتي ..... كنا سنأخذكِ و لكن ناروتو لم يوافق بسبب والدكِ ....... هل أنتِ بخير
أياكو ؟؟؟
نظر كل من ناروتو و أياكو لكوشينا بتعجب شديد
لتنظر أياكو لناروتو ثم تنظر لكوشينا قائلة بابتسامة و هي تحرك يدها الصغيرة على
خد كوشينا تمسح دموعها و التي نظرت إليها بعينين متسعتين بدموع
: لا تبكي أمي .....
سأبقى معكِ لكي لا تحزني ..... و اطمئني أنا بخير ... أبي لم يتركني كان يأتي إليّ
كثيراً لتفقد أحوالي .... و عندما كانت تطردني تلك السيدة كنت أذهب لمنزلنا ....
أعطاني أبي مفتاحه و علمني كيف أفتحه و أغلقه و أحضر لي الكثيــــر من الألعاب لكي
لا أمل .... لذلك اطمئني و لا تبكي أرجوكِ أمي .
نظرت إليها كوشينا و دموعها تنزل و أياكو تستمر في
مسحها و هي تتكلم معها بابتسامتها البريئة و فور أن انتهت احتضنتها كوشينا ثانية
ببكاء شديد قائلة : شكراً ناروتو .... شكراً على اهتمامك بها .... جيد أنك
لم تتركها .
ابتسم و اقترب منهما و انخفض بمستواه ليكون وراء
أياكو و التي تحتضنها كوشينا و كأنها لن تراها ثانية !!! ، قاطع ناروتو بكاءها
قائلاً بمزاح : أصبحتِ حساسة كثيراً هذه الأيام أميرتي .
أجابته و هي تبكي
: لا أعرف ماذا هناك ..... فور
أن وقعت عيني عليها لم أصدق أنها أمامي .. و الآن لا أستطيع إيقاف بكائي .
ضحك قائلاً
: لا يبشر هذا بخير في شهور
حملك الباقية .
من الطبيعي أن تضحك كوشينا لمزاح ناروتو معها و
لكن ما حدث أنها نظرت إليه بإنكسار قائلة وسط بكاءها و هي تخرج أياكو من حضنها و
تمسك بذراعيها : يبدو أنك لم تعد تحتمل !
عقب بسرعة
: من قال هذا ! .... على العكس
أنا معكِ حتى تتمي حملك تماماً .
نظرت إليه باطمئنان قليلاً فهذه الأيام أي كلمة
ولو كانت مزاح تأخذها كوشينا على محمل الجد ! ، بينما نظرت أياكو الصغيرة له قائلة
ببراءة : حمل ماذا ؟؟
أطلق كل منهما ضحكة لتحرك أياكو عينيها بينهما و
هي لا تفهم عن ماذا يتحدثان قائلة بإنزعاج
:لا تضحكا هكذا ....
ماذا هناك أبي ؟؟
ازداد ضحكه مما جعلها تنزعج أكثر و تنفخ خديها الصغيرين
بغضب فقام بوضع يده اليسرى على ذراعها الأيسر و قربها منه قليلاً قائلاً
: أتذكرين عندما قلت لكِ أن
والدتك سوف تحضر طفل صغير يمكنكِ اللعب معه .
هزت رأسها ليقربها منه أكثر و هو يشير لها بيده
اليمنى على بطن كوشينا قائلاً : يوجد هناك ..... و عندما يخرج يمكنكِ اللعب معه كما
تريدين .
فتحت فمها فور أن نظرت إلى بطن كوشينا و الذي لم
تنتبه لانتفاخه بهذا الشكل إلا الآن و جرت مبتعدة عن ناروتو حتى وصلت لكوشينا و
انحنت قليلاً و هي تحرك إصبعها نحو بطن كوشينا ببطء لتضحك كوشينا قائلة
: لا تخافي .... ضعي يدكِ فلن
يؤذيكِ .
قربت يدها أكثر حتى لامست بطنها و قامت بلمسها عدة
مرات بإصبعها و عندما وضعت يدها بالكامل عليها أحست بحركة لامست يدها فابتعدت
بسرعة و هي تصرخ بخوف و عادت لحضن ناروتو قائلة
: إنه بالداخل !!!
ضحكا كليهما من رؤية هذا المشهد لتقاطع أياكو
ضحكهما قائلة بخوف : أبي ... إنه في بطنها .... لقد أكلته !!!!
نظر إليها بتعجب و إلى عقلها الصغير الذي صور لها
الأمر بشكل غريب !! ، ثم قال بابتسامة
: لا حبيبتي هي لم تأكله .....
لم يخرج من الأساس بعد .
أغلقت عينيها و هي تحاول فهم الأمر حتى فجأة فتحت
عينيها قائلة : إذاً هو في بطنها منذ البداية .... أي أنه يعيش بداخل
أمي .... أي ولدت به !!
.....
ثم أطلقت شهقة قائلة
: إذاً أنا أيضاً بداخلي
واحد !!!!
نظرا إليها بتعجب شديد و كيفية محاولة عقلها
للوصول إلى كيفية وجود هذا الطفل بداخل كوشينا حتى احتضنها ناروتو قائلاً و هو
يضحك : لا ليس بعد ...... عندما تصبحين كوالدتك سيكون بداخلكِ
واحداً صغيرتي .
أضاقت عينيها و هي تنفخ خديها بإنزعاج قائلة
: لا أفهم .
نظر كل من ناروتو و كوشينا للآخر ثم ضحكا ليقول
لأياكو : حسناً سأخبرك ...
اتسعت عينيا كوشينا بتوتر بينما ناروتو ينظر
لأياكو و التي تنظر إليه تنتظر شرحه و بعد مرور فترة قصيرة قال بحيرة
: في الواقع ... لن أستطيع .
نظرت إليه بإنزعاج لينهض قائلاً
: اشرحي لها الأمر كوشينا حتى
آتي .
اتسعت عينا كوشينا بتعجب شديد قائلة
: ماذا ؟!!
و عندما نظرت أمامها وجدت أياكو تقف أمامها و تنظر
إليها بابتسامة فنظرت إليها كوشينا و كأنها تورطت ثم قالت بابتسامة مرتبكة
: ما رأيك أن أخبركِ بعد أن
نجلس معاً قليلاً فحقاً اشتقت إليكِ أكثر مما تتخيلين .
و قبل أن تنطق أياكو أمسكت كوشينا بيدها لتجد فجأة
ناروتو يحملها لتضحك بسعادة و نهضت كوشينا أيضاً ليتوجهوا جميعاً للجلوس على تلك
الأريكة كوشينا على اليمين و ناروتو على اليسار و أياكو بالمنتصف قائلة بسعادة
: كم أنا سعيدة .....
أريد البقاء معكما .... لا تتركاني ثانية .
نظرا إليها بابتسامة ثم نظرت كوشينا لناروتو و
كأنها تترجاه بأن يجعلها تعيش معهما لترى نظرته لها و كأنه يؤجل الحديث في هذا
الأمر فأعادت نظرها لأياكو قائلة و هي تحتضنها
: حسناً صغيرتي .. أنه موعد
الغداء .. ألستِ جائعة ؟؟
قفزت أياكو من فوق الأريكة لتقف على الأرض أمامها
و أطلقت صيحة سعادة قائلة ببراءة
: أأنهيتِ تحضير الطعام
؟؟ .... اشتقت كثيراً لطعامك أمي .. ليس هناك من يصنعه أفضل منكِ .... هيا .هيا
فأنا لم آكل شيئاً منذ الصباح .
نظر إليها ناروتو و كأنه يصطنع الإنزعاج لتقول
أياكو بابتسامة و خجل : إلا أن أبي قام بشراء بعض الحلوى لي في الطريق .
ثم فجأة اقتربت منها و هي تضحك بسعادة قائلة
: أتعلمين أمي ......
أبي كان يحملني طوال الطريق ....كنت أطيـــر !! ...
ضحكا لتكمل أياكو
: حقاً ...... أخبرها
أبي ..... كان يطير بي بسرعة شديدة ..... شعرت و كأنني أحد العصافير التي أراها كل
صباح ..... أتذكرين عندما كنا نراها معاً أمي ؟؟
وضعت كوشينا يدها على شعر أياكو تلاعبها قائلة
: بلى أتذكر كل شيء فعلته معكِ
صغيرتي .
ثم نظرت إلى ناروتو بابتسامة ليبادلها الإبتسامة
حتى قالت أياكو وهي تقوم بجذب كوشينا لتنهض قائلة
: هيا أمــــي ..... أريد الغداء
... هيــــــآ .
ضحكت كوشينا قائلة
: حسناً على رسلك .. سأنهض كما
تريدين .
وضعت كوشينا يدها على ظهرها بتعب و هي تنهض ليقترب
منها ناروتو و يمسك بيديها ليجعلها تنهض و لكن فجأة شعرت بألم فجلست و هي تطلق
صرخة ألم ليقترب ناروتو منها أكثر قائلاً بابتسامة
: أمسكِ بي حبيبتي .. سوف
أساعدكِ .
وضعت ذراعيها حول رقبته ليحتضنها هو أيضاً و ينهض
بها ببطء لكي لا تشعر بألم حتى وقفت و نظرت إليه قائلة بمزاح
: أين كنت أنت عندما كنت أحاول
النهوض من على السرير صباحاً ؟؟
ضحك قائلاً
: سامحيني أميرتي .. اضطررت
للذهاب بسرعة لكي أستطيع إحضارها و العودة لتجلسي معها أكبر فترة ممكنة .
قاطعتهما أياكو و التي كانت تنظر إليهما بتعجب حتى
اقتربت و قامت بإمساك ملابس كل منهما قائلة بقلق
: هل أمي مريضة أبي ؟؟؟!!!
نظرا إليها ثم رفعا نظرهما لينظرا إلى بعضهما
فقالت كوشينا : اشرح لها الأمر حتى أعد الطعام و آتي .
ابتعدت من أمامه ليقول لها بلطف
: كوني حذرة كوشينا و لا تجهدي
نفسك سنتأتي لمساعدتك الآن حبيبتي .
التفتت لتنظر إليه بابتسامة قائلة
: لا تقلق ... ابقَ معها حتى
أناديكما لحمل الأطباق معي .
و على الغداء
.......
وضعت كوشينا آخر طبق على المائدة قائلة
: أياكو .. هيا صغيرتي ..
اذهبي لغسل يديكِ ثم تعالي لتناول طعامك .
رأت ناروتو يقبل عليها لدخول الغرفة فابتسمت إلا
أن فجأة وجدت شيء جسم صغير يجري من وراءه حتى سبقه و جلس على كرسيه قائلاً و هو
يخرج لسانه لناروتو : سبقتك .
ذهب للجلوس على كرسيه قائلاً بمزاح و هو يقوم
بمداعبتها عند بطنها لتضحك بسعادة
: هذا غير عادل .... لم
تخبريني بأننا في سباق من الأساس .
قالت وسط ضحكاتها
: أنت من نسى أبي .....
دائماً كنا نتسابق من يصل أولاً للمائدة .. و أنا من يفوز .
ابتسم قائلاً
: حقاً ..... حسناً ....
و زاد مداعبتها ليزداد ضحكها قائلة
: حسناً أبي .. كفى آسفة
...... يكفي .. يكفي ...
ضحكت كوشينا و هي تجلس بجانب أياكو قائلة
: اتركها ناروتو .. تأكل أولاً
ثم ألعبا معاً كما تريدان .
أبعد ناروتو يده عنها ليتوقف ضحكها تدريجياً ثم
تنظر للطعام و الذي فور أن وقعت عينيها عليه هتفت بسعادة
: كنت أعلم .... أعددتِ
لي طعامي المفضل ...... أنتِ أفضل أم في العالم .
و احتضنتها لتقول كوشينا بسعادة
: علمت بأنه سيسعدكِ ....
تذوقيه أولاً فلا أعتقد بأن طعمه سيكون كما أعتدتِ .
ضحكت قائلة
: يعجبني كل شيء من
يديكِ أمي .
ثم جلست على كرسيها و بدأت تأكل فنظرا إليها
بسعادة ثم حركت كوشينا نظرها نحو ناروتو قائلة
: ناروتو .....
نظر إليها لتقول بإرتباك و تردد
: سأخبرك بشيء و لكن أرجوك لا
تغضب ... اتفقنا .
تغيرت ملامح وجهه المرحة إلى نظرات جادة قائلاً
: إن كان شيء يزعج فلا داعي
لإخباري الآن .
نظرت إليه بحزن ثم أنزلت وجهها و بعد فترة رفعته
قائلة : لا و لكن ..... إن لم أخبرك ستنزعج أكثر .
نظر إليها بهدوء قائلاً
: ماذا حدث ؟؟
ابتسمت بإرتباك قائلة
: حسناً كنت فقط أريد إخبارك
أن .......
صمتت قليلاً و هو ينظر إليها لتستجمع قواها قائلة
: نـ .. نيا ..... لم تأتي اليوم
.. و لكن لا تنزعج منها فربما يكون هناك ما منعها من المجيء .. أرجوك لا تنزعج مـ .....
تدريجياً وجدت ضحكته تزداد مما جعلها تتوقف فور أن
ضحك بشدة قائلاً : أهذا كل شيء ؟؟!!
أومأت برأسها بقلق ليضحك أكثر ثم يقول
: لاداعي ... لن أغضب منها ...
لأنني من طلب منها عدم المجيء اليوم من الأساس ......
نظرت إليه بتعجب ليكمل
: أردت أن يكون هذا اليوم لنا
مع أياكو فقط ...
ثم نظر إلى أياكو و هي تأكل ببراءة قائلاً
بابتسامة : ثم أنها لا تكون على طبيعتها أمام أي شخص غريب عنها ....
و بالنسبة لها .. الجميع هنا لا تعرفهم ...... لذلك وجودنا نحن فقط معها سيجعلها
منفتحة معنا كما كانت في قريتك .
ابتسمت كوشينا بإرتياح ليقاطعها فجأة وضع أياكو
شيء في طبقها قائلة : سألت أبي كيف يأكل أخي الصغير و هو بداخلكِ فأخبرني أنه
يأكل من طعامك .... لذلك يجب أن تأكلي أكثر من المعتاد ....
نظرت إليها كوشينا بتعجب لتضع أياكو قطعتين واحدة
من السمك و الأخرى من اللحم قائلة
:كلي هاتين و لكن أعطيه
هو السمك ليحبه مثلي و خذي أنتِ اللحم ..... لا تخلطي الأمر أمي و تأكلي أنتِ
السمك ... سأحزن إن فعلتِ .
منع ناروتو ضحكته لتنظر إليه كوشينا قائلة بتشتت
: ماذا أخبرتها بالضبط عني ؟!!!
ازداد ضحكه و أبعد وجهه عنهما لتتنهد كوشينا ثم
تنظر لأياكو و التي كانت تنظر إليها ببراءة لتقول كوشينا
: حسناً صغيرتي كما تريدين
.... لن آكل أنا طعامه ...... لا تحزني .
ابتسمت لها أياكو بسعادة ثم عادت للجلوس مكانها و
هي تكمل طعامها .......
و بعد الإنتهاء من طعامهم تحرك ناروتو نحو باب
المنزل للذهاب ليستوقفه صوت كوشينا تقول
:ناروتو .
توقف و نظر إليها لتتحرك نحوه حتى صلت إليه و وقفت
أمامه قائلة بحزن : إلى أين ؟؟
ابتسم بتوتر قائلاً
: إلى عملي حبيبتي ..... طلبت
من تسونادي تأجيل كل شيء حتى أعود فقط .
عقبت بحزن كبير
: و أليس من المفترض أن تبقي
معي اليوم ؟! .. على الأقل لكي تجلس مع أياكو قبل أن تعيدها ثانية .......
ظهر الإنزعاج على وجهه فهذا ما يريده في الحقيقة و
لكن كالعادة لا يستطيع ثم قال : أعلم و أنا أريد البقاء معها و لا أضيع لحظة واحدة قبل
أن أعيدها و لكن ..... لا مفر عزيزتي ...
ثم اقترب منها مقبلاً جبهتها قائلاً
: سأحاول العودة مبكراً .
لم تتغير ملامح وجهها فرغم أنه يحاول العودة
مبكراً إلا أنه دائماً يتأخر و عندمالاحظ هذا قال بمزاح
: بهذا الوجه لن أستطيع إنجاز
أي شيء و سأتأخر أكثر من يوم أيضاً ....
أطلقت ضحكة صغيرة لتتسع ابتسامته و يسمعا فجأة صوت
أقدام أياكو الصغيرة و هي تجري قادمة من الغرفة و التي توجد في الدور السفلي و
فجأة ظهرت و هي تجري نحوهما قائلة
:أبــي .
تحرك لليمين قليلاً و انخفض بمستواه لتصطدم به
أياكو بقوة و هي تحتضنه مما جعله يقول مازحاً معها
: أعنف حضن حصلت عليه من قبل
صغيرتي .
قامت بإحتضانه أكثر قائلة بسعادة
: شكراً لك ... أعجبتني
تلك الغرفة كثيراً .
ابتسم و هو يداعب رأسها لتضحك برقة ثم نهض قائلاً
: حسناً ... إلى اللقاء
عزيزتاي .
تعلقت أياكو بساقه قائلة بخوف
: إلى أين أبي ؟؟ ....
لقد جئت لتوي .. تتركني و تذهب !! ....
انحنى ليحملها ثم يعتدل ثانية قائلاً بلطف
: آسف .... سامحيني هذه المرة
فقط .... غداً سأحاول أن أجلس معكِ اليوم بأكمله .
قالت بإنزعاج
: و اليوم ؟؟
نظر لكوشينا ثم أعاد نظره إليها قائلاً
: لن أستطيع .... ثم أن والدتك
معكِ ابقيا معاً حتى آتي .. اتفقنا ؟؟
نظرت إليه بغضب قائلة
: لا .. أريد البقاء معك
.... أرجوك أبي .... أنت تعمل كل يوم .. تخلى عن عملك اليوم فقط لأجلي .
نظر إليها قليلاً ثم اقترب مقبلاً خدها و أنزلها
على الأرض قائلاً و هو يضع يديه على كتفيها
: لن أستطيع اليوم حبيبتي ....
و أعدكِ غداً سأبقى معكِ كما تريدين و لن أترككِ أبداً ..... إلى اللقاء صغيرتي .
نظرت إليه بحزن و لم تعقب بينما داعب رأسها و نهض
للذهاب فاستدارت بحزن لتراها كوشينا و التي لم تستطع الإنحاء فوضعت يدها على رأس
أياكو قائلة : لا تحزني صغيرتي ..... أباكي هنا أكثر إنشغالاً مما كان
هناك بكثير و لن يستطيع التغيب متى أراد ..... كوني لطيفة و تعالي معي نلعب معاً
قليلاً حتى يأتي و يبقى معكِ كما تريدين .
نظرت إليها ببراءة كعادتها ثم قالت باستسلام و هي
تخفض رأسها : حسناً .
و بعد مرور نصف ساعة
........
ألم تكن تسرح لكِ شعركِ على
الأقل أياكو ؟؟!
قالت كوشينا هذا مخاطبة أياكو الجالسة أماها حيث
تقوم كوشينا بتمشيط شعر أياكو رغم أنه لا يوجد من يعتني به إلا أنه مازال ناعماً و
جميلاً ، أجابتها أياكو بابتسامة ساخرة
: بالطبع لا .... لديها
ثلاثة أطفال غيري .... هل ستترك أولادها من أجل الإعتناء بابنة زوجها من امرأة
أخرى !.... بكل تأكيد لا تمتلك وقتاً لي .
أجابتها كوشينا بعطف
: لماذا تقولين هذا حبيبتي ؟
أجابتها أياكو بضر : لأن هذا بديهي .... و ربما
هذا ما ستفعلينه أنتِ أيضاً عندما يأتي أخي
.
قالت كوشينا بسرعة
: ماذا ؟!! ... بالطبع لا ..
أنتِ أيضاً ابنتي مثله .... أعني ... ربما يقل اهتمامي قليلاً فله حقه أيضاً ...
قاطعتها أياكو قائلة
: أرأيتِ ! ... هذا ما
أتحدث عنه ... هي تمتلك ثلاثة .. و أنا ابنة زوجها من أخرى .... أي لا توجد لي حصة
من اهتمامها من الأساس .
أجابتها كوشينا بتعجب
: و هل هذا يعني ألا تهتم بكِ
بما أنكِ لستِ ابنتها ؟!!
ابتسمت أياكو بسخرية قائلة
: بكل تأكيد .
نظرت كوشينا لأياكو بحزن لتكمل أياكو
: فمثلاً إن تزوج أبي
امرأة أخرى غيرك و أحضر منها أطفال .. هل ستحبينهم ؟؟!
قالت كوشينا بسرعة و انفعال
: أباكي لن يفعل شيئاً كهذا !!
قالت أياكو بملل
: أعلم .. فقط أعطيكِ
مثالاً لما تشعر به هي نحوي .
ساد الصمت لفترة حتى فجأة سمعت أياكو كوشينا تقول
: لا !
تعجبت أياكو من هذا الرد لتكمل كوشينا
: لا لن أكرههم .... أعني لا
دخل لهم بالأمر ... فهم أولاده بعد كل شيء ... رغم أن هذا سيجرحني بعض الشيء .....
و لكن ربما يتحتم عليه الأمر في يوم من الأيام .
اتسعت عينا أياكو بشدة قائلة بانفعال
: أمر ماذا أمي الذي
يجعل أبي يحب امرأة غيرك و يتزوجها و ينجب منها أيضاً !!! .. مستحيـــل ..... لا
يوجد أي شيء يجعله يفعل شيئًا كهذا !
أجابتها كوشينا بهدوء و قد ظهر عليها أنها مهمومة
بأمر ما : بلى يوجد ..... و أنا لن أنزعج منه إن تعرض لأي ظرف من
تلك الظروف و لن أكره أطفال ناروتو أياً كانت المرأة التي ستنجبهم .
نظرت إليها أياكو بتعجب عدم فهم بينما كوشينا
تستمر في تمشيط شعرها و هي تنظر إليه بشرود كبير حتى انتبهت أن أياكو تنظر إليها
لتضربها بخفة على ظهرها قائلة بمزاح
: ثم ما دخلك أنتِ بتلك الأمور
... لا تتدخلي في أمور الكبار ثانية ....لازلتِ صغيرة .... و أنظري أمامك حتى
أستطيع تمشيط شعرك جيداً .
ابتسمت أياكو في البداية من ضربة كوشينا و سرعان ما
نفخت خديها بإنزعاج بعد جملة كوشينا الأخيرة ثم نظرت أمامها كما أمرتها
....
و في المساء في منزل ساسكي
........
كانا يتناولان العشاء بهدوء غريب على أي أحد إلا
عليهما فساكورا بالفعل تتعايش معه و لا تزعجه و لا بكلمة واحدة حتى و لم تعد تطلب
منه أي شيء إلا إن طلب هو ، كانت تحرك عصيانها في الطبق فقط و هي تسند رأسها ليدها
اليسرى و تنظر للطبق بملل بينما ساسكي يتناول الطعام بهدوء و لفترة يلاحظ حالتها
تلك حتى قال في النهاية : ساكورا .
رفعت عينيها له وحاولت العودة لحالتها الطبيعية و
رسمت ابتسامة على وجهها قائلة : أتريد المزيد ؟
أجابها بهدوء
: لا شكراً .....
اتسعت ابتسامتها بهدوء ثم أنزلت رأسها لينظر إليها
قليلاً ثم يقول : أنا مسافر .
نظرت إليه بسرعة ليلاحظ التعجب الشديد على وجهها
فيتنهد ثم يقول بهدوئه : هناك اجتماع .. و يجب على أحدنا أنا أو ناروتو الذهاب
..... ولأنني أعلم ظروفه هذه الأيام سأذهب أنا ... أنا لم أخبره به و هو لا يعرف
فإن علم بالأمر سيصر هو على الذهاب ظناً منه أن هذا يزعجني لذلك سأسافر و بعدها
سأخبره أي لا تخطأي أمامه
.....
تبادلا النظر قليلاً حتى أكمل
: سأسافر غداً باكراً ........
نظرت إليه لفترة بتشتت و هي تحاول منع ما بداخلها
و لكن في النهاية قالت و يبدو أنها تحاول السيطرة على أعصابها
: ساسكي-كن أنت ......
قاطعها قائلاً
: أعلم .... وعدتك بالبقاء
معكِ غداً ... و لكن الأمور جاءت هكذا .... لا تكوني طفلة و أجلي إجازتنا تلك ليوم
آخر .
عضت على أسنانها بغضب شديد ثم نهضت و هي تضرب
بالمنديل الذي بيدها الطاولة و تركته و ذهبت لتصعد متجهة لغرفتها
........
و بعد مرور ساعة كان ساسكي ينام على سريره بكل
هدوء أما ساكورا تجلس على السرير و تنظر أمامها بشرود حتى فجأة بدأت بالبكاء و لكن
بغير صوت لكي لا توقظه و ألقت عليه نظرة حيث كان يصدر لها ظهره فازداد بكاءها ثم
نظرت أمامها لفترة قبل أن تجد نفسها فجأة تنهض من على السرير متجهة نحو الخزانة
لفتحها و أخذ معطف منها و تغلق الخزانة ثانية متوجهة نحو الأسفل بسرعة ذاهبة للباب
لتخرج من المنزل و الذي فور أن أغلقته أخذت نفساً عميقاً و كأنها استطاعت التنفس
أخيراً و رفعت رأسها و هي تحاول إدخال الدموع التي لازالت تبلل رموشها و عينيها ثم
وضعت يديها بداخل جيوب المعطف و اتخذت طريقها للذهاب
.......
بينما في منزل آخر
........
للغريب حدث كما أخبرها .. عاد مبكراً على غير
عادته !! ..... كانت كوشينا تجلس في غرفة المعيشة على أريكة وأمامها ناروتو و
أياكو يبعدان عنها مسافة يجلسان أمام المدفأة و هما يلعبان معاً بينما كانت
تشاهدهما بابتسامة لطيفة هي و تحرك يدها على بطنها بلطف و فجأة قالت بمزاح
: إذاً تعود من عملك باكراً من
أجل أياكو و لكن من أجلي أنا .. لا .
نظر إليها ناروتو و هي يغلق عينه اليسرى بحيث كان
ينام على الأرض و أياكو فوقه و هو يمسكها بيديه و يرفعها عنه قليلاً بينما هي تقوم
بمداعبته و هي تضحك بسعادة مما جعله يضحك قائلاً
:لا الأمر ليس هكذا فقط .......
قاطعته قائلة
: فقط لا تكذب .
ضحك ثم نظر إلى أياكو قائلاً
: في الحقيقة لم أتحمل أن تكون
صغيرتي موجودة معي في المنزل و لا أنجز ما ورائي سريعاً لأستطيع البقاء معها
قليلاً قبل أن تنام .
ضحكت أياكو قائلة
: أخبرتك بألا تذهب من
الأساس .
بينما قالت كوشينا
: بالطبع بينما أنتظرك أنا حتى
تأتي و لا أنام و هذا ما يجعلك تتأخر كما تريد .
نظر إليها قائلاً
: يبدو أنكِ منزعجة مني كثيراً !!
ضحكت قائلة
: و هل يمكنني !! .... لا
أبداً ..... فقط لو تفعل من أجلي ما تفعله لتلك الطفلة .
نظر إليها قليلاً ثم نظر إلى أياكو هامساً لها
بمزاح : أرأيتِ في لحظة واحدة أشعلتِ غيرة والدتك ..أهذا يسعدكِ
الآن ؟!!
ضحكت بسعادة كبيرة و طفولية هامسة له
: نعم .
داعبها قائلاً بمزاح و هو يعتدل في جلسته و يضعها
على الأرض و ينهض : حسناً سأرى هذا معكِ لاحقاً .
ازداد ضحكها أكثر لتعود لألعابها بينما توجه هو
نحو كوشينا و عندما وصل ألقى بنفسه على الأريكة قائلاً بمزاح
: حقاً لا تعرفين الموقف الذي
وضعتيني فيه حتى أحضرها إليكِ ! ... فقط محاولتي لاستعطاف والدها ليقبل !! ..... و
في النهاية لا أفعل شيئاً لكِ !
نظرت إليه بابتسامة ثم وضعت يدها على خده الأيسر
في حين كانت تجلس على يمينه لتقوم بتحريك وجهه إليها هامسة له بحنان
: و كأنني لا أستحق أن تفعل
هذا لأجلي .
نظر إليها بشرود كبير حيث كان وجهيهما متقابلين
تماماً و يبدو من طريقة كوشينا أنها تريد شيئاً و في النهاية قال بشروده
: على العكس ... أنتِ تستحقين
أكثر من هذا بكثير .. و لكن .......
قاطعته بنفس طريقتها
: و لكن ...
أكمل
: فقط كان صعباً قليلاً .
اتسعت ابتسامتها ثم قالت بتكبر
: على كل حال لم أطلب منك
إحضارها أنت من أحضرها .
عقب بابتسامة حنونة
: لمعرفتي كم سيسعدكِ هذا .
احمرت وجنتيها فور سماعها هذا و هي تبتسم بسعادة و
فجأة تحركت نحوه أكثر و كان سيسايرها لولا سماعه صوت ألعاب أياكو فوضع يده على
يدها التي على خده و أنزلها هامساً بابتسامة
: ليس الآن حبيبتي ... أياكو
هنا .
وضعت يدها ثانية على خده مقتربة أكثر هامسة
: لن تنتبه ... لا تهتم .
أجابها بهمس أيضا
: و إن انتبهت ..
عقبت بنفس الأسلوب
: لازالت صغيرة لن تفهم شيئاً .
ابتسم هامساً لها و هو يبعد وجهه قليلاً
: بل ستفهم في يوم من الأيام
.. ضعي هذا في الاعتبار .
اقتربت هي منه هامسة
: و ما المشكلة ؟؟ ..... نحن
أبويها لا أظن أن هناك مشكلة في هذا .
نظر إليها بابتسامة و كأنه لا فائدة من التحدث
إليها مما جعلها تبتسم عند رؤية ابتسامته بينما قال هو
: حسناً على الأقل انتظري حتى
تنام و بعدها أفعل ما تريدينه .
قربته منها هامسة
: أياكو لا تنام الآن كما تعلم
.... و في الحقيقة لن أضيع هذا اليوم .... فقد أخذت إجازة لها لمدة يومين حتى إنك
لم تفعل هذا لأجلي .
رفع أحد حاجبيه استنكاراً لما تقول فعدلت قولها
: حسناً و لكنك طلبت يوماً
واحداً فقط .
عقب بابتسامة
: و من قال إنني طلبت اثنين
... اليوم أمضيت قليلاً منه خارج المنزل و سأعود غداً للأسف و لكن لمساعدة تسونادي
فقط صباحاً أي أنني سأعود مبكراً لتمضية بقية اليوم معكما ... و لكن لا أظن بأن
تلك تعتبر إجازة .
ابتسمت هامسة
: لا تحاول الهرب مني ... فكم
مرة أستطيع برأيك رؤيتك تجلس بجانبي هكذا !!
بادلها الإبتسامة قائلاً
: حقاً ؟؟ ..... لم أتحرك من
جانبكِ منذ أيام كوشينا .
عقبت بطفوليه قليلاً
: أعلم ناروتو و لكن .....
قاطعها قائلاً
: توقفي عن طفوليتكِ تلك حتى
نذهب لغرفتنا و عندها سأكون ملكك لبقية اليوم .
ابتسمت قائلة
: إذاً هيا بنا .
تنهد قائلاً
: يا إلهي .... لا فائدة .....
قلت لكِ عندما تنام أياكو .... انتظري قليلاً فقط حبيبتي .
عقبت بغضب
: نعم .نعم لكي تنام أنت أيضاً
و يكون يوم إجازة لك قد ضاع بدون أن أستغله .
أدار عينيه ثم نظر إلى وجهها الغاضب قليلاً ليبتسم
بلطف قائلاً : أتعلمين أنها المرة الأولى التي أنتبه فيها أنكِ جميلة
عندما تغضبين .
ضربته بخفة قائلة
: لا تغير الموضوع .
أطلق ضحكة صغيرة ثم نظر إليها بقلة حيلة قائلاً
: ماذا تريدين أميرتي ؟؟!
احمرت وجنتيها قائلة
: اشتقت إليك ..... ألم تشتق
إلي ؟!!
اقتربت منه أكثر و هذه المرة بدأ بالإنحاء للوراء
قليلاً بتوتر و بصعوبة قال بإرتباك
: بلى .. فعلت ... بالطبع ..
ولكن ...
قاطعته بابتسامة قائلة
: اذهب لجعل أياكو تنام و أنا
أنتظرك بالأعلى .
تبادلا النظر لفترة و قد بدت كوشينا و كأنها تبرق
في عينيه فهمس باستسلام أمامها و بدون شعور
: لن أتأخر .. سأجعلها تنام و
أتبعك .
اتسعت ابتسامتها بانتصار و سعادة كبيرة بينما نهض
هو متوجهاً نحو أياكو و التي كانت تجلس و حولها ألعاب كثيرة تلعب بها بسعادة ، و
عندما وصل إليها قام بحملها فضحكت بسعادة فهي تحب هذا كثيراً و كلما رأته كانت
تطلب منه أن يحملها فأجلسها على ذراعه الأيسر و الذي يضعه أمام صدره قليلاً و هو
واقف قائلاً بابتسامة : ما رأيك بالذهاب للنوم صغيرتي ؟؟
عبس وجهها قائلة
: لا ..... مازال الوقت
مبكراً .. إنها العاشرة فقط أبي .
عقب بحزم
: صحيح و لذلك يجب أن تنامي
الآن ... ليس جيداً لكِ أن تستيقظي حتى وقت متأخر هكذا صغيرتي .
قالت بإنزعاج و هي تحرك يديها بغضب
: و لكنني لا أريد .
تنهد قائلاً
: هيا أياكو فسوف ننام نحن
أيضاً .
نظرت إليه بغضب طفولي و الذي عادة يضعف أمامه حتى
ابتسمت قائلة و هي تحتضنه : حسناً .. لا بأس ... و لكن لا أريد النوم وحدي .
فكر ناروتو قليلاً ثم قال بابتسامة
: لا بأس سآتي معكِ حتى تنامي .
قالت بحزن
: و بعدها تتركني ؟؟
نظر إليها قليلاً و كأنه يبحث عن رد مناسب
: بالطبع لا صغيرتي الجميلة
..... فقط سأذهب لرؤية والدتك و أعود إليكِ .
نظرت أياكو لها بحقد قائلة
: عندما تذهب إليها لن
تتركك .. أعلم .
غضبت كوشينا من تلك الجملة و التي استفزتها بعض
الشيء ثم أبعدت عينيها عنهما بإنزعاج و لكن ناروتو قال سريعاً ليعيد انتباه أياكو إليه
: لا صغيرتي ... سأطمئن عليها
فقط ........
ثم اقترب هامساً لها لكي لا تسمع كوشينا
: أطمئن على طفلي الذي معها
ليس عليها هي .
كان متأكداً تمام التأكد أن هذا كافِ لتصدقه أياكو
فلطالما كانت هي و كوشينا عدوتين عليه فمن تفوز به كأنها فازت في معركة ، فظن أن بهذا
لن تعارض و ستأتي معه بهدوء ، ابتسمت أياكو بخبث و هي تنظر لكوشينا الجالسة هناك
تتساءل عما يدور بينهما بينما أعادت أياكو نظرها إليه هامسة
: أعلم أبي .. و لكنها
لن تتركك أيضاً .
نظر إليها بضيق و كأنه لم يعد يجد حجة مناسبة فقال
: و ماذا الذي تريدينه صغيرتي
؟؟
ابتسمت قائلة بثقة
: أنام معكما في غرفتكما .
اتسعت عينا كل منهما فور سماع هذا الطلب و الذي
سيفشل مخطط كوشينا بالكامل و التي نظرت إليها بنفاذ صبر قائلة في نفسها
: تلك الفتاة !!
بينما قال ناروتو محدثاً نفسه بتعب
: إذاً هذا ما سنواجهه .
نظرت أياكو إليه بعينين طفوليتين آملتين أن يوافق
على طلبها و اللتان يضعف أمامها كثيراً ربما لم يصمد أمامها من قبل و بطبيعة الحال
كان رده هذه المرة كسابقتها عندما تنظر إليه هكذا ، قاوم طويلاً و لكن في النهاية
قال بصعوبة : حسناً .. لا بأس .
أطلقت صيحة إنتصار قائلة بسعادة
: سأنام مع ماما و بابا
اليوم ..... كم أنا سعيدة ! ... شكراً لك أبي .
احتضنته بقوة و سعادة بينما حرك عينيه نحو كوشينا
و التي رمته بنظرة حادة و غاضبة و على وجهها هدوء مخيف فنظر إليها و كأنه تورط و
لم يستطع رفض طلب أياكو له فأبعدت عينيها عنه بضجر بينما قاطع هذا كله طرق على
الباب و الذي كان بمثابة إنقاذ لناروتو من بين تلك الفتاتين فوضع أياكو على الأرض
سريعاً قائلاً : سأذهب لأرى من .
خرج من غرفة المعيشة و التي شبه منفتحة على المنزل
أكمله حيث كان لها جدارين فقط أحدهما كان وراء الأريكة التي يجلسان عليها بمسافة و
الآخر يوجد به مدفأة و التي كانت تجلس أياكو أمامها تلعب و هو مقابل للآخر ، توجه
ناروتو نحو الباب بسرعة قائلاً في نفسه
: يالها من ليلة !! ... من آتٍ
أيضاً ؟؟
فتحه لتقع عينيه على صديقته الوردية و التي نظرت
إليه أيضاً ، ساد الصمت لفترة فأحدهما ينتظر لسماع ما يريده طارق الباب و الآخر و
كأنه متردد من قول ما يريده و أثناء ذلك دارت فكرة بعقل ناروتو فابتسم و جذبها
بسرعة للداخل لتقول بتعجب : ماذا ؟!!
وضع يده على فمها لتتسع عينيها بدهشة بينما جذبها
هو و لم يتوقف حتى وصلا إلى إحدى الغرف القريبة من الباب و التي كان بإمكانه منها
رؤية أياكو تجلس بجانب كوشينا على الأريكة و تلعب معها بسعادة ، ألقى عليهما نظرة
للتأكد بأنهما لا تنتبهان له ثم أعاد نظره لساكورا و التي أزالت يده عن فمها قائلة
بتعجب شديد : ماذا هناك ناروتو ؟؟ ... تبدو و كأنك تهرب من شيء !!
أجابها بضيق
: ليس تماماً و لكنني أريد
مساعدتك في أمر ما .
ساكورا بتعجب
: مساعدتي !!
عقب سريعاً
: نعم ..... حسناً .... هناك
فتاة صغيرة كنت أهتم بها أنا و كوشينا عندما كنا في قريتها و قد أحضرتها لكي تبقى
معنا لفترة من أجل كوشينا فقد طلبت مني هذا في السابق و وجدت أنه من الجيد أن
أحضرها لها الآن بالأخص أنه لم يعد هناك الكثير على وضعها للطفل .... المهم أنها
تصر على النوم معنا
..........
نظرت إليه ساكورا بتعجب قائلة
: و ما المشكلة في هذا ؟؟!
نظر إليها بتوتر و كأنه يحاول إخبارها و لكن لا
يستطيع إيجاد كلمة مناسبة ليشرح لها ثم قال
:المشكلة .....
أدار عينيه في الغرفة بتشتت بينما ساكورا تراقبه
منتظرة إجابة حتى نظر إليها قائلاً
: في الواقع لا توجد مشكلة
..... و لكنني ... أعني ... كوشينا مريضة قليلاً هذه الأيام و تريدني بجانبها
..... و وجود أياكو بالمنتصف لن يكون لطيفاً .....
تبادلا النظرات و كأنها تنتظر التكملة ليكمل
: كوشينا ...... أعني أنا و هي
...... من النادر لي أخذ إجازة .... و هذا ما تنتظره كوشينا دائماً ......
توقف فجأة و هو ينظر إلى ساكورا محاولاً جعلها
تفهم فنظرت إليه قليلاً و الصمت يسود المكان و فجأة أبعدت نظرها عنه قائلة
: آه فهمت ... أكمل .
عاد قائلاً
: حسناً .... أياكو تصر بشدة و .......
قاطعته ساكورا قائلة
: لحظة .
توقف و نظر إليها بتعجب لتقول
: أياكو !! .... أتذكر بأن
كوشينا حدثتني عن تلك الطفلة من قبل ....
عقب قائلاً
: جيد ! ... حسناً ربما ذكرت
لكِ كوشينا تلك المنافسة بينهما عندما يتعلق الأمر بي ....
قاطعته قائلة
: نعم أتذكر بأنها كانت تغيير
عليك منها لأنها تأخذك منها طوال اليوم أو شيء كهذا .
أكمل
: تماماً و أنا في تلك المشكلة
ثانية ..... أياكو تريد النوم بجانبنا اليوم و كوشينا ...... كيف أشرح ... لن
أستطيع رفض طلبها فأنا أتغيب عنها كثيراً في الأيام التي من المفترض أن أكون
بجانبها دائماً .
ساكورا بحيرة
: إذاً .....
عقب بابتسامة
: إذاً يمكنكِ البقاء معنا
الليلة و النوم بجانب أياكو و تسير الليلة بشكل طبيعي .... هذا إن لم يكن يزعجكِ .
نظرت ساكورا بتشتت حولها قليلاً حتى قالت بتردد
: البقاء هنا الليلة ......
ثم عقبت في نفسها
: كنت سأذهب للبقاء مع والداي
اليوم و وجدت منزله في طريقي فقلت ربما يهدأني قليلاً كعادته و لكن بما أنه
يحتاجني لا بأس .... فحقاً لست على إستعداد للعودة لمنزل ساسكي-كن الآن .
نظر إليها على أمل أن تقبل هذا بينما كان بادياً
عليها التشتت الكبير مما جعله يقول بتفهم
: إذاً .. لا يمكنكِ.
استيقظت ساكورا من شرودها هذا و نظرت إليه بسرعة
لينظرا إلى بعضهما مدة حتى قالت بابتسامة
: سأبقى معها لا تقلق .
بادلها الإبتسامة بإرتياح ثم حرك نظره في الغرفة
قليلاً حتى قال بابتسامة مازحة و هو ينظر إليها
: منقذتي !
ابتسمت بلطف قائلة
: شيئاً مما تفعله لأجلي .
ارتسمت على شفتيه ابتسامة رقيقة فور ظهور
ابتسامتها و اتسعت بعد إستيعاب الجملة التي وجهتها إليه بينما نظرت إليه هي قليلاً
و تدريجياً بدأت ابتسامتها بالإتساع له و أبعدت عينيها عنه ليترك الغرفة و يذهب و
تتبعه هي .....
دخل ناروتو ليجد كوشينا تحاول إقناع أياكو أن تنام
في غرفتها اليوم و لكن لا فائدة ، رغم أن أياكو لا تفهم سبب إصرار كوشينا إلا أنها
رأت أن نومها معهما سيزعجها مما جعلها تصر أكثر و أكثر عليه بدون أن تعرف السبب
حتى فقاطعهما ناروتو قائلاً : إذاً ....
نظرتا إليه ليكمل
: تغيرت بعض الأمور ......
دخلت ساكورا الغرفة ليقول بابتسامة
: ستبقى معنا ساكورا الليلة
... و سوف تنام أياكو معها .
ابتسمت كوشينا بسعادة كبيرة بينما نظرت إليه أياكو
بصدمة فاقترب ناروتو منها و انخفض قليلاً ليكون وجهه أمامها و هي جالسة على
الأريكة هامساً لها : هي ضيفة هنا و لا يصح أن نتركها وحدها و لذلك تولي أنتِ
النوم بجانبها اليوم .
نظرت إليه بنفاذ صبر ثم قالت بغضب
: و لماذا لا تنام أنت
معها ؟؟!
نظر إليها الجميع من تلك الجملة رغم أنها قالتها
بعفوية و لا تجد بها أي مشكلة إلا أنها جعلت من حولها جميعاً في إرتباك مما قالته
فكل من عينا كوشينا و ساكورا على أوسعهما بينما ألقى ناروتو نظرة على ساكورا و
التي أبعدت وجهها بسرعة بتوتر شديد و هي تضع يدها اليسرى على رقبتها من الخلف
بإرتباك ثم أعاد نظره أمامه و أطلق ضحكة بعفوية قائلاً
: لا يمكن حدوث هذا صغيرتي
..... ستفهمين فيما بعد .
نظرت إليه بعدم إقتناع قائلة
: إذاُ لتنم أمي بجانبها .
ابتسم قائلاً
: يجب أن أكون أنا بجانبها
للإهتمام بها و رعايتها حبيبتي .
عضت على أسنانها بغضب ثم نهضت من على الأريكة
واقفة أمام ساكورا قائلة بكره : لم أحبك أيتها الوردية المزعجة .
نظرت إليها ساكورا بعينين متسعتين و بصدمة فلم تكن
بحاجة لشيء ليحزنها الليلة فما جاء بها إلى هنا هو لإراحة عقلها و قلبها قليلاً
إلا أن يبدو أن هذا لم يتحقق لها ، و فجأة وجدت تلك الفتاة التي أمامها تخرج
لسانها لها فتحرك ناروتو سريعاً للوقوف أمام ساكورا قائلاً بتحذير
: أياكو .
نظرت إليه بعدم رضا لينظر إليه بجدية قائلاً
: اعتذري .
نظرت إليه بإصرار أنها لن تعتذر قائلة بثقة
: لن أفعل .
مما جعله يقول بغضب هذه المرة
: قلت اعتذري .
اهتزت ثقتها كثيراً بعد تلك النبرة و لكنها مازالت
تنظر إليه بعناد على موقفها مما جعل نظراته مخيفة أكثر بالنسبة لها فوضعت ساكورا
يدها على كتف ناروتو قائلة بابتسامة متوترة
: لا داعي ناروتو .. لم يزعجني
هذا .
و لكن ابتسامتها اختفت و اتسعت عينيها بشدة فور
سماعه يهمس : لن أسمح لأي أحد بإهانتكِ حتى و لو كانت ابنتي .
لم يحرك عينيه عن أياكو بينما نسيت ساكورا أمرها
تماماً ، فربما كانت مخيلتها فقط من تهيؤ لها تلك الأمور و لكن في نفس الوقت
متأكدة أنها سمعته و بكل وضوح فتقريباً لم يسمعه غيرها في تلك الغرفة حيث أن كلامه
كان لها فقط ، كانت تلك من المرات القليلة جداً تكاد تكون منعدمة التي يغضب فيها
ناروتو من أياكو مما جعلها تقول و هي تنظر للأرض بندم
: آسفة ... سيدتي ....
لم أقصد .
هدأت نظرات ناروتو نحوها فور أن اعتذرت و أدرا
وجهه لساكورا قائلاً : لكِ الحرية في رفض عرضي الآن بعد ما حدث .
لم تستيقظ من شرودها به بعد و لكنها أيقظت نفسها
منه قائلة : لـ .. لا ... لا مشكلة لدي مطلقاً .... فتبدو لي لطيفة .
ثم اقتربت منها و انحنت لتنظر إليها بينما أياكو
تنظر إليها بخوف قليلاً فأياكو تشبه كوشينا في هذا دائماً ما تخاف من أي شخص غريب
عنها و لكن ساكورا ابتسمت لها بلطف قائلة و هي تمد يدها لمصافحتها
: كيف حالك أياكو ؟؟
نظرت إلى يدها بخوف و تردد و هي تضم يديها أمام
صدرها بخوف ثم استدارت و جرت سريعاً نحو غرفتها التي في هذا الدور فنظروا إليها و
هي تجري مبتعدة حتى اختفت خلف الجدار بينما اعتدلت ساكورا قائلة بتفهم وابتسامة
: لم تعتد عليّ بعد .. ربما
هذا هو السبب .
قالت كوشينا بابتسامة متوترة
: سامحيها ساكورا فأياكو لا
تعرف أحداً هنا غيرنا .
نظرت إليها ساكورا بابتسامة ليقول ناروتو بابتسامة
مازحاً لتلطيف الأجواء قليلاً : حقاً بدأت أخاف عليكِ من النوم معها !
اتسعت ابتسامة ساكورا قائلة
: سأتدبر أمري معها .... لا
تقلقا بهذا الشأن .
نهضت كوشينا و توجهت نحو السلم و لكنها توقفت فجأة
و عادت لتقف بجانب ناروتو و الذي كانت ساكورا على يساره بينما كوشينا وقفت على
يمينه و اقتربت من أذنه تهمس بها قائلة
: إياك و التأخر ... أنتظرك
بالأعلى .
ثم ابتعدت عنه و تحركت نحو السلم ثانية للصعود إلى
غرفتها بينما تسمر ناروتو في مكانه و هو ينظر أمامه بعينين متسعتين ثم يحركهما نحو
ساكورا و التي بدورها كانت تلقي عليه نظرة و تبعد عينيها و يبدو أنها سمعت كوشينا
أيضاً ، وقف كل من ناروتو و ساكورا أسفل هذا السلم فسوف يقوم ناروتو بصعوده بينما
هي تختفي وراء الجدار الذي يحف هذا السلم من اليمين و هو الجدار الذي يقفان عنده ،
نظرا إليها و هي تصعد حتى أعاد ناروتو نظره لها قائلاً
: حللتِ لي تلك المشكلة بمجرد
حضورك .
ابتسمت له قائلة
: و ما فائدتي إن لم تجدني
عندما تحتاجني ....
بادلها الإبتسامة قائلاً
: يكفيني أن تكوني بجانبي
ساكورا لا أريد شيئاً آخر .. هذا مساعدة لي في حد ذاته !
أنزلت عينيها بخجل قليلاً ثم رفعتها له قائلة
: لا بأس .... فهذا واجبي على
أي حال .
اتسعت ابتسامته و التي تنم عن سعادته الكبيرة لم
تعرف سببها بالضبط و لكنها كانت رائعة كعادته وفجأة قال و كأنه تذكر شيء لتوه
: صحيح .. بسبب هذا الموقف
نسيت تماماً .... ما الذي أتى بكِ إلى هنا من الأساس ؟؟!
رفعت نظرها إليه بتوتر شديد قائلة
: لـ .. لا شيء .. لا شيء لا
تهتم .
و أبعدت عينيها عنه بسرعة فحرك وجهه لينظر إليها
قائلاً بشك : ماذا هناك ساكورا ؟؟ .. أسمعك .
قالت بابتسامة متوترة
: هاه !! .. لا شيء كما أخبرتك
... فقط أطمئن عليك لا أكثر .
نظر إليها بعدم إقتناع قائلاً
: بل هناك أمر ما و لا تريدين
قوله لي .... أحدث لكِ شيء ؟؟!
عقبت بسرعة و هي تمنع حزنها من الظهور
: لا .. لا تقلق لم يحدث أي
شيء .. ها أنا أمامك بخير .. اطمئن .
قاطعها قائلاً
: ساكورا .
نظرت إليه لتجده ينظر إليها و هو مُصر أن هناك أمر
تخفيه عنه فحركت عينيها بعيداً عنه بتوتر قائلة في نفسها
: و الآن .... ماذا أفعل ؟؟
ثم أعادت وجهها نحوه قائلة
: سأخبرك غداً .
أضاق عينيه بشك لتقول مؤكدة
: حقاً ..... سأخبرك غداً فلا
وقت للتحدث الآن على ما يبدو .
جاءها رده
: على العكس ... يمكنني سماعك
إن أردتِ التحدث .
ابتسمت قائلة
: لا داعي .... ليس مهماً إلى
هذا الحد سنتحدث غداً .
نظر إليها مطولاً و مازال غير مقتنعاً بأنها تخفي
شيئاً صغيراً فقط ! ، فقد بدا الحزن إلى حد ما على وجهها و لكنه لم يملك إلا
الإنتظار حتى الصباح و ليضمن أنها لن تتهرب
.......
عديني
نظرت إليه بضيق ثم أبعدت عينيها عنه و كأنها تفكر
في مخرج و لكن لم يبدُ لها أنه يوجد مخرج من الأساس فأعادت وجهها إليه و تنهدت
قائلة : أعدك .
ابتسم بإرتياح لها لتبادله إياها فيقول
: إذاً ألا يجب أن تخبري ساسكي
بأمر بقاءك هنا لكي لا يقلق ؟؟! .. يمكنني الذهاب لإخباره .
ابتسمت بسخرية قائلة بلا مبالاة
: لا لن يفعل لقد نام بالفعل
.. لا أظن أن هذا سيزعجه أو سيشغل باله على أي حال .
هز رأسه بتفهم بينما أبعدت ساكورا نظرها نحو
اليسار و هي تضع يدها اليمنى على ذراعها الأيسر و كأنها تفكر بشيء و يبدو على وجهها
الحزن لولا أن فجأة قاطعهما صوت قادم من الأعلى قائلاً
: ناروتو ......
نظر كل منهما لمصدر الصوت ليجدا أنه قادم من غرفته
هو و كوشينا فأعاد نظره لساكورا قائلاً بابتسامة متوترة و هو يشير إلى تلك الغرفة
قائلاً : يبدو أنها .....
هزت ساكورا رأسها بتفهم ثم قالت بابتسامة ظهرت
بصعوبة : تنتظرك ... هيا اذهب لكي لا تتأخر عليها .
ابتسم قائلاً
: حسناً .. تصبحين على خير .
ابتسمت له ثم تحركت لليسار قليلاً لتجد هذا الممر
الذي يفصل بينه و بين السلم الجدار و غرفة أياكو مقابلة لهذا الجدار و لكن قبل أن
تذهب أمسك يدها قائلاً : و ....
حركت عينيها نحوه لتجد ابتسامة ناروتو نحوها و
الذي أكمل بعد فترة طويلة و هما يتبادلان النظر قائلاً بامتنان
: شكراً لكِ .
نظر كل منهما إلى الآخر و من المفترض أن يسرع في
الذهاب و لكن لا فائدة مضت فترة تقريباً حتى ترك ناروتو يدها ببطء و تحرك نحو
السلم ليصعده إلى غرفته بينما ظلت تراقبه من أسفل بصمت و كلما ابتعد أحست بشيء
غريب و هو ما رسم الخوف .. القلق ... شيء كهذا ... صعب وصف ما ظهر حينها و فجأة
تسارعت أنفاسها قائلة بهمس : لا تذهب .
توقف بسرعة فور سماع تلك الكلمة ! ، حرك عينيه
بتعجب أمامه ثم أدار وجهه لها قائلاً بدهشة
:ماذا قلتِ ؟؟!!
استيقظت فجأة على صوته قائلة بتوتر
: هاه !! ..... لا شيء ... لم
أقل شيئاً .
نظر إليها بشك بينما أنزلت هي رأسها و هي تحاول
رفع عينيها نحوه و لكن لا تستطيع ليعيد وجهه أمامه ثانية و كأنه سمع بشكل خاطئ فلم
يعر الأمر إهتماماً و استمر في طريقه حتى دخل غرفته في نفس اللحظة التي قالت فيها
في نفسها : ماذا بي ؟! ... و كأن روحي تحركت فجأة .. حتى أنني لا
استطيع تذكر ما قلته !! ... هل أصبح فمي يتحدث وحده !!
و عندما كانت على وشك الذهاب سمعت ضحكة كوشينا
تأتي من الأعلى و التي كُتمت فجأة فابتسمت بسخرية و اختفت خلف الجدار و سارت نحو
غرفة أياكو ......
بينما عندهما فور أن دخل الغرفة
...
وجدها واقفة أمام الباب بمسافة ليست ببعيدة و لا
بقريبة و تنظر إليه بخجل ليقترب منها بسرعة قائلاً
: ماذا ؟؟ .... ناروتو .ناروتو
ناروتو ! .. حسناً أنا هنا .
أطلقت ضحكة بخجل و سعادة و هي التي سمعتها ساكورا
قبل أن يكتم تلك الضحكة بقبلة منه لها ثم نظر إليها و هي تبتسم بنفس حالتها و لكن
بخجل و سعادة أشد بينما ابتسامته هو تختفي تدريجياً و يبدو أن عقله مشغل بأمر ما و
هو ما جعله يقول فجأة و هو يصطنع ابتسامة بسيطة قائلاً
: حبيبتي .. اسمحي لي بلحظة ..
سأذهب لأخذ حمام .
ابتسمت قائلة بلطف
: حسناً .
بادلها الابتسامة ثم توجه نحو الحمام و الذي فور
أن أغلق بابه اختفت ابتسامته تماماً و أغلق عينيه و هو يضع يده على الباب للحظات
قبل أن يستدير و يُسند رأسه من الخلف عليه ثم فتح عينيه قائلاً بتشتت في نفسه
: ما الذي يحدث ؟ .... ماذا
دهاني !! .... تلك ليست طبيعتي !!
ثم أغلق عينيه ثانية و يبدو على وجهه الإنزعاج بعض
الشيء ! ....
بينما بالأسفل
..
عندما دخلت الغرفة وجدت نورها مُضاء و لكن من
بداخلها ينام بهدوء و سلام كأنه مَلًك صغير في سريره فابتسمت برقة بدون شعور و
أغلقت النور ثم تحركت نحو تلك الفتاة الصغيرة أياكو و عندما وصلت لفراشها جلست
عليه لتستلقي بجانبها على اليمين و سحبت الغطاء فوقها و هي تنظر إليها و التي كانت
كأنها تنام في حضن ساكورا فقد وضعت ساكورا ذراعها الأيسر ليحوط أياكو من أعلى فوق
رأسها بينما تحرك يدها اليمنى على شعرها و هي نائمة ، ظلت على هذا الوضع طويلاً
تنظر لتلك الطفلة بشرود كبير و على شفتيها ابتسامة قائلة في نفسها
: تبدو حقاً لطيفة كثيراً و هي
نائمة ..... و تبدو كذلك أيضاً و هي مستيقظة و لكن ليس معي كالعادة ...... هل أنا
سيئة إلى هذا الحد ؟!! ... كرهتني من النظرة الأولى كما يفعل الجميع ..... إلا أنت
..... حتى ساسكي-كن كان يتجنبني دائماً و لم أكن سوى مزعجة صغيرة بالنسبة له قبل
أن يضطر للتواجد معي في نفس الفريق ربما هذا ما جعله يغير نظرته لي ...... و لكن
أنت الوحيد الذي أحبني منذ البداية ناروتو ...... رغم أنك الوحيد أيضاً الذي كنت
أعامله بخشونة مبالغ فيها هكذا ...... حقاً لا أعرف كيف يعمل عقلك !! ... كيف كنت
تراني لطيفة من الأساس ... أو كيف أحببت ساكورا التي كانت تقابلك بالرفض دائماً !!
.. حتى أنني لا أعلم لم كنت أتكبر ! ... رغم أنك منذ صغرك أفضل مني في كل شيء ..
كنت أتمادى كثيراً و لم تكن تمنعني على العكس كنت تقابلني بابتسامة و هو ما جعلني
أظن أنك ضعيف و لا تستطيع منعي إن أردت .... كنت سطحية إلى حد كبيــر !! ....
ثم رفعت عينيها للأعلى لتنظر إلى السقف لمدة طويلة
و بعدها تعود محدثة نفسها : تغير كل شيء .... حصلت على حياة جديدة تماماً ناروتو
...... ظهر الجميع في حياتك فجأة .. تغيرت طريقة نظرة الناس لك .... و من شدة هذا
الزحام حولك لم أعد أجد لي مكاناً !! .... أرى هذا الزحام يجرفني حتى أصبحت خارجه
بالفعل !! ..... كان من يسير بجانبك في الماضي فتلك معرة له أن يسير بجانب هذا
الوحش الذي كان سبب في قتل معظمنا في السابق .... الآن .... من يراك فقط يفتخر أنه
استطاع !! ...... لم أتوقع يوماً أو يخطر على بالي للحظة أنك كنت قادر على تحقيق و
لو جزء صغير من هذا الحلم الذي سخرنا جميعاً حتى أنا منه !! ..... بل حققت أكثر
منه أيضاً .... حصلت ليس فقط على احترامنا بل على احترام كل القرى أيضاً .. و زوجة
جميلة متوافر بها كل شيء ستحضر لك طفلك الأول قريباً .... و نحن من كنا نقول أنه
من المستحيل أن تجد فتاة تقبل بك ..... لم تعد فتاة واحدة !! ..... وبعد كل هذا
......... ما الذي أصبحت تعنيه ساكورا بالنسبة إليك ؟؟ .... يخطر ببالي هذا السؤال
كلما رأيتك و لا أرى إجابة ..... أحياناً أراني مجرد صديقة من أصدقاءك لم أعد
مميزة كالسابق و أحياناً أرى أنني أغلى بكثير من السابق حتى و أحياناً أخرى أجد
أنني لا أعادل أي شيء صغير في حياتك ....... للمرة الأولى أعترف .... و لكنني حقاً
اشتقت لهذا الشعور عندما تجعلني كالملكة أمام الجميع أياً كان ما يقولون فلم أكن
أهتم فأعلم أن هناك من يقدرني و يحبني .... شعرت به للحظة فقط اليوم و لكنني لم
أحب أن أستمر في الشعور به و في النهاية أدرك أنني هنا من الأساس لأجالس تلك
الصغيرة لتبقى أنت مع زوجتك ....... مازلت تجعلني ابتسم و لكنك تجعلها تضحك ....
في النهاية يبدو لي أنني مجرد نقطة من ماضيه لا أكثر فليس بعد كل هذا لازال يتذكر
مشاعره لي و التي بالنسبة له الآن عديمة الفائدة .
و فجأة تحركت أياكو نحو ساكورا أكثر و هو تبتسم و
تنام في حضنها كما لو كانت طفلتها الصغيرة لتنظر إليها ساكورا بتعجب و لكن سرعان
ما ابتسمت برقة و قربتها منها أكثر و هي تضمها بيدها اليمنى
.....
و عند الساعة الثالثة فجراً
..........
فتحت ساكورا عينيها ببطء و كسل شديدان و لكن ما
جعلهما تتسعان فجأة رؤيتها لناروتو و هو ينخفض بجانب السرير ويحرك يده اليسرى على
خد أياكو و التي تنام على الطرف الأيسر للسرير بعيداً عن ساكورا مما جعلها تغلق و
تفتح عينيها أكثر من مرة لتتأكد أن من تراه أمامها هو بالفعل !! ، و في النهاية
جلست قائلة بدهشة و فزع و هي تجذب الغطاء نحو صدرها
: ماذا تفعل هنا ؟!!
رفع نظره إليها قائلاً بهمس
: اخفضي صوتك لكي لا تستيقظ .
ثم نظر إلى أياكو قائلاً بابتسامة حنونة
: جئت لرؤيتها .
أبعدت ساكورا عينيها عنه بضجر قائلة
: ألم تنتبه أنني أنام هنا
أيضاً !! .... ليس من الذوق أبداً دخول غرفة فتاة و هي نائمة .
ألقى عليها نظرة ثم ابتسم و هو يمسح على وجه أياكو
بلطف هامساً : آسف .. تعلمينني طائشاً في تلك الأمور .. لم أنتبه
سامحيني .
نظرت إليه بكسل لفترة بينما لم يحرك هو عينيه عن
طفلته النائمة و ربما للمرة الأولى شعرت بأن من أمامها هذا لم يعد هذا الطفل الذي
اعتادت عليه بعد الآن فمن رأته أمامها رجل يحمل مشاعر أبوة سواء بعد أن يأتي طفله
أو قبله فبدا مرتاحاً و سعيداً بمجرد أنه ينظر إليها و هي نائمة أمامه مما جعل
ساكورا تنظر إليه بشرود و إندهاش بعض الشيء و بعد فترة قصيرة استيقظت من تلك
الحالة قائلة : أين كوشينا ؟؟
أجابها بنفس حالته
: نائمة بالأعلى .
عقبت قائلة
: و أنت اذهب للإرتياح قليلاً
قبل أن تستيقظ مبكراً من أجل عملك .
ابتسم قائلاً
: لا مشكلة إن تأخرت ساعة أو
شيء كهذا فليس أمامي الكثير ....
ثم اتسعت ابتسامته قائلاً بحنان و عينيه على
صغيرته : فقد رتبت نفسي على إنهاء كل شيء قبل الساعة السادسة
لأبقى معها بقية اليوم كما وعدتها .
نظرت إليه بدهشة أشد من ذي قبل فكانت المرة الأولى
التي ترى فيها هذا الجانب منه ثم ابتسمت بلطف لتراه يقترب مقبلاً جبهة أياكو و
التي قامت بضم نفسها و هي تُنزل رأسها قليلاً بعد تلك القبلة بينما نظر هو إليها
قليلاً قبل أن ينهض هامساً بابتسامة
: اعتني بها .
نظرت ساكورا إليه ثم استلقت و جذبت أياكو لحضنها و
شدت الغطاء فوقهما قائلة و هي مغلقة عينيها
: فقط لا تقلقنا ثانية .
نظر إليهما و هما على هذا الوضع بشرود وابتسامة و
التي تحولت إلى ضحكة هادئة و خفيفة ثم تحرك نحو الباب قائلاً
: تصبحين على خير .
تابع طريقه إلى الباب حتى وصل إليه و عندما كان
على وشك الخروج ألقى نظرة نحوهما ثانية و ساكورا تحتضن أياكو و كأنها طفلتها .. بشكل
غريب ! .. كان يجذبه هذا المشهد كثيراً و الذي رسم على شفتيه ابتسامة حنونة و ظل
هكذا قليلاً قبل أن تتسع ابتسامته قائلاً بمزاح
: حاولي أن تبعدي وجهك عنها
قليلاً .. أخاف أن تصاب بالفزع مما ستراه عندما تستيقظ .
فوراً ... نهضت ساكورا جالسة و هي تنظر نحوه قائلة
بتحذير : أعد ما قلت .
عاد قائلاً
: كنت فقط أقول أن من الأفضل
أن تبتعدي قليلاً لكي لا تخيفيها .
و فجأة وجد وسادة تتوجه نحو وجهه و هو يسمع صوت
ساكورا قائلة : اذهب من هنا ناروتو !!!
أخرج جسده من الباب لكي يتفادى الوسادة ثم أرجع
رأسه للوراء داخل الغرفة لينظر نحوها قائلاً لإستفزازها
: لم تصبني .
و بسرعة وجد وسادة أخرى تتوجه نحوه ليخرج وجهه و
يغلق الباب و هو يضحك قائلاً : حسناً .. ذاهب .
نظرت إلى الباب قليلاً بإنزعاج ثم بدأت الابتسامة
تظهر على وجهها تدريجياً حتى نهضت ذاهبة لإحضار الوسادات و التي كانت إحداهما
أُغلق الباب عليها ففتحته لتأخذها و لكنها فجأة شعرت بشيء أمامها فرفعت رأسها
قائلة بتعجب : لازلت هنا ؟؟!!!
نظر إليها قائلاً بابتسامة
: كنت على وشك الذهاب .
أمسكت بالوسادتين و نهضت و تبادلا النظر قليلاً
قبل أن يجد الوسادتين تغطيان وجهه و ساكورا تقوم بضربه أو .... الهجوم عليه بشكل
أدق !! .... بهما بدون توقف ليقم هو بإبعاد وجهه و هو يضحك واضعاً يديه أمامه
ليبعد هذا الهجوم عنه قائلاً و لم يتوقف ضحكه بعد
: حسناً ساكورا توقفي ... كنت
أمزح فقط ..
عقبت بغيظ قائلة و هي تزيد ضربها له
: تمزح ها !!!
استمرت هكذا بضع ثوانٍ قبل أن يمسك بيديها من
معصميها و ينزلهما لأسفل لتقع إحدى الوسادتين على الأرض و لتقترب منه من تلك
الجذبة و يقرب هو وجهه منها حتى أصبح أمامها مباشرة قائلاً بصوت منخفض أعلى من
الهمس : اهدئي قليلاً ..... كنت أمزح معك .. ثم أنكِ أفضل وجه
يمكن أن تستيقظ .. أياكو .... عليه .
تبادلا النظر لفترة لا يمكن القول أنها قليلة حتى
فجأة شعرت ساكورا بضغط يديه على يديها لتنظر نحو يديها لينزل هو نظره ليديه
الممسكتان بيديها و يصدر صوت بحنجرته و كأنه لم يكن يقصد هذا و يبعد يديه عنها
بسرعة بينما قامت هي بجذب يديها نحوها بسرعة وخجل ، أبعد كل منهما نظره عن الآخر
حتى سمعت صوته يقول : حسناً سأذهب أنا ... تصبحين على خير .
رفعت نظرها نحوه لتراه استدار و تحرك خطوة للأمام
و قبل أن يكمل أوقفته قائلة بصوت منخفض
:ناروتو .
أدار رأسه لها ليجدها تنظر إليه بنظرة طفولية بعض
الشيء ثم تُحرك عينيها إلى الأسفل و تعيدها إليه ثانية و كأنها تشير إلي شيء
بعينيها ليحرك عينيه للأسفل نحو قدميه أي المكان الذي تشير إليه ليجد وسادة عند
قدمه و يعيد النظر إليها لتقول بابتسامة و إنتصار
: أصبتك .
نظر إليها قليلاً لتتسع ابتسامتها تدريجياً و
لتظهر الابتسامة على شفتيه أيضاً و التي كانت و كأنهما في حرب حيث كان و كأنه
يخبرها بأنها فازت تلك الجولة فقط و هو ينظر إليها بتعجب فبدا أنها حركتها بقدمها
نحوه أثناء حديثهما فأدار وجهه لتتسع ابتسامته ثم يتحرك ثانية للذهاب
.......
تبعته هو يذهب حتى اختفى عن ناظريها و انحنت لأخذ
الوسادة ثم عادت و أغلقت الباب وراءها و توجهت نحو السرير و الذي استلقت عليه
بجانب أياكو مغلقة عينيها حتى جاءها صوت باب الغرفة التي في الدور العلوي و الذي
فتحت عينيها بعد سماعه يُغلق و نظرت أمامها بشرود و هي تمسح على شعر أياكو النائمة
في حضنها و ظلت هكذا لفترة طويلة نسبياً حتى قالت في نفسها
: و الآن فهمت ..... لم يكن
الأمر أنني من كان يتحمل ساسكي-كن ..... بل أنت من كنت تتحمل ناروتو ...... يجرحني
فآتي إليك لتصالحني ثم أعود إليه و كأن شيئاً لم يكن ..... هكذا هو الأمر ! .....
لم يكن أنا من كان يتحمل تصرفاته فإن لم أجد ناروتو لمحو حزني لم أكن لأعود و لكنه
منذ بداية علاقتي بساسكي-كن بجانبي لذلك لم أجرب أبداً أن يجرحني ساسكي-كن و لا
أجدك فأصبح هذا هو الوضع الطبيعي بالنسبة لي ..... حتى ذهبت ... أدركت ما كنت
تفعله عندها و انتبهت أنك كنت موجوداً من الأساس ........ و أنه لم يكن أنا من
يتماسك و يتحمله ..... أنت من كنت تجعلني أتماسك معه .... فها أنا الآن ... عند
أول مرة لم أتحمل و تركت المنزل و جئت للمبيت هنا .. حتى أنك أول من فكرت للجوء
إليه ..... إن أخبرتك لكنت أعدتني إليه و لكن بما أنني لم أخبرك لم تصالحني و لم
أعد إليه ... و أجلس هنا حزينة .... عندما تكون هنا لا أتذكر هذا الحزن .. يكون
الأمر أسهل بكثير فمعظم الوقت ابتسم و فور أن تذهب لا أشعر بأي شيء إلا الحزن ....
ربما هذا ما أخافني عندما رأيتك تذهب .... خفت أن تذهب قبل أن تقوم بجعلي سعيدة
ككل مرة و لكن في نفس الوقت لم أرد شغلك بمشاكلي ... تمنيت لو وجدتك بجانبي بدون
أن أطلب كما يحدث دائماً .... بدونك لم أكن لأتحمل كل هذا !! ... و حقاً لا أعرف
ماذا أفعل الآن .... أشعر بأن مشاعري لساسكي-كن .. و ناروتو يمنحني كل ما يحرمني
منه ساسكي-كن مما جعلني أراه كاملاً في نظري فلم أكن أشعر بأن هناك ما ينقصني
لأشعر بأنه مقصراً في أي شيء ..... و انسحابك من حياتي و تركي لساسكي-كن جعلني
أدرك ما كنت تفعله من أجلي و اتضحت الأمور أمامي بشكل آخر ..... و ما استنتجته من
كل هذا ...... ابتعادك يفسد حياتي بالكامل !
قاطعها شعورها بتحرك أياكو قليلاً لتنظر إليها
فتجدها مازالت نائمة و تظهر ابتسامة على شفتيها لتبتسم ساكورا بحنان هامسة بمزاح
: رغم أنكِ قابلتني بشكل سيء
إلا أنني أحببتك لا أعلم لماذا .
ثم قامت بتقبيل جبهتها و ضمت رأس أياكو إلى صدرها
و هي مغلقة عينيها و تبتسم .....
و عند الرابعة فجراً
....
أمي ... أمي ....
استيقظي .
انزعج وجه كوشينا و فتحت عينيها ببطء لترى أياكو
تنظر إليها بعينينها الواسعتين ببراءة فاتسعت عينيها بفزع قائلة بهمس مشابه لهمس
أياكو : أياكو ! ... ما الذي تفعلينه هنا ؟!!
حركت أصبعها نحو فمها قائلة
: جائعة .
نظرت إليها كوشينا قليلاً ثم قالت
: ألا يمكنكِ الإنتظار حتى
الصباح ؟؟!
حركت رأسها يميناً و يساراً لتنظر كوشينا خلفها
باتجاه ناروتو و الذي ينام مصدراً لها ظهره و وجدته لازال على وضعه فأعادت و وجهها
لأياكو و أزالت الغطاء قائلة بهمس و هي تضع أصبعها السبابة أمام فمها
: هش .. بدون صوت .
وضعت أياكو أصبعها أمام فمها كما فعلت كوشينا و
أومأت برأسها ...
و خرجتا من الغرفة ببطء لكي لا تزعجا نوم ناروتو ،
و بعد أن أعدت لها الطعام جلستا لتناوله و أثناء ذلك
..
كانت كوشينا تراقب أياكو و هي تمضغ الطعام
باستمتاع و طفولية مما رسم ابتسامة حنونة على شفتيها حتى لاحظت أنها أنهت ما بفمها
لتقول بلطف : افتحي فمكِ حبيبتي .
نظرت إليها أياكو قائلة
: أستطيع إطعام نفسي أمي .
حركت كوشينا رأسها يميناً و يساراً قائلة بابتسامة
: لا ... سأطعمكِ أنا ... هيا
افتحي فمكِ .
ظهرت السعادة على وجه أياكو و التي فتخت فمها
لتطعمها كوشينا و عندما أنهت تقريباً ما بفمها قالت
: أمي ...
نظرت إليها كوشينا لتقول أياكو بابتسامة تنم عن
سعادتها : أحبك .
تفاجأت كوشينا من تلك الكلمة و التي جاءت فجأة و
لكنها ابتسمت قائلة و هي تمسح على شعر أياكو
: و أنا أيضاً حبيبتي ....
أحبك كثيراً .
و في صباح اليوم التالي
.........
استيقظت ساكورا كعاداتها مبكراً و كانت تجلس على
السرير واضعة قدميها على الأرض بينما أياكو لازالت نائمة و فجأة سمعت صوت طرق على
الباب فقالت : من ؟؟!
فتحت كوشينا الباب قائلة
: آسفة إن كنت قد أزعجتك .
أبعدت ساكورا عينيها عنها قائلة
: لا أبداً .
اقتربت كوشينا منها بابتسامة و جلست على يسارها
لتتنفس ساكورا بقوة ثم تنظر إليها قائلة بابتسامة ظهرت بصعوبة قليلاً و يبدو على
وجهها عدم الرضا : إذاً .... كيف كانت ليلة البارحة معكما ؟؟
تفاجأت كوشينا من سؤال كهذا من ساكورا فقالت مازحة
بمرح : أساكورا من تسأل !! ... منذ متى و أنتِ تسألين مثل تلك
الأسئلة ؟؟!!
اتسعت عينا ساكورا و أبعدت وجهها بإنزعاج قائلة
: انسي الأمر .
نظرت كوشينا إليها قليلاً ثم نظرت أمامها بشرود و
هي تبتسم بسعادة ثم قالت بحنان
: كأي ليلة أمضيها معه ...
ممتازة إلى أبعد حدود .
حركت ساكورا عينيها نحوها لتنظر إليها كوشينا
بابتسامة لطيفة فاتسعت ابتسامة ساكورا بصعوبة أكبر لها ثم أعادت وجهها أمامها و
اختفت تلك الإبتسامة على الفور لتنظر كوشينا إلى أياكو النائمة قائلة بسعادة
: و كيف كانت ليلتكِ مع صغيرتي
؟؟
عقبت ساكورا و هي تدير رأسها قليلاً ناظرة إلى
أياكو أيضاً : عادية ..... عندما أتيت كانت نائمة بهدوء وعمق و كما
ترين لم تستيقظ بعد .
ابتسمت كوشينا قائلة
: آسفة ساكورا على إزعاجنا لكِ
...... أضعنا ليلتكِ بدون فائدة .
نظرت إليها ساكورا قائلة بابتسامة ساخرة
: لا .. لا تقلقي بهذا الشأن
... فعادة لا افعل شيئاً في مثل هذا الوقت .. ثم ... على العكس ....
نظرت إلى أياكو و ابتسمت برقة مستكملة
: استمتعت كثيراً بالنوم
بجانبها ..... كان وجهها لطيفاً جداً و مسالماً لم أحرك عيني عنه طوال الليل .
اتسعت ابتسامة كوشينا قائلة
: أعلم .... عندما أنام بجانبها
يحدث معي نفس الشيء ..... مسكينة لم تستطع رؤية والدتها حتى ! ..... أحاول دائماً
تعويضها و لكن مهما فعلت لا أظن بأنني سأستطيع .
ابتسمت ساكورا قائلة
: تبدو لي أنها تحبك كثيراً
كوالدتها تماماً .... لذلك لا داعي لقول هذا .
نظرت كوشينا إلى ساكورا قليلاً ثم قالت بمرح
: صحيح ....... بإستثناء وجود
ناروتو بالأمر ننقلب أعداء .
ضحكت ساكورا بهدوء شديد بينما كوشينا بسعادة كبيرة
قائلة و هي تنهض : حسناً بمناسبته سأذهب لأعد له كل شيء قبل استيقاظه .
قابلتها ساكورا بابتسامة قائلة بمزاح
: ألازلتِ تقومين بتحضير كل
شيء له و تقولين بأنها نيا هي من فعلت ؟؟!
ضحكت كوشينا قائلة
: لا ائتمن أي شخص عليه ...
فمهما فعل أنا من سيحضر له كل شيء سواء أراد أم لم يرد ..... ستأتي نايا الآن
وكالعادة سأخبرها أن تقول له أنها من فعلت كل هذا لكي لا نتشاجر فتعرفينه حاد
الطباع قليلاً في تلك الأمور
.
ضحكت ساكورا قائلة بإستنكار
: نعم و لكن ألا يلاحظ ؟؟!
ابتسمت كوشينا قائلة
: لاحظها كثيراً ربما كل يوم و
نظراته لي على الفطور خير دليل فلم تكن مطمئنة و لكنني كنت أصر على قول أن نيا من
فعلت كل شيء لكي لا يغضب مني و يبدو أنه يتجاهل الأمر بإرادته لكي لا يزعجني أيضاً .
نظرت إليها ساكورا مطولاً و هي تراها تبتسم
ابتسامة واسعة تنم عن سعادتها الكبيرة بتلك الحياة مما جعل ساكورا تنظر إليها بضجر
ثم تبتسم قائلة : تناسبان بعضكما كثيراً كوشينا .
فتحت كوشينا عينيها ناظرة لساكورا لتراها تكمل
بهدوء : أتمنى لكما حياة سعيدة مع طفلكما .
نظرت إليها كوشينا قليلاً ثم ابتسمت قائلة
: و لكِ أيضاً ساكورا .....
فأعتقد أن زواجك من ساسكي-سان قريب و ربما بعدها تسعدونا بسماع خبر حملك أنتِ
أيضاً .
نظرت إليها ساكورا بدون أن تعقب غير أنها أبعدت
عينيها بخجل مما جعل كوشينا تضحك بهدوء ثم تتركها و تخرج من الغرفة مغلقة الباب
خلفها بينما رمت ساكورا نصفها العلوي على السرير و هي تنظر إلى السقف بشرود
.........
و بعد مرور ربع ساعة تقريباً أحست ساكورا بحركة
على السرير فاعتدلت لترى أياكو تعلن عن استيقاظها و هي تتمدد بكسل و لم تفتح
عينيها بعد و عندما شعرت بأن هناك من ينظر إليها فتحت عينها اليمنى لتقع على
ساكورا و التي تبادلها النظر أيضاً فأغلقت عينها بإنزعاج ثم فتحتهما و هي تجلس و
تزيل الغطاء عنها ، نهضت من فوق السرير و هي تتحرك نحو المرآة و الأشياء الموضوعة
أمامها ، كل هذا و ساكورا تتابعها بعينيها فقط بدون تحدث لتجد أياكو أمسكت بشيء و
تتحرك نحوها حتى وقفت أمامها و هي تمد إليها في إحدى يديها مشط و الأخرى رابطتين
للشعر قائلة بإنزعاج : مشطي لي شعري .
بالنسبة أنه لأول مرة في حياتها يطلب أحد من
ساكورا طلب كهذا فتحت عينيها بتعجب شديد كردة فعل على ما سمعته من أياكو لتقول
أياكو بملل و إنزعاج : إن كنتِ ِلا تستطيعين سأطلب من أمي .
استيقظت ساكورا من صدمتها تلك قائلة
: لـ .. لا .لا ... بالطبع
أستطيع ..... أعطيني تلك .
أمسكت برابطتين الشعر من يد أياكو و وضعتهما على
السرير و أمسكت المشط لتمشط لها شعرها
.........
شعور غريب تمالك ساكورا عندها و هي تحرك يدها على
شعر أياكو الناعم و تمشطه لها بحرص شديد ، رغم أن عقلها مليء بالأسئلة و التي على
رأسها لماذا طلبت منها أياكو طلب كهذا من الأساس بما أنها لا تحبها ؟!!! ، إلا أن
سعادتها كانت أكبر بكثير من أن تشغل عقلها في البحث عن إجابة لهذا السؤال أو غيره
....
و فجأة أطلقت أياكو صرخة ألم لتستيقظ ساكورا من
شرودها في حلمها السعيد قائلة بابتسامة مرتبكة
: آسفة حبيبتي شردت قليلاً فقط ......
سمعت رد أياكو بحدة
: لا تشردي ثانية فهذا
يؤلمني .
ابتسمت ساكورا بتوتر قائلة
: لا تقلقي .. لن أفعل .
من المفترض أن ساكورا لن تسمح لأي أحد أن يعاملها
هكذا و لو كانت فتاة صغيرة لا تدرك ما تقول و لكنها ردت بدون أن تفكر حتى فيما
تقوله فكل ما أرادته عندها هو .. إرضاء أياكو
..
انتهت ساكورا من تمشيطه لها رغم أنها كانت
المحاولة الأولى و لكنها كانت ناجحة فلا فرصة للخطأ مع أياكو التي لا تحتاج سبباً
لتكرهها من الأساس !! ............
أخذت أياكو المشط منها - أو خطفته بمعنى أصح – و
ذهبت لوضعه مكانه فيبدو أن هذا من ثمار تربية كوشينا لها و التي فجأة جاء صوتها من
الخارج قائلة : ساكورا .. أياكو ... هيا لتناول الفطور .
ابتسمت أياكو فور سماع هذا و خرجت سريعاً من
الغرفة متناسية أمر ساكورا تماماً و التي نظرت إليها بإحباط قليلاً فيبدو أن ما
فعلته لم يغير وجهة نظر أياكو فيها حتى الآن
...........
تنهدت ثم ذهبت للإستعداد و الذهاب لتناول الفطور
معهم ، بعد أن استعدت خرجت من غرفتها و توجهت للذهاب إليهم و فور أن أطلت رأسها من
وراء الجدار رأت نيا تقف هناك و هي تضع الطعام على المائدة و التي يجلس ناروتو على
الكرسي الذي يترأسها لتسمع نيا تضحك قائلة
: حسناً سيدي .... سأصعد
لتنظيف الغرف .
هز رأسه لها بابتسامة بينما انحنت هي باحترام ثم
توجهت نحو السلم لصعوده في نفس الوقت الذي تحركت فيه ساكورا ذاهبة نحو المائدة
.........
و على الفطور كان كالعادة ناروتو جالساً على رأس
الطاولة بالمنتصف بينما على يمينه ساكورا و على يساره كوشينا و من المفاجأة أن
أياكو تجلس بجانب ساكورا !! ، بدئوا بالتحدث في أمور عادية بينما الصغيرة تنظر
لطبقها بشرود و تأكل ببطء شديد و يظهر عليها الحزن ربما لم يلاحظ أحد حتى الآن إلا
كوشينا و التي كعادتها تنتظر حتى يفتح صاحب الموضوع موضوعه أو قول شيء يدل على
تصرفه فانتظرت حتى تتحدث أياكو و التي ليس من عادتها إخفاء ما بقلبها
......
كانت ساكورا تتحدث مع ناروتو و الذي كان يبادلها
الحديث أيضاً بينما كوشينا بدلاً من مشاركتهما كانت تنظر لأياكو و التي كانت تنظر
لساكورا الجالسة بجانبها بنظرة غريبة و أطالت نظرتها إليها حتى فجأة أوقفت الجميع
عما كانوا يفعلونه بتلك الجملة
: رائحتك تشبه رائحة أمي .
نظر كل من كوشينا و ناروتو إليها بتعجب بينما
قاطعت تلك الجملة ما كانت تقوله ساكورا و التي اتسعت عينيها بتعجب و صدمة و بصعوبة
حركت عينيها نحو أياكو و للفعل وجدت أن الكلام موجه إليها !! ، مما جعل عينيها
تتسعان أكثر و كأن هناك سؤال في عقلها و الذي كان نفس سؤال حيث قال بتعجب و شك و
هو يشير لزوجته : كوشينا !!
نظرت إليه أياكو بعينين تلمعان من الدموع فيهما
بدون إجابة لتهمس له كوشينا : تعني والدتها الأصلية ناروتو .
تغيرت ملامح وجهه و كأنه انتبه لهذا لتوه و كاد
على وشك قول شيء لها إلا أن كوشينا وضعت يدها على ذراعه لينظر إليها فتحرك وجهها
يميناً و يساراً مفضلة عدم التعمق في هذا الأمر لكي لا تبكي أياكو و التي عندما
يذكر لها أحد أمر والدتها تظل حزينة و تبكي لبقية اليوم و هو ما جعل الجميع يفضل
السكوت ........
أعادت أياكو نظرها لساكورا و التي لم تستطع تحريك
عينيها عن أياكو بعد ما سمعته منها حتى استطاعت النطق في النهاية قائلة بصعوبة
: رائحتي .... كرائحة والدتك !!
نظرت إليها أياكو و هي تمنع نفسها من البكاء ثم
أعادت نظرها إلى طعامها قائلة : فقط لاحظت هذا لا أكثر .
نظرت إليها ساكورا بتعجب بينما بدأت أياكو بتناول
طعامها بعدما أخرجت أخيراً ما كانت تشعر به بينما انعكس الأمر و أصبحت ساكورا في
حالة أياكو السابقة شاردة لا تأكل و عندها نظر كل من الزوجين للآخر لينظر ناروتو
لساكورا قائلاً محاولاً الخروج عن إطار هذا الأمر
: إذاً كيف كانت ليلتكِ معها
البارحة ؟؟!
انتبهت ساكورا لهذا السؤال و نظرت إليه بتفاجئ
لفترة و كأنها تحاول استيعاب سؤاله و من نظراته فهمت أن عليها أن تتصرف و كأنها لم
تسمع شيئاً فابتسمت بصعوبة شديدة قائلة
: رائعة ..... رائعة جداً .......
استكملت و قد بدا عليها أنها عادت لطبيعتها قائلة
: إنها لطيفة كثيراً .....
أعني بدت هادئة و رقيقة و صغيرة أثناء نومـ .....
قاطعها صوت أياكو بحدة
: لا أحب أن يناديني أحد
بصغيرة .
حتى الآن تلك العدائية مبالغ فيها ضد ساكورا ،
صحيح أنهما لا يعرفان ما حدث معهما ليلة البارحة و لكن يبدو أن ساكورا لم تفعل لها
أي شيء يزعجها و مع ذلك تستمر بصدها بقوة !! ، و بطبيعة الحال لم يحب ناروتو رد
أياكو عليها مما جعله يقول و هو يسند رأسه إلى يده اليسرى بملل
:أياكو ..... ألا أقول لكِ
صغيرتي طوال الوقت ؟؟!!
نظرت إليه أياكو ليكمل
: لم تنزعجي من قبل !
نظرت إليه بإنزعاج و كأنه اكتشف أنها تحاول صد
ساكورا حتى و لو لم يكن عذرها منطقياً مما جعلها تنظر إلى طبقها بغيظ و الذي عندما
لاحظته ساكورا نظرت لناروتو قائلة بابتسامة اصطنعتها رغم أنها لا تشعر و لو بذرة
سعادة في الوقت الحالي تجعلها تقوى على الإبتسام قائلة
: لا تحرجها ناروتو ..........
فقاطعها صوت أياكو بغضب
: لا تتدخلي .
نظرت إليها ساكورا بسرعة بدهشة و تعجب فور أن سمعت
هذا منها بينما كانت أياكو نهضت و جرت نحو غرفتها و تبعتها ساكورا بعينيها حتى بعد
أن اختفت خلف الجدار لازالت عينيها عليه و هي كلما مر الوقت يزداد تعجبها من كره
أياكو لها !! ، بينما ناروتو ناداها قائلاً
: أيا .....
أوقفه أنها اختفت خلف الجدار و سماعه لصوت باب
غرفتها و هو يُغلق فأعادت ساكورا وجهها أمامها قائلة باستنكار و تعب شديد و كأنها
لا تفهم ما حدث للتو هذا : و الآن ما مشكلة تلك الفتاة ؟!!!
حركت كوشينا نظرها من الطريق الذي جرت فيه أياكو
إلى ساكورا و نظرت إليها فترة بصمت ثم قالت
: كما قالت .........
نظرت إليها ساكورا بتعجب قائلة بعدم فهم
: كما قالت !!
شتت نظرها حولها قليلاً ثم قالت
: أكل هذا لأنني أبعدتها عنكما
ليلة البارحة فقط ؟!!
ابتسمت كوشينا قائلة
: بالطبع لا .
نظرت إليها ساكورا بتعجب لتكمل كوشينا و هي تضع
لناروتو شيء في طبقه : كل ما في الأمر كما أخبرتكِ .... أن رائحتك نفس رائحة
والدتها ......
ساكورا بتعجب
: و ما المشكلة في هذا ؟؟!!!
... أعني هذا يجعلها تحبني لا تكرهني !!
نظرت إليها كوشينا بشك قليلاً ثم قالت
: ليس تماماً ... المشكلة هو
أنكِ تذّكرينها بها .. و هذا يؤلمها .... لأنها فقدتها بالفعل و كل ما يحدث لها
منذ صغرها هو بسبب وفاة والدتها ... كما أن اسمك أيضاً يزيد هذا الألم .... فما
كانت تعرفه عن والدتها هو أن نباتها المفضل هو الساكورا و هو المفضل لأياكو أيضاً
و أنتِ حقاً تشبهين تلك الزهرة بشكل غريب .... فكلما رأتكِ حاولت إبعادك لأنكِ
بذلك تذكرينها أنها لا تملك أماً و هو سبب وجودها هنا الآن .........
اتسعت عينا ساكورا بتعجب شديد قائلة
: حتى و إن كان الأمر هكذا !!
..... هل أغير اسمي و شكلي و رائحتي أيضاً لكي تحبني !!
ضحكا هما الاثنين على كلام ساكورا و التي تنهدت
بإنزعاج لتقول كوشينا : لا .. لا داعي .... فقط دعيها قليلاً و هي بعد فترة ستعتاد
وجودك و تحبك لنفسك ليس لأنكِ تذكرينها بأحد .... ثم أنها لم تعرفكِ إلا منذ أقل
من يوم و هي بطبعها إنطوائية قليلاً و يصعب تأقلمها مع أي شخص بسرعة بالأخص و أن
أول احتكاك بينكما كان لإبعادها عنا ......
نظرت إليها ساكورا ثم قالت مازحة
: إذاً أنتما السبب في هذا ؟!
أشار إليها ناروتو سريعاً لكوشينا قائلاً
: ها هي أمامك ... يمكنكِ
لومها كما تريدين .
نظرت إليه كوشينا ثم نظرت إلى ساكورا بابتسامة و
كأن هناك شيء في عقلها و الذي فهمته ساكورا على الفور و ابتسمت أيضاً ثم نظرتا
إليه بملل لتقول ساكورا : حقاً !!
حرك عينيه ببراءة بينهما قائلاً
: ماذا ؟!!
كوشينا بحزم
: لم تنزعج أبداً ليلة البارحة
و وافقتني أيضاً .
عقبت ساكورا
: كما أن تلك كانت فكرتك من
الأساس لجعلي أبقى مع أياكو .
حرك عينيه بينهما قليلاً و كل منهما تبعد عينيها
عنه ليقول بتعجب : في لحظة واحدة أصبحت أنا سبب كل المشاكل في هذا المنزل
... حقاً الجلوس بينكما يشبه الوقوف بين إعصارين !!
نظرت كل منهما إليه ثم اقتربتا منه فجأة قائلتين
بابتسامة تحدٍ في نفس الوقت : أنت من اختارالوقوف بينهما ... إذاً تحمل .
اتسعت عينيه بتوتر من هذا الوضع و قلب نظره بينهما
لفترة ثم قال بضيق : أنا أتحمل بالفعل .
اتسعت ابتسامة كل منهما ثم نظرتا إلى بعضهما لتكتم
كل منهما ضحكتها و تعود لوضعها السابق و هي تضحك بينما نظر إليهما بضجر ثم تنهد
قائلاً و هو ينهض : حسناً .... سأذهب لتغيير ملابسي و الذهاب ...
فباشرت ساكورا بالنهوض أيضاً قائلة
: حسناً .. سأذهب أنا أيضاً
لأستعد للذهاب لعملي .
أوقفها ناروتو قائلاً
: لا ... ابقي معها و يمكنكِ
المجيء في أي وقت تريدينه ..... سأعطيكِ إستثناء اليوم .
فعادت جالسة و هي تقول ببساطة
: حسناً .
بينما اقترب من كوشينا مقبلاً جبهتها قائلاً
: شكراً لإعداد الطعام لي
اليوم حبيبتي ...
كانت تبتسم من قبلته فقالت بلا شعور
: كل شيء لك حبيبـ ....
و توقفت فجأة و قد اختفت ابتسامتها تلك و عينيها
متسعتين بصدمة بعد إدراكها جملته و نظرت إليه ببطء و تردد لتراه قد اعتدل و ينظر
إليها و كأنه يعلم ما تخفيه عنه و لكن كالعادة لم يرد إحراجها فقال
: اشتقت إليه كثيراً .
سهل جداً فهم الآن أنه يعلم بالفعل بالأخص بتلك
الطريقة في قولها فتسمرت مكانها و حولت نظراتها نحوه لبراءة لينحني و يقترب هامساً
في أذنها : حتى و إن غيرتِ في مقادير كل ما تقومين بطهيه .. يظل
طعامك أميرتي .
و هو ما جعلها تنظر إليه ببراءة متناهية و تُظهر
طفولتها فجأة ليبتسم بهدوء و هو يداعب رأسها بلطف ثم يعتدل للذهاب بينما أخفضت هي
رأسها قليلاً بخجل و هي تتبعه بعينيها بابتسامة ، حركت ساكورا عينيها بينهما لتقول
بابتسامة و خبث : اكتشف أمرك !
نفخت كوشينا خديها بإنزعاج قائلة
: مزعج .
اتسعت عينا ساكورا قليلاً ثم ضحكت بهدوء على وضع
كوشينا هذا .
استعد ناروتو للذهاب ثم توجه نحو الباب و فجأة وقف
هو يفكر في شيء فالتفت و نادى قائلاً
:أياكو .
لم يأته رد فعاد قائلاً
: أياكو ...
ليسمع بعدها بفترة صوت باب أياكو يُفتح و يراها
تظهر ببطء من وراء الجدار و هي تنظر إلى الأرض فنظر إليها بتعجب ثم قال
: ماذا هناك ؟! .. تعالي إلى
هنا صغيرتي .
ترددت قليلاً و رفعت عينيها لتنظر إليه و لكن
سرعان ما أنزلتها ثانية ثم بدأت تقترب منه حتى وقفت أمامه لينظر إليها قليلاً
بتعجب ثم ينادي قائلاً : ساكورا .
و التي ظهرت أسرع من أياكو بكثير في ثوانٍ فقط
كانت أمامه قائلة : ماذا ؟!!
وقفت بجانبه ليهمس لها قائلاً
: حاولي إصلاح علاقتكِ بأياكو
فلم أجلبها إلى هنا لتتشاجر مع أحد .
فهمست له قائلة
: و ما دخلي أنا ! .. هي من لا
تريد مني أن أكلمها حتى
!!
نظر إليها برجاء قائلاً
: حاولي .... مازالت طفلة .
أدارت عينيها بضجر ثم رسمت ابتسامة على شفتيها و
انحنت قليلاً نحو أياكو قائلة بلطف
: أياكو .... كيف حالك الآن
حبيبتي ؟؟
حركت أياكو عينيها نحو ساكورا و هي منزلة رأسها و
كادت أن ترد و لكنها ألقت نظرة على ناروتو أولاً ثم أنزلت نظرها قائلة بصوت منخفض
: بخير ..... ساكورا-سان .
نظرت إليها ساكورا بتعجب من هذا التحول المفاجئ !
، ثم ابتسمت قائلة : نادني بساكورا فقط .... أريد أن أكون صديقتكِ ....
موافقة ؟
نظرت إليها أياكو بتردد كبير ثم نظرت إلى ناروتو
بخوف و الذي اتضح أنها خائفة من أن تقول شيئاً ينزعج منها بسببه ، لاحظت ساكورا
هذا فنظرت إليه قائلة بمزاح : يبدو أنها أصبحت تخاف منك كثيراً ناروتو .
ضحك قائلاً
: هكذا هي دائماً بعدما أقوم
بتوبيخها تظل يومين تختبئ مني و بعدها تعود لطبيعتها .
أطلقت ساكورا ضحكة ثم نظرت إلى أياكو قائلة
بابتسامة : لا تقلقي حبيبتي ....
ثم اقتربت من خدها لتقبلها ثم تنظر إليها قائلة
بمزاح : إن اقترب منكِ سأتصرف أنا معه .
و نظرت إليه لتراه يدير عينه بعيداً عنها و هو
يبتسم فبطبيعة الحال إن نفذت ساكورا تهديدها فلن يقوم هو بالمقاومة ثم نهضت واقفة
بجانبه ليلقي عليها نظرة ثم ينظر إلى أياكو و التي نظرت إليه بحزن و براءة كالعادة
ليبتسم ثم ينخفض لمستواها قائلاً و هو يمسح على شعرها بلطف
: آسف صغيرتي الجميلة ...
عندما أعود سوف أقوم بمصالحتك بالطريقة التي تختارينها .
ثم ضمها إليه قائلاً
: اتفقنا أياكو ؟؟
ظلت صامتة لفترة بينما هو ينتظر ردها حتى فجأة شعر
برأسها يتحرك على كتفه بالموافقة فابتسم قائلاً
: حسناً حبيبتي ...
ثم عقب و هو ينهض
: لن أتأخر و سأعود سريعاً
للبقاء معكِ كما أردتِ ...
نظرت إليه بدون رد ليبتسم بلطف قائلاً
: دعيني أرى ابتسامتكِ الجميلة
فقط قبل أن أذهب .
نظرت إليه بتردد لتجده يشجعها من ألا تكون خائفة
هكذا حتى فجأة ظهرت ابتسامتها التي تنم عن سعادتها لتتسع ابتسامته قائلاً و هو
يداعب رأسها : حسناً صغيرتي .. إلى اللقاء .
اتسعت ابتسامتها قائلة ببراءة و سعادة
: إلى اللقاء أبي .
راقبتاه الفتاتان حتى ذهب لتنظر ساكورا إلى أياكو
و التي فور أن نظرت إليها رمتها بنظرة كره ثم أبعدت عينيها عنها و ذهبت متوجهة إلى
حيث كوشينا بينما تبتعتها ساكورا بعينيها و اللتان كان التعجب من موقف أياكو
عنوانهما و لكنها تداركت الأمر و أدارت عينيها بلا مبالاة و ذهبت عائدة لغرفتها
.....
يتبع
0 comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.