الفصل~~{جميلة}~~الثاني و
الثلاثون -2
و في المساء .....
كانت ساكورا واقفة أمام خزانة ملابس كوشينا تبحث فيها حيث قالت فجأة بإندهاش : واااااااه ... ما هذا الثوب الرائع ؟!!
نظرت كوشينا الجالسة على السرير و قدميها ممتداتين إلى ما تشير إليه ساكورا في الوقت الذي بدأت ساكورا بإخراج الثوب من الخزانة و هي تنظر إليه بإعجاب شديد لتقول كوشينا بإبتسامة تنم عن سعادتها : هذا أول ثوب أحضره ناروتو لي .
نظرت إليها ساكورا قائلة بتعجب : حقاً ؟!!
ابتسمت كوشينا قائلة : نعم ...... كنت مرتدية إياه لأول مرة في الليلة التي اعترف لي بمشاعره فيها .
نظرت إليها ساكورا قليلاً ثم نظرت إليها بابتسامة و حركت عينيها نحو الثوب بيدها قائلة : يبدو بأن تأثيره كان قوياً عليه إذا ....
ضحكت كوشينا لتعقب ساكورا
و هي تنظر إلى جمال ما تمسك به قائلة : جيد أنه أحضره لكِ و لم يتركه
لأحد !كانت ساكورا واقفة أمام خزانة ملابس كوشينا تبحث فيها حيث قالت فجأة بإندهاش : واااااااه ... ما هذا الثوب الرائع ؟!!
نظرت كوشينا الجالسة على السرير و قدميها ممتداتين إلى ما تشير إليه ساكورا في الوقت الذي بدأت ساكورا بإخراج الثوب من الخزانة و هي تنظر إليه بإعجاب شديد لتقول كوشينا بإبتسامة تنم عن سعادتها : هذا أول ثوب أحضره ناروتو لي .
نظرت إليها ساكورا قائلة بتعجب : حقاً ؟!!
ابتسمت كوشينا قائلة : نعم ...... كنت مرتدية إياه لأول مرة في الليلة التي اعترف لي بمشاعره فيها .
نظرت إليها ساكورا قليلاً ثم نظرت إليها بابتسامة و حركت عينيها نحو الثوب بيدها قائلة : يبدو بأن تأثيره كان قوياً عليه إذا ....
نظرت إليها كوشينا قليلاً ثم قالت بابتسامة بسيطة : أعجبكِ ؟
نظرت إليها ساكورا بابتسامة لتبادلها كوشينا إياها و تعود ساكورا لبحثها في الخزانة و هي تتحدث مع كوشينا حتى قالت : ها ... ؟
حيث لمحت فجأة شيئاً بداخل الخزانة عند طرفها لتبعد بعض الملابس عن الجهة اليمنى لتستطيع رؤية ما هذا و الذي كان إطاراً كبيراً بداخله صورة و لكي ترها بوضوح أخرجت هذا الإطار و وضعته أمام عينيها لتقول بدهشة كبيرة : ناروتو !!!
ثم نظرت إلى كوشينا قائلة : من قام برسم تلك الصورة ؟
ابتسمت كوشينا قائلة بمرح : أنا .
نظرت إليها ساكورا بإعجاب كبير ثم أعادت نظرها إلى الصورة و رأت كم هي دقيقة و كأنها حقيقة ! مما زاد من إعجابها أكثر لتقول : غير ممكن ! .... أحقاً رسمتِها له ؟؟
ابتسمت قائلة : نعم .. كالعادة لم يكن لديّ مال لذلك رسمتها لأقدمها له في عيد مولده السابق كهدية .
أجابتها ساكورا و هي تتفحص الصورة : هدية رائعة كوشينا ! ... اختيار موفق متأكدة بأنه سعد بها كثيراً .
ابتسمت قائلة بسعادة : نعم .
تحركت بالصورة نحو كوشينا قائلة : ألم تتلقي فيها أي مساعدة ؟ ... أعني هل أنتِ من فعل كل شيء بها منذ البداية ؟
حركت كوشينا رأسها إيجاباً بابتسامة لتجلس بجانبها واضعة قدميها على الأرض حيث تصدر ظهرها نحو بطن كوشينا ثم قالت : أنتِ موهوبة كوشينا !
أجابتها قائلة : على ما أعتقد ... كنت سألتحق بأكاديمية و لكنهم رفضوا ... بما أن أبي قد مات .. لم يكن لدي أي وصيّ بعده فلم يقبلوني في أي مكان .
استمر تفحص ساكور ا لكل جزء للصورة لعلها حتى تجد خطأ واحد و لكنها كانت مثالية لرسام محترف بمعنى الكلمة حيث أجابتها : و لكنكِ حقاً متمكنة من الرسم ! .... لم أكن أتوقع أن يكون بهذا الجمال و كأنني أره أمامي !!
ثم نظرت إلى الصورة بشك قائلة بأسلوب مضحك : لماذا تنظر إليّ هكذا ؟
ضحكت كوشينا من مزاح ساكورا هذا ثم فجأة اجتاح الحزن وجهها قائلة : ساكورا .
نظرت إليها لتنزل كوشينا عينيها قائلة بشك و تردد : أتظنين بأنه .. سيأتي اليوم الذي يندم فيه ناروتو على إرتباطه بي .. أو يكرهني ؟
نظرت ساكورا إليها بتعجب لثوانٍ فقط قبل أن تضحك قائلة : مزحة جيدة كوشينا ... بالطبع لا ... في هذا يمكنكِ سؤالي ... مستحيل حدوث هذا .... فناروتو إذا أحب لا يكره .
و أكملت جملتها في نفسها : باستثنائي !
ثم أكملت ما تقوله لكوشينا قائلة : و لو بعد مائة عام .. سيظل حبه لكِ ... لذلك لا تشغلي عقلكِ بأمر تافه كهذا كوشينا !!
عقبت كوشينا قائلة بهدوء : فقط كان أمراً خطر على بالي منذ أيام .
نظرت ساكورا إليها ثم أعادت نظرها للصورة أمامها و قالت بمزاح لتلطيف الأجواء : لقد كبر كثيراً هذا الشقي .
نظرت إليها كوشينا ثم ضحكت و ساكورا تضحك معها و لكن للأسف عاد حزن كوشينا إليها قائلة :كم تمنيت لو كنت معكم هنا منذ البداية ...
ابتسمت بسخرية مستكملة : لكانت تغيرت أمور كثيرة و لم أكن مجرد مزعجة في حياته كما أنا الآن .
عقب ساكورا بتعجب قائلة : مزعجة !
ثم ابتسمت بسخرية قائلة : أتظنين نفسكِ مزعجة في حياته ؟؟
كوشينا بحزن كبير : نعم .
ساكورا بسخرية أكبر : حقاً كوشينا !!! ..... أنتِ .... حياته ..... أنتِ كل شيء بالنسبة له الآن ..... ألا ترين كيف يحبك ؟! ... و بعد كل هذا تظنين أنه منزعج من وجودك !!!
ظلت ناظرة إلى الأسفل قليلاً قبل أن تقول : أتعلمين ....
نظرت إليها ساكورا بإهتمام لتكمل : لم أكن لأحزن حتى و إن ابتعد عني بعد أن بقى معي قليلاً .
تعجبت ساكورا قليلاً من تلك الجملة فمن الطبيعي أن أي إمرأة ستحزن من شيء كهذا فلن ترضى بالتلاعب بها مهما كانت الظروف بينما أكملت كوشينا : فقد جعلني امرأة .... إنسانة .... للمرة الأولى في حياتي يشعرني أحد بهذا .
صمتت قليلاً قبل أن تقول : كنت أتعجب من أنه يترك كل هؤلاء الفتيات ... من أجلي أنا !! .. بالأخص أنني طفولية و غبية بعض الشيء .
و عادت للصمت ثانية قبل أن تقول : لم يشعرني أحد و كأنني ..... أميرة ! ..... منذ وفاة والدي .
لم تفكر ساكورا في مقاطعتها فبدا أن كوشينا تخرج مشاعرها أخيراً التي كانت تحفظها لنفسها طوال تلك الفترة و التي قالت : كنت أتمنى في كل ليلة ألا تُفتح عيناي في الصباح التالي و لكن بعد أن عرفته تمنيت أن أظل بجانبه فقط .... حتى و إن كان سيتزوج لا بأس .... لا أعلم بأي حجة كنت سأبقى ... و لكن ربما سأتحجج بأنني من العائلة و لا يوجد غيره مثلي و يجب أن يتولى هو الإعتناء بي ... أعلم بأنني مزعجة و لكن ليس لدي غيره .
اتسعت عينا ساكورا بقوة قائلة بدهشة : ثانية تقولينها ! ... لماذا دائماً تشعرين و كأنكِ عبء عليه ؟
بدا الحزن على وجه كوشينا قائلة : لا أعلم .... ولكن أشعر بأنني أكلفه الكثير من الأمور و لا أستطيع منع نفسي من طلب ما أريد فلم يكن لدي شخصاً كهذا من قبل .
ضحكت ساكورا ثم قالت : اطمئني .. هو يحب هذا ...
نظرت إليها بتعجب لتقول بابتسامة : فهو أيضاً مثلكِ لم يكن لديه أحداً فلا أظن بأنه تعيس من حصوله على أحد دائماً يشعره بوجوده و أهميته .... لذلك اطمئني .
وضعت ساكورا الرسمة يسار كوشينا على السرير قائلة بابتسامة : على كل حال تلك الرسمة رائعة جداً !
ثم نظرت إلى الرسمة قليلاً قبل أن تقول بتساؤول قاصدة المزاح : أيمكنكِ أن ترسمي لي واحدة ؟
ابتسمت كوشينا قائلة : بالطبع فهذا ليس صعباً .
تعجبت ساكورا من إستجابة كوشينا السريعة لطلبها لتقول بابتسامة متوترة : لا كنت أمزح فقط ... فلا أريد إرهاقكِ في فعل شيء .
عقبت كوشينا قائلة بابتسامة : لا عليكِ ..... هذا يسعدني كما أنه يملأ وقت فراغي أيضاً .
بادلتها ساكورا ابتسامتها بخجل قائلة : حسناً شكراً لكِ .
اتسعت ابتسامة كوشينا اللطيفة قائلة : على الرحب و السعة .
خطر شيء على عقل كوشينا فجأة لتقول : صحيح ساكورا .....
نظرت إليها منتظرة ما تريد قوله لتكمل : و أنتِ .... ما هي هوايتكِ ؟
نظرت إليها بتعجب ثم أعادت نظرها أمامها و وضعت يدها خلف رأسها قائلة بابتسامة مرتبكة :في الواقع ... لا شيء محدد .... على الأغلب أحب قراءة الكتب معظم الوقت .... و لكن ما أحب ممارسته هي مهنتي ... الطب .
نظرت إليها كوشينا نظرة إعجاب لتنظر إليها ساكورا لترى تلك النظرة بمنظور مختلف حيث لم تكن واضحة بالنسبة إليها فقط كوشينا تحدق بها لترتبك أكثر قائلة : أعلم بأنني مملة بعض الشيء .. و لكن لا أجيد غير هذا .
عقبت كوشينا بإعجاب شديد : أنتِ حقاً فتاة رائعة ساكورا !! .....
نظرت إليها بتعجب لتكمل بابتسامة خبيثة : و هذا يخبرني لماذا أحبكِ ناروتو من قبل .
اتسعت عينا ساكورا قائلة بإرتباك : أ .. أخبركِ عن هذا ؟!!
حركت رأسها يميناً و يساراً ثم قالت : لا ..... و لكن منذ أن رأيت صورتكِ تحت وسادته علمت بأنكِ المرأة التي يحبها و لكن بعدها اختفت و لم أعد أراها .
بعد أن سمعت ساكورا هذا أنزلت عينيها قليلاً بحزن لتقول كوشينا : أريد أن أسألكِ سؤالاً و لكن خائفة من أن يزعجكِ .
رفعت ساكورا رأسها لها قائلة بابتسامة بسيطة : لا اسألي .
ترددت كوشينا قليلاً و لكنها قالت في النهاية : هل كانت هناك " علاقة " بينك و بينه في الماضي ؟
اتسعت عينا ساكورا بقوة من هذا السؤال و فمها أيضاً و حركت يدها أمامها قائلة بانفعال : لا لا ..... فهمتِ الأمر بشكل خاطيء تماماً ! ..... الأمر هو .... أنه كان يحبني و أنا كنت أظن أنه مجرد إعجاب بسيط لا أكثر ... و لكن ذات يوم أخبرني صديق بأنه .. يحبني ....
توقفت فجأة و هدأ إنفعالها هذا لتجتاح ملامح الحزن وجهها و تنزل يديها ناظرة إلى الأرض أمامها مستكملة : و لكنني أحب ساسكي-كن ...
و شردت قليلاً قبل أن تعيد نظرها لكوشينا بابتسامة قائلة : و هو ما جعل ناروتو ينقل مشاعره بالكامل إليكِ .
فور أن قالت تلك الجملة سمعت صوتاً يقول : أهلاً بأكبر ثرثارتين في حياتي .
نظرتا نحو هذا الصوت بسرعة و الذي كان مصدره عند الباب .. بالطبع ابتسمت كوشينا بينما نظرت ساكورا إليه بتوتر شديد أوقف قلبها تقريباً و توقف الدم في وجهها للحظة خوفاً من أن يكون قد سمع شيئاً و لكن عندما لاحظت أنه لم يسمع ما قالته رسمت ابتسامة على شفتيها ليبادلهما إياها و يقترب من زوجته و التي اتسعت ابتسامتها بخجل من اقترابه نحوها و قبل رأسها قائلاً : كيف حالك حبيبتي ؟
أجابته بسعادة : بخير .
ابتسم لها ثم حرك عينيه بينهما قائلاً بمزاح : أرجو فقط بألا أكون قد قاطعت أمراً هاماً ... بالطبع كنتما تتحثان عني أليس كذلك ؟
نظرت إليه ساكورا بشك ثانية من أن يكون قد سمعهما و لكن لم يبدُ عليه شيئاً أيضاً لتقول بمزاح رداً على مزاحه : حسناً يكفي تكاد تنفجر من شدة شعورك بالتكبر ... لست الوحيد الذي يمكننا التحدث عنه !
حرك عينيه نحوها و اتسعت ابتسامته بعض الشيء و هو يقوم بتحريك يده اليمنى ليقوم بضرب خدها الأيمن برقة بظهر أصابعه و كأنها ملامسة بسيطة لمداعبتها مما جعلها تظهر ابتسامة و هي تبعد وجهها و الذي اصطنعت عليه الإنزعاج قائلة : ماذا ! ...
لم تختفي ابتسامته من ردة فعلها و التي بدت له لطيفة كالعادة ثم نظر لى كوشينا و حرك يده بلطف على شعرها حيث قابلته بابتسامة لطيفة ثم أعاد نظره إلى ساكورا قائلاً : حسناً ساكورا لستِ غريبة ...... سوف أذهب لأخذ حمامي بينما تكملان حديثكما .
تحرك مبتعداً عنهما بينما راقبتاه حتى دخل و أغلق الباب وراءه ، ظلت ساكورا ناظرة نحو الباب و لم تحرك عينيها عنه و كوشينا نفس الوضع و لكن عينيها على ساكورا حيث نظرت إليها بهدوء و ساكورا شاردة في ما تنظر إليه أو في من بداخل ما تنظر إليه ، شعرت ساكورا بحركة كوشينا حيث نظرت إليها لتراها تحاول النهوض مما جعل ساكورا تقول بتعجب : إلى أين ؟
أجابتها قائلة : لأحضر له ملابسه .
أجلستها ساكورا كما كانت قائلة : لا لا .. أخبريني أين هي و أنا سأحضرها .
فكرت كوشينا قليلاً ثم ابتسمت قائلة : حسناً .. هناك في الخزانة في هذا الجانب على الرف الثاني ستجدينها فور أن تنظري ... لقد قمت بتجهيزهم مسبقاً .
أومأت برأسها ثم ذهبت متوجهة نحو الخزانة و هي تأخذ الصورة معها حيث وضعتها مكانها و قامت بالنظر إلى المكان الذي أخبرتها كوشينا به لتجد الملابس مرتبة فوق بعضها كما قالت فحملتهم على يدها قائلة : ها هم .
وضعتهم على السرير ثم جلست مكانها و لكنها انتبهت لشيء و كادت على وشك النهوض قائلة : ها آسفة كثيراً ... حسناً ساخرج أنا ليأخذ ناروتو حريته عندما يخرج .
أمسكت كوشينا بيدها و أجلستها قائلة : لا اجلسي ...
ثم ابتسمت قائلة : لن يخرج الآن أبداً ... ناروتو يأخذ راحته في الإستحمام إلى أقصى حد ... حتى أظن بأنه نام بالداخل !
لم تستطع ساكورا منع ضحكتها أبداً و التي كانت عالية بعض الشيء لتفاجئها بشيء كهذا مما رسم ابتسامة لطيفة على شفتي من تضحك عليه بداخل الحمام ، بينما قالت كوشينا بابتسامة مرحة : إذاً ... لنفعل أي شيء حتى يخرج ...
نظرت إليها ساكورا و هي تفكر لتتسع عينا كوشينا فجأة و تتحرك قليلاً لتفتح آخر درج في الطاولة بجانبها و تخرج منه ما يشبه الكتاب و تغلقه ثانية ، حركت هذا الكتاب نحو ساكورا و الذي اتضح عندها أنه ليس كتاباً بل ملفاً يوضع فيه الصور ! ، فتحته ساكورا و كادت أن تشهق قبل أن تضع كوشينا يدها على فم ساكورا و التي نظرت نحو كوشينا بتعجب لتقابلها الأخرى بابتسامة تنم عن سعادتها لتزيل ساكورا يد كوشينا قائلة بدهشة شديدة و لكن بهمس : كيف حصلتِ على هذا ؟!!
ابتسمت كوشينا بخبث هامسة : لا حاجة للتفاصيل ..أخبريني فقط برأيك .
نظرت إليها بتعجب ثم أنزلت نظرها قبل أن تعيده للصور التي داخل هذا الملف و أخذت ترى صورة صورة و تقلب لترى الصور الأخرى و قد ظهر عليها الإعجاب الشديد بما ترى ... فظهر الحب بكل ألوانه في صور والديّ ناروتو في كل صورة لهما ! .. كان غريب بالنسبة لها أن ترى صور لهوكاجي القرية الرابع بتلك الطريقة فما اعتادته أنه أحد الحكام و عند ذكر اسمه يلتزم الجميع الإحترام و لكن في تلك الصور أمامها اتضح أنه شخص عادي و للغريب المرأة التي كان يحبها و التي من المفترض أنها والدة ناروتو تشبه من تجلس بجانبها تماماً .. صحيح توجد اختلافات بسيطة و لكن من لم يعرفهما أو يعرف إحداهما جيداً على الأقل بالتأكيد سيظنهما شخصاً واحداً و هو ما جعل ساكورا تقف عند صورة لكوشينا والدة ناروتو و تنظر إلى زوجته التي تجلس بالقرب منها و تحرك عينيها عليهما لفترة حتى قالت بتعجب و هي تنظر لكوشينا بجانبها : أنتِ حقاً تشبهين والدته بشكل غريب كوشينا !!!!
ضحكت بخبث قليلاً و هي تضع يديها على فمها ثم قالت : نعم ... لطالما كان يخبرني بهذا ... في الواقع أردت بشدة رؤيتها و أخبرني الجميع بأن ناروتو يشبه والده أيضاً بعض الشيء و هو ما جعلني أشعر بفضول شديد لرؤيتهما .
ابتسمت ساكورا بسخرية قائلة : أنتِ تشبهينها في الإسم أيضاً !!
ضحكت قائلة : نعم .... سُميتُ على اسم كوشينا-ساما من الأساس .... كانت فخر لعائلتنا و مازالت !... جاءت إلى هنا لتكون حاملة للكيوبي صحيح ... و لكننا كنا نقدر تضحيتها .. و والداي كانا أكثر من يحترمان ما فعلت .. و عندما تزوجت الهوكاجي الرابع هنا تأكدا بأنها حقاً امرأة عظيمة ليختارها رجل رائع مثله ... و هو ما جعلهما يسمياني على اسمها ... أملاً في أن أصبح مثلها ذات يوم .
استمعت ساكورا جيداً لما قالت كوشينا حيث هزت رأسها بتفهم و ابتسمت قائلة في نفسها : و لقد تحقق مراد والديكِ .
ثم نظرت إلى الصور ثانية و أخذت تقلب فيهم و هي تنظر إليهما بشرود ثم رفعت عينيها قليلاً لتفع عينيها على باب الحمام أمامها ثم أنزلت عينيها قائلة في نفسها : والديك في مجرد صور فقط يبدوان رائعين للغاية ! .... أنا نفسي كنت أود بشدة لأراهما و أتحدث معهما ... حبهما يصلني من مجرد النظر إليهما فقط ! ... كانت حياتك ستختلف كثيراً مع والدين مثلهما ... لا أصدق بأنك بدلاً من عيش حياة سعيدة معهما اضطررت للعيش وحدك في شقة صغيرة منذ ولدت ! ..... والدتك هنا تبدو سعيدة كثيراً بحملها بك و والدك أيضاً .. يبدوان متشوقين كثيراً لرؤيتك ... من المحزن أنهما بعد كل هذا لم يتسنى لهما البقاء و اللعب مع طفلهما قليلاً ... كما لم يتسنى لك أيضاً الشعور بحبهما و حنانهما و رعايتهما لك .
ثم ابتسمت قائلة في نفسها و هي تنظر إلى الصور : و كأنهما جمعا حبهما بداخلك ناروتو قبل أن يموتا .
و عندما قلبت لترى باقي الصور وقت عينيها على صورة غريبة اتسعت عينيها لها قائلة : ما هذا !!! .. كيف حصلتِ على تلك ؟!!!
ضحكت كوشينا ثم قالت : لي طرقي الخاصة .
نظرت إليها ساكورا بتعجب ثم قالت : أي طرق تلك التي أحضرتِ بها صورة ناروتو و هو رضيع ؟!!!
ضحكت كوشينا ثانية و هذه المرة بشكل أكبر ثم قالت : كما حصلت على بقية الصور ....
نظرت ساكورا إليها بعدم تصديق لتقول كوشينا : أتعلمين .. أنتِ تشبهين والدته أيضاً .
نظرت إليها بملل ثم قالت : إن كنت أنا أشبهها ... فما أنتِ بالنسبة إليها !!
ضحكت ثم قالت : لا لم أقصد في الشكل ..... بل في شخصيتكِ .
حركت عينيها بعيداً عن كوشينا بتعجب ثم أعادتها لها قائلة : و كيف علمتِ بأمر شخصيتها تلك ؟!! ... بدأت أشك بأنكِ قابلتها كوشينا !!
كالعادة لم يتوقف ضحك كوشينا و التي قالت : لا لم أفعل .. ياليتني أستطيع .. و لكن علمت ممن أحضرت منه الصور ... أنا أبعد ما يكون عن شخصيتها على ما أعتقد ... أما أنتِ فتشبهينها إلى حد كبير .... كانت تغضب سريعاً مثلك هكذا .
عقبت ساكورا بضجر : شكراً جزيلاً كوشينا !
عادت ضاحكة ثم قالت : لم أقصدها إساءة ... على العكس .... يجب أن تكوني سعيدة لأنكِ تشبهين المرأة التي اختارها ميناتو-ساما على الجميع .
نظرت إليها ساكورا بصمت قليلاً حتى انتبهت لشيء قائلة : و الآن أخبريني كيف وصلتِ لتلك الصور ؟
اتسعت ابتسامة كوشينا قائلة : أبداً ... ذهبت لأحد مستشاري القرية و طلبت كل ما يخص ميناتو-ساما و كوشينا-ساما و بما أنني زوجة ابنهما لم يترددوا أبداً في جعلي آخذ كل ما أريده فتلك الأشياء ملك لابنهما و أيضاً كان هناك بضعة أشياء في منزل ناروتو القديم ... دخلت و أخذت ما هناك أيضاً .... أما بالنسبة لصورة ناروتو .. أخبرني المستشار أنهما فعلا هذا بعد موت والديه لأنهما كانا يعلمان بأن هذا اول ما كانت ستفعله كوشينا-ساما فور ولادتها لتحتفظ بصورته و هو رضيع لديها .... فأخذتها منه أيضاً و لم ينزعج .
هزت ساكورا رأسها بتعجب فيبدو بأن عقل كوشينا يوجد به أمور كثيرة بالفعل و لكنها انتبهت لشيء جعلها تقول بفزع : هاااااا !!!! .... لحظة واحدة و لكي تذهبي للمستشار و منزل ناروتو و كل هذا يعني خروجك من ... !!
نظرت إليها بابتسامة بريئة لتقول ساكورا : كان لدى ناروتو حق في إجلاسي هنا لمراقبتكِ إذاً ... أينشغل عنكِ قليلاً تخرجين و تفعلين كل هذا ؟!!!
ابتسمت قائلة : أحبه و أريد أن أكمل تطفلي على حياته فلم أنتهي بعد .
نظرت ساكورا إلى كوشينا و التي بدت برائتها كالأطفال كعادتها مما جعل ساكورا تطلق تنهيدة قائلة و هي تبتسم : لا فائدة .... و لكن حاولي فقط عدم إرهاق نفسك إلى هذا الحد كوشينا .
ابتسمت قائلة : حسناً ... و هذا هو السبب الرئيسي الذي جعلني أخفي عنه هذا الأمر .
نظرت إليها بابتسامة لتبادلها إياها و تسمع كوشينا صوت توقف المياه بالداخل و الذي أفزعها لتمسك بسرعة بملف الصور و تخبأه مكانه قبل أن يراه ناروتو حيث بعد وضعه مكانه و إغلاق الدرج جلست كل منهما تنظر أمامها في صمت ، عادة يخرج سريعاً و لكن تأخره لثوانٍ فقط بالطبع جعلهما تعودان للتحدث ثانية و في لحظة صمت بينهما فجأة فُتح باب الحمام و كاد ناروتو يخرج منه لولا مفاجأته أن ساكورا لازالت هنا فقال بتوتر : لازلتِ هنا ؟!!
قالت بخجل و هي تنهض ناظرة نحو الأرض قائلة : آسفة ... سأ .....
قاطعها خروجه قائلاً : لا أبداً ...
ثم أشار لملابسه مستكملاً بابتسامة مازحة : لا أظن بأن في هذا مشكلة .
نظرت إليه حيث كان يرتدي بنطالاً و رداء أسود بدون أكمام يبدو أنه يرتديه تحت ملابسه عادة ثم أبعدت نظرها عنه بشيء من الخجل و هي تعود لتجلس مكانها بينما اقترب هو لأخذ ملابسه الموجود بمنتصفهما بالخلف قليلاً فانحنى منتصفهما مما جعل ساكورا تميل قليلاً ناحية اليسار لتتيح له الطريق و تحافظ على مسافة بينهما و بينما كان هكذا نظرت إليه بعينين متسعتين و هي تقول في نفسها : حقاً عن قرب يبدو وسيماً جداً !! ..... كيف لم أستطع رؤية هذا في السابق !! ... فمازالت ملامحه كما هي على الأغلب .
قاطعت كوشينا أفكارها قائلة بتعجب : من أين أحضرت ما ترتديه ؟
نظر إليها بابتسامة قائلاً و هو يستدير ليجلس بجانب ساكورا و هو يقوم بمسح رأسه بمنشفة :صباحاً وضعتهم بالحمام لمعرفتي أنكِ ربما لستِ قادرة على إحضارهم لي ...
ثم نظر خلفه و هو يضع يده فوق تلك الملابس يحرك أصابعه عليهم ليبحث عن شيء يرتديه فوق الرداء الذي يرتديه حالياً لتقول كوشينا بابتسامة و حماس : ناروتو ...
هز رأسه و هو يبتسم و كأنه يحثها على قول ما تريده لتقول : ساكورا ... لديها خبر رائع تخبرك به .
رفع نظره نحو كوشينا و التي وجدها تبتسم ابتسامة واسعة بسعادة ليحول نظره إلى يساره أي إلى ساكورا و التي فور أن نظر إليها تلجم لسانها بعض الشيء بتوتر و نظرت أمامها بإرتباك و تردد بينما ينتظر هو سماع الخبر و لكن لم يبد عليها أنها مستعدة أبداً لينهض فجأة قائلاً و هو يمسك رداء بيده و الذي بدأ بإرتدائه بالفعل و هو يتوجه نحو الباب : حسناً في الواقع أنا جائع جداً لأنتظر .. عندما تصبحين مستعدة أخبريني .
نظرتا إليه ثم نظرتا إلى بعضهما و كوشينا تحثها على النهوض ورائه ..
و في الأسفل ..
جلستا فجأة بجانبه و هو بالمنتصف على أريكة ليحرك عينيه يميناً و يساراً بريبة بينهما ثم يفتح زجاجة مياه موضوعة على الطاولة أمامه قائلاً : ماذا بكما اليوم ؟
ضحكتا ليقوم بسكب المياه في كوب بجانب الزجاجة قائلاً و هو ينظر نحو الممر المؤدي للمطبخ :العشاء نيا .
جاءه صوتها قائلة : أمرك سيدي .. لحظة فقط .
ثم نظر إلى الجالستين بجانبه قائلاً : و الآن هل ستخبراني بما يحدث هنا أم لا ؟
منعت كل منهما ضحكتها لتشير إليها كوشينا تحثها على التكلم بينما نظر ناروتو أمامه و هو يغلق الزجاجة منتظراً تحدث إحداهما لتقول ساكورا : في الواقع .. ناروتو ...
أسند ظهره لمسند الأريكة و قرب الكوب منه يشرب حيث قالت ساكورا : لقد قررت أنا و ساسكي-كن الزواج .
بصق كل ما كان شربه و قد أبعد ظهره عن المسند و عاد منحنياً نحو الطاولة و تبدو الدهشة على وجهه و لكن الإستنكار على وجه الفتاتين كان أشد و هما تنظران إليه بتعجب بينما وضع هو يده اليمنى على فمه يمسح أي مياه لازالت عليه ثم نظر إلى ساكورا و التي نظرت إليه بتعجب و تساؤول ليحرك عينيه نحو كوشينا و التي نظرت إليه نفس النظرات أيضاً ليعتدل في جلسته و ينظر أمامه مصدراً صوتاً بحنجرته قائلاً لتبرير موقفه : أثر المفاجأة فقط .
خفت حدة نظراتهما نحوه و حاولتا تقبل هذا كمبرر لينظر هو إلى ساكورا قائلاً : إذاً .... قررتما أخيراً .
هزت رأسها و أظهرت ابتسامة بسيطة على وجهها كإجابة ليهز هو أيضاً رأسه تفهماً قبل أن يعيد النظر إليها ثانية قائلاً : مبارك لكما .... سعيد لأجلكما كثيراً .
ابتسمت ساكورا ابتسامة أكثر إتساعاً من ذي قبل ليقابلها إياها قبل أن يعيد وجهه أمامه و هو ينظر إلى الأسفل و لكنه لم يستوعب الأمر بعد حتى قال في النهاية : غريب ... لم يخبرني ساسكي بشيء!
أطلقت ساكورا ضحكة هادئة قائلة : نعم .... أخبرته بألا يخبر أحداً .... أردت أن أكون أول من يخبرك .
نظر إليها قليلاً بصمت قبل أن يهز رأسه تفهماً ليقاطعهم صوت قائلاً : العشاء سيدي .
نظر نحو الغرفة التي توجد بها الطاولة الكبيرة و التي عادة يتناول فيها العشاء لينهض بصمت متوجهاً نحوها لتتبعه عينيهما حتى انحنت ساكورا نحو كوشينا قائلة بصوت منخفض : أمتأكدة من أنه سعيد بهذا الخبر ؟!
أجابتها كوشينا قائلة بحيرة : على الأغلب ... هو فقط متعب كعادته ... ربما غداً تجدين ردة الفعل التي تنتظرينها .
نظرت إليها قليلاً ثم نظرت نحو الغرفة التي بها ناروتو بنوع من التساؤول و الحيرة ....
و في اليوم التالي .....
كان ساسكي واقفاً أمام مكتب ناروتو و هو ينتظر توقيع الأوراق التي أمام ناروتو و التي يقوم بقرائتها حالياً ربما يبدو أنه يعمل و لكن عقله في مكان آخر تماماً حتى قام بإعطاء ورقة انتهى منها إلى ساسكي قائلاً و هو ينظر إليه بابتسامة بسيطة : إذاً ستتزوج أنت و ساكورا .
أمسك ساسكي الورقة و هو ينظر إلى ناروتو في البداية بتفاجؤ و لكن سرعان ما أطلق ضحكة عندما استوعب جملته قائلاً : أخبَرَتك .
هز ناروتو رأسه بابتسامة ثم قال : كنت أنتظر هذا منك أنت .
أبعد عينيه عنه و هو يبتسم قائلاً : وددت ذلك و لكن ساكورا أصرت أن تخبرك هي بنفسها و حذرتني من إخبارك شيء لكي لا أفسد مفاجأتها لك .
ظهر الضيق عليه فجأة قائلاً بهمس قليلاً لكي لا يسمعه ساسكي : بالنسبة أنها مفاجأة .... فقد كانت حقاً مفاجأة !
ثم رسم ابتسامة على شفتيه قائلاً بهدوء : يبدو بأنك بدأت تعاملها كزوجة منذ الآن .
أعاد نظره إليه قائلاً : أبداً ... فقط .. كالعادة .. أتفادى المشاكل معها .
نظر ناروتو نحو المكتب بصمت لفترة قبل أن يرفع نظره نحو صديقه قائلاً : متى الزفاف إذاً ؟
أجابه ساسكي بحيرة : حوالي شهرين و نصف أو شيء كهذا .... تحضيرات الزفاف التي تطلبها ساكورا كثيرة و أريد وقتاً لأرتب عملي فيه و أتأكد أنه مهما غبت سيظل كل شيء على ما يرام .. تعلم .
هز رأسه بهدوء كمعظم إجاباته منذ ليلة البارحة ثم قال : لا بأس ... تهانينا .
جاءه رد ساسكي قائلاً : أقدر هذا ناروتو .
ثم أخذ الأوراق حيث قد أنهى ناروتو توقيعها كما أراد و استدار متوجهاً نحو الباب قائلاً : أراك لاحقاً صديقي .
حرك ناروتو عينيه أمامه لينظر إليه و هو يذهب حتى قال في النهاية : أراك لاحقاً .
ثم عاد إلى عمله ثانية ...
بينما عند الرابعة ...
كانتا جالستين معاً على الأريكة حيث كانت كوشينا تجلس على اليمين و تضع الفشار على قدميها و تأكله و هي تشاهد التلفاز أمامها بإهتمام شديد بينما ساكورا تجلس بجانبها على اليسار و تنظر إلى التلفاز أيضاً و لكن بهدوء و ظلتا على وضعهما هذا حتى أطلقت ساكورا تنهيدة و حركت نظرها نحو كوشينا و التي كانت تأكل و نظرها أمامها بتركيز لتنظر إليها لفترة قبل أن تحرك عينيها نحو بطنها حيث يوجد طفل ناروتو القادم .. حتى الآن كلما تفكر ساكورا في الأمر تشعر بغرابة شديدة و أن تلك السنوات الست كانت فترة طويلة حقاً لكي لا تعلم عنه شيئاً فيهم ! .. كانت دائماً تأمل عودته و لكن لم تحاول قط إعادته أو الذهاب للبحث عنه ! ... و ما هذا الطفل إلا نتيجة لعدم إعادتها له أو البحث عنه ، هذا ما كان يدور في عقلها حتى ابتسمت ابتسامة خفيفة قائلة : يبدو بأنه لا يتحرك و لايزعجكِ .
قالت كوشينا بنفس حالتها : بلى يتحرك .. و لكن اعتدت على هذا .
أخذت كوشينا تأكل بينما نظرت إليها ساكورا لفترة حتى ظهر التردد عليها و قالت : كوشينا ... هل .. هل يمكنني فقط أن .....
عندما صمتت و لم تكمل سؤالها انتبهت لها كوشينا و نظرت إليها بتساؤول لترى ساكورا تحرك عينيها بين بطن كوشينا و وجهها مما جعل كوشينا تفهم و تبتسم قائلة و هي تزيح طبق الفشار عنها : نعم بالطبع .
ترددت ساكورا قليلاً ثم حركت يدها ببطء و تردد نحو بطن كوشينا و التي أخيراً وضعتها على بطنها لتنظر كوشينا إليها بابتسامة بينما ساكورا تحاول أن تشعر بحركة الطفل و لكنها لا تشعر بشيء ! ، فأمسكت كوشينا بيدها و حركتها قليلاً حتى ثبتتها قائلة : ضعيها هنا .
الآن شعرت ساكورا بحركته حقاً كان الأمر لها مفاجئاً و غريباً و لم تشعر به من قبل و أن هناك شخص حي بداخل كوشينا ! ، و أنهما قد أصبحا والدين بالفعل الآن و لن ينتظرا حتى مجيئه حتى يعلنا هذا ، ظلت ساكورا هكذا لفترة تنظر لبطن كوشينا بشرود و هي تبتسم و قالت في نفسها : شعور غريب ...
بينما كوشينا تنظر إليها بابتسامة حتى ضحكت ساكورا قائلة : إنه لطيف .
تحولت ابتسامة كوشينا لضحكة قائلة : بالطبع .. لوالديه .
ازداد ضحكهما حتى قالت ساكورا : أيظل يلاعبكِ هكذا طوال اليوم ؟
ابتسمت ابتسامة واسعة قائلة : و كل ثانية .... في النهاية لا يجد طريقة أخرى ليتواصل بها معي غير تلك .. إذاً ليكن .
قابلتها ساكورا بابتسامة لطيفة لتقول : و قريباً جداً ستشعرين بهذا .
نظرت إليها بتعجب لتكمل : أعني أنتِ و ساسكي-سان ... اتفقتما على الزواج و هو هدفه إحياء عشيرته .. أي فور أن تتزوجا ستحضران طفلاً ...
فكرت ساكورا لثوانٍ ثم هزت رأسها بابتسامة خجولة لتقول كوشينا : و أتمنى بأن يكون طفلكما الأول فتاة ... سوف يكون هذا رائعاً .... تخيلي طفل من عندنا و طفلة من عندكما .. يااااي ... سيبنيان أسرة مدهشة في المستقبل ...
اتسعت عينا ساكورا بشدة قبل أن تقول بابتسامة متوترة : مهلاً كوشينا .. عقلكِ يذهب بعيداً ... لازال هناك وقت طويل على حدوث هذا .. كما أنها لم تأتِ بعد من الأساس ...
ابتسمت كوشينا قائلة بمرح : و لكنها في الطريق .
أبعدت ساكورا عينيها بخجل بينما اتسعت ابتسامة كوشينا بسعادة .....
و في المساء .....
كانت كوشينا جالسة على الفراش و مستندة على وسادة و بيدها طبق طعام تأكل ما بداخله من رقائق و ترفع شعرها بحيث تظهر خصلاته على شكل أشواك من الخلف و ترتدي ثواباً قصيراً يحمل لوناً أبيض رقيق حتى يكون أخف أيضاً من اللون الأبيض بحمالات رفيعة و منفتح بفعل إنتفاخ بطنها و تقوم بتربيع قدميها لتستطيع توفير أكثر شكل مريح لبطنها و طفلها بداخلها ، كانت تمسك بكتاب بيدها اليسرى و تأكل باليمنى بينما ناروتو يجلس على يمينها بهدوء و يقرأ هو الآخر كتاباً و كان ما يضيء لهما هما مصباحين على الطولتين عند كل جانب من السرير ، بدا على وجه كوشينا أنها تعبت أو ملت قليلاً من القراءة فقامت بقلب الكتاب و وضعته على يسارها على السرير و هي تستمر في طعامها ثم حركت نظرها نحو ناروتو و أطالت النظر إليه بينما لم ينتبه هو لهذا و فجأة اقتربت منه حتى أصبح نصفها فوقه تقريباً - و الكتاب الذي يقرأه على صدره تحتها بعض الشيء و يديه عليه - مقبلة إياه على شفتيه و نظرت إليه بابتسامة سعيدة ومرحة وهي تقرب احدى الرقائق لفمها لتقوم بأكلها بينما نظر إليها هو بتعجب من تلك الإبتسامة و فجأة وجدها تقوم بإطعامه واحدة فقام بأكلها و على وجهه الريبة قليلاً و ينظر إلى ابتسامتها بشك ليقول فجأة بابتسامة أظهرها بصعوبة لتعدي هذا الموقف : ليس الآن حبيبتي .
ثم يقوم برفع الكتاب ثانية لتبتعد هي عنه قليلاً و يعود هو إلى قراءته ثانية بنفس الهدوء لتنظر إليه كوشينا بضجر و غيظ و هي تقوم بتحريك لسانها بداخل فمها بين أسنانها بملل ثم تعود إلى وضعها السابق ، صمتت قليلاً على أمل أن يتحدث هو قائلاً أي شيء و لكن لا فائدة ، فاقتربت ملتصقة به قائلة بابتسامة محاولة فتح حوار معه بعد أن ابتلعت ما كانت تأكله : إذاً ماذا تقرأ عزيزي ؟؟؟
حرك عينيه نحوها لتنظر إليه بعينيها الواسعتين و اللتان كالعادة ظهرتا ببراءتهما المعتادة مما جعله يبتسم قائلاً : قصة .
عقبت بابتسامة : قصة !!
هز رأسه و هو يبتسم لها ثم قال : كتبها معلمي منذ زمن طويل .
اتسعت ابتسامتها قائلة : و عن أي شيء تتحدث ؟؟
فور سماع هذا السؤال حرك عينيه نحو اليمين قليلاً و كأنه في وضع يريد الخروج منه ثم أصدر صوتاً بحنجرته و عاد لقراءته قائلاً : لن يهمك الأمر كثيراً .
قالت بإنزعاج : هيا ناروتو .
لم يغير حالته أبداً مما جعلها تنظر إليه بملل ثم تحرك عينيها بفضول نحو الكتاب لتقرأ قليلاً ربما تفهم عن أي شيء يدور ، ثوانِ فقط مرت عليهما ليحرك بعدها ناروتو عينيه نحو وجه كوشينا و التي مازلت تقرأ و فجأة بدأ وجهها يحمر تدريجياً و هي تقرأ بدون أن ترمش حتى و عينيها متسعتين و مثبتتان على الكتاب ، ظل ناظراً نحوها بإنتظار رد الفعل بينما هي يستمر وجهها في الإحمرار تدريجياً و هي صامتة تماماً مما جعلها تبدو لطيفة جداً أمامه و فجأة حركت عينيها نحوه ثم أعادتها ثانية للكتاب كأنها كانت تلقي نظرة فقط أو تقرأ بعض الكلمات و الأحداث بدون ترتيب و أنها لم تقرأ شيئاً لكي لا يلاحظ بأنها قرأت شيئاً من المكتوب و لكنه بالطبع كان يراقبها منذ البداية و يعلم بأنها بالفعل قرأت قليلاً بينما بدأت ابتسامته بالظهور حتى نظرت إليه ثانية بوجهها المتوجه حمرة و هو يحاول منع ضحكته من الخروج و هما يتبادلان النظرات لفترة حتى فجأة أطلقت صوتاً يشبه الشهقة و هي تبعد وجهها ناحية اليسار و تغلق عينيها بقوة و تضع يديها على وجهها قائلة بخجل : حقاً لم أكن أعلم بأنك تقرأ تلك الكتب !!
كادت ضحكته تخرج و لكنه منعها و قام بتحريك الكتاب ليغلق و يكون بمقدور كوشينا رؤية الغلاف ليقول : إن كان على الكتاب اسم هذا المؤلف ... فنعم .
ثم ترك الكتاب ليسقط على صدره مفتوحاً قائلاً : و لكن غير هذا لا أقرأها .
أعادت وجهها أمامها بتردد و يديها عليه و أبعدت اصبعين من اليد اليمنى عن بعضهما و حركت عينيها ببطء نحو اليمين لتنظر إليه من خلالهما قائلة : و ما هذا إذاً ؟؟؟
ابتسم قائلاً : أخبرتك أنه لمعلمي .
قالت بخجل و دهشة شديدة : معلمك هو من كتب هذا ؟!!
عقب بمزاح : و معلمي الآخر قرأ السلسلة كاملة .
نظرت إليه بوجهها الأحمر قائلة : حقاً بدأت أصدق ساكورا في أمر إنحرافك هذا .
ضحك قائلاً : لا لست مثلهما .
اقتربت من وجهه قائلة بشك : حقاً !! ... و لماذا تقرأ لكاتب منحرف مثله إذاً ؟؟
ابتسم لها بهدوء ثم قال : لأنه الشيء الوحيد الذي تركه لي قبل وفاته ...... أستطيع الشعور به في كل كلمة هنا .... الكتاب نسخة عن حياته على كل حال .
عادت جالسة بجانبه تنظر أمامها قائلة بضجر : و لم يستطع ترك شيئاً لك أفضل من هذا ؟؟
عقب قائلاً بابتسامة و مزاح : لا .. فهذا هو الشيء الوحيد الذي كان يمتلكه .. ثم أنها ليست أول مرة أقرأه ... في الحقيقة كان يجعلني أقرأهم و أنا في الثالثة عشر و لم أفهم شيئاً عندها ...... و لكن الآن أفهم كل شيء بوضوح .
لاحظ أنها تبتعد عنه شيئاً فشيئاً حتى كادت تصل إلى نهاية السرير تقريباً فنظر إلى المسافة التي تبتعدها ثم رفع نظره تدريجياً حتى وصل إلى وجهها لتقول : أتعلم أن ما حدث اليوم هذا يجعلني لا أثق بك مع إمرأة مرة أخرى .
عقب بثقة : و هل ندمتِ من قبل ؟؟
حركت عينيها نحوه لينظر إليها متحدياً فهو بالفعل منذ ارتباطه بها أو منذ رؤيتها و معرفتها به بمعنى آخر لم تراه ينظر لغيرها أو يخونها أو شيء كهذا مما جعلها تبعد عينيها عنه لعدم وجوها شيئاً لقوله ..........
في صباح اليوم التالي ......
دخلت ساكورا المنزل لتجد كوشينا و نيا تتحركان في المنزل كوشينا تحضر الطعام و نيا ترتب المنزل لتقول كوشينا و هي تضع الحساء على الطاولة : ها .... صباح الخير ساكورا ..... جيد أنكِ أتيتِ اذهبي لإيقاظ ناروتو حتى أنتهي .
عقبت ساكورا بتعجب : إيقاظ من !
و كأن كوشينا لم تسمعها فتنهدت ساكورا و تحركت نحو السلم لصعوده و عندما وصلت إلى الغرفة قامت بالطرق عليها بلطف و لكن لم تسمع رداً ففتحت الباب ببطء و نظرت من وراءه لتراه ينام هناك على السرير مصدراً ظهره للسقف و يدخل يديه أسفل الوسادة التي ينام فوقها و من فوقه وسادة أخرى و لكنها أصغر من التي ينام عليها ، تراجعت خطوة للوراء و هي تنظر إلى الأرض بتردد ثم رفعت رأسها و تحركت نحو السرير و جلست عليه ببطء و عندما حركت يدها لتوقظه أوقفتها بتردد و هي تنظر إليه بتوتر حتى فجأة قاطع ترددها صوته و هو مغلق عينيه : ألن توقظيني اليوم حبيبتي ؟؟
اتسعت عينيها بارتباك شديد قائلة في نفسها : حبيبتي !!!
بدا عليها التوتر لتحرك وجهها بالقرب منه قائلة : أنا ساكورا ناروتو ...
فتح عينه بكسل و حركها يساراً لتقع على فتاة أخرى غير التي كان يتوقعها مما جعله يقول بفزع : ساكورا !!
في نفس وقت إعادتها لرأسها كما كان قبل اقترابها جلس هو فجأة بفزعه ليُزال الغطاء عن نصفه العلوي قائلاً : ماذا تفعلين هنا في غرفة نومي ؟!!
اتسعت عينيها بشدة فور أن جلس و أبعدتها بسرعة قائلة بتوتر : كـ .. كوشينا بالأسفل و أخبرتني بأن آتي لإيقاظك لأنها تساعد نيا .....
نظر إليها قليلاً و كأنه يستوعب ما قالت ثم أغمض عينيه قائلاً و هو يضع يده خلف رقبته بكسل :كم الساعة ؟
ازداد توترها قبل أن تقول فجأة : السادسة .
قال استنكاراً : السادسة !!
أغلقت عينيها للتركيز قائلة : أعني السابعة ... السابعة .
هز رأسه قائلاً : السابعة ...
ليسمعها تقول بتوتر : و هيا لكي لا تتأخر على الفطور .
و نهضت بسرعة و لكن فجأة توقفت مستديرة لتلقي نظرة سريعة عليه قائلة : صباح الخير .
ثم بسرعة غريبة اتجهت نحو الباب ليتبعها بعينيه بتعجب ثم ينظر إلى جسده ليرى أنه لا يرتدي شيئاً بالأعلى لتنطلق منه ضحكة بهدوء و كأنه فهم سبب توترها و عدم نظرها إليه .
ثم فجأة قام بالإمساك بالغطاء و نام ثانية و هو يجذبه فوقه ....
و بعد مرور ربع ساعة دخلت كوشينا الغرفة لتجده نائماً كما كان لتتسع عينيها ثم يظهر الإنزعاج على وجهها و تتحرك نحو السرير ثم تجلس بالقرب منه قائلة : كنت أعلم بأنك ستنام ثانية .... هيا ناروتو ستتأخر على عملك .
أجابها و هو يمد يديه تحت الوسادة أكثر بكسل : سآخذ إجازة اليوم .
تنهدت قائلة : أأنت مدرك لما تقوله ؟
أجابها بكسله : نعم نعم .... اجعلي ساكورا تذهب لإخبار تسونادي بتولي مكاني اليوم .
قالت بتعجب و كأنها لم تصدق أنه حقاً يعني هذا : أحقاً ستأخذ إجازة أم تمزح ؟
جاءتها الإجابة : ماذا يبدو لكِ ؟!
قالت بشك : أمتأكد من هذا ؟!
هز رأسه هزة بسيطة على السرير قائلاً : نعم ...
عادت قائلة بشك ثانية : ناروتو ... لكي لا تعود قائلاً لي بأنك كنت نائماً و لم تنتبه و لم يكن يجب عليّ الإستماع إليك ! ....
أجاب بإنزعاج : نعم كوشينا ... هناك فقط ورقتين وضعتهما معاً على الجانب الأيمن للمكتب اجعلي ساكورا تحضرهما معها لأقرأهما فيما بعد .....
نظرت إليه بتعجب ثم قالت : و الفطور ؟
قال بكسل أكبر : أجليه ساعة .. ساعتين .. أو أي وقت عندما أستيقظ كوشينا .
نظرت إليه قليلاً ثم نهضت قائلة بقلة حيلة : حسناً .... كما تريد .
عقب قائلاً بكسل : شكراً حبيبتي .
نظرت إليه و هو نائم و متمسك بسريره هكذا لتبتسم قائلة : يالك من طفل .
سمعها و لكنه لم يغير وضعه فقد كان بالفعل في تلك اللحظة يشبه الطفل و هو نائم مما جعل ابتسامتها تتسع أكثر و تتوجه نحو الباب للذهاب .
و بالأسفل ....
لن يذهب إلى عمله اليوم .
هذا ما قالته كوشينا و هل تنزل على السلم بينما نظرت إليها ساكورا بتعجب قائلة : حقاً !!
ثم انتبهت فجأة لشيء قائلة : آسفة كوشينا دعيني أساعدكِ .
تحركت نحوها بينما قالت كوشينا و هي تنزل : لا .. لا داعي .... ليس صعباً .
راقبتها ساكورا حتى وصلت لنهاية السلم لتقول ساكورا : حتى نزول السلم أصبح صعباً عليكِ ؟
قابلتها بابتسامة قائلة : لا ...
ثم قالت بشك : قليلاً .
ضحكت ساكورا ثم اقتربت منها واضعة يدها على كتفها لتسندها قليلاً قائلة : إذاً لنعد لناروتو ... لم لن يذهب ؟
نظرت إليها كوشينا بملل قائلة : كسل زوجي لا يوجد مثله .... هو دائماً نشيط و لكن إن حدث و تمسك بسريره لا يتركه ... و صحيح أخبرني بأن أجعلكِ تذهبين لإخبار تسونادي-ساما بأخذ مكانه و تحضري ورقتين هناك وضعهما على يمين المكتب .
ظهر الإنزعاج على وجه ساكورا قائلة : يأخذ إجازة و يأمرني أيضاً ! ... سأريه عندما يستيقظ .
ابتسمت كوشينا لها بتوتر ثم قالت : بالمناسبة إن كنتِ تريدين الذهاب اليوم لا بأس .. فناروتو سيعتني بي بما أنه أخذ إجازة .
قالت ساكورا بحيرة : لا ... لا مشكلة لدي في البقاء ... كما أنني لا أستطيع ترككِ لأحمق مثله يعتني بكِ في الواقع .
ضحكت كوشينا قائلة : كما تريدين ... و لكن على الأقل اذهبي لرؤية ساسكي-سان فبالطبع اشتقتما للبقاء معاً قليلاً .
نظرت إليها ساكورا ثم ابتسمت و هزت رأسها .
بينما عند الساعة الحادية عشرة حيث كان ناروتو قد استيقظ ....
نزل للدور الأسفل و هو ينظر يميناً و يساراً بحثاً عن أحد و لكن البيت ظهر فارغاً لينادي قائلاً :كوشينا .
لم يلبث أن سمع صوت أقدام من الداخل و صوتها قائلة : نعم حبيبي ... صباح الخير .
أجابها و هو ينظر إليها حيث ظهرت من وراء الجدران و تحركت نحوه قائلاً : صباح الخير .
اقتربت لتقف أمامه لينظر حوله قائلاً : إذاً .. أين ساكورا ؟
ابتسمت قائلة : ذهبت لتنفيذ أوامرك و لترى ساسكي-سان قليلاً على ما أعتقد .
هز رأسه تفهماً لتمشي مبتعدة قائلة : سأذهب لأخبر نيا بإحضار الفطور .
قابلها بابتسامة لتكمل هي طريقها نحو المطبخ .....
و بعد مرور ربع ساعة ....
جلس ناروتو على الطاولة و كوشينا تضع عليها آخر طبق و تجلس مكانها على يمينه لتدخل ساكورا من باب المنزل قائلة : استيقظت أيها الكسول .
أدار وجهه قليلاً لينظر إليها بابتسامة و لتبادله هي إياها ثم تقول بعدما انتهبت لشيء : صحيح .. أين مكتبك لأضع تلك الأوراق فيه .
كاد يجيبها لولا تدخل كوشينا قائلة و هي تشير لها : ستجدينه في منتصف هذا الممر .
ابتسمت لها ساكورا ثم تحركت للذهاب هناك .....
بينما على الفطور ....
جاءت ساكورا و جلست على يسار ناروتو و نظرت إلى الطعام برضا و لكن وقعت عينيها على كوشينا بوجهها المنزعج و ناروتو يبتسم لتبتسم قائلة : ماذا حدث هنا ؟!
قرب ناروتو العصيان منه ليأكل ما كان بها ثم قال بعد بلعها : ليتني أعلم .
عقبت كوشينا بغضب قائلة : حقاً أيها المنحرف !
نظرت إليها ساكورا بتعجب بينما نظر ناروتو إلى ساكورا قائلاً بابتسامة متكلفة : تناديني هكذا منذ ليلة البارحة .. أيرضيكِ هذا ؟
نظرت إليه ثم ابتسمت بتكبر قائلة : بما أنك دائماً هكذا في نظري .... فلا بأس ..... عمل رائع كوشينا !
أنزل رأسه و تنهد بيأس قائلاً : بمن أستنجد أنا !
لتعقب ساكورا بتعجب و ابتسامة : و لكن مع ذلك ماذا حدث لتناديك هكذا ؟!
رفع نظره إليها قائلاً : كنت أقرأ كتاباً ...
قاطعته قائلة : دعني أحزر .... هل كنت تقرأ إحدى كتب جيريا-ساما ؟
نظر إليها بابتسامة قائلاً و كأنه أخيراً وجد من يفهم الأمر : تماماً .
نظرت إليها كوشينا بصدمة قائلة : أتعرفين بأنه يقرأ تلك الكتب ؟!!
أجابها ناروتو بيأس : لا أقرأها .
جاءه ردها بسرعة بحدة : اصمت أنت .
ضحك بينما قالت ساكورا بابتسامة مرحة : نعم بالطبع .... ناروتو كان يحبه كثيراً ... و من المتوقع أنه لازال يقرأ له حتى الآن .
عقبت كوشينا قائلة : بل تقصدين يحب قراءة تلك الكتب .... لن آمن له ثانية أبداً .
منع ضحكته و كذلك ساكورا ليقول : لا أنا لا أقرأها لأنني أحب هذا .... و لكن فقط ...
نظرت إليه ليكمل بشرود قليلاً : و أنا أقرأ كتبه أتذكر كل أيامي معه .....
قالت بتعجب : و من كان بالنسبة لك ؟
رفع رأسه قليلاً و هو يفكر ليقول بحيرة : أبي .... في رتبة أبي تقريباً .....
اتسعت عينا كوشينا قليلاً فبدا و كأنه لم يخبرها بهذا من قبل ! ، بينما أكمل هو بحيرته : اعتنى بي و كأنني ابن له ..... و نظراً أنه كان مدرب أبي و أبي كان يتخذه قدوة له في كل شيء .... ربما هذا يجعله جدي .
عقبت كوشينا قائلة : إذاً جدك منحرف .... لا تقل لي بأن والدك هكذا أيضاً ناروتو !
نظر إليها بعينين متسعتين و هو يحرك يديه أمامه قائلاً بتوتر : لا لا .. أبي بعيد تماماً عن تلك الأمور .
نظرت إليه قليلاً ثم قالت بشك : في الحقيقة لا أصدق ... لن أثق بك ثانية .
نظر إليها بتعجب ليسمع ساكورا تقول بابتسامة واثقة : الآن أستطيع أن أقول بأنك أفسدت حياتك السعيدة مع زوجتك ناروتو .
لم يحرك عينيه عن كوشينا و هز رأسه قائلاً بابتسامة : يبدو هذا ....
لتضحك ساكورا ثم تقول : و هذا ما استفدته من هذا الناسك المنحرف الذي كنت تلازمه .
نظر إليها بإنزعاج مصطنَع أي مازحاً معها لتضحك أكثر بينما يقاطعهم صوت كوشينا قائلة : اسم هذا الكاتب المنحرف ليس غريباً عليّ ...
نظرت إليها ساكورا قائلة : بالطبع فهو أحد سانين كونوها ....
ثانية واحدة استوعبت فيها كوشينا الأمر لتتسع عينيها قائلة بإندهاش شديد : ماذا ؟!! ... أهذا هو جيريا نفسه !! ....
هزت ساكورا رأسها بالإيجاب لتنظر كوشينا لناروتو بنفس حالتها قائلة : أمعلمك .. كان أحد السانين الثلاثة ؟
هز رأسه و هو يكمل طعامه و بعدما فرغ منه أجابها : نعم ....
نظرت إليه بصدمة لفترة ثم قالت : لم تخبرني بهذا من قبل !
بادلها النظر ثم أعاد نظره لطعامه و هي ظلت ناظرة إليه بتعجب لتقول ساكورا : ناروتو دائماً لا يحب التكلم عن من فقدهم ... هذا ما لاحظه الجميع عليه .
أعادت نظرها لناروتو و الذي وجدته يأكل بهدوء و اختفت ابتسامته تماماً لتنظر إليه قليلاً و تقول في نفسها : صحيح .... حتى والديه لم يخبرني أي شيء عنهما ! .. كل ما أعرفه هو أنني أشبه والدته ... غير هذا لم يخبرني بأي شيء !
أطالت النظر إليه و هو يأكل بهدوءه الغريب لتبتسم برقة قائلة في نفسها : إذاً صغيري لازال يخفي بعض الأمور لنفسه .... لا بأس ... فإن أراد التحدث يأتي إليّ أو يذهب لساسكي-سان و في كلا الحالتين كلانا مستعد لسماعه وقتما يريد .
ثم بدأت هي و ساكورا في التحدث في أمور أخرى و أدخلاتاه معهما في الحديث لتغيير الأجواء و بينما كان يضحك ثلاثتهم معاً أسندت كوشينا خدها الأيسر إلى يدها قائلة بتعب : لا أعلم لم أنا مرهقة هكذا !
نظر إليها ناروتو قبل أن ينهض فجأة من فوق كرسيه و يذهب للوقوف وراءها و يضع يديه على كتفيها و يحركهما برقة و كأنه يقوم بتدليكهما كنوع من تدليلها كعادته لتبتسم كوشينا و هي مغلقة عينيها بإرتياح بينما نظرت إليهما ساكورا الجالسة على الكرسي المقابل لكوشينا بإنزعاج أو .. غيظ بعض الشيء قائلة في نفسها : ليست متعبة إلى هذا الحد ليقوم بفعل هذا من أجلها ..
و فجأة وجدته ينحنى ليهمس لها بشيء ثم يقبلها بلطف على وجنتها و التي توردت خجلاً منه و هي تضحك بصوت منخفض مما جعل ساكورا تشتعل أكثر و تضم قبضتها اليمنى و عندما جاءت عينيها على الخاتم بيدها أرخت قبضتها و قالت في نفسها بملل : لا أظن بأنك ستفعل شيئاً كهذا ساسكي-كن .
قاطعها صوت قائلاً : ساكورا .
نظرت إليها بسرعة لتقول : اطلبي ساسكي-سان للمجيء للعشاء معنا الليلة .
ثم اتسعت ابتسامتها قائلة : أي أنتِ و هو .
نظرت إليها ساكورا قليلاً قبل أن تقول : لا المرة السابقة تحرك طفلكما هذه المرة سيأتي بالفعل .
ضحكت كوشينا قائلة : لا لا ... فقط تعالي و أحضريه معكِ .. اتفقنا ؟؟
ابتسمت قائلة : سأحاول .
عقب ناروتو قائلاً : تحاولين !! ... أخبريه فقط لناورتو و سوف يأتي .
ضحكت قائلة : للأسف .... تستطيع التأثير عليه أكثر مني .
و في المساء ....
بعد تناول العشاء ذهبت ساكورا و كوشينا إلى المطبخ لغسل الأطباق و تحضير الحلوى بينما ناروتو و ساسكي جلسا معاً في غرفة المعيشة يتحدثان حيث كانا جالسين على أريكة أمام التلفاز و تتعالى ضحكاتهما كالعادة ..
إذاً كيف الأحوال بوجود ساكورا معكما ؟
نظر إليه و كأنه يحاول إيجاد لفظ مناسب حتى قال و هو يستند على الأريكة : في الواقع لا أعلم كيف تتعايش مع هذا ؟!
ابتسم ساسكي و أراح ظهره على الأريكة قائلاً : لحسن الحظ لدي عمل ينقذني من هذا العذاب .
نظر إليه ناروتو و هو يطلق ضحكة هادئة ثم اقترب من الطاولة لوضع القليل من السكر بداخل مشروبهما الساخن قائلاً : إذاً أنصحك بأن تستعد فلم يعد على زواجك إلا شهرين تقريباً الآن .
انزعج وجه ساسكي فجأة قائلاً : لا تذكرني ...
ضحك ناروتو ثم حرك الكوب نحو ساسكي قائلاً بابتسامة واسعة : زواج سعيد ساسكي .
نظر إلى ابتسامة ناروتو تلك ثم أخذ منه الكوب قائلاً : و كأنك سعيد بما أنا مقبل عليه ؟
اتسعت ابتسامة ناروتو أكثر ليبعد ساسكي وجهه بإنزعاج ....
و أثناء حديثهما هذا أطلت ساكورا وجهها من وراء الجدار تنظر إليهما حيث سمعت ناروتو يقول بأسلوب ساخر : صغيرنا المدلل لا يريد الزواج .... بالطبع خائف من خسارة معجباتك .
ألقى عليه ساسكي نظرة ثم قال بتكبر : لا ... لست مثلك حتى بعد زواجي لن تقل شعبيتي أبداً .
نظر إليه بإنزعاج ثم عقب : مثلي !! .... ليكن في علمك ازداد عددهن بعد الزواج أيضاً .
نظر إليه بابتسامة و هو يرتشف من مشروبه ثم قال : رغم أنك تكذب حالياً ... و لكن في الحقيقة هذا هو الوجه الإيجابي الوحيد من زواجي ... ربما يقل عددهن بالفعل .
نظر إليه ناروتو قليلاً قبل أن يبتسم بخبث مقترباً منه قائلاً و هو يمثل مظهر الفتيات عندما يتجمعن حول ساسكي : ساسكي-كن أنت المفضل لدي .... ليت جميع الرجال مثلك .
نظر إليه ساسكي بتعجب شديد ثم أبعده عنه بسرعة قائلاً : ما هذا ناروتو ؟!!! .... ألا يكفيني الفتيات ... أسأجذب رجالاً أيضاً ؟!!!
ضحك ناروتو بشدة من هذا ثم أجابه قائلاً : في الواقع ساسكي لا أستبعد ... إن كنت فتاة لم يكن ليرحمك أحد .. و أولهم أنا .
نظر ساسكي إليه بريبة قبل أن يقول : إذاً جيد .. أنني رجل .
حرك ناروتو عينيه إليه ليتبادلا النظر و هو يحاول منع ضحكته بينما أبعد ساسكي عينيه و أعادهما إلى التلفاز ثانية ......
كانت ساكورا تراقب كل هذا من وراء الجدار و أكثر ما جذب انتباهها ضحكات ناروتو حيث قالت في نفسها : ضحكته الحقيقية لازالت تظهر أمام ساسكي-كن .... و لكنها لم تعد تظهر معي .. لا بأس بابتسامة و لكن ....
أثناء بحثها عن الكلمات شردت به قليلاً لتسمع صوتاً أيقظ عقلها و فك شرود عينيها قائلاً :ساكورا ...
فور أن سمعت ساكورا صوت كوشينا أبعدت عينيها عن ناروتو بسرعة و أدارت رأسها لترى كوشينا تقف بالقرب منها ناظرة إليها بابتسامة لترسم ساكورا ابتسامة على وجهها بتوتر بينما تحرك كوشينا رأسها قليلاً لتستطيع رؤية من يجلسان هناك حيث ابتسمت بلطف و أعادت رأسها كما كان قائلة : لم تريهما هكذا منذ زمن صحيح ؟
أومأت ساكورا برأسها ثم أعادت نظرها لهما قائلة : لم تكن صداقتهما بتلك القوة قبل سفره .... كانت قوية و لكن الآن ... أصبحت شيئاً لا ينفصل أبداً .
نظرت إليها كوشينا ثم ابتسمت قائلة : دائماً ما يكونا هكذا عندما يأتي ساسكي-سان ..... و عندما كنا في قريتي كانت أكثر الأيام راحة لباله هي الأيام التي يبيت معنا ساسكي-سان فيها ....
هزت ساكورا رأسها قائلة : نعم .. لطالما كانا مقربين هكذا .
نظرت إليها كوشينا قليلاً قبل أن تقول : و أنتِ .... ألستِ صديقتهما ؟
نظرت إليها ساكورا بتعجب لتكمل كوشينا قائلة : أعني .... ما أعرفه هو .. أنكِ مقربة منهما أيضاً .. أقصد ثلاثتكم منذ الطفولة ....
هزت ساكورا رأسها بتوتر قليلاً ثم أعادته أمامها قائلة في نفسها : ليس إلى هذا الحد .... صداقتهما شيء و صداقتهما معي شيء آخر ! ... ساسكي-كن لا ينفتح معي هكذا أبداً ... و ناروتو أيضاً أصبح هادئاً جداً و كأنه يصطنع شخص آخر أمامي .... و لكن كما اتضح الآن أنه لازال هكذا مع ساسكي-كن ... إذاً لم لا يكونا بتلك الراحة معي ؟!
عادتا إلى المطبخ بينما اقترب ساسكي من ناروتو قائلاً بجدية نوعاً ما : حسناً ناروتو ....
قاطعه قائلاً : إن كان شيئاً يخص العمل أجله أرجوك ساسكي .
ابتسم قائلاً : ليتني أستطيع ناروتو و لكنه أمر هام .
نظر إليه بملل ليقول ساسكي : هناك سفر قريب ... ستذهب أنت أم أذهب أنا ؟
صمت ناروتو لفترة قصيرة قبل أن يقول : بشأن أمر الإتفاقية تلك ؟
نظر ساسكي أمامه و هو يقوم بوضع كوبه على الطاولة و تنهد قائلاً : و هل لدينا غيره هذا الأسبوع ؟! ... هذا الأمر يجب أن ننجزه في أقرب وقت ممكن ... فاستغلال جيوشنا سوف تكون كارثة !
هز الآخر رأسه تفهماً ثم قال : لازلت لا أعلم كيف قاموا بوضع هذا الشرط ! .. لقد قمت بالتوقيع عليها و أنا متأكد تماماً بأن أمر أخذ جيوشنا في أي وقت يريدونه هذا ليس موجوداً .. لم أقرأ شيئاً كهذا ! .... ساسكي لقد وقعناها معاً أكان موجوداً عندها؟
أجابه قائلاً : بالتأكيد لا .
عقب من بجانبه قائلاً : إذاً قاموا بتزويرها .... و لكن شيكامارو يقول أنها ليست كذلك ! .. صحيح ألم يجد حلاً حتى الآن ؟
ساد الصمت بينهما قبل أن يقول ساسكي : لم يعد أمامنا حل آخر ... نقوم نحن أيضاً بتزويرها و إلغاء هذا الشرط نهائياً و بهذا ننتهي من تلك المشكلة .... طلبت إجتماعاً رسمياً بين القريتين و لكن لا أتوقع تغير أي شيء بما أن الورقة سليمة و الشروط أيضاً و امضتك موجودة ..... لن يعترفوا بشيء .
نظر إليه ناروتو قليلاً ثم قال : في نفس الوقت لا ... إن قمنا نحن بتزوير الورقة سيقومون هم أيضاً بنفس الأمر ثانية و نستمر هكذا و بذلك لن يكون هناك أي إحترام لأي شيء كُتب على تلك الإتفاقية من الأساس .
عقب ساسكي قائلاً : منذ البداية هم لم يحترموها لماذا إذاً نحن المطالبون بإحترامها ؟!!
نظر الأشقر أمامه و كأنه يفكر بشيء حتى قال : دع هذا الأمر لي ... سأتحدث معهم و أرى إلى أين سنصل بعدها .....
صمت قليلاً ثم عقب : ليتنا فقط نستطيع إثبات بأن هذا الشرط لم يكن مكتوباً عندما قمنا بتوقيعها !
جز ساسكي على أسنانه و هي يضغط على يديه قائلاً : رتبوا للأمر جيداً فلن يوافق المجلس على إلغائها إلا إذا أحضرنا سبباً مقنعاً يستدعي هذا حقاً ! ... و لن نأتي بهذا السبب إلا إذا اعترفوا ...
عقب ناروتو قائلاً : و بطبيعة الحال بما أنها اتفاقية للسلام بين القريتين ليس لدينا أي حق في كسرها و الهجوم عليهم أو إنهاء الأمر بالقوة بل لا نستطيع فإن فعلنا سوف تتم إقالتي أنا و أنت و على الأغلب ساي من قِبل المجلس لأننا لم نلتزم بما وقعنا عليه و لن تأمن أي قرية أخرى لنا بعد الآن ... و لنقل بأن مصلحة القرية فوق مصالحنا جميعاً و بما أن هدفهم الظاهر هو السلام و نحن من نبدو بأننا من لا نريده سوف ينحاز إليهم المجلس و يقوم بإعادة تلك الاتفاقية من جديد و الحاكم الجديد الذي سيأتي مكاني لا يمكنه إلغاء أي شرط حسب القوانين .. و لكن بالنظر إلى الجانب المشرق .... توقيعهم عليها أيضاً يمنعهم من الهجوم علينا بأي شكل من الأشكال فهذا نقد لما وقعوا عليه و بالتالي يخسروا فرصة التحكم بجيشنا و هو الهدف الرئيسي لهم من تلك الاتفاقية منذ البداية ..
صمت ساسكي قليلاً و هو يفكر ثم قال : حلنا الوحيد هو أن ننتظر حتى يقوموا باستخدامه بسوء و عندها سيوافق المجلس على إلغائها .. و لكن في الواقع لا أظنهم بهذا الغباء ... فكل شيء قاموا بحسابه و تخطيطه جيداً و على الأغلب سيتحججون بأي شيء عند هجومهم على أي قرية بحيث لا يرى المجلس بأنهم أخطأوا و بذلك لن تنفع تلك الخطة أيضاً بالأخص أننا لا نستطيع الإنتظار إلى فترة طويلة فهذا سيزيدهم قوة أكثر حتى يصبحوا أقوى من كونوها نفسها و عندها مهما فعلنا لن نستطيع إعادة أي شيء إلى ما كان عليه !!
عقب ناروتو و كأنه يكمل ما في عقل ساسكي : و بالطبع بعدها يقومون بفعل أي شيء يلغي تلك الاتفاقية بيننا و لو كان الهجوم علينا حتى فإقالة حاكم و مجيء آخر لن تصنع فرقاً بالنسبة إليهم فقد أصبحوا الأقوى بالفعل و الاتفاقية التي تحمينا منهم قد انتهت عندها ينقضون على القرية و تقع كونوها تحت أيديهم ..... خطة عبقرية !
تنهد ساسكي و وضع يده يمسح على جبينه بتعب ثم نظر إلى ناروتو قائلاً : على كل حال لست بحاجة لإخبارك بأن تحاول مع المجلس لإلغائها حتى و إن لم يعترفوا .... كان خطأنا منذ البداية لأننا وثقنا بهم ... لم يرتح كلانا لهم و لكن لم نجد مبرراً لهذا و الآن أفهم السبب .
نظر إليه بصمت لفترة حتى وضع يده على ركبة ساسكي قائلاً : حسناً الكلام في هذا الأمر لن يوصلنا إلى أي شيء .. سأعتمد على ذكاء شيكامارو و على مقابلتي معهم .... فقط أعلمني عندما يصلك موعد هذا الإجتماع .
هز رأسه ثم قال : حسناً و أخبرت كارين أيضاً بالأمر ربما تجد حلاً .
نظر إليه ناروتو قبل أن تظهر على وجهه ابتسامة خبيثة قائلاً : يبدو بأن أمور عملك عادت إلى وضعها المثالي ثانية .
حرك عينيه نحوه ثم اعادهما أمامه قائلاً : بالطبع لن أنكر ... كارين تقريباً تهتم بكل شيء فتعلم ... لا يوجد أفضل منها في التعامل مع المجرمين .
كادت تنبعث من ناروتو ضحكة و لكنه ابتسم قائلاً و هو يهز رأسه : نعم أعلم .
نهض ساسكي قائلاً : حسناً سأذهب أنا فعلي توقيع بعض الأوراق و أسترح قليلاً لأستعد لعمل غد .
قابله ناروتو بابتسامة و هو ينهض قائلاً : لا بأس .... ربما أستطيع رؤيتك غداً أيضاً .
قابله بابتسامة ثم توجه نحو الباب للذهاب في نفس الوقت الذي ظهرت فيه ساكورا و توجهت نحوه قائلة : أذاهب الآن ؟
تعمد ناروتو الابتعاد عنهما ليترك لهما مساحة خاصة للتحدث بينما أجابها ساسكي : نعم .. أكنتِ تريدين شيئاً ؟
حركت رأسها يميناً و يساراً قائلة : لا .. فقط ...
صمتت قليلاً ثم ابتسمت قائلة : سأضطر للبقاء مع كوشينا هنا الليلة .
هز رأسه قائلاً : حسناً لا بأس .
بادلته النظر حيث ظهرت على وجهها ابتسامة لطيفة قبل أن تقترب منه مقبلة إياه ! ...
في نفس اللحظة التي ظهر فيها أشقر الشعر ناظراً نحوهما حيث ثبت في مكانه تماماً و اتسعت عينيه بصدمة و لم يتحرك و لو حركة بسيطة حتى فجأة تحرك مبتعداً عنهما ماراً من وراء الأريكة التي كان يجلس عليها و التي تجلس عليها زوجته الآن و التي فور أن شعرت بقدومه أدارت وجهها لتنظر إليه و عندكا لمحت ملامح وجهه و سرعته في السير قالت بتعجب : ماذا هناك ....
مر سريعاً من وراءها بدون النظر إليها ليزداد تعجبها مستكملة : .... ناروتو ؟
ظلت تراقبه حتى دخل غرفة في الممر الذي سلكه و أغلق الباب وراءه ليظهر التعجب بقوة على وجهها و الذي أعادته أمامها و لازالت ملامحها لم تتغير ......
بينما الآخر فور أن دخل الغرفة استند على بابها و هو ينظر نحو السقف بشرود لفترة حتى ظهر في عقله ثانية صورة قبلتهما ليغلق عينيه و يظل على وضعه قليلاً و رغم أن أنفاسه كانت هائجة بعض الشيء عندما دخل الغرفة إلا أنه بطريقة ما استطاع إعادتها إلى وضعها الطبيعي ليخرج من الغرفة و يسير في الممر الذي جاء منه و الذي عندما أنهاه وجد ساكورا تسير في عكس اتجاهه حيث وقف كل منهما عندما رأى الآخر و نظرا لبعضهما للحظات قبل أن يقول ناروتو : أذهب ساسكي ؟
ابتسمت بعفوية قائلة : نعم .
هز رأسه قائلاً بابتسامة : حسناً .
ثم انحنى يميناً متوجهاً نحو كوشينا بينما أكملت ساكورا طريقها لتدخل الممر قاصدة المطبخ لشرب الماء ....
جلس على جانب الأريكة الآخر من كوشينا على يسارها و التي نظرت إليه قليلاً حيث كان ينظر أمامه بصمت و هو منحنياً بعض الشيء ليضع ذراعيه على قدميه حتى قالت : ماذا بك حبيبي ؟
نظر إليها بسرعة ثم ابتسم قائلاً بتعجب و استنكار : ماذا بي ؟!
ابتسمت بلطف و هي تحرك يدها اليسرى لتلامس خده الأيمن قائلة : لا شيء بدوت لي منزعجاً فقط .
رمقها للحظات حتى أمسك بيدها التي على خده و قبلها قائلاً بمزاح مستنكراً : أنزعج و أنتِ بجانبي ؟!
اتسعت ابتسامتها و لمعت عينيها بسعادة و هي تنظر إليه بوجهها اللطيف حتى فجأة وجدا أحداً يجلس بالمنتصف ليبتعدا عن بعضهما و الذي قال : لم يفتنِ شيء صحيح ؟ .....
نظرا إليها بتعجب بينما هي عينيها على التلفاز أمامها قائلة : هناك فيلم رائع سيعرض الآن .
تراجع كل منهما للإستناد على الأريكة حيث نظر إليها ناروتو قائلاً : و لم لم تذهبِ لمشاهدته مع ساسكي ؟
ألقت نظرة سريعة عليه قائلة بسخرية و هي تعيد وجهها للتلفاز : ساسكي ماذا ناروتو الذي سيشاهد فلماً معي !!
نظر إليها بينما تقوم هي بأكل الفشار من الطبق بيدها حتى ابتسم بهدوء و أعاد وجهه أمامه ....
بعذ مرور نصف ساعة و قد كانوا قد قاموا بإطفاء الأضواء حيث ضوء التلفاز فقط هو الذي يضيء المكان ...
نظر ناروتو بتساؤول نحو التلفاز قائلاً : في الواقع لا أعلم ما الذي يعجبكِ فيه ! ... يبدو سخيفاً جداً .
ضربته بكوعها الأيسر قائلة : اصمت أنت ... و منذ متى و أنت تفهم في تلك الأمور ؟
نظر إلى التي تجلس عن الطرف الآخر قائلاً بابتسامة : منذ أن عرفت تلك الحسناء .
نظرت إليه لترسم ابتسامة بخجل على وجهها لتحرك ساكورا عينيها بينهما ثم تقول : حسناً لديكما غرفة لا داعي لأرى هذا .
اتسعت ابتسامته و هو يتراجع للإستناد على الأريكة قائلاً : ابتعدي قليلاً ساكورا لا أستطيع الجلوس .
أجابته و هي تأكل و تضع تركيزها على التلفاز أمامها : لا أستطيع كوشينا تشغل المكان بجانبي .
ألقى نظرة على كوشينا و التي عادة كانت تأخذ مكاناً صغيراً جداً و لكن الآن ازدادت المساحة التي تجلس فيها ليعيد نظره أمامه قائلاً بمزاح : تجلس كالبطيخة بجانبنا .
نظرت كوشينا إلى بطنها بتعجب و التي وجدتها تشبه ما شبهها به لتوه إلى حد ما بينما ابتسمت ساكورا لينظر إليها قائلاً : و لم تجلسين أنتِ بمنتصفي أنا و زوجتي ؟
أجابته قائلة : هكذا لأنك أزعجتها .
نظر إليها بتعجب ثم حول نظره لكوشينا قائلاً : أي أنتِ منزعجة ؟ .. عزيزتي ؟
ابتسمت بلطف قائلة : لا حبيبي .. بالطبع لا ....
قام بإخراج جزء من لسانه لإغاظة ساكورا و التي نظرت إليه بضجر قائلة : طفل .
قام بضربها بكوعه لتضربه هي أيضاً بنفس الأسلوب مما جعل كوشينا تضحك بشدة و سعادة قائلة : أنتما الاثنان طفلان .
نظرا إليها بسرعة قائلين في نفس الوقت : ماذا ؟ .... هي / هو من بدأت / بدأ .
ازداد ضحكها لينظرا إلى بعضهما بإنزعاج ثم يستند كل منهما على الأريكة مبعداً وجهه عن الآخر ......
و عند منتصف الليل ........
كانا جالسين كالعادة على سريرهما بهدوء حيث كل منهما ينظر أمامه بصمت حتى فجأة نظر إليها قائلاً : لم نكمل فيلمنا بعد .
نظرت إليه كوشينا بتعجب قائلة : أي فيلم ناروتو ؟ ... لقد انتهى منذ ساعة تقريباً !
اقترب منها قليلاً قائلاً و هو يغمز إليها بابتسامة خبيثة : الفيلم كوشينا ... الفيلم .
نظرت إليه بتعجب قليلاً قبل أن تبتسم و قد أدركت مقصده من إقترابه المستمر و الذي دفعها للتراجع للوراء قائلة : تبدو في مزاجِ جيد جداً اليوم !
اتسعت ابتسامته و هو يحوطها بذراعيه قائلاً : لم يكن أفضل من هذا من قبل .
ضحكت قائلة : توقف ناروتو ما هذا ؟!
استمر ت مداعبته له هكذا مما أدى لتعالي ضحك كوشينا و الذي للأسف سمعه من بالأسفل ... صراخ !
ثوانٍ و فُتح الباب عليهما فجأة حيث قالت ساكورا بفزع : كوشينا !!
لينتفض كل منهما جالساً مكانه على السرير و هما يعدلان من ملابسهما و مظهرهما ثم نظرا نحو الباب ليرا ساكورا تحرك عينيها بينهما بشك و كأنها تستوعب أمراً ما فرسم كل منهما ابتسامة واسعة على شفتيه لتهمس كوشينا من وراء ابتسامتها تلك : لم لم تغلق الباب ؟
أجابها بنفس أسلوبها : نسيت بأنها هنا من الأساس .
بدا على ساكورا أنها فهمت ما كان يجري هنا أخيراً حتى قالت بابتسامة متوترة : أقاطعت شيئاً ؟!
اتسعت ابتسامتهما لها في نفس الوقت كإجابة على سؤالها مما جعلها تبتسم أيضاً بتوتر أكبر ثم أخفت ابتسامتها قائلة بعد أن أصدرت صوتاً بحنجرتها و هي تشير إلى الخارج : أ ... سوف ... أذهب .
هزا رأسهما لها لتبتسم بإرتباك قائلة : ليلة سعيدة .... و آسفة .
ثم تراجعت بقدميها حتى أصبحت خارج الغرفة و أغلقت الباب و ذهبت عائدة لغرفتها ....
بينما هما بالداخل ظل كل منهما ينظر إلى الباب بصمت حتى فجأة ظهرت ابتسامة على وجه ناروتو قبل أن تجده كوشينا قد انفجر ضحكا بجانبها و انحنى حتى لامست جابهته السرير و هو يضرب السرير بيده اليمنى لتقول و هي تنظر إليه بتعجب : و الآن ماذا يضحكك ؟؟
استمر ضحكه حتى حرك رأسه ليستطيع رؤيتها قائلاً من بين ضحكاته : برأيك أليس هناك ما يدعي للضحك ؟
استمر ضحكه الشديد مما جعلها هي أيضاً تضحك بهدوء لتسمعه يقول و هو يرفع اصبعه : لن أنسى هذا الموقف طوال حياتي !
بينما في الأسفل ...
أنا غبية ... نعم أنا غبية .... ساكورا أيتها السخيفة المتسرعة .... يالي من غبية بحق !! .... لم يخطر على بالي طرق الباب حتى !! ... أدخل عليه هو و زوجته !!! ... أجننت لأفعل هذا !! .... غبيــــــــــــة ... بمعنى الكلمة .
استمرت ساكورا في محادثة نفسها هكذا و هي تسير ذهاباً و إياباً في الغرفة و تنظر نحو الأرض و تضع يديها على رأسها بأسف و إنزعاج شديد ......
و عند الساعة الرابعة فجراً ....
استيقظ ناروتو فجأة من نومه و توجه نحو المطبخ حيث قام بفتح الثلاجة و أخذ زجاجة لشرب الماء و أثناء ذلك شعر بظهور أحدهم عند باب المطبخ حيث كانت ساكورا و التي كانت تنزل عينيها بخجل و إنزعاج و هي تقوم بوضع يديها داخل جيبين يوجدان في السترة التي ترتديها ليبعد الزجاجة عنه و ينظر نحوها و هو يغلقها لتلقي عليه نظرة ثم تنزل عينيها بسرعة ليبتسم ثم يتوجه لوضع الزجاجة مكانها و يتحرك واقفاً أمامها مما أزاد توترها ليقول بابتسامة : و ما الذي يوقظكِ الآن ؟
حركت عينيها بإنزعاج على الأرض قبل أن تقول : لم أستطع النوم .
اتسعت ابتسامته و صمت لفترة قبل أن يقول : آمل فقط بألا تكون هناك مشكلة تسبب لكِ هذا ..... أما إن كان الأمر بسبب ما فعلتيه معي أنا و كوشينا ....
قاطعته رافعة رأسها قائلة بخجل و توتر : بشأن هذا أنا آسفة ..... حقاً لم أقصد .... سمعت صراخها فجريت نحوها بسرعة خوفاً من أن يكون قد حدث لها شيئاً .... لم يأتي بعقلي بأنكما ....
وضع يديه على ذراعيها مما جعلها تصمت و لا تكمل بينما قال هو : و هكذا أريدك دائماً .....
رفعت نظرها إليه بتعجب ليكمل : متيقظة لها تماماً و جاهزة لأي شيء ... و لهذا السبب بالتحديد اخترتك أنتِ للبقاء معها فأعلم بأنكِ سوف تهتمين بها جيداً و ستحمينها أيضاً .....
ثم وضع يده تحت ذقنها قائلاً بابتسامة و مزاح : و لكن ليس حمايتها مني !
أبعدت يده بإنزعاج و احمرت وجنتاها بخجل شديد من هذا الموقف الذي وضعت نفسها فيه بينما تحرك هو للذهاب و هو يطلق ضحكة هادئة و لكنه توقف فجأة و أدار وجهه ناظراً نحوها قليلاً و هي تقف هناك تنظر لداخل المطبخ أي إلى الجهة الأخرى بعيداً عنه و الإنزعاج يبدو من ملامحها التي يستطيع رؤيتها ليأتها صوته فجأة قائلاً بابتسامة لطيفة : أنتِ امرأة رائعة ساكورا .
نظرت إليه بسرعة بتعجب لتتسع ابتسامته قائلاً : حقاً .
ازدادت نظرات التعجب الموجهة نحوه بينما يبادلها هو النظر بصمت حتى أعاد وجهه أمامه و توتر وجهه للحظة قبل أن يقول : تصبحين على خير .
ظلت ناظرة نحوه بصمت شديد بينما تحرك هو للذهاب حتى اختفى عن ناظريها ...
و في اليوم التالي عند الواحدة ظهراً ......
كاد ساسكي أن يبثق المشروب الذي بداخل فمه لولا أنه ابتلعه قائلاً بفزع : دخلت عليكما ؟!! ... دخلت عليكما ماذا ناروتو ؟
أبعد ناروتو عينيه نحو اليمين و هو يحرك يده اليسرى على خده الأيسر معقباً : خطيبتك تلك ليست طبيعية أبداً !
نظر إليه ساسكي و هو يحاول منع ضحكته قدر المستطاع حتى انفجر فجأة ضاحكاً بشكل نادر جداً ما يشهده ناروتو منه و الذي نظر إليه و رغماً عنه ظهرت ابتسامة على شفتيه من شدة ضحك ساسكي حيث كان قد وضع رأسه على الطاولة و التي تلامس جبهته و هو يحاول بصعوبة منع ضحكته و لكن لا فائدة حتى رفع رأسه فجأة و تراجع بظهره قليلاً و هو يقول : لحظة لحظة ....
لينظر ناروتو إليه بهدوءه حيث اقترب ساسكي قليلاً قائلاً : ساكورا دخلت عليكما .... في غرفتكما ؟!!
نظر إليه ناروتو قليلاً قبل أن يقول : و ماذا يبدو لك ؟
منع ساسكي ضحكته ثانية ثم قال : كيف ؟ .... أعني ... وضعكما !
حرك عينيه نحوه قبل أن يضيق عينيه بشك بعد أن فهم سؤال ساسكي قائلاً بابتسامة و هو يشير إلى رأس ساسكي : لقد ذهب هذا بعيداً جداً ....
ابتسم ساسكي ليبعد ناروتو عينيه و هو يتنهد قائلاً : من حسن حظي أنه لم يكن شيء قد حدث بعد .
اتسعت ابتسامة ساسكي قبل أن يقول : لم أكن لأتمنى بأن أُوضع في موقف كهذا أبداً .
ثم أشار إليه قائلاً بمزاح : و لكن بالتأكيد ستجدك أنت من بالغت في مداعبة كوشينا كعادتك .
حرك عينيه نحوه ليبادله ساسكي النظر و كأنه ينتظر إعتراف من أمامه و الذي كان يلقي على ساسكي نظرة ثم يبعد عينيه بسرعة حتى أبعد عينيه قائلاً : لا أبداً .
أتاه صوت ساسكي و كأنه لم يصدقه : ناروتو .
شتت نظره أمامه قليلاً حتى عاد بظهره إلى الوراء قائلاً : نعم .. ربما قليلاً ... و لكن هذا طبيعي نحن دائماً هكذا ... هي زوجتي كيف سأعاملها إذاً !
ضحك ساسكي بهدوء ليبعد ناروتو عينيه عنه ثم أعادهما عندما شعر بأن ضحكه ازداد بعض الشيء ليبتسم قائلاً بمزاح : غداً تتزوج منها و أرى طفلك يعرضك لموقف أسوأ من هذا ...
نظر إليه ساسكي قائلاً : لا سأحرص جيداً بأن يكون عقله لي إن كان لوالدته سأصبح في كارثة حقاً عندها .
بينما يتحدثان مرت ساكورا من خارج المتجر و التي عندما نظرت إليهما بالداخل أنزلت عينيها بخجل فقد وجدتهما يضحكان بالداخل و شكت بأن يكون هو نفس الأمر الذي يتحدثان عنه الآن حيث ظلت مترددة فترة حتى شجعت نفسها و دخلت و عندما وصلت إلى طاولتهما نظرا إليها لتحرك عينيها بينهما و حاولت اصطناع التماسك و لكن نظراتهما أفهمتها ما كانا يضحكان عليه لتنزل عينيها بخجل و لم تعرف ما الذي يجب عليها قوله حتى نظرت إلى ناروتو قائلة بحزن بجانب خجلها : أخبرته ؟
نظر إليها بصمت لفترة حتى قال : بالطبع ... يجب عليه أن يعرف إنجازات خطيبته .
أنزلت عينيها و أبعدتها عنه بتوتر و عندما حركتها نحو ساسكي قابلها بابتسامة قائلاً : توقعت منكِ الكثير و لكن تلك .... لن يتوقعها شيكامارو حتى !
أبعدت عينيها بتوتر أكبر و شعرت بحيرة كبيرة فيما ستقوله حتى نطقت قائلة لتبرر موقفها : قلت بأنني قلقت عليها .. و ربما تسرعت قليلاً ...
قاطعها صوتهما في نفس الوقت قائلين : ربما !
حركت عينيها بينهما ثم قالت بإنزعاج و غضب : حسناً أنا مخطأة و لكي تتوقفا عن هذا سوف أترك منزل ناروتو ......
قاطعها نهوض من نطقت اسمه فجأة قائلاً : لا ...
نظرت إليه ليقول بابتسامة : لا داعي ...
نظرت إليه بحزن لتتسع ابتسامته قائلاً : لا تنزعجي ... نمزح فقط .. أنا آسف .
حرك ساسكي عينيه بينهما قليلاً ثم ابتسم قائلاً : لا تلاطفها إلى هذا الحد لكي لا تأتي كوشينا فجأة و يكون قد حدث معكما ما فعلتيه أنتِ معهما ليلة البارحة .
نظرا إليه بتعجب ليبتعد ناروتو قليلاً مبعداً عينيه عنهما بينما تقول هي بتوتر و خجل : ما هذا المزاح ساسكي-كن !
اتسعت ابتسامته ثم نهض قائلاً و هو يتحرك مبتعداً عن كرسيه : إذاً هيا أيها البطل فأمامنا عمل .
نظر إليه ثم ابتعد عن كرسيه أيضاً لينظر ساسكي إلى ساكورا قائلاً : و أنتِ عودي إلى منزله لكي لا تتركِ كوشينا وحدها بدون رعاية .
ثم ابتسم قائلاً : و لكن عندما يحضر ناروتو اتركيها .
نظرت إليه حيث فهمت مقصده لتنظر أمامها و هي تحرك يديها بغيظ و غضب بينما ضحك ساسكي و ابتسم ناروتو ثم تحركا للذهاب ..
و عندما خرجا من المكان ارتمت هي بغضب على أحد الكرسيين أمامها و الذي كان لناورتو قبلها واضعة كوعها على الطاولة لتسند رأسها إلى يدها اليسرى بإنزعاج حيث أتت النادلة قائلة : ما هو طلبكِ ساكورا-سان ؟
أجابتها بغضب بدون النظر إليها : لا شيء يمكنكِ الذهاب .
اتسعت عينا النادلة من هذا الغضب و الذي هو معروف في القرية بأكملها إن كانت ساكورا هكذا إذاً فالأفضل أن يبقى الجميع بعيداً عنها لتقول النادلة بصوت منخفض : حسناً سيدتي .
ثم ذهبت لتشتت ساكورا عينيها بغضب أمامها و هي تجز على أسنانها بغيظ .....
و في اليوم التالي عند الظهيرة ....
مسافر !!!
أجابها ناروتو و هو يقوم بتحضير حقيبته : نعم .
قالت بتعجب : و لم فجأة هكذا !! .... و لم لم تخبرني ؟!
أجابها و هو يرى في الخزانة ملابس له : لأنني إن أخبرتكِ ستنهضين لتحضير الحقيبة و الطعام و كل شيء و هذا سيرهقكِ كثيراً ... و لذلك لم أخبركِ .
نظرت إليه بتعجب ثم قالت : و متى ستعود ؟
أجابها بهدوء : بعد يومين .
نظرت إليه بقلق و ترددت قليلاً قبل أن تقول : ناروتو أنا حامل و يمكن أن يأتي الطفل في أي لحظة ... ماذا سأفعل إن لم تكن هنا ؟
أجابها و هو يستمر بحزم أمتعته التي سيحتاجها هناك : إن حدث شيء سأعلم و آتي على الفور .
عقبت بقلق أكبر : لا ... أنا خائفة .. إن حدث هذا و أنت لست هنا لن أستطيع التحمل حتى تأتي .. ابقى أرجوك و أرسل آخر مكانك .
التفت إليها و وضع يديه على كتفيها قائلاً و هو ينظر إلى عينيها القلقتين بشدة هاتين : كوشينا .. حبيبتي .... اهدأي قليلاً ... لن يحدث شيء ... مجرد يومين و تجدينني هنا ... ثم أن ساكورا هنا معكِ ليل نهار .. لا تترككِ حتى و أنتِ نائمة ....
قاطعته قائلة بخوف : و لكنك وعدتني بأنك ستكون معي وقت ولادتي .
عقب بسرعة : و هذا ما سأفعله .... و لكن عندما يحين وقتها .. لازال هناك أكثر من شهر حبيبتي .
عادت قائلة و لم يطمأنها أي شيء مما قاله : و لكن ربما ....
احتضنها قائلاً : لن يحدث شيء .... يومين ... يومين فقط .... لن يترك كل تلك الأيام و يأتي في اليومين اللذان سأسافر فيهما بالأخص أنه ليس موعده من الأساس .... أنتِ فقط خائفة أكثر من اللازم و فور أن يحدث شيء سآتي لا تخافي .. لن تلدي إلا و أنا بجانبكِ .
ثم ابتعد عنها و عاد لما كان يفعله لتنظر إليه هي بتشتت و قلق شديدين و كأنها تريد إيقافه و لكن لا تعرف كيف و ظلت هكذا حتى انتهى و أغلق حقيبته و توجه نحو الباب للذهاب و هي تتبعه بالطبع و لازالت تفكر في أي شيء يجعله لا يسافر و لكنها لا تجد ...
كانت ساكورا جالسة بالأسفل و فور أن رأتهما ينزلان من على السلم نهضت من فوق الأريكة و نظرت إلى ناروتو بتعجب قائلة : ستترك المنزل ؟!
أجابها قائلاً : لا .. مسافر في إجتماع طاريء .
ثم نظر إلى كوشينا الواقفة بجانبه ليجدها تنظر إليه بقلقها ليبتعد قليلاً مقترباً من ساكورا ليجد كوشينا تتحرك وراءه فوقف و نظر إليها حيث تبادلا النظر لفترة ثم بدأ يتحرك ثانية بينما لم تتبعه هي لفهمها أنه لا يريدها أن تتبعه و عندما وصل إلى ساكورا همس لها قائلاً : حالتها غير طبيعية و ستظل خائفة طوال فترة سفري لذلك حاولي السيطرة على الوضع هنا و طمأنيها بأي شكل من الأشكال فإن ظلت قلقة هكذا لفترة طويلة لا أعلم ما تأثير هذا على صحتها ...
هزت ساكورا رأسها تفهماً قائلة : لا بأس .. دعها لي .
صمت قليلاً قبل أن يعود هامساً لها : و .... إن كان يمكنكِ .... نامي بجانبها مساءاً مكاني فهي تستيقظ كثيراً طوال الليل و تتألم أيضاً و تحتاج لمن يكون بجانبها ... ربما لن يريحكِ هذا و لن تستطيعي النوم و لو ساعة بشكل متواصل و لكن تحملي ليومين فقط حتى أعود .
أجابته قائلة : بالطبع لا تخف .. سأفعل أي شيء لراحتها .
نظر إليها ثم قال بإرتياح : شكراً كثيراً لكِ ... لولا وجودكِ لكنت أصبحت في ورطة كبيرة .
انبعثت ضحكة هادئة من ساكورا قائلة : اذهب أنت و لا تقلق ... فأنا في كل الأحوال أفضل منك في رعايتها لكوني طبيبة من الأساس .
عقب قائلاً بمزاح : حسناً أيتها الطبيبة .. اعتني بزوجتي حتى آتي .
ضحكت قائلة : حسناً .
ثم توجه نحو الباب قائلاً : إلى اللقاء ... أراكما لاحقاً .
تحركت كوشينا لتتبعه قائلة : ناروتو ... انتظر ....
أغلق الباب سريعاً قبل أن تأتي و تحاول معه ثانية ألا يسافر لتقف كوشينا ناظرة نحو الباب بحزن شديد ثم تنزل عينيها بقلق و خوف لتقترب منه ساكورا و هي تضع يديها على كتفي كوشينا حيث تقف بجانبها قائلة بابتسامة : لا بأس .... سنجلس معاً حتى يعود .
لم تتغير ملامح كوشينا أبداً بل ازدادت سوءاً فوضعت ساكورا يدها على يدي كوشينا و التي نظرت إليها لتري ساكورا تقابلها بابتسامة قائلة : لا تخافي ... أنتِ تثقين بي أليس كذلك ؟ .... لن يحدث شيء و إن حدث سأكون معكِ لا داعي لخوفكِ .. اتفقنا ؟
نظرت إليها كوشينا قليلاً قبل أن تنزل رأسها بحزن و هي تهزه هزات بسيطة لتبتسم ساكورا قائلة : حسناً ... هيا لتستريحي في غرفتكِ أفضل .
و أمسكت بيدها لتتحركان معاً نحو السلم و عندما وضعت ساكورا قدمها على أول درجات السلم و أوشكت كوشينا على فعل الأمر ذاته سمعتا فجأة صوت طرق على الباب الخلفي للمنزل لتنظرا نحوه قبل أن تتحرك كوشينا ذاهبة لفتحه و الذي فور أن فتحته دخل ناروتو و قام برفع يده اليمنى التي يحمل بها حقيبته حتى تركها لتقع على الأرض قائلاً : لقد نسيت شيئاً ...
و وضع وجهها بين يديه قبل أن يقوم بتقبيلها مما جعلها تتفاجأ في البداية و لكن بادلته إياها بخجل لتبعد الواقفة هناك نظرها عنهما و هي تشتت نظرها في المكان قائلة في نفسها : أشعر دائماً و كأنني الطرف الثالث في تلك العلاقة !
ابتعد ناروتو عنها قائلاً و هو يضع يديها بين يديه مقبلاً إياهما : اعتني بنفسكِ جيداً ....
هزت رأسها بابتسامة و سعادة ظهرت فجأة لتتسع ابتسامته ثم يبتعد و ينحني ليحمل حقيبته ثانية و عندما اعتدل وقعت عينيه على ساكورا فقال : أراكِ لاحقاً ساكورا .
كانت لازالت مبعدة وجهها عنهما و لكنها انتبهت لصوته فنظرت إليه بتوتر و لوحت له بابتسامة اصطنعتها بسرعة لتعدي هذا الموقف بينما تحرك هو للخروج من الباب الذي دخل منه قائلاً : أراكِ لاحقاً أميرتي الجميلة .
أجابته كوشينا قائلة بابتسامة : لا تتاخر .
ابتسم لها و كإجابة ثم أغلق الباب و ذهب .
و بعد يومين ...
عاد من السفر و لحسن الحظ تحقق توقعه و لم تتحق مخاوف كوشينا حيث فتح الباب و دخل و هو يحرك عينيه في أرجاء المنزل حتى سمع صوت يقول بسعادة و تفاجؤ : حبيبي !!
نظر نحو الغرفة التي جاء منها الصوت ليرى كوشينا جالسة مع ساكورا على أريكة و كوشينا ترجع رأسها قليلاً لتستطيع النظر إليه و التي سرعان ما نهضت متحركة نحوه بأسرع ما يمكنها ، استقبلها بابتسامة لتحتضنه بقوة قائلة : اشتقت إليك كثيراً .
وضع يده اليسرى على ظهرها و ضمها إليه و هو يضع حقيبة سفره التي بيده اليمنى على الأرض قائلاً : و أنا أيضاً أميرتي .
ابتعدت عنه قائلة : لم لم تخبرني بمجيئك الآن ؟
شتت عينيه قليلاً و كأنه يفكر في رد حتى أعاد نظره إليها قائلاً بابتسامة : مفاجأة !
ابتسمت قائلة : مفاجأة أم لكي لا أرهق نفسي في تجهيز كل شيء لك ؟
بدا عليه أن أمره انكشف ليشتت عينيه ثانية قبل أن يقول بابتسامة : الاثنين .
نظرت إليه بملل قبل أن تظهر ابتسامة مشرقة تعجبت منها ساكورا الواقفة بالقرب منهما فلم ترها منها منذ ذهابه قائلة : حسناً سأذهب لإخبار نيا أن تسرع في إعداد الغداء فلا بد أن السفر أرهقك ... لحظة واحدة و آتي لا تتحرك .
ابتسم لها لتستدير ذاهبة بينما ساكورا تراقبها حتى ذهبت ثم اقتربت هي متوجهة نحو ناروتو و الذي أغلق الباب و فور أن أعاد نظره أمامه وجد يدي ساكورا على كتفيه قائلة : ناروتو ... أنت رجل عظيم بمعنى الكلمة !
رفع حاجبه الأيسر بتعجب من هذا و هو ينظر إلى يديها على كتفيه قبل أن يعيد نظره أمامه ناظراً إليها قائلاً : ما الذي حدث بالضبط ؟!!
فتحت عينيها و تنهدت قائلة بعدم تصديق : لا أصدق أبداً بأنك تستطيع النهوض من فراشك بل و الذهاب إلى العمل بعد نوم كهذا !! .... إن كان يسمى نوماً أساساً !!
ضحك قليلاً قبل أن تهدأ ضحكته قائلاً : إذاً هكذا هو الأمر .. يبدو بأنكما استمتعتما كثيراً !
عقبت قائلة : بالطبع !! ... و أفضل ما في الأمر أنني لم أنم لمدة نصف ساعة على الأقل بشكل متصل منذ يومين !!
ابتسم قائلاً : آسف حذرتكِ قبل ذهابي من هذا الأمر و شكراً لكِ لتحملكِ إياه .
عقبت قائلة بدهشة : لا حقاً ... كيف تتحمل أنت وضعاً كهذا !!
اتسعت ابتسامته قائلاً : لا بأس .. اعتدت .
قاطعهم مجيء كوشينا و هي تتوجه نحوه قائلة : الغداء سيكون معداً في خلال خمسة دقائق .
ابتسم لها بينما أكملت اقترابها منه حتى وقفت في حضنه قائلة بابتسامة : ماذا فعلت أثناء سفرك ؟
نظر إليها قائلاً : نمت !
ابتعدت عنه و نظرت إليه بإنزعاج ليضحك قائلاً و يضعها على صدره ثانية : لا أنكر بأنها كانت فرصة ذهبية لأستطيع النوم أخيراً و لكن في نفس الوقت لم يكن مريحاً أيضاً لعدم تواجدكِ بجانبي .... اشتقت لإزعاجكِ لي طوال الليل .
في بداية حديثه أظهرت ابتسامة على شفتيها و لكن سرعان ما نفخت خديها بإنزعاج بعد آخر جملة تلك ليضحك هو و ساكورا عليها مما جعل خديها يحمران خجلاً أيضاً و هي تبعد وجهها عنهما ....
و في اليوم التالي عند الساعة الخامسة ....
دخلت كوشينا غرفتها لتجد ناروتو جالساً على سريره و الذي تحول نوعاً ما لمكتب فجأة من الأوراق التي عليه حيث كان جالساً على يمين السرير واضعاً احدى قدميه على الأرض و كان قد عاد مبكراً من عمله من أجل البقاء معها بما أن ساكورا ليست متفرغة اليوم لتنظر إليه كوشينا قليلاً قبل أن تتحرك نحوه و تجلس أمامه و تنظر إليه بصمت ، بالطبع انتبه لمجيئها و لكن ما كان يظنه أنها دخلت ستقول له شيئاً ثم تذهب و لكن تحديقها العجيب به هذا جعله بعد فترة ينظر إليها بابتسامة قائلأً : ماذا هناك أميرتي ؟
ارتسمت على شفتيها ابتسامة بلطف و لم تجبه حيث كان قد عاد لعمله بالفعل و الذي بدا أنه يصب تركيزه بالكامل على تلك الأوراق أمامه بينما ظلت هي صامتة على حالها حتى فجأة وضعت يدها اليمنى على يده اليمنى قائلة : منذ متى و نحن معاً ؟
رفع نظره إليها بعد هذا السؤال و نظر إليها بتعجب ليرى ابتسامتها نحوه مما جعله يبتسم قائلاً:ثلاث سنوات على ما أعتقد .
اتسعت ابتسامتها أكثر ثم تنهدت قائلة بحنان : ثلاث سنوات ....
ثم ابتسمت بمرح قائلة : سنة صديقتك ..... و سنة خطيبتك ..... و سنة زوجتك ....
قاطعها بابتسامة مازحاً معها و هو يضع وجهه أمام وجهها : و ثلاث سنوات حبيبتي .
علت ضحكتها بسعادة كبيرة ليقترب أكثر ضارباً جبهته بجبهتها بخفة و هو يمسح على شعرها قائلاً : و لكن لا داعي لعدهم ... فعدهم سيتعبنا على أية حال .
نظرت إليه قليلاً قبل أن تبتسم و تنزل رأسها و كأنها تفكر بشيء و الذي كاد أن يمحي ابتسامتها إلا أنها رفعت نظرها إليه ثانية و ابتسمت ابتسامة واسعة بسعادة ليرفع رأسه قليلاً مقبلاً جبهتها ثم يبتعد مستنداً على السرير ثانية عائداً لعمله لتعود هي إلى مراقبته بصمت ثانية ......
في اليوم التالي ..
دخلت ساكورا منزل ناروتو كالعادة لتبقى مع كوشينا و التي فور أن دخلت وجدتها تضع يدها على بطنها و تنحني و هي تغلق عينيها و تطلق أنين ألم لتجري ساكورا نحوها لإسنادها قليلاً قائلة بفزع : هل أنتِ بخير ؟ ... ماذا هناك ؟
كادت أن تنظر إليها إلا أنها أطلقت صرخة ألم حتى كادت تقع لولا إسناد ساكورا لها و التي نظرت نحو قدمي كوشينا قائلة بتعجب : ها ... ما هذا ؟! ... قدميكِ وريمتين جداً كوشينا !!
نظرت إليها بتوجع ثم عادت لوضعها السابق فقالت ساكورا : نيا ...
ظهرت أمامها لتكمل : .. وسادتين .
هزت نيا رأسها ثم ذهبت لإحضار الوسادتين كما أمرتها .
أجلستها ساكورا على الأريكة الموجودة بالقرب منهما حتى أحضرت نيا وسادتين وضعتهما ساكورا على الطاولة و وضعت قدمي كوشينا عليهما و وضعت وسادة أخرى ورائها لتستلقي كوشينا عليها بإرتياح ....
بدا أن وجه كوشينا بدأ يهدأ بالفعل لتقول ساكورا آمرة نيا و هي تقوم بمسح قطرات العرق الموجودة على وجه كوشينا بواسطة منديل : أحضري كوب مياه بسرعة .
ذهبت بينما نظرت ساكورا إلى كوشينا ثانية قائلة : ما الذي حدث ؟!
نظرت كوشينا إليها بضعف بعض الشيء و كأنها تشعر بدوار ثم قالت : لا أنا بخير ... لا تقلقي نفسكِ .
نظرت إليها بقلق قائلة : لستِ بخير أبداً !! ....
ابتسمت كوشينا قائلة و هي تعتدل في جلستها : لا اطمئني ... يحدث هذا أحياناً ... آسفة لإثارة قلقكِ .
أمسكت ساكورا بيدها قائلة : أي إثارة قلق تلك .... المهم أنكِ بخير الآن .
أومأت كوشينا برأسها بابتسامة لتأتي نيا و معها كوب المياه و الذي أخذته كوشينا و أخذت في شربه و بعد مرور فترة لا بأس بها من الصمت حيث كانت ساكورا تقوم بمعالجة قدم كوشينا قليلاً لتساعدها على الإسترخاء بينما الأخرى تراقب ساكورا بعينيها و كأن هناك ما يدور بعقلها و بدا وجهها جدياً إلى حد غريب عن شخصيتها و لكن أعادت ابتسامتها لساكورا ثانية عندما نظرت إليها قائلة : انتهيت .. ربما يساعدكِ هذا على عدم الشعور بأي ألم بها الآن .
هزت كوشينا رأسها قائلة : شكراَ .
بادلتها ساكورا الابتسامة ثم نظرت إلى الطاولة أمامها و التي عليها بعض الأدوية حيث كانت تقوم بوضعهم في الحقيبة الخاصة بهم لتسمع صوت كوشينا قائلة : ساكورا .
تركت ساكورا ما بيدها و نظرت إلى كوشينا قائلة بابتسامة : ماذا هناك ؟
صمتت للحظة قبل أن تقول : ما مقدار حبكِ لناروتو ؟
اتسعت عينا ساكورا من هذا السؤال و سرعان ما قالت بتوتر : مـ ... ماذا ؟ ... لا أنا لا أحبه .
أطلقت كوشينا ضحكة عفوية قائلة : لا لم أعني بهذا المعنى ... أعني .. ما مقدار أهميته بالنسبة إليكِ ؟!
قبل أن تفكر ساكورا في إجابة عليها كان عقلها مشغولاً بالتساؤل عن السبب الذي يجعل كوشينا تسأل سؤالاً كهذا لها حيث قالت : لماذا تسألين سؤالاً كهذا ؟ ....
ابتسمت كوشينا بلطف قائلة : لا أعلم .. فقط .... اهتمامكِ بي و رعايتكِ لي .... رغم أنكِ لا تعرفينني منذ أقل من عام و لكن أرى لطفاً منكِ نحوي و كأننا صديقتين منذ زمن ..... أكل هذا لأنني زوجته ؟ .. أم لأنني زوجة الحاكم هنا مثلاً ؟! ..... أم أنه أمر منه ؟ ... لم وافقتِ على الإعتناء بي ؟!
نظرت إليها ساكورا قليلاً حتى فهمت قصد كوشينا تماماً لتقول بابتسامة : أنا أعرف ناروتو من قبل كل هذا ... أعرفه منذ أن كان منصب الهوكاجي هذا مجرد حلم يسخر منه الجميع على أن يستطيع طفل أحمق مثله تحقيق حلم كبير كهذا .... أعرفه منذ زمن بعيد ... مدة طويلة .. جداً .... علاقتي به الآن لا تتعدى القرابة أو الصداقة أو كل هذا .... بل شيء أكبر من هذا بكثير ... أعني أنا و هو و ساسكي-كن .... هناك شيء يربطنا معاً ... لذلك لكل منهما أهمية كبيرة بالنسبة إليّ ..... و لذلك استبعدني من عقلكِ تماماً بأنني أفعل هذا لأنه أمر من الحاكم و أنني أفعل هذا رغماً عني فقط لأنه يجبرني ! ... فعندما وافقت على فعل هذا .. فعلته لأجله ... لمساعدته و لا أعتقد بأنني أخذت وقتاً في التفكير حتى ... هذا الطفل إن أصبح حاكماً على الجميع لن يصبح حاكماً عليّ ... لذلك اطمئني .. أنا هنا بإرادتي ... أو لأقل .... أنا هنا لأنه يحتاجني ..
ابتسمت كوشينا بسعادة و بعد فترة قالت : إذاً يمكنكِ الإهتمام به ؟
نظرت إليها ساكورا بتعجب لتقول : أعني في الفترة التي تلي الولادة ...سآخذ وقتاً لأعود لحالتي الطبيعية .... هل يمكنكِ تولي أمره في تلك الفترة ؟
ابتسمت ساكورا قائلة : لا تقلقي .. بالطبع أستطيع .
بادلتها كوشينا الابتسامة بإرتياح ثم قالت : جيد .. شكراً .
و في المساء ....
كانتا جالستين معاً تتحدثان أي كعادتهما قبل أن تطلق كوشينا صرخة بألم ثانية و هذه المرة بدا الألم أكبر من ذي قبل بكثير لدرجة أن ساكورا لم تعرف كيف تتصرف و كوشينا تصرخ أمامها لتسمع صوت باب المنزل فجأة و الذي فور أن نظرت إليه وجدت ناروتو يجري نحوهما حتى وصل إلى كوشينا و هبط بمستواه أمام قدميها قائلاً بفزع : ماذا هناك ؟ ... لماذا تصرخين هكذا ؟؟
أطلقت أنين ثم قالت بصعوبة : أشعر بألم شديد في جسدي بأكمله .. ساعدني ناروتو أرجوك .
أجابها بتشتت : أساعدكِ ! .. و كيف أفعل هذا ؟
أجابته و هي تبكي : أي شيء .. افعل أي شيء ...
ثم عادت للصراخ ثانية لتقول ساكورا : خذها إلى الأعلى و هناك نرى ما بها .
نظر إليها ثم هز رأسه و قام بحمل كوشينا بحذر و التي توقف صراخها و لكنها كانت تطلق أنين بسيط و دموعها تنزل و هي واضعة رأسها على صدره ..
في غرفتها .....
أجلسها على السرير و هي تبكي و تتألم بشدة أمامهما و ساكورا تقف بجانبها منحنية نحوها قائلة : ما الذي يؤلمكِ بالضبط ؟
أجابت بصعوبة : لا أعلم .... لا أستطيع أن أحدد تماماً .
عقبت ساكورا : إذاً دعيني أفحصكِ .
نظرت إليها كوشينا بسرعة قائلة : لا ... لا حاجة أبداً ... أنا بخير يحدث هذا كثيراً .... أعطيني فقط أحد تلك المسكنات هناك و سأكون بخير .
نظرت إليها ساكورا بتعجب ثم قالت : أتمازحينني !! ..... كوشينا أنتِ تتعرقين من شدة ألمكِ و وجهكِ محمر بالكامل ! .... ألم تسمعي صراخكِ منذ قليل ؟! .... كوشيـ ......
قاطعها رفع ناروتو ليده اليسرى فجأة و كأنه يطلب منهما السكوت لتنظرا نحوه فتجدانه و كأنه يسمع شيئاً ! ، حيث قال فجأة بفزع : ماذا !! ... متى فعلت هذا ؟!!
نظرتا إليه بتفاجؤ و لكن سرعان ما فهمتا أنه يتحدث إلى كوراما بينما ضرب هو جبهته بيده قبل أن يتنهد ثم ينظر إلى كوشينا قائلاً : حسناً كوشينا استلقى لحظة واحدة ...
تراجعت للوراء ببطء و هي تنظر إليه بتعجب شديد ثم قالت و هي تشاهده يضع يده على بطنها :ماذا يحدث ؟
ألقى عليها نظرة ثم قال : فقط ستشعرين ببعض الألم للحظات و لكن سينتهي بسرعة اتفقنا ...
نظرت كل منهما إليه بشك و عدم فهم لما ينوي فعله حتى نامت كوشينا كما طلب منها بينما وضع هو يده على بطنها لفترة قبل أن يتعالى صراخ كوشينا و الذي استمر لحظات كما قال و هي تقول : ما هذا ناروتو ماذا تفعل ؟؟!!
أزال يده فجأة لتطلق كوشينا زفرة و كأنها أخيراً تحررت و تستطيع التنفس لتنظر إليه ساكورا قائلة : ماذا حدث ؟!
ألقى عليها نظرة سريعة قبل أن يمسك بيد كوشينا لمساعدتها على الجلوس و التي نظرت إليه و هي تضع يدها الأخرى على بطنها حيث ساد الصمت لفترة قبل أن تقول كوشينا بتعجب : قلت ضرباته !
نظر إليها ناروتو بملل قائلاً : تقصدين عادت لوضعها الطبيعي .
نظرت إليه بتعجب لتقول ساكورا : و الآن .. ما علاقة كوراما بألمها هذا ؟
حرك عينيه بينهما قائلاً : مرر كوراما من خلالي القليل من تشاكراه إلى طفلي لحمايته و ليولد ذا جسد قوي فتلك القوة ستبني جسده من الأساس و هو لايزال يتكون بداخلكِ .... و بما أنني على الأغلب سأرفض أمر كهذا تصرف من ذاته .... على كل حال استعدت ما مرره إليكِ .... لذلك لن يضربكِ بنفس القوة التي كان بها .
نظرت كل منهما إليه بتعجب شديد لتقول كوشينا : مهلاً ناروتو .. إن كان هذا أفضل له أعدها ثانية .. هيا لا تهتم أستطيع التحمل .. أعدها ثانية له فهي تحميه كما قلت ... هيا أعدها أعدها .
أطلق ضحكة قائلاً : أعيد ماذا كوشينا ؟! ... لقد أعدته لوضعه الطبيعي و لا تصطنعي القوة أمامي فإن كان يستطيع هو تحمل هذا أنتِ لا يمكنكِ و لن أجاذف بفعل شيء يؤذيكِ ... من الأساس يصعب عليكِ التعامل مع الحمل كما اتضح لي .. لذلك لا داعي لإضافة أي شيء غير ضروري يزيد من مقدار ألمكِ .
نظرت إليه قليلاً ثم أنزلت رأسها بتفهم حتى رفعته قائلة : إذاً ... هل هو بخير الآن ؟
ابتسم قائلاً : لا أعتقد أنه كان بخير أكثر من الآن ... ما يهمني هو أنتِ .. هل لازلتِ تشعرين بهذا الألم ؟
حركت رأسها يميناً و يساراً ثم قالت : كالعادة لم يتلاشى و لكن قل إلى حد ما .. أستطيع التنفس على الأقل .
قابلها بابتسامة بسيطة ثم اقترب مقبلاً جبهتها لتنظر إليهما ساكورا قبل أن تلاحظ موقفها هنا ثم تقول : حسناً تذكرت بأن أمامي شيئاً يجب عليّ فعله .... جيد أنكِ أصبحتِ بخير كوشينا ... أراكما لاحقاً .
و استدارت متوجهة نحو الباب بحيث لم تترك لأحدهما فرصة ليحدثها حتى !! ، و عندما خرجت من الغرفة أعادا نظرهما إلى بعضهما ليبتسم بلطف و هو يمسح على شعرها قائلاً : حسناً نامي قليلاً ربما تشعرين بتحسن أكثر .
ابتسمت له بتعب لتتسع ابتسامته ثم ينهض ليعود إلى ما يفعله عادة بعد عودته من عمله ......
و بعد مرور ساعتين ......
خرج من غرفته في الوقت الذي كانت ساكورا لتوها خرجت من غرفتها أيضاً لتنظر إليه قائلة بتعجب : لماذا استيقظت الآن ؟!
ابتسم بتعب قائلاً : لا أعتقد بأنني نمت بعد و لكن كوشينا معدتها تؤلمها .. ذاهب لفعل شيء يهدئها .
نزل السلم للتوجه نحو المطبخ بينما هي تراقبه و بعد تردد تحركت وراءه و ظلت واقفة تراقبه من بعيد عند باب المطبخ بينما تراه يحضر المكونات و يبدأ بوضعها معاً ثم اقتربت واقفة بجانبه و هي تظر إليه و هو يقوم بتقليب المشروب و الذي وضعه على اللهب ، لاحظت الإرهاق بوضوح من عينيه لتتحرك و تقوم بصدمه بلطف لتزيحه بضع خطوات و تقف مكانه ممسكة الملعقة حيث نظر إليها بتعجب بينما قالت هي : اذهب أنت للبقاء معها و أنا سأكمله .
نظر إليها قليلاً ثم تحرك عائداً إلى كوشينا ثانية .....
دخل الغرفة و توجه نحوها لتقول : أين المشروب ؟
جلس أمامها و وضع يده على يدها قائلاً بلطف : ساكورا تقوم بتسخينه فقط .
ابتسمت بهدوء قائلة : حسناً .
قليلاً فقط و وجدوا ساكورا عند الباب قائلة و هي تنظر بحذر : أدخل ؟
ابتسم ناروتو قائلة : تعالي .
دخلت و أغلقت الباب بهدوء ثم توجهت نحو كوشينا لإعطاءها هذا المشروب و الذي فور أن أمسكته بدأت بشربه و عندما تأكد كل منهما بتحسنها استأذنت ساكورا للذهاب لتركهما على راحتهما بينما بعدما انتهت كوشينا من مشروبها لاحظ الإرتياح على وجهها ليأخذ منها الكوب بينما تقول هي بابتسامة : حسناً يمكنني النوم الآن .
ابتسم قائلاً : حسناً حبيبتي .. تصبحين على خير .
ثم نهض و ساعدها على النوم و سحب الغطاء فوقها لينحني مقبلاً رأسها بلطف مما جعلها تبتسم و يبدو الإرتياح عليها إلى حد ما و هي مغلقة عينيها و على وشك النوم و لكنها فتحت عينيها فور سماع صوت الباب يُفتح لتنظر نحوه و تراه يخرج مما جعلها تقول : إلى أين ؟
أطل وجهه إلى الغرفة قائلاً بابتسامة لطيفة : سأدعكِ تنامين لكي لا أزعجكِ فقط ... قليلاً و آتي .
ابتسمت قائلة : حسناً لا تتأخر .
اتسعت ابتسامته لها قائلاً : حاضر أميرتي .
ثم أغلق الباب بهدوء لتغلق هي عينيها محاولة النوم .......
و بعد ما يقرب العشر دقائق ....
كان جالساً على أريكة بالأسفل حيث رأته ساكورا و توجهت للجلوس على الأريكة المقابلة قائلة بمزاح : كم هي محظوظة بك !
نظر إليها بتعجب و هو يقوم بفتح زجاجة مياه قائلاً بتعحب : ماذا ؟!! ... أتحلمين برجلاً مثلي أم ماذا ؟!
أجابته بثقة و برود : بالطبع لا أيها الأخرق .
نظر إليها بابتسامة لتبادله النظر قبل أن تقول : أنت فقط .... مثل بقية الرجال تنزعج .... و لكنك لا تهرب .
أطلق ضحكة بهدوء قائلاً : و كيف الهرب من زوجتي ؟
رفع الزجاجة قليلاً قائلاً : كما أنني السبب تقريباً بما تمر به كوشينا الآن ..... فلولا زواجها بي لم تكن لتمر بتلك التجربة .
أنزلت عينيها و هي تبتسم بخجل قليلاً ثم رفعت عينيها نحوه و هي تنظر إليه و لا تحركهما من عليه و أثناء ما كان يشرب سمعها تقول : اشتقت إليك ناروتو .
أبعد الزجاجة عن فمه و هو ينظر إليها بريبة قليلاً حتى قال و مازالت عينيه مثبتتان عليها : فسري كلامكِ ساكورا .
ضحكت بسعادة كبيرة ليقول بما يشبه الابتسامة : أنا لا أمزح .... فسري كلامك .
استمر ضحكها قليلاً حتى هدأ و تحول إلى ابتسامة لتقول : أعني اشتقت لبقائنا معاً .... عندما كنا نتحدث و نمزح و نضحك معاً ... عندما كنت متفرغاً لي ... كم أشتاق كثيراً لهذه الأيام .
نظر إليها بصمت و هو يغلق الزجاجة التي بيده لتنظر إليه هي أيضاً حتى ابتسم قائلاً : حسناً ... نحن جالسين معاً الآن و نتكلم و نضحك ما مشكلتكِ ؟
انبعثت منها ضحكة أخرى قبل أن تقول بسخرية و مرح : أنت شبه نائم أمامي الآن .... فور أن تستيقظ صباحاً لن تتذكر شيئاً من هذا .
ابتسم قائلاً : لا .. ليس إلى هذا الحد .
ثم نظر إليها و تلك الابتسامة المرحة على وجهها و التي اتسعت بعد رده ليقول في نفسه :صعب أن أنسى جلسة معكِ على أي حال .
تبادلا النظر لفترة حيث بدا عليه أنه لاحظ شيئاً مما جعلها تنهض ذاهبة للجلوس على يساره و هي تبتسم قائلة بمرحها : ماذا بك لماذا تنظر إليّ هكذا ؟
اتسعت ابتسامته و عينيه لازالتا مثبتتان عليها حتى قال : أنتِ فقط .....
نظرت إليه منتظرة أن يكمل لولا أنه أطال نظره بشكل غريب جعلها لا تعرف إن أرادت سؤاله فما هو السؤال المناسب حتى فجأة وجدت يده اليمنى بالقرب من خدها الأيسر حيث فور أن لامست خدها أغلقت عينيها بتوتر قبل أن تفتحهما ثانية و تظل فترة محاولة استعادة توازنها أو إعادة نبضها الطبيعي على الأقل حتى وجدت لحظة استطاعت استرجاع شجاعتها فيها فاستغلتها قائلة قاصدة المزاح : أزل يدك الآن قبل أن أزيلها أنا بطريقتي ....
أبعد يده فوراً و هو يبتسم بهدوء حيث أنزل عينيه قليلاً قبل أن يعود للنظر إليها ثانية و ابتسامته الهادئة بدا من وراءها شيء و لكنها لم تفهم كالعادة ليبعد عينيه بسرعة عنها معيداً نظره أمامه و هو يطلق صوتاً بحنجرته و كأنه يوقظ نفسه من فكرة ما لتنظر إليه بتعجب قليلاً قبل أن تنحني لتجعل رأسها في مجال نظره قائلة بمرح : أنا ماذا ؟؟
حرك عينيه نحوها ليشرد للحظة ثانية و هذه المرة بدا أنه إن نظر أكثر لن يبعد عينيه فأبعد عينيه و نهض فجأة قائلاً و هو يذهب : تضيعين وقتي .
أدارت عينيها بملل ثم نهضت ليجد يدها تمسك بذراعه و تديره إليها قائلة : أنا ماذا ؟ .... كنت تريد قول شيء ... و هو ليس ما قلته لتوك .
نظر إليها بضيق قليلاً لتتسع ابتسامتها قائلة : إذاً ما هو ؟
ألقى نظرة عليها و سرعان ما أبعد عينيه ليحركهما حول الغرفة قليلاً قبل أن يعيد نظره إليها قائلاً : ألا تعلمين ؟
نظرت إليه بتشتت و كأنها تسأله عن أي شيء بالضبط ليتبادلا النظر لمدة جعلته يستسلم قائلاً: جميلة .
اتسعت عينيها على أشدهما مما سمعت لتوها لينظر إليها بتردد قليلاً قبل أن يبتسم بلطف قائلاً بقلة حيلة : أنتِ جميلة .
بعد سماعها للمرة الثانية تلك الكلمة أنزلت عينيها بخجل نوعاً ما و أظهرت ابتسامة تنم عن هذا الخجل الممتزج بالسعادة الخاصة بناروتو و التي تشعر بها معه فقط و حتى عندما فكرت في شكره لم تستطع نطقها ربما شعرت بالإرتباك قليلاً ... توتر .. فقط كان صعباً نطق أي شيء بالأخص أن هذا مفاجيء جداً و منه بالأخص هذه الأيام ....
نظر وراءه نحو غرفة كوشينا ثم أعاد وجهه أمامه قائلاً و هو ينظر بعيداً عن ساكورا : حسناً ... سأذهب أنا فعلى ما يبدو أنها نامت بالفعل .... تصبحين على خير .
رفعت نظرها لتنظر إليه و لكنها لم تستطع لمح وجهه حتى فقد استدار متوجهاً نحو السلم بينما هي تراقبه و هو يصعده حتى وصل غرفته و عندما أوشك على غلق الباب همست قائلة بابتسامة لطيفة : و أنت بخير .... ناروتو .
ثم رفعت يدها اليسرى نحو خدها الأيسر مكان يده لتتسع ابتسامتها و تقول في نفسها : لا أشعر حقاً بأنني امرأة جميلة إلا عندما أكون معك ...
ثم أغلقت عينيها مستكملة : الماضي يعود خطوة خطوة .
ثم ابتسمت بسخرية مكملة في نفسها : إن استعاد حبه لي سوف تكون كارثة !
ثم توجهت إلى غرفتها ......
و بالداخل ....
جلست على السرير ممتدة عليه و مستندة على وسادة و هي تنظر إلى أبعد نقطة من السقف أمامها عند حافته و تقريباً لا ترمش و لازالت واضعة يدها على خدها حتى ابتسمت قائلة بسخرية فجأة : لازلت أرى عينيه أمامي حتى الآن ما هذا ؟!
ثم قالت في نفسها : نظر إليّ طويلاً حتى حفظت شكل عينيه و من طول النظر إليهما لازلت أظن بأنني لم أنتهي بعد .... و لكنها كانت المرة الأولى التي أشعر بها حقاُ بدون أن أتسائل إن كان يقولها مازحاً أم للتخفيف عني أم مجرد مجاملة .... كانت صريحة ! .. هذه المرة كان يعنيها حقاً قالها بكل وضوح .... لم أعد أشعر بعدها بالحيرة ما إن كان هذا حقاً رأيه الحقيقي أم لا .... بل يبدو بأنك استسلمت أخيراً أمامي ناروتو و لم تعد تجيد الإخفاء جيداً ....
انبعثت منها ضحكة ساخرة على هذا الوضع لتعود قائلة في نفسها : كم هذا الوضع سخيف ... أفكر فيه ... و لكن لأي سبب !! ..... و أعلم بأنني سأظل أفكر هكذا حتى الصباح و لكن لماذا ! ..... ألست هنا للإهتمام بكوشينا ؟ ... ما هذا الذي أفعله أفكر في زوجها .. كما قلت وضع مثير للشفقة .
ثم نظرت على يمينها لتغلق النور و تستلقي على السرير على جانبها الأيسر و تشد الغطاء فوقها حتى ثبتت على وضعها لتظهر ابتسامة على شفتيها عندما لامست يدها اليسرى خدها الأيسر بعدم قصد لتقول في نفسها و هي بالكاد تمنع ضحكتها : لا فائدة كل شيء سيذكرني بما حدث .... و لا أظن بأنه بالأعلى يفكر في شيء آخر .
ثم أغلقت عينيها و لازلت ابتسامتها لم تختفي بعد و هي على وشك النوم ....
و في اليوم التالي عند الساعة الثانية ظهراً ...
خرجت ساكورا لتناول الغداء مع إينو بما أن ناروتو عاد للبقاء مع كوشينا قليلاً فلم تجلس ساكورا مع إينو منذ مدة طويلة مما جعلها تستغل الفرصة ليتناولا الغداء معاً ....
ماذا ساكورا ... ما سر تلك اللامبالاة و راحة البال الغريبة ؟!!
وجهت إينو سؤالها لساكورا فور أن وجدتها هادئة جداً و تبتسم بهدوء و إرتياح حيث أجابتها الأخرى بحالتها : لا شيء ... و لكن البقاء في منزل ناروتو مريح قليلاً .
اتسعت عينا إينو قائلة : في منزل ناروتو !! ...
ثم عقبت بشك : ساكورا ....
نظرت إليها لتقول : أجلستما وحدكما بعيداً عن كوشينا ؟
اتسعت عينا ساكورا قائلة : ماذا إينو ؟! ... ما هذا السؤال ؟ ...
جاءها رد إينو قائلة : أجيبي ساكورا .
أجابتها قائلة : نعم .... و ما المشكلة ؟ .... كنا نتحدث فقط .
رفعت إينو أحد حاجبيها قائلة بشك : تتحدثان فقط ! ... و في ماذا ؟ ...
نظرت ساكورا إليها بتعجب و أجابتها بإنزعاج : أمور عادية إينو ... عادية ...
عقبت إينو قائلة : كـ ...
أدارت ساكورا عينيها بضجر و تنهدت قائلة : من الأساس معظم حديثنا يكون عن كوشينا .
أشارت إليها إينو قائلة و كأنها وصلت لما تريده : معظمه أرأيتِ .... أي ليس كله .... و البقية عن ماذا تتحدثان ؟؟
أجابتها ساكورا بغضب : عن أي شيء إينو .. ماذا بكِ ؟ .... عن عمله مثلاً .... أساعده قليلاً لأن كوشينا ليست قادرة هذه الأيام على فعل شيء ... هكذا .. أمور كتلك .... ليس بالأمر الهام .
نظرت إليها بشك قليلاً ثم أنزلت وجهها ناظرة نحو الطاولة بينما ساكورا تنظر إلى الخارج عبر النافذة حتى رفعت إينو رأسها قائلة بجدية : فقط تذكري بأنكِ مخطوبة ساكورا .
حركت عينيها نحوها بسرعة لتكمل : و هو متزوج .
تبادلا النظر قليلاً قبل أن تعيد ساكورا نظرها نحو النافذة و يبدو بأن تلك المحادثة أضاعت كل الراحة التي كانت تشعر بها حيث بدا على وجهها القلق بعض الشيء .
يتبع
0 comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.